Monday, May 11, 2009

عالم مصري يحصل على أعلى جائزة فنية عالمية تمنحها ميكروسوفت

منحت ميكروسوفت العالم المصري الشاب د. أحمد بهاء الدين محمد جائزة محترف ميكروسوفت في تخصص أدوات هندسة البرمجيات ، ويعتبر د. أحمد بهاء الدين هو الوحيد على مستوى أفريقيا والشرق الأوسط ومواطني الدول النامية بما فيها الهند وإسرائيل الذي حصل على هذه الجائزة .

وتعد هذه الجائزة أعلى جائزة فنية عالمية تمنحها مايكروسوفت لمتخصصيها الذين أثبتوا قدرات فنية فائقة عالمية المستوى في تطوير ودعم حلول متميزة مستخدمة تقنيات ميكروسوفت .

وحول هندسة البرمجيات يقول العالم المصري الحائز على الجائزة إنه علم يحاول أن يعتبر عملية إنتاج البرمجيات صناعة ويؤسس لها قواعد وأصول

ومن جانبه أكد الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت العالمية أن مصر أصبحت تدرك أهمية هذا التخصص والدليل على ذلك أن هناك مركز متخصص تابع لهيئة تنمية تكنولوجيا المعلومات يستهدف رفع جودة مستوى البرمجيات المصرية وهو ما يؤدي في النهاية إلى إلى زيادة الصادرات في قطاع تكنولوجيا المعلومات .

كما أكد أن مصر تسير في اتجاه تصاعدي في هذا القطاع رغم الانكماش العالمي فيه نتيجة للأزمة المالية العالمية.

جدير بالذكر أن عدد الحاصلين على هذه الجائزة منذ بداية منحها في هذا التخصص سبعون متخصص على مستوى العالم خلال تسع سنوات .

مبارك: السلام يصنعه الأقوياء ويحققه من يملكون شجاعة اتخاذ القرارات الصعبة


أكد الرئيس حسنى مبارك أن ثلاثة عقود مضت على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ثبت خلالها أن السلام ليس مستحيلاً.. وقال إن السلام يصنعه الأقوياء ويحققه من يملكون شجاعة اتخاذ القرارات الصعبة، والقادرون على الالتزام بتنفيذها.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس حسني مبارك اليوم 11/5/2009 في بداية مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نيتانياهو في ختام مباحثاتهما اليوم في شرم الشيخ.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو "إنه جاء إلى شرم الشيخ للإعراب عن تقدير الحكومة الجديدة في إسرائيل لمصر وللرئيس حسنى مبارك".

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي ـ خلال المؤتمر الصحفي المشترك ـ "إن الرئيس مبارك هو صديق يبذل كل جهده من أجل شعبه ودولته وفى المقام الأول عن طريق دعم عملية السلام"، مشيراً إلى أنه أخبر الرئيس مبارك أن السلام بين الدولتين (مصر وإسرائيل) مستمر منذ ثلاثين عاما وأنه صمد أمام كل الاختبارات وأن هذا السلام هو ثروة إستراتيجية للطرفين.

وأضاف "أننا نريد توسيع السلام وخاصة مع جيراننا الفلسطينيين، وقال "نريد أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء في آفاق السلام والأمن والاستقرار والرفاهية"، واستطرد قائلاً "إننا نريد بأقصى سرعة أن نجدد محادثات السلام مع الفلسطينيين خلال الأسابيع القادمة"، مشددًا على ضرورة تسهيل الإجراءات لتحقيق تعاون اقتصادي بين الجانبين، وكذلك نساعد الأجهزة الأمنية الفلسطينية في تحقيق الاستقرار.

وأضاف "نحن نعتقد أن مساعدة مصر وجهود الرئيس مبارك ستكون هامة للغاية في محاربة الإرهابيين الذين يؤثرون بالسلب على عملية السلام".

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن رغبته في تدعيم العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، قائلاً "جئت إلى مصر لتعزيز العلاقات بين الشعب اليهودي القديم وبين الأمة العربية الكبيرة"، مضيفًا أن الشعب اليهودي يرغب في علاقات تناغم مع الشعوب الإسلامية.

وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي إن إسرائيل تسعى إلى إقامة السلام مع الجانب الفلسطيني وكافة الدول العربية، وأردف قائلاً " أن إسرائيل ومصر يسعيان إلى بناء مستقبل فإن علينا أن نسعى إلى دعم التعاون بيننا وتعزيزه".

وفى نهاية كلمته.. قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي الشكر للرئيس حسنى مبارك عن كرم الضيافة والصداقة التي أبدتها مصر على مدى السنين وخلال هذه الزيارة

مهرجان القراءة للجميع

هو مناسبة ثقافية سنوية تزداد نجاحا من عام لعام منذ بدئها عام 1991 تحت رعاية السيدة سوزان مبارك.

ولدت فكرة المهرجان خلال مؤتمر الاتحاد الدولى للناشرين الذى عقد فى لندن عام 1991 حيث نوقشت به ظاهرة مكتبات الأطفال فى مصر والدور الاجتماعى والثقافى الذى يمكن أن تلعبه فى حياة الطفل ، تحولت الفكرة الى مشروع ماجستير للسيدة / سوزان مبارك بعد أن تنبتها بنفسها .
كان أول احتفال لهذا المهرجان عام1991 فى مكتبة عرب المحمدى وتحت شعار "القراءة للجميع" ، وفى عام 1992 ومع عام "طفل القرية" إنطلق المهرجان ليأخذ بعدا جديدا من الاهتمام بأطفال مصر عموما سواءا بالمدن أو القرى ، وافتتح المهرجان بقرية البراجيل وبدأت تجربة المكتبات المحمولة .







وجاء نجاح التجربة ليؤكد إيمان المصريين بأهمية القراءة ، وأخذ المهرجان فى هذا العام بعدا جديدا إلا هو إعلان جوائز أدبية وثقافية من خلال جمعية الرعاية المتكاملة ، وفى مهرجان 1993 كان الشعار "مكتبة فى كل مكان" وأعلنت السيدة / سوزان مبارك إدخال الكمبيوتر وتعليم اللغات الأجنبية ضمن فعاليات المهرجان ، ويأتى عام 1994 ليدخل مرحلة جديدة حيث يحمل شعار "للطفل .. للشباب .. للأسرة" وبذلك يشارك الجميع فى فعاليات المهرجان وتأتى مطبوعات مكتبة الأسرة لتؤكد هذا المعنى ويأتى مشروع مكتبة الأسرة والذى شارك فيه عدد من الوزارات بجانب جمعية الرعاية المتكاملة الذى يعد أضخم مشروع للقراءة فى تاريخ مصر الحديثة ، وفى العام الخامس للمهرجان عام 1995 وتحت عنوان "نحو قراءة عربية سليمة" فتحت السيدة سوزان مبارك المهرجان فى قاعة يوسف السباعى بمسرح التليفزيون بمصر الجديدة وتم إفتتاح مكتبات جديدة مثل مكتبات الشاطىء والمكتبات المتنقلة وتم افتتاح المكتبة السمعية لفاقدى السمع ، وجاء المهرجان السادس لتواصل النجاح ويتحول المهرجان الى أهم وأكبر مشروع ثقافى تشهده مصر .




أشادت منظمة اليونسكو بمهرجـــان القراءة للجميع كتجربة ثقافية رائدة ونادت بتعميمها على مستوى العالم .
تم فى عام 2004 الاحتفال بمرور عشر سنوات على إنشاء مكتبة الأسرة التي أصدرت ملايين النسخ لما يقرب من ألف عنوان ، وتنوعت إصدراتها بين القديم والحديث وقامت المكتبة بإصدار مجموعة من الموسوعات التاريخية وأعادت تقديم مصر القديمة وقصة الحضارة ووصف مصر .
وفي عام 2005 تم الاحتفال بمرور خمسة عشر عاماً علي بدئه وأطلقت السيدة سوزان مبارك شعلة التنوير من مكتبة عرب المحمدي لتستقر في مكتبة الإسكندرية .

وقد عمل المهرجان علي توفير أكبر عدد ممكن من المكتبات العامة لكل أفراد الأسرة والمكتبات المحمولة والمكتبات المتنقلة ومكتبات الشواطئ كما ظهر العديد من الأفكار والبرامج لتحقيق الغرض ذاته مثل إنشاء نوادي القرن الـ 21 والركن الأخضر واقرأ لطفلك وغيرها ، كما تم التوسع في إنشاء فروع لمكتبة مبارك العامة في أقاليم مصر ضمن برنامج قومي يجري استكماله خلال السنوات القادمة ضمن إنجازات مهرجان القراءة للجميع .

