Thursday, April 30, 2009

سكنك !!!


يعيش في ولاية تكساس الأمريكية حيوان عجيب يشبه الارنب ويوازيه في حجمه يعرف بأسم " سكنك " Skunk سلحه الله عز وجل بوسيلة دفاع عن النفس عجيبة ونادرة وفعالة .
* اذا وجد هذا الحيوان الصغير نفسه أمام عدو ”ضرط ”عليه .
*الضرطة الواحدة من هذا الحيوان العجيب كفيلة بتلويث الجو برائحة مقرفة ومنفرة تنتشر في مساحة تزيد عن ميلين مربعين لا يمكن للانسان أو الحيوان احتمالها ولا يوجد خيار أمام الضحية الا الهرب من المنطقة .
* أما اذا كانت القذيفة مباشرة ... وضرط ال " سكنك " في وجهك ... فأن كل صابون المدينة لن ينفعك ولن يغسلك من الرائحة التي تعلق بك وتحولك الى جيفة بكل ما في هذه الكلمة من معنى . * فلاح من تكساس على معرفة بهذا الحيوان وحكاياته أخبرني ان سكان الولاية كانوا يعالجون المصاب بقذيفة مباشرة من هذا الحيوان عن طريق عصير البندورة " الطماطم " حيث يتم نقع المصاب في برميل مليء بعصير الطماطم لعدة ساعات ويتم عزله عن الاخرين وكأنه مصاب بالطاعون الى ان تزول عنه اثار العدوان .
* اذا واجهت هذا الحيوان الصغير وحاولت الامساك به او ضربه يدير لك على الفور مؤخرته .... الى هنا وتصرف هذا الحيوان يشبه تصرف الحكام العرب الذين يديرون مؤخراتهم لكل من يرغب في جلدهم ... ولكن الفرق هو في الخطوة التالية .... فالحاكم العربي يستسلم للجلد والرفس واشياء اخرى ... اما هذا الحيوان فيتخذ وضعا قتاليا بأن يرفع ذيله الى اعلى .... ثم يصوب نحو الهدف .... ويطلق ” ضرطة ” واحدة فقط قبل ان يهرب بسرعة لتحضير قذيفة جديدة يقال انها تحتاج منه الى يومين كاملين حتى تكون جاهزة للاطلاق .
* لا ادري ان كان لضرطته صوت مثل ” ضرطات ” الحكام العرب ... ولكن الذي اعرفه جيدا ان لضرطته رائحة قوية نفاذة تنتشر في مساحة واسعة قد تمتد الى ميلين مربعين وتظل الرائحة في الجو لاكثر من ساعتين كاملتين .
* نحن أيضا—اقصد العرب—نتمتع بمثل هذه الوسيلة الدفاعية وان كان الصوت عندنا يعلو على الرائحة ... أدخل الى أي مطعم عربي يقدم أطباق الفول مخلوطة بالبصل والثوم والفجل لتسمع ما يشجيك من عزف منفرد وجماعي تعقبه روائح مختلفة تتباين بتباين نوع الفجل والبصل والثوم وفتحات التهوية في المطعم سيء الذكر .... ولن يعتذر احد لاحد لاننا كلنا في الهم شرق ... ولاننا الشعب الوحيد في الكرة الارضية الذي وضع للضرطة عشرين اسما .... وميز بين ضرطة الانسان وضرطة الحمار ... ففي كتاب ” فقه اللغة وسر العربية ” الذي وضعه الامام اللغوي عبد الملك بن محمد الثعالبي الذي مات قبل 1026 سنة بالتمام والكمال تجد شرحا وتفصيلا للضرطة ومسمياتها تبعا لنوعها .... فما يخرج عن الانسان يسمى ضراطا ... وضرطة البعير يسميها العرب ” ردام ” ... وضرطة الحصان ” حصام ” واذا ضرط العنز يقال ” حبق ” بها ... والضرطة عند الانسان على انواع .... فأذا كانت ليست بشديدة قيل : أنبق بها ... فأذا زادت قيل : عفق بها وحبج بها وخبج ... فاذا اشتدت قيل : زقع بها .... ونظرا لان العرب لم يعرفوا حيوان ” سكنك ” الذي يعيش في ولاية تكساس لم يسموا ” ضرطته ” وان كنت اظنها من قبيل ” الزقع ” على سبيل القياس .