حتى الاقمار!!

طالب مشروع قانون مقدم إلى مجلس النواب الأميركي إدارة الرئيس باراك أوباما بتصنيف مانحي خدمة القمر الاصطناعي لأربع فضائيات عربية منظمات "إرهابية" دولية ومراجعة علاقة الولايات المتحدة مع الدول التي ترعى هذه القنوات. وذكر مشروع القانون عددا من القنوات الفضائية العربية اعتبرها تبث "التحريض على العنف ضد الولايات المتحدة والأميركيين" ومنها قناة المنار اللبنانية، والأقصى الفلسطينية، والزوراء والرافدين العراقيتان، وجميعها تُبث على القمر الاصطناعي المصري نايل سات، والقمر العربي عرب سات.


وجاء في مشروع القانون -الذي تقدم به النائبان الجمهوري جس بيليراكيس والديمقراطي جوزيف كراولي، في مجلس النواب- "القنوات التلفزيونية مثل المنار والأقصى والزوراء وغيرها التي تبث التحريض على العنف ضد الولايات المتحدة والأميركيين تساعد المنظمات الإرهابية الخارجية في وظائفها الرئيسية من تجنيد العناصر وجمع التبرعات والدعاية".

كما يطالب مشروع القانون الإدارة الأميركية بأن تُصنّف في قائمتها للمنظمات الإرهابية مانحي خدمة القمر الاصطناعي المتعاقدة مع قنوات المنار والأقصى والرافدين والزوراء، أو أي محطة أخرى تملكها أو تشغلها منظمات تصنفها الولايات المتحدة كمنظمات "إرهابية".

ويطالب مشروع القانون أيضا باتخاذ "إجراءات عقابية" ضد مانحي خدمات القمر الاصطناعي الذين يبثون قنوات المنار والأقصى والرافدين والزوراء" أ و أي محطة أخرى يملكها ويشغلها "إرهابيون"، بحسب نص مشروع القانون.

ويحث مشروع القانون الحكومات والمستثمرين على حظر بث هذه القنوات وعدم الاستثمار لدى مانحي خدمات القمر الاصطناعي التي تبثها.

كما يحث مشروع القانون -الذي تم تقديمه في السادس من مايو/أيار الحالي وأُحيل إلى لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب لدراسته- الإدارة الأميركية على مراجعة طبيعة علاقتها ومساعدتها للدول التي ترعى هذه القنوات.

ويدعو المشروع الرئيس أوباما إلى "تقديم تقرير للكونغرس عن التحريض على العنف المعادي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط".

يذكر أن أعضاء الكونغرس الموالين لإسرائيل اعتادوا في السابق انتقاد المحطات العربية، ولكن تعتبر هذه المرة الأولى التي ينتقل الانتقاد إلى الأقمار الاصطناعية وموفري خدمة بث المحطات.

رجل دين إيراني يهاجم مبارك : لو كنت تملك القوة والسيف لما سقطت تحت هيمنة الصهيونية


أطلقت طهران من جديد تصريحات نارية تجاه "خصومها" من الدول العربية. واكد آية الله حسين نوري همداني احد مراجع الدين في قم " جنوب طهران" على ضرورة قيام الحكومة الايرانية بتنبيه السلطات السعودية من اجل وضع حد لما سماه بالتصريحات "المثيرة للفرقة بين المسلمين" التي يطلقها ائمة الجماعة في المسجد الحرام.


ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن همداني زعمه "ان الانحرافات التي وقعت في التاريخ الاسلامي نتيجة للابتعاد عن منهج الرسول ادت الى التفرقة بين المسلمين حيث نتجت عنها فرق كالوهابية".

واشار هذا المرجع الديني الى التصريحات الاخيرة التي اطلقها الرئيس المصري حسني مبارك وقال انه حذر ايران اخيرا بتصريحه "ان على ايران ان تخاف من سيفنا" ونحن نرد عليه بانه" لو كنت تملك القوة والسيف لما سقطت تحت هيمنة القوى المستكبرة وخاصة امريكا والصهاينة".

وتابع: "ان هذه التصريحات الجوفاء ـ حسب رأيه ـ اطلقها بسبب دعم ايران لحزب الله في لبنان وللشعب الفلسطيني المظلوم وبسبب احتجاجها على مشاركته في الحصار ضد

اقباط الخارج!!


حددت منظمات أقباط المهجر فى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا يوم الثلاثاء ٢٦ مايو الجارى موعداً لتنظيم مظاهرة سلمية أمام البيت الأبيض، أثناء لقاء الرئيس مبارك بالرئيس الأمريكى باراك أوباما. وأصدر العديد من منظمات أقباط المهجر بياناً مشتركاً أعلنت فيه أن المظاهرة ستبدأ من الساعة ١٠ صباحاً حتى ٤ مساءً، تحت عنوان «لا تخف بل تكلم ولا تسكت»، احتجاجاً على ما وصفته بـ«الاضطهاد والعنف الواقع على أقباط مصر، والهجوم على الكنائس والأديرة وممتلكات الأقباط، واستهداف الأسرة القبطية وبنات الأقباط».


وشدد البيان على ضرورة مشاركة الجميع فى المظاهرة ليكون الحضور «شاهداً أميناً» على ما يحدث للأقباط فى مصر، مشبهاً أقباط مصر فى معاناتهم بـ«آلام المسيح على الصليب».

وقال البيان: «فى الأسابيع الأخيرة نقلت الصحف ووكالات الأنباء العالمية أخبار الاعتداءات المتواصلة على الأقباط فى كل أنحاء مصر وأشار البيان إلى اتخاذ الدولة قراراً «شاذاً» - حسب البيان - عن العالم كله بإعدام أكثر من «٦٠٠ ألف خنزير»، وتدمير هذه الصناعة بكاملها، لأنها «ملك للأقباط الفقراء».

وقع على البيان ١١ شخصاً من نشطاء ورؤساء المنظمات القبطية فى الخارج، أبرزهم مجدى خليل، رئيس منتدى حريات الشرق الأوسط، وسليم نجيب، رئيس الهيئة القبطية الكندية، وكميل حليم، رئيس منظمة أقباط شيكاغو، ومنير بيشاى، كما قام الموقعون بوضع أرقام هواتفهم لتسهيل عمليات التجمع والانتقال من الأماكن المختلفة إلى البيت الأبيض.

من جانبها، جددت الكنيسة القبطية رفضها دعوة التظاهر أثناء تواجد الرئيس مبارك فى أمريكا، مشددة على رفضها مشاركة أى كاهن فيها. وصرح الأنبا إبرام، أسقف الفيوم، عضو سكرتارية المجمع المقدس، بأن الكنيسة «لا تشترك فى أى مظاهرة ضد مصر أو رئيسها».

وقال: «البابا شنودة ينصح دائماً بحسن استقبال ممثلى مصر، لأنهم يمثلوننا كلنا، ويشدد على أن الأمور الخاصة بمصر لا تناقش إلا على أرض مصر».

وأوضح إبرام أن البابا، وفق ما هو معتاد عليه، سيرسل مندوباً عنه لاستقبال الرئيس مبارك فى واشنطن والترحيب به.

البابا و الاردن


طالب النواب الإسلاميون في الأردن الثلاثاء رئيس الوزراء نادر الذهبي بالتحقيق في عدم قيام التلفزيون الحكومي الرسمي ببث شعائر الصلاة يوم الجمعة الماضي كما جرت العادة في مثل هذا اليوم من كل أسبوع، وفيما إذا كان لهذا الأمر علاقة بزيارة البابا بيندكتوس السادس عشر للأردن التي بدأها الجمعة الماضي.


وفي مذكرة بعث بها النائب الإسلامي عبد الحميد الذنيبات إلى رئيس الوزراء قال "إن يوم الجمعة هو يوم مقدس بالنسبة للمسلمين جميعا.. ونحن في الأردن أولى المسلمين جميعا الاحتفاء بيوم الجمعة ولو ببث الأذان وشعائر الصلاة من خلال شاشة التلفزيون الوطني".

وتساءل في مذكرته عن الذي أساء إلى المسلمين بحجب الأذان يوم الجمعة والذي منع تلاوة القرآن الكريم وطالب بمحاسبة المسؤولين عن ذلك.

يذكر أن التلفزيون الأردني الحكومي كان في بث مباشر يوم الجمعة لوقائع وصول البابا بيندكتوس السادس عشر حيث تصادف موعد وصوله مع الموعد الذي اعتاد التلفزيون أن يبث فيه كل يوم جمعة شعائر صلاة الجمعة وآيات القرآن.

يذكر أن الإسلاميون في الأردن كانوا قد انتقدوا زيارة البابا لبلادهم وطالبوه بالاعتذار عن تصريحات نسبت إليه عام 2006 ربط فيها بين الإسلام والعنف.

وكان البابا غادر الأردن اليوم مختتما زيارة "حج" إلى الأراضي المقدسة، بدأها يوم الجمعة الماضي، وانتقل اليوم إلى إسرائيل.

داليا مجاهد

الخميس, 07 مايو 2009 18:16
اكدت داليا مجاهد ، المصرية الأمريكية الباحثة في شئون الأديان و المستشار الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن مسئولي البيت الأبيض وأوباما لا يعنيهم حجابها وإنما يعنيهم ما يمكن أن تقدمه لهم من أفكار لفهم الإسلام والعالم الإسلامي بهدف تحسين العلاقات الأمريكية مع مسلمي الولايات المتحدة والعالم


ونشرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الخميس أجوبة مجاهد على أسئلتها عبر البريد الالكتروني حيث تحدثت عن دورها كمستشارة للرئيس الأمريكي ، والتحديات التي تواجه المسلمين في الولايات المتحدة وفي مقدمتها "الإسلاموفوبيا".

وانطلاقا من مهام منصبها الجديد ، قالت مجاهد وهى من حى السيدة زينب بقلب القاهرة والتي ترأس أيضا مركز جالوب للدراسات الإسلامية المتخصص في بحوث الرأي العام إنها ستوصي أوباما بالإنصات لمخاوف وآراء المسلمين ، حتى وإن اختلف معهم.

وأوضحت مجاهد أنها "عضو في مجلس استشاري مؤلف من 25 فردا يتبع البيت الأبيض ،ويركز على طرح الحلول للمشكلات الاجتماعية المرتبطة بالطوائف الدينية .. ومن المقرر أن نعمل على وضع توصيات بشأن المجال الذي نركز عليه اهتمامنا وستجري مراجعة هذه التوصيات من جانب مجلس أكبر ثم يتم دمجها في تقرير سنوي يتضمن توصيات من المجلس إلى الرئيس أوباما".

وأوضحت مجاهد "لست مستشارة بشأن الإسلام ،وإنما يتمثل دوري في نقل الحقائق عن معتقدات ومشاعر المسلمين. وأعتبر أن دوري هو نقل أصوات غالبية المسلمين الذي يفرض عليهم الصمت داخل أمريكا وبمختلف أنحاء العالم إلى المجلس ، بحيث يتعرف صانعو القرار على أفكار هذه الغالبية.

أعتقد أن اختياري جاء انطلاقا من اهتمام الإدارة بما يعتقده المسلمون ويرغبون في سماعه".

وعن وجهة نظرها تجاه تنامي كراهية المسلمين (الإسلاموفوبيا) داخل الولايات المتحدة قالت "يعد التحامل ضد المسلمين داخل أمريكا إحدى الحقائق القائمة. وقد توصل معهد جالوب إلى أن المسلمين من بين أكثر الفئات التي يجري النظر إليها بصورة سلبية في الولايات المتحدة ، وأن ما يزيد قليلا فقط على ثلث الأمريكيين قالوا إنهم لا يكنون أي مشاعر تحامل ضد المسلمين. ويشكل هذا الوضع خطرا بالغا على الولايات المتحدة ككل".

وحول نصيحتها لأوباما من أجل تحسين علاقات الولايات المتحدة بالمسلمين والعالم المسلم قالت "هناك أربع مجالات : الاحترام ، والإصلاح (السياسي والاقتصادي) وتسوية الصراعات. وفيما يتصل بالولايات المتحدة ، أوصي بأن يقوم مسؤول كبير بالإدارة ب /جولة استماع/ داخل الولايات المتحدة والإنصات للقضايا التي يهتم بها المسلمون الأمريكيون".

Peach and Cucumber Salsa


Submitted by: cybercook




A tasty fresh fruit salsa made with peaches, cucumbers, jalapeno peppers and cilantro. Would be great with fish and grilled meat or poultry.
Ingredients3 large peaches, ripe but firm (peeled, pitted and finely diced)
1 cup English cucumber, unpeeled and finely diced
3/4 cup red bell pepper, seeded and finely diced
1/3 cup fresh cilantro, finely chopped
1 small jalapeno chile, seeded and finely chopped
2 tablespoons fresh lime juice
1/2 teaspoon kosher salt
1/4 teaspoon freshly ground black pepper
3 tablespoons apricot preserves
(Salt, pepper and jalapenos should be adjusted to taste)
Save Recipe
Print This Recipe
Add to my Recipe File
Create CookbookInteract
Recommend (3)
Add a Photo
Comment on This Recipe

Method
Combine all ingredients in a medium bowl and stir to blend. Cover and refrigerate until needed. Stir before serving. May be prepared 2 - 3 hours in advance.



Notes: This low-fat, low-calorie salsa is good on everything.



Number of Servings: 4 - 6

Jews Join Protests Against Israel’s Gaza Actions


Wearing white masks with eyes surrounded by red paint and streams of red teardrops, a coalition of protesters gathered in front of the Israeli Consulate last week to speak out against Israel’s invasion into Gaza. Chief among them were members of Los Angeles’ Jewish community, many of them active in L.A. Jews for Peace.

“Every single human being in Israel, whether I agree with them or I don’t agree with them, deserves their human rights respected,” said Rick Chertoff, co-chair of the organization. “Solve the problem without killing people. Do they [Israel] have the power? I think it’s so obvious that they have the power.”

“And to oppress people in that way and expect them not to react and then damn them for the resistance,” Chertoff continued, referring to Israel’s blockade of the territory, “is not only nonsensical, it doesn’t conform to human decency, and that’s why I’m here.”

A Jan. 12 Rasmussen Reports poll shows Americans closely divided on the issue. Forty-five percent support Israel taking military action, and 38 percent say they should have pursued a diplomatic solution.

Across Europe, thousands have marched in protest of the violence that has erupted in the Middle East. Close to 900 Palestinians and 13 Israelis have died in the conflict so far, according to recent news reports.

And although some city leaders, among them L.A. Mayor Antonio Villaraigosa, have publicly supported the Jewish state, asserting the country’s right to defend itself from the rocket fire that continues to hit its most southern parts, Wednesday night’s demonstration — and future demonstrations are planned — reveals that the Jewish community is far from unified on the issue.

Among those seen enthusiastically carrying signs at the protest were Latinos and some, like Victor Kozaski, Jewish Latinos.

“We, the Latinos, feel the injustices felt by people everywhere,” he said in Spanish, while a poster reading “Latinos united with the people of Palestine” waved in the background.

“We are part of the same pain,” he said.

Carolyn Rosenstein, 71, explained her decision to stand against Israel this way: “I was raised on the story that it was, you know, a purely good, wonderful thing that happened that Israel was established,” she said.

But “there’s more to the story than that, which is somebody else was living there when they came there,” she said. “There’s blood on everybody’s hands.”

Although the number of protesters gathered at the candlelight vigil was relatively small, with an estimated 150 people stemming from three different organizations, including the Quaker group, American Friends Service Committee, and the Islamic Shura Council of Southern California, members of the Jewish community have also been heard on local radio stations speaking out against the war.

That same week, KCRW’s “Which Way, L.A.?,” the station’s discussion-oriented program led by moderator Warren Olney, welcomed as a guest Diane Balser, executive director of Brit Tzedek v’Shalom, the Jewish Alliance for Justice and Peace, a grass-roots organization dedicated to promoting a two-state solution.

“This is a political problem,” Balser said on the program. “It can’t be solved militarily.”

As Balser exchanged opinions with Rabbi Eric Yoffie, president of the Union for Reform Judaism, she revealed that many of the differences that exist among Jews over the Gaza war stem from a disagreement over what is the best course of action for Israel — not from a lack of desire for a peaceful Jewish state or from any kind of support for Hamas.

“They’ve [Hamas] acted stupidly, there’s no question about it,” said Jeff Warner, action coordinator for L.A. Jews for Peace, at the protest.

“But, you know, they’re the weak party; the people who have to act smart are the strong party, which is Israel,” he said.