* في تقرير نشرته مجلة انجليزية عن التسلح في العالم ذكرت المجلة ان لدى العرب دبابات حديثة تزيد في عددها عن ضعفي ما لامريكا وبريطانيا وفرنسا مجتمعة ... وينفق العرب مليارات الدولارات سنويا على شراء الاسلحة ... وتضيف المجلة ان دولة مثل الامارات ستصبح خلال خمس سنوات صاحبة أقوى خامس سلاح جو في العالم .... ومع هذا يدافع أطفال القدس عن الاقصى بالحجارة ... وبقنابل هاون " هووم ميد ".
* اذا كانت كل هذه الاسلحة للفرجة ... وللاستعراضات العسكرية في مشيخات الخليج وليست للدفاع عن النفس والمقدسات ... فلماذا لا نلجأ الى الدفاع عن أنفسنا باستخدام سلاح " الضرطة " وهو سلاح فعال وغير مكلف ولا يحتاج الى تدريب ولا الى جنرالات عرب ولا الى خطط حربية من أي نوع . ... ولا يحتاج التدرب على هذا السلاح الفعال الى كليات حربية او عسكرية .
* يكفي أن يصطف مائة مليون عربي على الحدود مع اسرائيل - بعد وجبة فول وفجل وبصل فاخرة - ومع أول اشارة من القذافي - باعتباره عميد الزعماء العرب وأقدمهم - يدير العرب مؤخراتهم الى اسرائيل ويقصفوها بمائة مليون ضرطة مباشرة ... فقد يتم بذلك تحرير الارض وطرد المغتصب وتحرير الاقصى !!
* هل تذكرون حكاية القذافي مع ”الرز“ و .... ”طز ” ؟
* كان القذافي قد القى خطبة عصماء شتم فيها امريكا ... وهتف بصوت عال :“ طز في امريكا ” فردد الليبيون في ملعب طرابلس الهتاف بعده وظلوا يطززون لامريكا حتى الصباح .... فمنعت الولايات المتحدة تصدير الرز الى ليبيا حتى اختفت هذه المادة تماما من الاسواق رغم انها تشكل مادة اساسية في طعام الليبيين .
* يومها دخل مواطن ليبي الى دكان وسأل البائع العجوز : هل يوجد عندك رز ؟ فرد عليه البائع ساخرا : حيرتونا ... عليكم ان تختاروا اما ” طز ” واما ” رز ” !!
* اذا كانت هذه الاسلحة الجرارة التي نشتريها بمليارات الدولارات لا تستخدم للدفاع عن النفس فلماذا لا يتم توفير اثمناها وانفاقها على الفقراء والمعوزين ... وبناء المدن العربية التي تحولت الى ” خرابات ” وتحسين الوضع الصحي والمعيشي لملايين العرب ممن يعيشون تحت حزام الفقر ؟
* لماذا تنفق سوريا مئات الملايين على التسلح ومع ذلك تعجز قواتها عن رصد طائرات اسرائيلية تحلق فوق القصر الجمهوري وتقصف ضواحي دمشق ... ويخرج الينا الرئيس بشار الاسد في لقاء نشرته واشنطون بوست مؤخرا يتباهى فيه بأن مخابرات بلاده تتعاون مع المخابرات المركزية الامريكية وهو ما لم تصرح به اسرائيل نفسها .
* من يفسر لنا مسرحية العراق ؟
* لقد انفق صدام مليارات الدولارات على الاسلحة ... ومع ذلك سقطت بغداد بدبابتين .... ولما اشتد ساعد رجال المقاومة العراقية لم يجدوا سيارة نصف عمر لحمل صواريخ الكاتيوشا لقصف فندق فلسطين فاستعانوا بالحمير !!
* صحيح ان الحمير من الفولكلور العربي .... ولكن مفعولها القتالي لم يعد يناسب القرن الحادي والعشرين .... لذا اقترح على العرب تربية حيوان ” سكنك ” الامريكي ... فضراط هذا الحيوان الصغير مضافا الى ضراط الجيوش العربية الجرارة يكفي لاحتلال العالم خلال ساعات بخاصة اذا سلمت القيادة لشيخ ام القيوين ..... والمعاذ بالله !!

أسامة فوزي

المقال ماخود بصرف من الكاب الساخر اسامة فوزي

وله جزيل الشكر وكل القدير و الاحترام