Some rabbis have also begun speaking out against the war, including Rabbi Chaim Seidler-Feller of UCLA Hillel and Rabbi Joshua Levine Grater of Pasadena Jewish Temple and Center.

In a recent letter to The Jewish Journal, they wrote that the war had “led to the loss of lives of innocent civilians without offering any prospect of political resolution to either Israelis or Palestinians.”

That night in front of the consulate, as cars whizzing by honked their horns, Warner went one step further and argued that his organization represents a majority of Jewish opinion, not the minority.

“I think most Jewish Americans really are on the same side as I am, but they’re silent,” he said.

By Lilly Fowler

U.S. Aid and the Israel/Palestine Conflict


On average, the U.S gave more than $6.8 million* to Israel each day and
gave $0.3 million** to the Palestinians each day during Fiscal Year 2007.
Since the October War in 1973, Washington has provided Israel with a level of support dwarfing the amounts provided to any other state. It has been the largest annual recipient of direct U.S. economic and military assistance since 1976 and the largest total recipient since World War ll. Total direct U.S. aid to Israel amounts to well over $140 billion in 2003 dollars. Israel receives about $3 billion in direct foreign assistance each year, which is roughly one-fifth of America's entire foreign aid budget. In per capita terms, the United States gives each Israeli a direct subsidy worth about $500 per year. This largesse is especially striking when one realizes that Israel is now a wealthy industrial state with a per capita income roughly equal to South Korea or Spain.”

- John J. Mearsheimer and Stephen M. Walt
"The Israel Lobby and U.S. Foreign Policy"

* The source for US aid to Israel during Fiscal Year 2007 is the Congressional Research Service’s “U.S. Foreign Aid to Israel,” written by Jeremy M. Sharp, Specialist in Middle Eastern Affairs, updated January 2, 2008. According to this report, the US gave Israel at least $2,500.2 million in 2007. This number does not include the $137.894 million we spent on joint U.S.-Israeli missile defense projects or the $1.4 billion in loan guarantees made available to Israel in 2007.

U.S. aid to Israel is the lowest it has been since 1981 due to the fact that we have slowly been phasing out economic aid to Israel and gradually replacing it with increased military aid. Within several years, military aid to Israel will have reached $3.1 billion each year (or an average of $8.49 million a day). Thus, U.S. tax dollars are subsidizing one of the most powerful foreign militaries. According to the CRS report, current U.S. military aid, “grants to Israel represent over 20% of the overall Israeli defense budget.”
Contrary to ordinary U.S. policy, Israel has been and continues to be allowed to use 26% of this military aid to purchase equipment from Israeli manufacturers. According to CRS, “no other recipient of U.S. military assistance has been granted this benefit.” Thanks in part to this indirect U.S. subsidy, Israel’s arms industry has become one of the strongest in the world. “In 2006, it was the 9th leading supplier of arms worldwide.”
By all accounts the United States has given more money to Israel than to any other country. The Congressional Research Service’s conservative estimate of total cumulative US aid to Israel (not adjusted for inflation) from 1949 through 2007 is $101.1908 billion.
A November 2008 Washington Report article “A Conservative Estimate of Total Direct U.S. Aid to Israel: $118 Billion,” by Shirl McArthur, puts the cumulative total even higher.
According to McArthur, “[T]he indirect or consequential costs to the American taxpayer as a result of Washington’s blind support for Israel exceed by many times the amount of direct U.S. aid to Israel. Some of these ‘indirect or consequential’ costs would include the costs to U.S. manufacturers of the Arab boycott, the costs to U.S. companies and consumers of the Arab oil embargo and consequent soaring oil prices as a result of U.S. support for Israel in the 1973 war, and the costs of U.S. unilateral economic sanctions on Iran, Iraq, Libya and Syria. (For a discussion of these larger costs, see ‘The Costs to American Taxpayers of the Israeli-Palestinian Conflict: $3 Trillion,’ by the late Thomas R. Stauffer, June 2003 Washington Report, p. 20.)”
** The source for US aid to the Palestinians during Fiscal Year 2007 is the Congressional Research Service's Report “U.S. Foreign Aid to the Palestinians”, written by Paul Morro, Specialist in Middle Eastern Affairs, updated October 9, 2007. In 2007, the US provided $50 million for the U.S. Agency for International Development’s West Bank and Gaza program, as well as $77 million directly to the Palestinian Authority. The United States does not provide money to the PLO or Hamas. There are a number of restrictions on how US aid to Palestinians may be spent and it is strictly audited

رسالة نصح وعتاب إلى كل فتاة تتهاون بالحجاب

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه. وبعد:

فإن غيرة المسلم على أخته المسلمة لا تقل شأناً عن غيرته على عرضه ومحارمه إنطلاقاً من تعاليم ديننا الحنيف.. وليست هذه الغيرة من باب الفضول، وإنما هي جانب إيجابي في قلب كل مؤمن عرف برسوخ العقيدة وصدق اليقين.

وهذه الرسالة هي من باب الغيرة على المرأة المسلمة خشية أن تضل سواء السبيل أو ينزغ الشيطان بينها وبين عقيدتها فتحاول أن تجد لنفسها عذراً يبرر سفورها وتهاونها بحجابها وإبداء بعض مفاتنها بدعوى مسايرة العصر أو التحرر مما أسمته قيوداً - في الوقت الذي تعتبر هذه القيود دروع حصانة للمرأة المسلمة تحفظها من كل أذى.

وعلى كل فتاة مسلمة أن تعلم أن وجهها الحسن وقوامها الرشيق وشعرها الجميل وغير هذا، كل ذلك نعمٌ عظيمة من لدن رب كريم خلق الإنسان ذكراً وأنثى في أحسن تقويم... وقد نهى الله عز وجل عن إبداء الزينة وإظهارها للناس، إلا للأزواج والمحارم حيث قال: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ... الآية [النور:31].

ويعتبر الإفراط في هذه الزينة والتفريط بها بحيث يراها مَنْ لا يحقُّ له رؤيتها كفراناً بهذه النعم وخروجاً عن جادة الصواب.

وثمة أمر مشين إذا وُزن بميزان الشرع وهو شفافية العباءة وكيفية لبسها وزركشة غطاء الرأس وكيفية وضعه بحيث تبدو العباءة والغطاء في هذه الحالة مصدر فتنة وإغراء بدلاً من ستر الجسم والشعر بما يكف أعين الناظرين من شياطين الإنس.

وصدق من قال:


وعباءةٍ شفافةٍ قد صَوَّرَتْ *** جسمَ الفتاة بقالب الإغراءِ


وغطاءُ شعر الرأس ليس بساتر*** فكلاهما وزرُ بلا استثناءِ


والضابط الشَّرْعي لذلك كلّه *** صدق العقيدة مُفْعَمٌ بحياءِ

ولو أن الفتاة المتبرجة التي لا تقيم للحجاب الشرعي وزناً فكرت في فوائد الحجاب وأهميته تفكيراً سليماً بعيداً عن نوازع النفس ووساوس الشيطان لعلمت - بادئ ذي بدء - أن الله سبحانه الذي خلق الذكر والأنثى هو أعلم بما يصلح حالهما، ولو لم يكن في الحجاب فوائد للمرأة ما فرضه الله سبحانه، وليس بوسعي أن أحصي فوائد الحجاب عدداً لأقدمها هدية لكل فتاة تتهاون بالحجاب محتسباً عند الله عز وجل الأجر والثواب، ولكن أوضح لها أهمها وهي:

1 - الحجاب ستر للمرأة من أعين الحاسدين وخصوصاً إذا وهبها الله جمالاً في وجهها وقوامها وشعرها، وصدق الله العظيم حيث أمرنا أن نستعيذ من الحاسد ذكراً كان أو أنثى فقال: وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [الفلق:5].

2 - الحجاب عون للمرأة على تنفيذ أمر ربها حيث نهاها عن إبداء زينتها إلا لبعلها أو محارمها فقال: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ... الآية [النور:31].

3 - الحجاب تكريم للمرأة بحيث لا يراها إلا من استحل نكاحها بكلمة الله، فهي ليست بضاعة مبتذلة للناظرين.

4 - الحجاب سمو بالمرأة إلى مراتب الحور العين من حيث الصفات، حيث قال تعالى في وصفهن: فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَم يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ [الرحمن:56].

وقد جاء في تفسير هذه الآية: أنهن يقصرن طروفهن على أزواجهن فلا يطمحن إلى غيرهم. والعيون تتفاوت من حيث قوة التأثير، وهي مصدر فتنة وإغراء، والحجاب حاجز دون ذلك.

ومن المعلوم أن العين ترسل سهاماً غير مرئية تنفذ إلى القلب فتحرك فيه كوامن الشهوة الخفية حيث يندفع صاحبها وراء صاحبة تلك العين أو ينشغل باله وتفكيره بها، وهنا تظهر الحكمة - والله أعلم - في أمر الله عز وجل بغض البصر للمؤمنين والمؤمنات.

ورجعة أخرى إلى الحور العين - قاصرات الطرف - لعل نساء اليوم يكنّ مثل أولئك الحور؛ لأن المرأة مظنة الشهوة وهي التي ترمي الرجل بسهام نظرتها، ولو قصرت طرفها وبقيت نظرة الرجل وحده فلا يؤثر ذلك شيئاً لوجود خط واحد حيث لا تحدث الشرارة إلا بالسالب والموجب، والذي يساعد أخواتنا وبنات جلدتنا نساء اليوم في أن يكن قاصرات الطرف هو الحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان، والحجاب عون لها على ذلك.

ونحن بهذا لا نبرئ الرجل من الآثار السلبية لنظراته المتعددة، ونأمره بما أمر الله عز وجل به المؤمنين بقوله: قُل لِلْمُؤمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوُجَهُمْ [النور:30].

ولكن أكثر الرجال يلقون باللائمة على المرأة التي تبرجت وأظهرت زينتها وتنازلت عن حيائها.

وإنني أسأل الله أن يهديها سواء السبيل لكي تلتزم بالحجاب الشرعي بعد أن عرفت فوائده، وأن تصون عفافها بهذا الحجاب، وأن تتوب إلى الله عما سلف، وصدق الله العظيم حيث قال: وَإِنِّى لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82].

كما آمل أن تتقبل مني هذه الأبيات الشعرية التي تحوي مزيداً من فوائد الحجاب الشرعي:


إن الحجاب مزيَّةٌ وحصانةٌ *** تزدانُ فيه المؤمناتُ من النساء


وأراه درعَ وقايةٍ لنسائنا *** من أسهْمِ الفُسَّاق أربابِ البغاء


صوني جمالَك بالحجاب فإنه *** نوعٌ من التقوى ورمزٌ للحياء


وعليك بالتقوى فإن لباسَها *** سترٌ وإن دثارَها خير غِطاء

5 - الحجاب حصن حصين للمرأة عن ذئاب البشر من الرجال الذين يتصيدون عورات أخواتهم المسلمات، وهو صفعة في وجه الرجل الفاسق الذي يحاول اختلاس النظرات لمعرفة جمال صاحبة الحجاب ليوقع بها في شباكه وينال من عفافها وشرفها، وهو ستر للعين التي تنطلق منها سهام النظرة الموصوفة بالسهم كما ورد في الخبر: ( النظر سهم من سهام إبليس مسموم ).

6 - وهو أيضاً أشبه بسحابة سوداء مظلمة فيها الخير والمطر، فإذا انقشعت فلا خير ولا مطر.

7 - والحجاب يعطي صاحبته حرية الابتسامة إذا دعتها الحاجة إليها أثناء حديثها مع امرأة أخرى، ويحجب تلك الابتسامة عن أنظار الآخرين.

8 - وهو ترجمان للناظرين ينبئهم عن حقيقة صاحبة الحجاب أنها عفيفة طاهرة نزيهة.

9 - وهو يدرأ عن صاحبته الفتنة والوقوع في شباك الشياطين والتعثر في مهاوي الزلل.

10 - وهو ساتر للزينة المصطنعة التي تضعها بعض النساء من مكياج ومساحيق، كما أنه وسيلة دفاع عن حق الرجل في زوجته، فلا يشاركه رؤية زينتها أحدٌ من غير المحارم.

11 - وهو أشبه بباب موصد لا يجرؤ أحدٌ أن يقتحمه لاسيما وقد أسدل طاعة لرب العالمين القائل: يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابيِبِهنَّ ذّلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلا يُؤذَينَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً [الأحزاب:59].

12 - والحجاب حاجز للمرأة المصونة التي أخطأت كما أخطأ زوجها وأذن لها أن تركب مع السائق لقضاء بعض الحاجات.

13 - والحجاب أمر شرعي لا خيار للمرأة في رفضه، ولا يحقُّ للرجل أن يأمرها بنزعه، ولا يحق لها طاعته في ذلك حيث { لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق } [رواه أحمد والحاكم].

14 - وهو ثورة على الواقع المؤسف في حياة بعض الشعوب التي تدعي الإسلام، وتنادي بتحرير المرأة حسب زعمهم لتخرج سافرة أو كاسية عارية..

قال : { صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها... } [رواه مسلم].

15 - والحجاب بريء من البرقع والنقاب؛ لأنهما لا يستران العينين، ومعلوم أن العيون تتفاوت من حيث الجمال وقوة التأثير ولكنهما بشكل عام مصدر فتنة وإغراء، لذلك وصف الله الحور العين في الجنة بقوله: فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرفِ والفتاة التي خلعت الحجاب عندما تنظر للرجل فإن نظراتها ترسل سهاماً غير مرئية تنفذ إلى القلب، وتحرك كوامن الشهوة فيندفع وراء صاحبة تلك النظرة. والمرأة مثل الرجل تتأثر بنظرته إليها، والشرارة لا تحدث إلا من سالب وموجب.

16 - والحجاب كلمة عذبة تسرّ السامعين من المؤمنين والمؤمنات؛ لأنه حماية للمرأة وحفظ لها، ودليل على حشمتها وعفافها، وهو أيضاً جمال وأمان والتزام بأوامر الشرع الحنيف قال تعالى: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الجاثية:18].

وبعد ما تقدم ذكره أسأل الله عز وجل أن يهدي كل فتاة تتهاون بالحجاب إلى سواء الصراط، وأن تحصل لديها القناعة بالحجاب؛ لأنه نوع من ألبسة التقوى، والله يقول: وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيرٌ [الأعراف:26].

وفي نهاية المطاف أهدي كل فتاة تتظاهر بالحجاب هذه الأبيات الشعرية لعل فيها تذكرة وعبرة:


أوَّاهُ يا بنتَ الكرام تمهَّلي *** ما لي أراك بفتنة وتَجَمُّلِ


النظرةُ الأولى بحقٍّ ترجمتْ *** وصفًّا يندّدُ بالسفور المُخجلِ


هذي العباءةُ من حريرٍ ناعمٍ *** أضفتْ على الكتفين بعض ترهّلِ


كذبٌ وزورٌ أن تُسمى عباءة *** والجسمُ للرائينَ يبدو وينجلِ


وغطاءُ رأسك فاتنٌ ومزركشٌ *** ينسابُ فوق الشعرِ دون تسدُّلِ


هذا الجمالُ بضاعةٌ معروضةٌ *** ومآلُها نحو الكسادِ المُذهلِ


إن الشباب وإن تفاوت طيشهُمْ *** يتريَّثون لزوجة المستقبلِ


والأكثرونَ يحددون صفاتِها *** ديناً وأخلاقاً وصدْق تبتُّلِ


صوني عفافَك بالحجابِ حقيقة *** واستغفري عما مضى وتوسّلِ


ولباسُ تقوى الله أغلى ثمناً *** من كلّ أنواع الجواهر والحُلي

وفي الختام أسأل الله سبحانه أن ينير بصيرتك لرؤية الحق والالتزام بالحجاب الشرعي طاعةً لله عز وجل وامتثالاً لأمره سبحانه حيث قال: يَا أَيُّهَا اْلنَّبِىُّ قُل لأّزوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلا يُؤذّينَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً [الأحزاب:59].

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

فضل الصحابة - أبو بكر الصديق رضي الله عنه

الحمد لله الذي فضل من شاء من عباده، ورفع في الجنة منازل أحبابه، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:

فإن قراءة سيرة الصحابة والإقتداء بهم، نهجٌ غفل عنه البعض وطواه النسيان عند آخرين. ومعرفة سيرتهم وفضائلهم سببٌ لمحبتهم وتقرب إلى الله بذلك، وقد قال الرسول : { المرء مع من أحب } [رواه مسلم]. ويتأكد الفضل والخير في الخلفاء الأربعة لسابقتهم في الإسلام وبلائهم وجهادهم، عن مسروق أنة قال: ( حُبُّ أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة )، وقيل للحسن: حب أبي بكر وعمر من السنة؟ قال: ( لا، بل فريضة ).

وقد ذكر ابن الجوزي: ( أن السلف كانوا يُعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر كما يعلمونهم السور من القرآن ). وعلى هذا يتأكد بيان علم الصحابة ودينهم وفضائلهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( وأما الخلفاء الراشدون والصحابة فكل خير فيه المسلمون إلى يوم القيامة من الإيمان، والإسلام، والقرآن، والعلم، والمعارف، والعبادات، ودخول الجنة، والنجاة من النار، وانتصارهم على الكفار، وعلو كلمة الله، فإنما هو ببركة ما فعله الصحابة الذين بلّغوا الدين وجاهدوا في سبيل الله. وكل مؤمن آمن بالله، فللصحابة رضي الله عنهم الفضل إلى يوم القيامة، وخير الصحابة تبع لخير الخلفاء الراشدين، فهم كانوا أقوم بكل خير في الدنيا والدين من سائر الصحابة، كانوا والله أفضل هذه الأمة، وأبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبية وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ).

وقد أثنى الله عليهم ورسوله ورضي عنهم وأعد لهم الحسنى في آيات كثيرة كقوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ [التوبة:100] وقوله تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الفتح:29].

وقد ثبت في الصحيحين عن النبي أنه قال: { خير القرون: القرن الذي جئت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم } [رواه مسلم]. ومن أفضل الصحابة وأجلهم وأكثرهم نفعاً للأمة، الخلفاء الراشدون: أبوبكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي اللّه عنهم أجمعين.

وسنتحدث بإيجاز سريع عن الخليفة الأول:


أبوبكر الصديق رضي الله عنه

هو عبدالله بن عثمان بن عامر بن كعب، ويجتمع مع النبي في مرة بن كعب، وكنيته أبوبكر، وعثمان هو إسم أبي قحافة، ولد أبو بكر بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر. وكان تاجراً جمع الأموال العظيمة التي نفع بها الإسلام حين أنفقها، وهو أول من أسلم من الرجال. وقد وصفة الرسول بالصديق، فعن أنس بن مالك قال: صعد رسول الله أُحداً ومعه أبوبكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: { اثبت أحداً، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان } [رواه مسلم].

وأبوبكر أول من دعا إلى الله من الصحابة فأسلم على يديه أكابر الصحابة، ومنهم: عثمان بن عفان، وطلحة، والزبير، وعبدالرحمن بن عوف، وأبو عبيدة، رضي الله عنهم أجمعين.

وقد قال عنه الرسول : { إن من أمنِّ الناس عليَّ في صحبته وذات يده أبوبكر } [رواه الترمذي]. وكان رسول الله يقضي في مال أبي بكر كما يقضي في مال نفسه. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر } [رواه أحمد]. فبكى أبوبكر وقال: ( وهل أنا ومالي إلا لك يارسول الله ). وإنفاق أبي بكر هذا كان لإقامة الدين والقيام بالدعوة فقد أعتق بلالاً وعامر بن فهيرة وغيرهما كثير.

وفي الترمذي وسنن أبي داود عن عمر قال: ( أمرنا رسول الله أن نتصدق، فوافق ذلك في مالاً، فقال النبي : { ما أبقيت لأهلك؟ } فقلت: مثله، وأتى أبوبكر بكل ما عنده، فقال: { يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟ } قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقه إلى شيء أبداً ).

وكانت أحب نساء الرسول إليه عائشة ابنة الصديق رضي الله عنهما.

ولأبي بكر ذروة سنام الصحبة، وأعلاها مرتبة، فإنه صحب الرسول من حين بعثه الله إلى أن مات، فقد صحبه في أشد أوقات الصحبة، ولم يسبقه أحد فيها، فقد هاجر معه واختبأ معه في الغار قال الله تعالى: إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا [التوبة:40]، والصديق أتقى الأمة بدلالة الكتاب والسنة، قال تعالى: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى [الليل:17-20].

وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أنها نزلت في أبي بكر.

ولأبي بكر من الفضائل والخصائص التي ميّزه الله بها عن غيره كثير، منها: أنه أزهد الصحابة، وأشجع الناس بعد رسول الله صلى عليه وسلم، وأنه أحب الخلق إلى رسول الله ، ولم يَسُؤهُ قط، وهو أفضل الأمة بعد النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وهو أول من يدخل الجنة، كما روى أبوداود في سننه أن النبي قال لأبي بكر: { أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي } [رواه الحاكم]. وهو أحق الناس بالخلافة بعد رسول الله .. وتأمل في خصال اجتمعت فيه في يوم واحد: قال رسول الله لأصحابه: { من أصبح منكم اليوم صائماً؟ فقال: أبوبكر: أنا، قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ فقال أبوبكر: أنا، قال: هل فيكم من عاد مريضاً؟ قال أبوبكر: أنا، قال: هل فيكم من تصدق بصدقة؟ فقال أبوبكر: أنا، قال: ما اجتمعن في امرىءٍ إلا دخل الجنة } [رواه مسلم].

وكما كتب الله لأبي بكر أن يكون مع الرسول ثاني اثنين في الإسلام، فقد كتب له أن يكون ثاني اثنين في غار ثور، وأن يكون ثاني اثنين في العريش الذي نُصب للرسول في يوم بدر.

ولعلم الصحابة بمكانه وقربه من الرسول وفضله وسابقة إسلامه، فقد بايعوه بعد وفاة الرسول بالخلافة، وقد كان أمر وفاة الرسول ذا حزن وفزع وصدمة عنيفة، وقف لها أبوبكر ليعلن للناس في إيمان عميق قائلاً: ( أيها الناس، من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت )، ثم تلا على الناس قول الله عز وجل لرسوله إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ [الزمر:30].

وتمت البيعة بإجماع من المهاجرين والأنصار. وقد كانت سياسته العامة والخاصة خيرٌ للإسلام والمسلمين و الناس كافة، أوجزها في كلمة قالها خطيباً في مسجد رسول الله بعد أخذ البيعة قال: ( أيها الناس، إني قد وُلِّيت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوِّموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قويٌ عندي حتى آخذ الحق له إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيفٌ عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل اللّه إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيتُ الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ).

وهي خطبة شاملة جامعة أتبعها بالعمل لخدمة هذا الدين ونشره، فأنفذ جيش أسامة بن زيد، وبلغ من تكريم أبي بكر لهذا الجيش الذي جهزه الرسول أن سار في توديعه ماشياً على قدميه، وأسامة راكب، وقد أوصى الجيش بوصية عظيمة فيها تعاليم الإسلام ومبادئه السمحة.

ثم قام أبوبكر بعمل عظيم لا ينهض له إلا الرجال الموفقون، فقد وقف للردة التي وقعت بعد وفاة الرسول موقفاً لا هوادة فيه ولا ليونة، وقال كلمته المشهورة: ( والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها ). ولما يسر الله عز وجل القضاء على المرتدين انطلقت عينا أبي بكر خارج الجزيرة العربية؛ رغبة في نشر هذا الدين وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، فوجَّه الجيوش إلى الجهاد في أرض فارس والروم، وجعل على قائد جبهة الفرس خالد بن الوليد رضي الله عنه، وعلى قائد جبهة الروم أبوعبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه. وكانت أولى المواقع العظيمة موقعة اليرموك التي فتح الله فيها للمسلمين أرض الروم وما وراءها.

ومن أجلِّ أعمال أبي بكر جمع القرآن الكريم، وقد عهد بذلك إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه، فقام بالأمر حتى كتب المصحف في صحف جُمعت كلها ووضعت عند أبي بكر، حتى انتقلت من بعده إلى عمر، ثم إلى عثمان رضي الله عنهم أجمعين.

مرض أبوبكر وتوفي في جمادى الآخر سنة 13هـ ودفن بجوار الرسول ، وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر، وعهد للخلافة من بعده إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

اللهم ارض عن أبي بكر، واجزه الجزاء الأوفى

من منازل الصالحين

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،، أما بعد،،

فمن المنازل التي حققها الصالحون من عباد الله، منزلة الصبر؛ التي امتدحها الله تعالى في كتابه، وأمر بها، وحث عليها رسول الله . قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا.. الآية [آل عمران:200] وقال: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب [الزمر:10] وقال: ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور [الشورى:43] وقال تعالى عن عبده ونبيه أيوب عليه السلام: إنا وجدناه صابرً نعم العبد إنه أواب [ص:44].

وقال رسول الله : { الصبر ضياء } [رواه مسلم] وقال: { من يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاءً خيراً من الصبر } [متفق عليه] وقال: { عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له } [رواه مسلم].

قال أهل العلم: الصبر نصف الإيمان، فإن الإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر.

والصبر ثلاثة أنواع:


1- صبر على طاعة الله:
وبخاصة العبادات التي تصعب على النفوس بسبب الكسل كالصلاة، أو بسبب البخل كالزكاة، أو بسببهما جميعاً كالحج والجهاد. ولتحقيق هذا النوع العظيم من الصبر، ينبغي على العبد بعض الوظائف المعينة والميسرة له، وهي:

* الاستعانة بالله: واعتقاد أنه تعالى هو المُصبّر للعبد. وإخلاص النية له تعالى، بأن يكون الباعث للعبد على الصبر هو محبة الله، وإرادة وجهه، والتقرب إليه.

* التخلص من دواعي الفتور وأسبابه، بألا يغفل عن الله ولا يتكاسل عن تحقيق الآداب والسنن فهي بمثابة المروضات للنفس، والممهدات لها لأداء الفرائض والواجبات، وبخاصة مع تعليق الفكر دائماً بأجر الصابرين الذي ادخره الله لهم.

* مراعاة أن الصبر في هذا المجال يصبح مع الوقت سهلاً تتعود النفس عليه، لأنه مع الإخلاص يتحقق بإذن الله عون الله للعبد، وتصبيره على ما كان يستثقله، كما قال تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين [العنكبوت:69].

فهذه الوظائف إذ قام بها العبد، فإنها كفيلة بإذن الله أن تساعده على التحلي بالصبر على طاعة الله، ولزومها والثبات عليها.


2- صبر عن معصية الله:
وهو أشد ما يكون العبد حاجة إليه، وبخاصة إذا تيسرت أسباب المعصية، وغاب الرقيب من البشر. وكلما كان الفعل الممنوع مما يتيسر فعله، كمعاصي اللسان من الغيبة والكذب ونحوهما، كان الصبر عليه أثقل.

مثاله: أن ترى الإنسان إذا لبس الحرير أو الذهب استنكرت ذلك. ويغتاب أكثر نهاره، فلا تستنكر ذلك. لكن العبد لم يُترك سدى فقد حباه ربه الحليم بكل ما يصلحه، فما ترك داء يصيب عبده إلا أنزل له شفاءً، لذلك كان لهذا النوع من قلة الصبر عن المعاصي ما يعالجه، ويعين الإنسان على تحقيقه. وقبل وصف علاج هذا الداء، نذكر وصفاً لحال بعض عباد الله الصالحين في صبرهم عن المعاصي، وقد توفرت لهم كل أسباب مواقعتها، لكنهم بتوفيق الله ثم بإخلاصهم لله نجوا من الوقوع فيها.

فأفضل عباد الله أنبياؤه، ففيهم القدوة كما قال تعالى: أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده [الأنعام:90] لذلك نحاول أن نرى صورة عملية لهذا النوع من الصبر الثقيل على النفس والصعب عليها، ومن خلال موقف نبي الله يوسف عليه السلام، وقد عُرضت له الفتنة وتيسرت كل أسبابها.

يقول ابن القيم رحمه الله عن موقف يوسف وعظيم صبره عليه السلام: ( وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: كان صبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها أكمل من صبره على إلقاء إخوته في الجب، وبيعه، وتفريقهم بينه وبين أبيه، فإن هذه أمور جرت عليه بغير اختياره، لا كسب له فيها، ليس للعبد فيها حيلة غير الصبر، وأما صبره عن المعصية، فصبر اختياره، ورضى ومحاربة للنفس، ولا سيما مع الأسباب التي تقوى معها دواعي الموافقة، فإنه كان شاباً، وداعية الشباب إليها قوية، وعزباً ليس له ما يعوضه ويرد شهوته، وغريباً، والغريب لا يستحيي في بلد غربته مما يستحي منه من بين أصحابه ومعارفه وأهله، ومملوكاً والمملوك أيضاً ليس وازعه كوازع الحر، والمرأة جميلة، وذات منصب وهي سيدته وقد غاب الرقيب، وهي الداعية له إلى نفسها، والحريصة على ذلك أشد الحرص. ومع ذلك توعدته إن لم يفعل، بالسجن والصَغَار، ومع هذه الدواعي كلها، صبر اختياراً وإيثاراً لما عند الله، وأين هذا من صبره في الجب على ما ليس من كسبه ) [مدارج السالكين:2/156].

وعودة إلى الحديث عن علاج قلة الصبر عن المعاصي، فنذكر مثالاً لما يصلح علاجهاً لمن لم يستطع الصبر عن شهوة اتيان النساء، التي غلبته بحيث لا يملك فرجه، ولا عينه ولا قلبه وعلاجه كالتالي:

1- مواظبة الصوم، وتقليل الطعام قدر الإمكان فإن ذلك كاسر لهيجان الشهوة، مما يساعد من صبره قليل.

2- قطع الأسباب المهيجة لتلك الشهوة، فإنما تهيج بالنظر وتتحرك، فدواء ذلك كف البصر عن الوقوع على الصور المشتهاة، وما أكثر انتشارها في هذا الزمان، فإن النظر سهم مسموم من سهام إبليس. ومن أسبابه الاختلاط بالنساء، والتساهل في الحديث معهن، ومصافحتهن أو الخلوة بهن، وقطع هذا السبب بمقاطعة أماكن وجود النساء، كالأسواق، وعدم الاسترسال في الحديث معهن، واجتناب لمسهن نهائياً بمصافحة أو غيرها.

3- تسلية النفس بالمباح مما تشتهيه النفس، وهذه الشهوة لا يكسرها مثل النكاح، والقاعدة التي يجب أن يستحضرها الإنسان دائماً، هي أن كل ما يشتهيه الطبع من الحرام، ففي المباحات ما يغني عنه بحمد الله تعالى، مما يريح النفس من عناء الآثار التي تتركها المعصية في نفس العاصي أو أحواله عموماً بل الأكثر من ذلك أن العبد يؤجر على فعل المباح إذا قصد به التعفف، والابتعاد عن الحرام، وهذا من عظيم فضل الله على عباده، ييسر النعمة ويأجر عليها، ففي حديث النبي : { وفي بضع أحدكم صدقة }. قالوا: يا رسول الله، يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: { أرأيتم لو وضعها في الحرام كان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر } [رواه مسلم].


3- صبر على ابتلاء الله وامتحانه:
بأنواع المصائب من أمراض، ونقص في الأموال والأنفس، وهذا كله مما لا كسب للإنسان، بل فعل الله بالعبد امتحاناً وتمحيصاً وتطهيراً. والصبر على هذا النوع من المقدورات من أعلى المقامات، لأن سنده اليقين في ثواب الله، وحسن عوضه، وأنه أرحم الراحمين لا يفعل ذلك بعبده إلا لحكمة يعلمها، وإلا لمصلحة ذلك العبد إما عاجلاً أو آجلاً. وما دامت هذه الابتلاءات ليست من كسب العبد، ولا حيلة له فيها أو معها، فالأفضل له الصبر عليها، واحتساب مشقتها على الله تعالى. والنصوص في فضل هذا النوع من الصبر كثيرة، ومواقف الصالحين من عباد الله في هذا الخصوص عديدة دالة على عظم يقينهم في وعد الله، وانتظارهم ثوابه جل وعلا.

فقد روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: { ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفّر الله عز وجل بها عنه، حتى الشوكة يشاكها } [متفق عليه]. ومن حديث سعد بن أبي وقاص قال: قلت: يارسول الله أي الناس أشد بلاءً؟ قال: { الأنبياء ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل من الناس، يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة خُفف عنه، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض، وليس عليه خطيئة } [رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح].

ومن المواقف التي تؤنس العبد، ما يروى من سيرة بعض العلماء والصالحين، فقد روى ثابت البناني قال: ( مات عبدالله بن مطرف، فخرج مطرف على قومه في ثياب حسنة، وقد أدهن فغضبوا وقالوا: يموت عبدالله، ثم تخرج في ثياب من هذه مدهناً؟ قال: أفأستكين لها، وقد وعدني ربي تبارك وتعالى ثلاث خصال، كل خصلة منها أحب إليّ من الدنيا وما فيها، ثم تلا قوله تعالى: الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون [البقرة،157:156]. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ( من إجلال ومعرفة حقه، ألا تشكو وجعك، ولا تذكر مصيبتك ). وقال رجل للإمام أحمد رحمه الله: كيف تجدك يا أبا عبدالله؟ قال: بخير في عافية، فقال له: حممت (أي أصبت بالحمى) البارحة؟ قال: إذا قلت لك: أنا في عافية فحسبك، ولاتخرجني إلى ما أكره. وعن هشام بن عروة قال: سقط أخي محمد وأمه بنت الحكيم بن العاص من أعلى سطح في اصطبل الوليد، فضربته الدواب بقوائمها فقتلته، فأتى عروة رجل يعزيه، فقال: إن كنت تعزيني برجلي فقد احتسبتها، قال: بل أعزيك بمحمد ابنك قال: وما له؟ فأخبره: فقال: اللهم أخذت عضواً وتركت أعضاء، وأخذت ابناً وتركت أبناء. فلما قدم المدينة أتاه ابن المنكدر، فقال: كيف كنت؟ قال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً ) [السير:4/434].

فلتحصيل هذه المنزلة العظيمة، منزلة الصبر بجميع أنواعه، فليشمر المشمرون، للدخول في زمرة عباد الله المخلصين.. الأنبياء، والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. طرق تحقيق منزلة الصبر لما لهذه المنزلة من المكانة في الدين، ولما غلب على سلف هذه الأمة، علمائها وصالحيها، من التحلي بها والتواصي بها، يجدر أن نتعرف على الأسباب المعينة على التحلي بالصبر، لأنه دواء لكثير من العلل والأمراض النفسية بل والعضوية كذلك. ولكنه دواءاً احتاج إلى قوة في النفس والإرادة لتحمله، لأنه محتف بمرارة الدواء، وكذلك يشق على كثير من الناس، إلا من وفقه الله تعالى. فالصبر من الأدوية التي أنزلها الله تعالى لكثير الأدواء، وقدر به الشفاء، وهو وإن كان شاقاً كما سبق فإن تحصيله يمكن إذا تحقق أمران هما العلم والعمل.

فكل مرض يحتاج إلى علم وعمل يليق به خاص به، ومن الأمثلة العملية على ذلك. إذا افتقر المرء إلى الصبر عن شهوة الجماع، وهذا أكثر شيوعاً في الناس، وقد غلبت عليه بحيث لا يملك فرجه ولا عينه ولا قلبه، فعلاج ذلك بثلاثة أشياء: أحدها: مواظبة الصوم والتقليل من الطعام وهذا من أعظم ما يحمل النفس على الصبر لأن فيه حبساً لها على المباح، فتكون بعد ذلك أحبس عن المحرم والممنوع. الثاني: تسلية النفس بالمباح من جنس المشتهى، وذلك بالنكاح. وها هنا قاعدة، وهي: أن كل ما يشتهيه الطبع من الحرام، ففي المباحات غنية عنه. وهذا هو العلاج الأنفع لأكثر الناس. الثالث: قطع الأسباب المهيجة لتلك الشهوة، وأهمها النظر، والنظر يقع بالعين وبالقلب، والقلب محرك للشهوة، فدواء هذا الاحتراز عن مظان وقوع البصر على الصور المشتهاة لأن النظر سهم من سهام ابليس.

فهذه الأشياء الثلاثة تجمع العلم والعمل، العلم بالوسائل المشروعة، والطرق الشرعية بتهذيب النفس، والعمل على تحقيق تلك الوسائل، وبذلك يستعان - بعد الله تعالى - على تحمل الصبر، وفيه تحقيق حسنيين هما: 1- طاعة الله بالصبر على المكاره والتكاليف وبالصبر عن المعاصي. 2- ثواب الله الذي ذكره في كتابه بقوله: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب [الزمر:10] وقوله: ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون [النحل:96]. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

يا رجال الليل هبوا

قال الله تعالى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ [السجدة: 16].

وقال النبي : { عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربه إلى ربكم، ومغفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم } [رواه الترمذي] وفي فضله أحاديث كثيرة.

وقال الحسن البصري رحمه الله: ( لم أجد من العبادة شيئاً أشد من الصلاة في جوف الليل )، فقيل له: ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوهاً؟ فقال: ( لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره ).


الأسباب الميسرة لقيام الليل:

اعلم: أن قيام الليل صعب إلا من وفق للقيام بشروطه الميسرة له. فمن الأسباب ظاهر، ومنها باطن.

فأما الظاهر:

فأن لا يكثر الأكل، كان بعضهم يقول: ( يا معشر المريدين، لا تأكلوا كثيراً فتشربوا كثيراً فتناموا كثيراً، فتخسروا كثيراً ).

ومنها: أن لا يتعب نفسه بالنهار بالأعمال الشاقة.

ومنها: أن لا يترك القيلولة بالنهار، فإنها تعين على قيام الليل.

ومنها: أن يتجنب الأوزار.

قال الثوري: ( حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته ).

وأما الميسرات الباطنة:

فمنها سلامة القلب للمسلمين، وخلوه من البدع، وإعراضه عن فضول الدنيا.

ومنها: خوف غالب يلزم مع قصر الأمل.

ومنها: أن يعرف فضل قيام الليل.

ومن أشرف البواعث على ذلك الحب لله تعالى، وقوة الإيمان بأنه إذا قام ناجى ربه، وأنه حاضره ومشاهده، فتحمله المناجاة على طول القيام.

قال أبو سليمان رحمه الله: ( أهل الليل في ليلهم ألذَ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا ).

وفي صحيح مسلم عن النبي : { إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أتاه إياه، وذلك كل ليلة }.

وإحياء الليل مراتب:

أحدهما: أن يحيي الليل كله، روى ذلك عن جماعة من السلف.

الثانية: أن يقوم نصف الليل، وهو مروى أيضا عن جماعة من السلف وأحسن الطريق في هذا أن ينام الثلث الأول من الليل، والسدس الأخير منه.

المرتبة الثالثة: أن يقوم ثلث الليل، فينبغي أن ينام النصف الأول: والسدس الأخير، وهو قيام داود عليه السلام.

ففي الصحيحين: { أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه } [رواه البخاري ومسلم]، ونوم آخر الليل حسن، لأنه يذهب بآثار النعاس من الوجه بالغداة، ويقلل صفرته.

المرتبة الرابعة: أن يقوم سدس الليل أو خمسه، والأفضل من ذلك ما كان في النصف الأخير، وبعضهم يقول: أفضله السدس الأخير.

المرتبة الخامسة: أن لا يراعي التقدير، فإن مراعاة ذلك صعب.

ثم فيما يفعله طريقان:

أحدهما: أن يقوم أول الليل إلى أن يغلبه النوم فينام، فإذا انتبه قام، فإذا غلبه النوم نام، وهذا من أشد المكابدة، وهو طريق جماعة من السلف.

وفي الصحيحين من حديث أنس ( ما كنا نشاء أن نرى رسول الله مصلياً من الليل إلا رأيناه، وما كنا نشاء أن نراه نائماً إلا رأيناه ).

وكان عمر يصلي من الليل ما شاء الله، حتى إذا كان من آخر الليل أيقظ أهله، فيقول الصلاة الصلاة.

وقال الضحاك: أدركت أقواماً يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الضجعة.

الطريق الثاني: أن ينام أول الليل، فإذا أخذ حظه من النوم، وانتبه، قام الباقي.

قال سفيان الثوري: إنما هي أول نومة، فإذا انتبهت لم أقلها-يعني لم ينم-

المرتبة السادسة: أن يقوم مقدار أربع ركعات أو ركعتين، فقد روينا عن النبي أنه قال: { صلوا من الليل، صلوا أربعاً صلوا ركعتين }.

وفي سنن أبي داود قال: قال رسول الله : { من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا جميعاً ركعين، كتبا ليلتئذٍ من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات }.

وكان طلحة بن مصرف يأمر أهله بقيام الليل، ويقول: ( صلوا ركعتين، فإن الصلاة في جوف الليل تحط الأوزار ).

فهذه طرق قسمة الليل، فلينحر المريد لنفسه ما يسهل عليه، فإن صعب القيام عليه في وسط الليل، فلا ينبغي أن يخل بإحياء ما بين العشاءين وورد السحر، ليكون قائماً في الطرفين، وهذه مرتبة سابعة.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه.