Tuesday, June 30, 2009

الاقتصاد الإيراني في ظل نظام الباسداران

تقع إيران حاليا في قلب الحدث السياسي بسبب الشكوك المتزايدة حول نزاهة الانتخابات الأخيرة و بسبب برنامجها النووي. و يجدر التذكير في هذا الصدد أن هذا الغليان السياسي الذي يشهده الشارع الإيراني يجد جذورا له في المحنة الاقتصادية الحقيقية التي يعيشها المجتمع الإيراني. فإذا سلطنا الضوء على المعطيات الكََمية للاقتصاد الإيراني نصل إلى خلاصة مفادها أن 85 % من البنية الإنتاجية الإيرانية مملوكة من قبل النظام الحاكم. و على غرار الاقتصاديات الموجهة، فالقرارات لا تصدر بدون موافقة "السلطات المعنية" الشيء الذي يضعف الحريات الاقتصادية و يشجع اقتصاد الريع. ففي إيران، قام النظام الحاكم القائم على ولاية الفقيه بتفويض إدارة شؤون البلاد الاقتصادية للحرس الثوري (الباسداران) مقابل توفير الحماية للنظام. مما أدى إلى سيطرة الباسداران بقيادة الجنرال سفافي على جزء كبير من الاقتصاد الإيراني وما نتج عنه من تضييق على حرية ممارسة التجارة و عرقل نمو و تطور البلاد بشكل واضح.

تعتبر تركيبة نظام الحكم في إيران تركيبة معقدة. إذ أن الجمهورية الإيرانية الإسلامية تقوم، كما ينص الدستور الذي وضع بعد الثورة الإسلامية سنة 1979 و عدل سنة 1989 بعد وفاة أية الله الخميني، تقوم على ركيزتين أساسيتين : الإسلام من جهة و النظام الجمهوري من جهة أخرى. فشرعية السلطة مزدوجة وهي تُستمد من الإرادة الإلهية (مادة 2) من جهة و من إرادة الشعب (مادة 1 و مادة 6) من جهة أخرى.
كما أن الدستور يولي أيضا أهمية خاصة لمؤسسة ولاية الفقيه. فالمرشد الأعلى للثورة يعتبر العمود الفقري للنظام الإيراني. فهو يشرف على السلطات الثلاث: التنفيذية و التشريعية و القضائية، و يحافظ على حسن سير المؤسسات، و يضع الخطوط العريضة لتوجهات البلاد السياسية و الاقتصادية و الأخلاقية. وتوزيع الريع من قبل الدولة والذي يشكل أداة لدعم الاقتصاد الفارسي، لا يستفيد منه إلا الأشخاص الذين يؤمنون بمبادئ الثورة.

و يعتبر جهاز الحرس الثوري الإيراني، الباسداران، الذي أسسه الإمام الخميني في بداية الثورة في إيران، من اقرب الأجهزة من المرشد الأعلى للثورة. فحتى نهاية الحرب ضد العراق كان الباسداران يُعتبر جيش تحرير. بعد ذلك قاموا بتنظيم أنفسهم و أصبحوا تنظيما عسكريا و استخباراتيا حقيقيا، لا يتوانى عن التدخل في الشؤون المدنية، كالتصنت على المكالمات الهاتفية و التجسس على المعارضة الموالية للغرب، وذلك من أجل حماية مبادئ الثورة. و بعد دلك تحول حوالي اثنا عشر ألفا من عناصر الباسداران إلى التجارة مستفيدين من السلطة المطلقة التي يتمتعون بها. فالرئيس الإيراني الحالي، السيد أحمدي نجاد، وعدد من وزرائه ينتمون إلى الباسداران. و من البديهي أن يصبح من السهل حصول التجار المنتمين إلى الباسداران، على مشاريع الدولة الكبيرة كمشروع تطوير حقل بارس الجنوبي للغاز المقدر ب 1.56 مليار يورو (حوالي 2.10 مليار دولار).

إن الاقتصاد الإيراني الحالي يعيش على الإعانات المالية الضخمة التي يقدمها النظام الحاكم. فرجل الأعمال الذي ينجح في إيران هو الذي يتلقى دعم الدولة. نحن أمام نظام مبني على الفساد، والبحث عن المكاسب المالية. اقتصاد غير قابل للتطور في ظل هذه الظروف. فككل مجموعة ضغط، حول الباسداران دعمهم للثورة إلى امتيازات. إذ عُهد إليهم الأمن الداخلي و الخارجي و جميع الصناعات العسكرية و النفطية و الزراعية فأصبحوا يسيطرون على الاقتصاد بدون أي منافس. وشكل الباسداران في العديد من القطاعات التي يسيطرون عليها اتحادات احتكارية، فأصبحوا بذلك المُسيرين الجدد للاقتصاد الإيراني على حساب حرية ممارسة التجارة و ديناميكية السوق.

و يعتبر الاقتصاد الإيراني في الوقت الحالي فريسة للتخلف. فالناتج المحلي الإجمالي الإيراني يقارب ال196.3 مليار دولار. و الدخل الوطني الإجمالي (بمقياس القوة الشرائية للعام 2005) وصل إلى 545 مليار دولار، أي ما يقارب ال8050 دولار للفرد الواحد. أما بالنسبة لمؤشر التنمية البشرية، فتحتل إيران المركز ال 96 بين دول العام بمعدل 0.746. كما أن التضخم الذي تصل نسبته إلى 15% سنويا يعرقل بدوره مشاريع الفاعلين الاقتصاديين. يضاف إلى ذلك نسبة بطالة مرتفعة تطال 20 مليون نسمة من سكان إيران الذين يصل عددهم إلى 70 مليون نسمة. كما أن سوق العمل حاليا مشبع ولا يمكنه أن يحتوي ال 800.000 شابا الوافدين إليه سنويا.

يعتمد الاقتصاد الإيراني بشكل أساسي على الصادرات النفطية. فالذهب الأسود يشكل 85% من إجمالي الصادرات. صحيح أن العائدات النفطية ارتفعت من 32 مليار سنة 2004 إلى ال50 مليار سنة 2006 . إلا أن غياب التنوع في نشاطات التصدير يضر بالاقتصاد لأنه يقوم على التخصص في قطاعات أولية غير متطورة و غير قادرة على مواجهة المنافسة. كما أن الضعف التكنولوجي للاقتصاد الإيراني يفرض عليه التموين من الخارج خاصة وأن ذوي الكفاءات يهاجرون إلى الغرب مما يزيد من حدة ظاهرة ضعف التنوع الاقتصادي.

إن الاقتصاد الفارسي يعيش حالة من الازدواجية لأن الاقتصاد المقنن يصطدم مع اقتصاد السوق السوداء الذي يتمثل بالتجار الصغار الأحرار. فالسوق السوداء أو الاقتصاد الموازي يشكل ما بين %20 و%30 من الاقتصاد الحقيقي في إيران. هذه الازدواجية تعكس الشغف بالتجارة المعروف عند الإيرانيين. شغف يتم اضعافه وإهماله من قبل الباسداران، الساعد السياسي والاقتصادي للمرشد الأعلى وأصحاب القرار الجدد في إدارة الاقتصاد الإيراني
. http://www.minbaralhurriyya.org

جامعاتنا وجامعاتهم: بين الإنكماش والإنغماس

تفرز أسئلة وقضايا "الجامعة والمجتمع" في البلدان العربية العديد من الموضوعات الساخنة المثيرة للجدل؛ وهي من النوع الذي ما فتيء يعيي ويشغل تفكير وتأملات الأكاديميين العرب. بيد أن واحداً من أكثر هذه القضايا إثارة للشجون ومدعاة للإهتمام يتشكل من شائكية علاقات الجامعات العربية بالجامعات الأجنبية، الغربية على نحو خاص. واحدة من الملاحظات التي تستحق الرصد والعناية في هذا السياق هي الشعور الوسواسي بـ"دونية" مؤسساتنا الأكاديمية مقارنة بمثيلاتها في الدول الأخرى، الأمر الذي يبرر ما يلاحظ من ظواهر التقييم العالي، والمبالغ به أحياناً، للأساتذة الأجانب ولخريجي الجامعات الأجنبية من الأساتذة المحليين مقارنة بخريجي جامعاتنا. بيد أن الطريف هنا هو أن أغلب القيادات الجامعية المحلية غالباً ما تتحدث عن المستوى العلمي اللائق لجامعاتنا درجة المطالبة بمعادلة الشهادات والمساواة بين الخريجين القادمين من الخارج وهؤلاء المتخرجين من الداخل. ولكن عندما يكون المسؤول الجامعي المعني "على المحك"، فإنه غالباً ما يعمد إلى التفاخر لأنه خريج هذه الدولة الأجنبية أو تلك، متخلياً عن إدعاءاته أن الجامعتين، المحلية والأجنبية، سيان في المستوى العلمي. والدليل على وطأة "عقدة" الأجنبي قد تمثلت مراراً في حالات إعتذار الجامعات العربية عن قبول أساتذة عرب على درجة رفيعة من اللياقة والتدريب الأكاديمي الرفيع للعمل فيها في الوقت الذي يقبل فيه الأساتذة الأجانب كأختيار أفضل على نحو متعام، تجسيداً لـ"عقدة الخواجة". لاشك في أن لهذه الظواهر ما يبررها من الأسباب، ذلك أن الجامعات الأجنبية (من نواحي الإنجاز والتاريخ الأكاديمي) متطورة للغاية مقارنة بجامعاتنا العربية التي تعد فتية نسبياً، لا تزيد أعمار أقدمها عن قرن واحد من الزمان في أفضل الأحوال، إذا ما إستثنينا مفهوم "المدرسة" التقليدي الموروث من العصر العباسي وما تلاه. بيد أن هذه الحال لا تعفينا من المعضلات التي إنبعثت من تعقيد العلاقة بين مؤسساتنا الأكاديمية ومكافئاتها في الدول الأخرى، خاصة بعد أن صار هذا الموضوع مثيراً للجدل الساخن بسبب الحساسيات من كل ما هو أجنبي، الأمر الذي أحال هذه القضية إلى نوعين من الإستجابة، هما: (1) الإستجابة الإنغماسية؛ (2) الإستجابة الإنكماشية. في الحالة الأولى، يدعو خريجو الجامعات الأجنبية إلى "الإستنساخ" أو المحاكاة المتعامية التي تقود مؤسساتنا الجامعية لأن تكون نسخاً مكررة للمؤسسات الأكاديمية الأجنبية. وبهذا تظهر لنا الجامعة في البلدان العربية وكأنها عضو غريب مستزرع أو منقول إلى أرض عربية لا تمت إليه بصلة، فهو يخشاها ويرفضها ويقاومها. أما في الحالة الثانية، يدعو بعض المنظرين الأكاديميين، المنغمسين حد الرأس بالمحلية وبالتراثيات، إلى "نسخ" التجارب الأجنبية والإمتناع عن محاكاتها بوصفها تجارب غريبة لا يمكن أن تناسب المجتمعات والتقاليد المحلية. وهكذا كان الإرتطام بين الرأيين والرؤيتين، متبلوراً في عدد من المحكات والمحطات التي أعيت الحياة الجامعية في العالم العربي عبر عقود طوال من الزمان وتركت آثارها حتى اللحظة. واحدة من هذه المحكات المنطوية على التنافر بين رؤيتي النسخ والإستنساخ تتجسد في حركة "تعريب المناهج" الجامعية التي، كما يبدو على السطح، كانت من أهم المهمات الملقاة على عاتق المؤسسات الأكاديمية العربية بعد تحقيق الإستقلال السياسي. ففي الوقت الذي إندفع فيه العديد من القياديين الجامعيين والمنظرين العرب إلى تطبيق التعريب (إعتزازاً باللغة وبالتقاليد القومية)، ذهب البعض الآخر من خريجي الجامعات الغربية إلى ضرورة الإبقاء على اللغات الأوربية (الإنكليزية في المشرق العربي، والفرنسية في المغرب العربي) كوسيلة للتدريس وللدراسة وللبحث العلمي في جامعاتنا. وكانت النتيجة فوضوية بدرجة مقلقة: في الحالة الأولى، أدارت مجامع اللغة العربية والمؤسسات الترجمية في العواصم العربية عجلاتها بكل طاقاتها لتعريب المناهج والكتب الدراسية من الفيزياء إلى الطب، الأمر الذي إنتهى إلى ظهور العديد من هذه الكتب على نحو فوضوي مشوه وغير موحد بين الجامعات العربية نظراً لسيادة التشبث الفردي ولغياب لجنة مركزية لتوحيد المصطلح العلمي والفني وللإتفاق على تعريب وصياغات تشمل جميع الكليات والأقسام. زد على ذلك بروز مشكلة اللغات الأجنبية بين الطلبة العرب الذين يعانون أصلاً من صعوبات تعلمها منذ نعومة أظفارهم. وقد أدت هذه الحال إلى صعوبة إبتعاث خريجي بعض الجامعات العربية للدراسة في الجامعات الأجنبية بسبب المعوقات اللغوية والتمايزات الثقافية، علاوة على تعقيدات الإتصال بالمؤسسات الأكاديمية الأجنبية وصعوبات مواكبة الجديد في حقول العلم والثقافة، البحث والإستقصاء. ولكن من ناحية ثانية، بقيت بعض المؤسسات الأكاديمية في العالم العربي متمسكة باللغة الأجنبية في الكتب المنهجية وفي الحاضرات وكتابة الأطروحات والبحوث العلمية، الأمر الذي أدى إلى نوع من التباعد بين الحقول العلمية الأكاديمية وبين الحقول الحياتية والإجتماعية التطبيقية. لقد كان حاجز اللغة من أهم العوائق التي شابت تقوية العلاقة بين المجتمع والجامعة. وهكذا سقط العديد من هؤلاء الأكاديميين في مأزق الإغتراب، حيث صارت الكلية أو القسم الدراسي "قلعة" محصنة منفصلة عمن يبحث عن فوائدها وجدواها ومردوداتها الإجتماعية العامة. وإذا كان موضوع "التعريب" نموذجاً يستحق الرصد والمعاينة، فإن هناك أمثلة كثيرة تعكس تعقيد العلاقات بين مؤسساتنا الأكاديمية وبين مكافئاتها الأجنبية. بيد أن هذا لاينبغي أن يعمي المرء عن حقائق كونية المعرفة universality التي إشتقت لفظة "الجامعة" university منها، الأمر الذي يفرض علينا الإتصال والتواصل مع الآخر للإفادة من المؤسسات الجامعية الأجنبية لإغراض تبادل المعارف والتجارب والتراكم المعرفي والبحثي. إن المؤسسات الأكاديمية العربية بحاجة إلى تأسيس "شراكات" مع الجامعات الأجنبية لبلوغ المستويات العلمية الدولية وللحصول على الإعتراف العالمي بالشهادات الممنوحة لخريجي الجامعات المحلية. هذا ما لا يمكن أن يتحقق من غير مد جسور التعاون مع الجامعات الأجنبية ومع المنظمات الأجنبية المختصة في هذه الحقول من أجل تكريس دور الجامعة في تطوير الموارد البشرية والكوادر الإختصاصية والعالية المهارة. لذا ينبغي لإستراتيجيات التعليم العالي العربية التفتح على الإبتعاثات العلمية من ناحية، وعلى إستقبال الأساتذة الرفيعي المستوى لإلقاء المحاضرات وإجراء التطبيقات أمام الطلبة المحليين، علاوة على الإهتمام بـ"ورشات التدريب" للأكاديميين وللإداريين الجامعيين المحليين في الجامعات الأجنبية. إن تبادل الزيارات بين الأساتذة وإرسال مجاميع من الطلاب المتفوقين في دورات قصيرة أو متوسطة المدى ستصب في هدف الإتساق والتناغم بين ما يجري "هنا" وما يجري "هناك" . ومن أجل تعظيم الفوائد من تجارب الجامعات الأخرى، تظهر أهمية إستقبال معارض الكتب والمطبوعات والمجلات العلمية التي تصدرها دور النشر الجامعية العالمية كي تفتتح في كلياتنا وأقسامنا العلمية. وبضمن هذه الأنشطة تظهر أهمية إتفاقيات التعاون العلمي والأكاديمي بين الجامعات المحلية والجامعات الأجنبية، حيث إن مثل هذه الإتفاقيات تقوي التبادل المعرفي والتفاعل الأكاديمي عن طريق تبادل الزيارات العلمية وقيام أساتذة أجانب بالإشراف على باحثي الدراسات العليا المحليين، والعكس صحيح. وأخيراً، تبرز الآن ظاهرة "التوأمة" بين بعض الجامعات العربية وبين جامعات أجنبية كبرى، إذ تؤول هذه العملية المهمة إلى تحقيق وبلوغ شيء من التوازي في المستويات العلمية ومخرجات الأداء والكفاءة. ولكي لا تثير مثل هذه الأفكار حفيظة المحافظين، فإنه من المفيد تجنب فتح "فروع" لجامعات أجنبية في بلداننا، بيد أن هذا لا يعني منع تأسيس جامعات محلية/أجنبية، جامعات تحاول الإفادة من معطيات التقدم الذي أحرزته الأكاديميات الأجنبية دون التضحية بسجايا الثقافة المحلية والهوية الوطنية، من الدين إلى اللغة.© منبر الحرية، 23 يونيو/حزيران 2009
source:http://www.minbaralhurriyya.org/

Un moteur pour vaisseau sanguin


Des chercheurs australiens ont conçu un micromoteur à l’aide d’un ressort et d’une bille. Objectif : propulser des microrobots dans les veines de patients.
L’idée d’envoyer de minuscules robots dans nos veines n’est plus tout à fait de la science-fiction. De nombreux laboratoires tentent en effet de construire des robots de quelques centaines de micromètres, capables de se déplacer dans nos vaisseaux sanguins et d’y faire des analyses, voire d’y détruire des zones malades. Encore faut-il les propulser. Une équipe australienne vient de proposer un nouveau type de micromoteurs capables de le faire [1] .
Les chercheurs australiens ont fabriqué un petit ressort en Inox. Sa forme est telle que lorsqu’il se contracte ou se détend dans le sens de son axe, il acquiert en même temps un petit mouvement de torsion radial (autour de cet axe). En actionnant ce micro-ressort, on crée ainsi un mouvement de torsion, qui se propage à un objet posé sur lui.
20 tours par secondes
Une bille placée sur le ressort se met donc à tourner lorsqu’on fait osciller ce dernier. L’angle de rotation est petit à chaque mouvement, mais comme le ressort oscille à une fréquence de 667 kilohertz (667 000 oscillations par seconde), on atteint ainsi des mouvements de la bille de plus de 20 tours par seconde. Et voici le moteur : la partie fixe, oustator, est le ressort, qui mesure 250 micromètres de diamètre, tandis que la partie mobile, le rotor, est formée de la bille posée sur le ressort. Enfin, l’énergie est fournie au ressort par un élément piézoélectrique, capable de transformer une énergie électrique en mouvement mécanique.
« Ce type de moteur "à ultrasons" existe au niveau macroscopique, mais à ma connaissance, c’est la première fois que ce principe est utilisé à l’échelle microscopique, avec un stator en ressort, indique Nicolas Chaillet, de l’université de Franche-Comté. C’est une idée intéressante et originale. » Il reste cependant à encapsuler ce micromoteur afin qu’il soit biocompatible, et à prouver qu’il fonctionne au sein d’un robot. Enfin, comment apporter l’énergie au moteur ? « Dans un premier temps, ce moteur pourrait être utilisé dans un réseau sanguin proche de la surface, comme la rétine, et le champ électrique actionnant l’élément piézoélectrique serait créé de l’extérieur, supprimant ainsi les problèmes d’approvisionnement en énergie », imagine Nicolas Chaillet.
Cécile Michaut

رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي السابق يتقاضى رواتبه الشهرية من السعودية


سلطت معلومات أمريكية جديدة بشأن ملابسات التحقيق في عملية تفجير أبراج الخبر 1996 الضوء على العلاقة الحميمة التي ربطت رئيس FBI "لويس فريه" بالسعودية وتقاضيه لاحقا راتبا شهريا منها.

وروى الجزء الخامس والأخير من سلسلة تقارير وكالة أنباء IPS حول تفجير الخبر كيف تحول رئيس مكتب التحقيقات الفدرالية "لويس فريه" إلى محام يتقاضى أجوره من الأمير بندر سفير المملكة السابق بواشنطن.

وبحسب التقرير ظهر "فريه" أمام محكمة بريطانية في أبريل 2009 كمحامي دفاع عن الأمير بندر في القضية التي اتهم فيها الأخير بتقاضي رشاوى بلغت ملياري دولار ضمن صفقات سلاح سعودية بريطانية.

ومما اثار الدهشة في واشنطن أن رئيس FBI السابق وفي ظل ضائقة مالية المت به نسج علاقة "وثيقة جدا" مع السعوديين توجت بدخوله ضمن نظام الراوتب الشهرية الممنوحة من الأمير بندر.

والمح التقرير إلى أن "فريه" وفي ظل حاجته إلى الدعم مع وجود زوجة وستة أولاد كان الأكثر عرضة لإغراءات السعودية من معظم كبار المسئولين في الادارة.

مضيفا بأن بندر لم يخف استعداده لتقديم الوعود بالفوائد المالية ضمن مساعيه للتأثير على المسؤولين الامريكيين عندما كانوا لا يزالون في مناصبهم.

وفي ضوء علاقاته مع بندر وإسلوبه في التحقيق في ملابسات تفجير أبراج الخبر يجدر أن يخضع "فريه" للتمحيص مجددا وفقا للتقرير.

فقد أحكم رئيس FBI السابق أغلاق التحقيق في ضلوع بن لادن الواضح في تفجير الخبر استجابة لرفض السعويين التعاون في هذا المجال.


بندر بن سلطان أقام علاقة مالية وثيقة مع (فريه)كما ضغط بشدة باتجاه اعتماد الرواية السعودية المعيبة للأحداث رغم وجود نواقص خطيرة ومع ما شابها من احتمال تعرض المتهمين للتعذيب.

وخلص التقرير إلى أنه ونتيجة للتحيز الصارخ من "فريه" لصالح السعودية فقد أتاح ذلك لبن لادن التمتع بسنوات اضافية من حرية الحركة والتخطيط لعمليات ارهابية ضد الولايات المتحدة.

كان على "فريه" أن لا يكون مدافعا عن النظام السعودي الذي بات يدفع له راتبا شهريا وفقا للوكالة. بل كان يفترض أن تركز سياسة الولايات المتحدة وبسرعة الليزر على اسامة بن لادن و القاعدة قبل ذلك الوقت بسنتين.

وفي سياق تسليط الضوء على الاعترافات المنتزعة من المعتقلين الشيعة سرد التقرير تجربة أربعة مواطنين بريطانيين وكندي وبلجيكي واحد ظهروا على شاشة التلفزيون السعودي وهم يدلون باعترافاتهم عن تنفيذ ثلاث تفجيرات في الرياض نوفمبر 2000.

وبعد الافراج عنه في عام 2003 روى المواطن الكندي وليام سامبسون كيف تعرض للتعذيب في سجن المباحث وعلّق من أرجله رأسا على عقب وتورمت خصيتاه من الضرب حتى صارت بحجم البرتقال.

وقال سامبسون أن عناصر المباحث ومن البداية لقنوه جيدا ما يجب أن يدلي بها من اعترافات وأجبروه تحت التعذيب على حفظ وتكرار تلك الاعترافات عليهم مرة بعد أخرى.

وبعد ستة أسابيع قضاها تحت الاستجواب وبعدما بدأ سامبسون في سرد الاعترافات المطلوبة سجلوا اعترافاته بالفيديو باستخدام لوحة حائطية لمساعدته في تذكر تفاصيل التحركات التي اتهم بها.

لقد درب السعوديون سامبسون على الأقوال التي يجب أن يدلي بها أمام زائريه من السفارة الكندية تحت طائلة تعرضه لمزيد من التعذيب.

وقد روى سائر المحتجزين الأجانب قصصا مشابهة لاعترافات قسرية أدلوا بها تحت التعذيب.

وخلص التقرير إلى أن ذلك السيناريو هو ما حدث تماما مع المعتقلين الشيعة المتهمين بتدبير انفجار الخبر.

فقد اعترف أحد المعتقلين امام المحققين الامريكيين عام 1998 بأن الضابط بالحرس الثوري الايراني أحمد شريفي اختار شخصيا أبراج الخبر هدفا للتفجير، فيما اعترف آخر بأن الايرانيين لم يكتفوا بتدريبه بل دفعوا له أموالا.

وقال عميل سابق في مكتب التحقيقات الاتحادي حينها "لقد خرجنا بأدلة دامغة على ان ايران كانت وراء التفجير".

وبحسب التقرير كانت هناك مشكلة مع الأدلة التي جمعها فريق مكتب التحقيقات الفدرالي وهي أن المباحث السعودية أجبرت المتهمين على مدى سنتين ونصف السنة على حفظ وسرد هذه الاعترافات تحت طائلة تعرضهم لمزيد من التعذيب.

وعندما أخذ "فريه" اعترافات المتهمين الشيعة دون أن يعير مسألة تعرضهم للتعذيب أدنى اهتمام رفضت وزارة العدل الامريكية قبول تلك الشهادات واعتبرتها غير صالحة.

وتبعا لذلك رفضت الوزارة المضي قدما في لائحة الاتهام على النحو الذي أراده "فريه" وكان واضحا أن ذلك عائد لنفس الاعتراضات التي أثيرت قبل عامين والقاضية بأن المتهمين الشيعة قد تعرضوا للتعذيب.

واشار التقرير إلى أن لائحة الاتهام التي أعلنها "فريه" في يومه الأخير على رأس مكتب التحقيقات الاتحادي في يونيو 2001 ظهرت دلائل قوية على للغاية على أنها قامت على اعترافات انتزعتها المباحث السعودية تحت التعذيب والاكراه.

وخلص إلى أن المباحث السعودية أجبرت المتهمين على الإدلاء باعترافات لقنتها اياهم مسبقا لسردها حتى أمام المراقبين الأجانب وذلك في

سبيل ابعاد "القاعدة" عن دائرة التحقيقات الأمريكية

الكاتب شبكة راصد الإخبارية

استمرار ربط عملات الخليج بالدولار ينذر بكارثة

الكاتب عبد اللطيف جابالله
يقول خبراء ماليون ان إعادة الهيكلة الجارية حاليا لديون مجموعتي سعد والقصيبي السعوديتين تؤثر على عدد كبير من البنوك في دول الخليج العربية، بينما تواجه مؤسسة النقد السعودية وضعا تبدو عاجزة فيه عن التحكم باسعار الفائدة، في الوقت الذي سجلت الموجودات الأجنبية فيها تراجعا للشهر السادس على التوالي.

وكانت بيانات رسمية أظهرت تراجع القروض المقدمة من البنوك السعودية إلى القطاع الخاص للشهر الثالث على التوالي في مايو /أيار وسط مخاوف متصاعدة بشأن الملاءة المالية لبعض الشركات المملوكة عائليا وتعرض البنوك المحلية لقروض متعثرة.

وأبقت السعودية التي تربط عملتها بالدولار سعر إعادة الشراء القياسي دون تغيير عند اثنين بالمئة بعدما خفضه البنك المركزي أكثر من النصف في خطوات متتالية منذ أكتوبر/تشرين الأول.

وقال خبير اقتصادي لدى أحد البنوك السعودية "البنوك لا تقرض منذ نوفمبر/تشرين الثاني بسبب التباطوء في الاقتصاد والمخاوف بشأن سلامة بعض الشركات العائلية".

وأضاف "لا تستطيع مؤسسة النقد تغيير سعر إعادة الشراء لأن البنوك لا تستطيع الاقراض عندما لا تعلم ماذا يحدث في السوق".

وتسعى مجموعة سعد الاستثمارية الخاصة إلى إعادة هيكلة ديونها البالغة بعد مواجهة صعوبات في وقت سابق من يونيو/حزيران الأمر الذي حدا بالبنك المركزي إلى تجميد حسابات رئيس مجلس إدارتها.

كما تقوم في ذات الوقت شركة أحمد حمد القصيبي واخوانه باعادة هيكلة ديونها.

و قال سلطان بن ناصر السويدي محافظ مصرف الامارات العربية المتحدة المركزي إن بنوك الامارات معرضة "بدرجة كبيرة" لمجموعتي سعد والقصيبي السعوديتين المتعثرتين.

وأضاف "إنها قضية كبيرة في كل مكان، كل دول مجلس التعاون الخليجي معرضة "للمجموعتين المتعثرتين"، بنوك الامارات معرضة بدرجة كبيرة" ولم يدل بتفاصيل بشأن حجم الديون المستحقة للبنوك المحلية.

في ظل ترنح البنوك الخليجية، قال رئيس صندوق النقد على هامش الاجتماع السنوي لمحافظي البنوك المركزية في بنك التسويات الدولية "بعد اقتراح الصين وروسيا في ايجاد عملة اخرى كعملة عالمية بديلة عن الدولار، يجب علينا أن نفكر في عملة احتياط دولية غير الدولار، تراكمت خلال هذه الأزمة ديون ضخمة على الولايات المتحدة. انها عبء ثقيل على الدولار".

وقد كرر البنك المركزي الصيني الدعوة لاحلال عملة عالمية بديلة عن الدولار الامريكي، وجاء في بيان اصدره البنك الصيني ان عملة "عابرة للدول" يجب ان تحل مكان الدولار.

وقال المناعي إنه سيكون بمقدور البنوك المركزية في المنطقة عندما تشكل وحدة نقدية وتصدر عملة موحدة أن تتبنى خيارات غير ربط عملتها بالدولار.

وتابع "قالوا إنهم ملتزمون بالدولار. لن أستبعد خيارات أخرى مثل سلة عملات أو أسعار صرف عائمة أو خيارات تتعلق بالدولار أو تعويم محكوم".

يذكر ان لجنة الإشراف والرقابة على الجهاز المصرفي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي اجتماعها الـ51 في مقر الأمانة العامة غدا في الرياض.

وتناقش اللجنة عددا من الموضوعات أهمها استعراض مسودة التشريعات الرقابية والإشراف اللازم لتوحيدها أو تقريبها لإقامة الاتحاد النقدي بدول المجلس.

الرئيس مبارك سيتنحّى ويقدّم ابنه جمال رئيساً


يرى بعضهم أن هناك خلافاً داخل الأسرة الرئاسية ـ الرئيس مبارك وعقيلته وولده جمال ـ والحزبية معاً، وأن هناك ضغوطاً من مجموعة جمال مبارك على الرئيس لحلّ المجلس، ونشر الموقع الإلكتروني لجريدة «الشعب» أن الرئيس مبارك سيتنحّى عن الحكم خلال أيام قليلة مقبلة.

ونقلت الـ«بي. بي. سي» الخبر من خلال إحدى خدماتها الفرعية، فانتشر في جميع الأوساط داخلياً وخارجياً.

وهذه السيناريوات تغذّيها بعض الوقائع، مثل قيام أمانة التنظيم في الحزب الوطني الحاكم بإجراء استطلاعات رأي حول نواب مجلس الشعب.

ونشرت جريدة «المصري اليوم» المستقلّة قنبلة النائب علاء الدين عبد المنعم، بوجود ٧٧ نائباً تحت قبّة البرلمان مشكوك في عضويّتهم، وهو ما فسّره بعضهم بأنه تسريب من أمانة السياسات لتهيئة الأجواء لحلّ المجلس.

وكانت وفاة حفيد الرئيس مبارك وتأثّره الشديد بها وراء ما تردّد عن أنها يمكن أن تؤدّي بالرئيس إلى التنحّي.. كما جاءت زيارة أوباما الى مصر ليذهب بعضهم بخياله إلى أن الأجواء بين مصر وأميركا يمكن أن تمهّد للتوريث في ذلك التوقيت.

وأخيراً، تم إعلان مشروع قانون تخصيص مقاعد للمرأة وبدأ بعضهم يتساءل لماذا في ذلك التوقيت؟

ومع أن د. فتحي سرور رئيس المجلس أكّد أنه ليس هناك نيّة لحلّ المجلس، وأعلن ذلك صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى والأمين العام للحزب الوطني الحاكم، وأيضاً د. مفيد شهاب وزير المجالس النيابية ولكن لم يصدّقهم أحد.

وعندما خرج تصريح للدكتور مفيد شهاب يؤكّد احتمال الحلّ صدّقه الجميع..

والسبب هو أنه يتردّد منذ فترة، وعلى لسان مصادر مسؤولة في الحزب الوطني، وجود اتجاه لحلّ مجلس الشعب بعد انتهاء دورة انعقاده الحالية، والدعوة الى انتخابات مبكرة في أيلول (سبتمبر) المقبل قبل موعدها بعام كامل.



المعارضة ترفض

وقد وافق مجلس الشعب بنواب الغالبية فقط على تعديل قانون مجلس الشعب بتخصيص ٦٤ مقعداً للمرأة في المجلس، وسط رفض جميع نواب المعارضة.

وقال نائب الحزب الدستوري الحرّ، محمد العمدة، إن التعديلات غير دستورية، وتستند إلى «تمكين المرأة»، وهذا مصطلح أميركي ترفعه المنظّمات والجمعيات الأهلّيّة المموّلة من الولايات المتحدة الأميركية ومن بينها المجلس القومي للمرأة.

وأثارت كلمات العمدة غضب نواب الحزب الوطني، وقال النائب كمال الشاذلي إن المجلس القومي للمرأة محترم، لأنه تحت قيادة السيدة الأولى سوزان مبارك، ونفت الدكتورة آمال عثمان تلقّي المجلس تمويلاً أجنبياً.

وقال نواب الإخوان المسلمين في بيان لهم: إن التعديلات تخلّ بمبدأ المواطنة، واتّهم البيان المناخ السياسي الراهن بمعاداة المرأة.

وأعلن محمود أباظة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، رفضه مشروع القانون، لعدم تطبيقه على مقاعد مجلس الشورى أيضاً، واعتماده على الانتخاب الفردي بدلاً من نظام القائمة. وقال النائب عبد العزيز شعبان، ممثّل حزب التجمّع، إن اليسار المصري أول من طالب بتمكين المرأة، لكنه يرفض المشروع الذي يعتمد على النظام الفردي.

وتساءل النائب المستقلّ، مصطفى بكري، عن أسباب حماسة الحزب الوطني لمشروع القانون رغم عدم ترشيحه السيدات بعدد كاف في الانتخابات الماضية.



دليل نيّة الحلّ

وفي الفترة الأخيرة، ربطت بعض الصحف بين الاتجاه لحلّ البرلمان وبين الانتهاء من مشروع قانون يقضي بإضافة ٥٦ مقعداً الى مقاعد مجلس الشعب الـ٤٤٤، تخصّص للمرأة تنفيذاً للمادة ٦٢ المعدّلة من الدستور، وكذلك مع الاجتماع الذي عقده رئيس الجمهورية مع رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس الشورى الأمين العام للحزب الوطني الحاكم ووزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية ووزراء الداخلية والعدل ورئيس ديوان الرئاسة، لاستعراض الموقف الراهن للأجندة التشريعية للدورة البرلمانية الحالية، وبشكل خاص مشروع قانون «تمكين المرأة» وتعزيز تمثيلها بمجلس الشعب، طبقاً لتصريح المتحدّث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.

وزاد في الاحتمال التصريح الذي أدلى به الدكتور مفيد شهاب الى جريدة «الوفد»، وجاء فيه أن التعديلات التي أدخلت على مقاعد مجلس الشعب جعلت حلّ المجلس أمراً قائماً، وأن كل شيء وارد. والحزب الوطني يستعدّ لهذا الاحتمال خلال الشهور الثلاثة المقبلة.

ومع أن الأسباب التي تقدّم لحلّ المجلس غير منطقية، فإصدار قانون بزيادة عدد مقاعده لا يفرض ضرورة حلّه لإعمال هذا القانون، ويمكن تطبيقه عند إجراء الانتخابات في موعدها، أي في العام ٢٠١٠.



الخلافة هي السبب

ويعطي الدستور لرئيس الجمهورية طبقاً للمادة ١٣٦ الحق في حلّ مجلس الشعب من دون أن يضع قيوداً حقيقية على هذا الحق، وبالتالي فإن عدم وجود أسباب حقيقية معلنة تبرّر حلّ المجلس الحالي بعد انتهاء دورته الحالية، لا ينفي احتمال لجوء الرئيس لحلّ المجلس لأسباب لا يعلمها إلا هو!! وتشير بعض التحليلات التي تتداول بين رجال الحكم والشخصيات الحزبية والسياسية الى أن موضوع «الخلافة» أصبح ملحّاً في الفترة الأخيرة، وأن هناك تفكيراً في ألا يرشّح الرئيس حسني مبارك نفسه لفترة رئاسية سادسة في العام ٢٠١١ عند انتهاء فترته الرئاسية الحالية، بل قد يجد من الأوفق أن يترك منصبه في العام المقبل ويرشّح الحزب جمال مبارك لرئاسة الجمهورية في العام ٢٠١٠، على أن يسبق ذلك انتخاب مجلس الشعب الجديد قبل نهاية هذا العام.

وهذا الاحتمال تفرضه ظروف خاصة بالرئيس. ويعتقد بعضهم في دوائر الحكم أنه أنسب لها، ومباغت للأحزاب والقوى السياسية، ويسهّل تنفيذ سيناريو التوريث السابق وإعداده، والذي يلقى معارضة من الأحزاب والقوى السياسية والرأي العام.

ويقول المستشار محمود الخضيري: ما قام به مجلس الشعب الحالي من تعديل لزيادة نسبة مشاركة المرأة في الانتخابات المقبلة، مسألة شكليّة لا تخرج على نسبة الخمسين في المائة المخصّصة للعمّال والفلاّحين، التي قضت على فاعلية المجلس، وهذه النسبة المراد تخصيصها للمرأة لا يقصد بها سوى زيادة عدم فاعلية المجلس، لأن البلاد التي تسعى للديمقراطية الحقيقية تترك الأمر للكفايات تتنافس، لكي يستطيع الشعب أن يستخلص منها أكثرها مقدرة على أداء الخدمة العامة ورعاية المصلحة العامة للشعب كلّه، والمفروض على أي مرشّح للنيابة بعد اختياره نائباً أن لا يصبح ممثّلاً لدائرته الانتخابية فقط أو الفئة التي ينتمي إليها، بل المفترض به أن يمثّل الشعب كلّه، ورعاية مصالحه لا رعاية مصلحة فئوية طبقية. مصر تحتاج إلى جهد كبير كي تتخلّص من مرحلة تزوير الانتخابات التي أصبحت مثل الأمراض المستوطنة فيها.

وأعتقد أنه من العار الكبير أن تكون مصر بتاريخها العريق وماضيها التليد، ورجالها الذين ينشرون العلم والثقافة والرقيّ في جميع أنحاء العالم، مصابة بهذا الداء اللعين، والذي لا يُصاب به إلا الخاملون الجهلاء المقهورون الذين لا يستطيعون صُنع مستقبلهم ويتركون غيره يصنعه لهم.



دستورية «كوتة» المرأة

لقد وافق مجلس الشورى على مشروع قانون بتعديل أحكام قانون مجلس الشعب الرقم ٣٨ لسنة ٧٢، ويقضي التعديل بتخصيص ٦٤ مقعداً للنساء في مجلس الشعب بصفة نهائية، بعد جدل دار بين أعضاء المجلس حول مدى دستورية هذا القانون، خصوصاً في ظلّ تأكيد بعض النواب أن القانون يحمل تمييزاً عنصرياً يرفضه الدستور المصري.

وفي مجلس الشعب وافقت اللجنة التشريعية في اجتماعها برئاسة الدكتورة آمال عثمان، رئيسة اللجنة، على مشروع القانون، فيما طالب ٥٤ عضواً يمثّلون غالبية التيارات المعارضة وعدداً من المستقلّين، رئيس المجلس، بعرض قانون تخصيص «كوتة» المرأة على المحكمة الدستورية العليا قبل موافقة المجلس عليه لتفادي أي اعتوار دستوري.

وكشفت قيادات في جماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة قرّرت خوض الانتخابات على المقاعد التي تم تخصيصها للمرأة في مجلس الشعب، وبدأت الاستعداد لخوض هذه الانتخابات بحصر أسماء «الإخوانيّات» اللاتي سيتمّ اختيار المرشّحات من بينهن.

وأكّد الدكتور رشاد البيومي، عضو مكتب الارشاد، «نيّة» الجماعة الدفع بـ«إخوانيّات» للترشّح في الانتخابات المزمع إجراؤها لزيادة تمثيل المرأة في البرلمان. وقال: «الاشتراك في جميع الانتخابات التشريعية والطلابية والنقابية مبدأ أصيل للإخوان يرجع إلى قناعة الجماعة بضرورة المشاركة الايجابية في الانتخابات».

ونفى حدوث خلاف داخل الجماعة حول هذا الموضوع قائلاً: «لم يحدث أن ناقش مكتب الارشاد في الوقت الحاضر أو قبل ذلك موضوع ترشيح إخوانيّات، ولكن هذا موضوع قديم نحن دائماً على توافق بخصوصه».

وعن فرص نجاح «الإخوانيّات» في هذه الانتخابات، خصوصاً بعد إلغاء الاشراف القضائي الكامل، قال: «فلننظر إلى كيفية تعامل النظام مع الانتخابات بوجه عام، ومع الإخوان بوجه خاص، لكننا نخوض الانتخابات لأنها واجب علينا».

أبدت ناشطات وقيادات نسائية ترحيبها بموافقة الحكومة على زيادة تمثيل النساء في البرلمان، معتبرة القرار «خطوة إيجابية» نحو «تمكين المرأة»، لكنه لا يخفى ـ حسب قولهن ـ مخاوف كثيرة من سيطرة البلطجة والعنف على العملة الانتخابية.

وقالت الدكتورة فرخندة حسن أمينة المجلس القومي للمرأة، إنه من الصعب أن تتمّ السيطرة على أشكال البلطجة في الانتخابات، مستشهدة بأنه في لجنة الدكتورة آمال عثمان في الانتخابات السابقة، دخلت إحدى السيدات البلطجيّات اللجنة الانتخابية، وقامت من دون أي أسباب بضرب رأسها في زجاج شبّاك الغرفة الموجودة فيها اللجنة.

وقالت نهاد أبو القمصان، رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة: إن الحزب الوطني وافق على هذا المطلب، فقط لأنه لا يستطيع أن يرفض ما أقرّه الرئيس مبارك خلال برنامجه الانتخابي.

وأضافت: إن قانون الانتخاب الجديد يؤدّي إلى عزل المرأة عن المجتمع، من خلال فكرة الورقتين: إحداهما لجميع المرشّحين والثانية للمرأة فقط، خصوصاً في المناطق التي تسيطر فيها الثقافة الذكورية، مؤكّدة أهميّة نظام القائمة النسبيّة، حيث إنها تقوّي الحياة الحزبية.

وأشارت إلى أن هناك حاجة ملحّة إلى تعديل سياسي يحقّق توازن القوى السياسية في المجتمع، خصوصاً أن الخارطة الانتخابية للمجالس المقبلة مقلقة للغاية، ونظام القائمة النسبيّة قد يحارب طغيان قوّة معيّنة غير مرضيّ عنها في المجتمع.

واعترضت على فكرة أن يكون هذا النظام قابلاً للتطبيق لمدتّين فقط، مشيرة إلى أنه من المفروض أن يكون على الأقل لأربع مرّات، بالرغم من أن الدستور أعطى الفرصة للمرأة ـ حسب قولها ـ بالتمكين الدائم وليس التمكين المشروط بمدّة معيّنة، موضحة أنه حتى بعد أن حدّد أربع دوائر للمحافظات الكبرى، لم يراع التوزيع الديموغرافي، وأثقل على كاهل المرأة المنتخبة عبئاً مضاعفاً عن الرجل«المشاهد السياسي»

The Quran: Unique among Scriptures


The Quran is the most-read book in the world. Revealed by Allaah Almighty to Prophet Muhammad , in the 7th century CE, and revered by Muslims as being Allaah’s Final Scripture and Testament, its words have been lovingly recited, memorized and implemented by Muslims of every nationality ever since. The faithful are inspired, consoled and often moved to tears by its eloquence and poetic imagery, especially when recited aloud. And yet, the Quran is unique in being the only Scripture that is free of scientific inaccuracies, whose historical authenticity can be verified, and whose text has been so carefully preserved that just one authorized version (in Arabic) exists.
The Quran is also the only holy book that can be memorized in its entirety by people of all ages and intellectual abilities – including non-Arabic speakers – which Muslims consider to be one of its miracles. We invite you to take a few minutes to learn something about a book that is the foundation of the worldview and culture of almost a quarter of the people on this planet.
A scientific Scripture for a scientific age
One of the most remarkable things about the Quran is that it contains many verses, which accurately describe natural phenomena in various fields such as embryology, meteorology, astronomy, geology and oceanography. Scientists have found its descriptions to be inexplicably valid for a book dating from the 7th century CE; in fact, many of the processes and functions mentioned in the Quran have been discovered only recently. This fact alone has been the cause of a number of distinguished scientists embracing Islam. It also explains why the conflicts that emerged in Europe during the Middle Ages between faith and reason, religion and science, never arose in Islam; the Quran repeatedly encourages people to reflect and use their intelligence, and most Muslim scientists and inventors have also been pious believers.
Some of the Quran’s ‘scientific’ verses include an accurate description of embryonic development during the first forty days of life; an explanation that the roots of mountains are like pegs which help to anchor and stabilize the earth’s crust; that a natural barrier exists wherever two seas meet (each maintains its own salinity, temperature and density); that waves occur in layers in the depths of the ocean; that the heavens and earth were first joined together before being split apart; and that the heavens emerged from ‘smoke’, i.e. the gases and dust that characterize nebul as as stars are forming.
The Quran was never meant to be a ‘science textbook’; whether highlighting the wonders of nature or the lessons of history, its verses direct us to reflect on the glory of Allaah. However, no other ancient book or Scripture is accurate in this way. Muslims believe that this is one of the Quran’s proofs; one of the things that makes it a credible, ‘living revelation’ for a modern age, and allows it to reveal itself afresh with passing time.
The Quran and the development of knowledge
The word ‘Quran’ means ‘recitation’, and the first verse of the Quran revealed by the Angel Gabriel to Prophet Muhammad , was a command to recite as in the verse (which means): ‘Read (or recite)! In the name of your Lord…’ This directive to a man who, like most people of the time, could neither read nor write, marked the beginning of a new age in human communication, learning and development. Whereas earlier Scriptures had been written and passed down by elite circles of priests and scribes – usually long after the death of the Prophet – the preservation of the Quran was a community effort from the beginning, and it was completed during the lifetime of the Prophet Muhammad .
The early followers of the Prophet , eagerly memorized and recorded each new revelation as it was revealed; by the time he passed away, thousands had memorized the entire Quran by heart. Within two years after the death of the Prophet , the first Caliph, Abu Bakr requested one of the Companions who used to write the revelations for the Prophet, , Zayd bin Thaabit to collect all existing copies and fragments of the Quran in one place, in order to compile a standard edition. This manuscript became the basis for the authorized editions that were distributed to each Muslim province during the rule of ‘Uthmaan the third Caliph. Remarkably, a few of those early manuscripts have been preserved and can still be viewed in museums today.
A book with a message and a purpose
Like all books, the Quran is a means to convey a message – in this case, a very special message from the Creator to all humanity. The Quran is an ‘Owner’s manual for the human being’. Whoever wonders about the purpose of life and their own existence will find it to be a guide par excellence. Building on prior revelations, this Final Testament confirms the age-old truths of previous Scriptures, but clarifies points of faith where error or confusion have crept into them over the centuries. Those who have read the Bible will find much that is familiar: descriptions of Allaah’s creation; stories of the Prophets, may Allaah exalt their mention; Satan; Angels and the Day of Judgment; moral and ethical guidelines and spiritual practices like prayer and fasting. Yet the Quran is not just a re-hashing of old stories, its perspective is unique and fresh, and its worldview is eminently suited for people of today.
To give one example, according to the Quran, Allaah held Aadam (Adam) and Eve jointly responsible for eating from the forbidden tree. No special curse was laid on Eve for leading Aadam astray, and no ‘original sin’ came into being, to be inherited for all time by innocent children. Aadam and Eve simply sought His forgiveness and were forgiven, and Aadam is respected in Islam as the first Prophet.
There are other important distinctions between the Quran and the Bible; the Quran asserts that much of the original books of the Bible and other Scriptures have been lost or corrupted over time (whether through warfare, political intrigue, religious schisms or other reasons). One only has to consider the number of different versions of the Bible in use today, the lack of ‘first’ originals, and the late discovery of long-lost Scriptures like the Dead Sea Scrolls to realize that this viewpoint is an objective one.
The Quran rejects the concept of salvation or special privilege based on ethnicity. Allaah does not discriminate on the basis of race or color. It also denies the need for the sacrifice of innocent life – animal or human – in order for people to attain salvation. It states that ‘Eesaa (Jesus) was not crucified as claimed, but that Allaah saved him from his enemies, as one would expect of Allaah’s honored and beloved Messenger ; his life was meant to be an inspiring example. Spiritual salvation is to be achieved solely through humble repentance, coupled by an attempt to make amends for one’s sins and a sincere intention not to repeat one’s mistakes in the future. There is no official priesthood in Islam, and the Imaam (the person who leads the congregational prayer) is no more than a knowledgeable prayer-leader and brother in faith; one’s sins need only be confessed directly to the Creator.
The Quran’s main message is to call people to turn to the Source of all being and the Giver of life, and to serve Him with a pure heart, free of idolatry or superstition. In Islam, ‘One God’ means just that: there is no concept of Trinity or anything else to complicate one’s understanding. Like the single nucleus of a cell or an atom, He Alone is the ‘control center’ behind it all- anything else would lead to chaos and confusion. Allaah is Unique and without partner; He was not born and did not give birth; He is All Compassionate and Merciful, Almighty and Just, and the only One we need to turn to for guidance and help. Anything that we allow to come between ourselves and our Creator – even our own egos – is an idol. Wealth, fame, physical attraction and all the pleasures of this world will someday fade, and we will not be able to take them with us when we die. Only our faith and good deeds will remain, to light our graves and be a beacon for us on the Day of Judgment.
--------------------------------
Summarized from: discover-islam-online.com

The universal Da’wah of Islam


The Da’wah of the Prophet Muhammad, sallallaahu ‘alayhi wa sallam, was not restricted to a particular time or place, rather it was a universal Da’wah; one to last until the end of time.
There is much evidence to substantiate this and some wonderful examples can be found in the Quran. Allaah clarifies the timeless prophetic role of Muhammad, sallallaahu ‘alayhi wa sallam, in the following verses (which mean):
"And We have not sent you (O Muhammad) except as a giver of glad tidings and as a warner to all mankind." [Quran 34:28]
"Say (O Muhammad): 'O mankind! Verily, I am sent to you all as the Messenger of Allaah." [Quran 7:158]
"Blessed be He Who sent down the criterion (of right and wrong, i.e., this Quran) to His slave (Muhammad) that he may be a Warner to the 'Aalameen (mankind and Jinn)." [Quran 25:1]
There is a Hadeeth in which the Messenger of Allaah, sallallaahu ‘alayhi wa sallam, said: "I have been given superiority over the other Prophets in six respects: I have been given words which are concise but comprehensive in meaning; I have been helped by terror (in the hearts of enemies); spoils have been made lawful to me; the earth has been made for me clean and a place of worship; I have been sent to all of mankind and the line of Prophets is closed with me." [Muslim] The proof that the Da’wah (call) of the Prophet, sallallaahu ‘alayhi wa sallam, was also for the Jinn is manifested in the statement of Allaah Almighty (which means): "And (remember) when We sent towards you (O Muhammad ) Nafran (three to ten persons) of the Jinns, (quietly) listening to the Quran. When they stood in the presence thereof, they said: 'Listen in silence!' And when it was finished, they returned to their people, as warners. They said: 'O our people! Verily, we have heard a Book (this Quran) sent down after Moses, confirming what came before it, it guides to the truth and to a Straight Path (i.e., Islam). O our people, respond (with obedience) to Allaah's caller, and believe in him (i.e., believe in that which Muhammad has brought from Allaah and follow him). He (Allaah) will forgive you of your sins, and will save you from a painful torment (i.e., Hell-fire).'" [Quran 46: 29-31]
Thus, the Prophet, sallallaahu ‘alayhi wa sallam, spread his Da’wah outside of his own people, and indeed, outside the Arab world entirely. The introduction of Islamic Da’wah spread globally after a truce was made with the Quraysh in the treaty of Hudaybiyyah. He, sallallaahu ‘alayhi wa sallam, sent messengers and wrote letters to the various kings of his time. The first of these messengers according to Ibn Al-Qayyim was ‘Amr ibn ‘Umayyah ad-Dimry who was sent to Negus, King of Abyssinia (Ethiopia). He carried a letter, rather an invitation, which stated: "Come to a word that is just between us and you, that we worship none but Allaah, and that we associate no partners with Him; and that none of us shall take others as lords besides Allaah. Then, if they turn away, say: "Bear witness that we are Muslims.”
Thus, the king and whoever was with him believed in the message. The Prophet, sallallaahu ‘alayhi wa sallam, also sent ‘Abdullaah ibn Huthayfah to Chosroes, ruler of Persia, with a letter that stated: "In the name of Allaah, the Beneficent, the Most Merciful, from Muhammad, Messenger of Allaah to Chosroes, Shah of Persia. Peace be upon those who follow the truth, who believe in Allaah and His Prophet and who testify that there is no divinity but Allaah and that Muhammad is His Messenger. I call you with the Call of Allaah, because I am His Messenger, sent that I may give warning to him who is living, and that the Word (charge) may be justified against the disbelievers, that if they do not accept His Message, they must live with the consequence. Become Muslim and you will be safe. If you refuse, then upon you is the sin of the Magians."
When Chosroes read this, he tore the letter up, so the Prophet, sallallaahu ‘alayhi wa sallam, said: "May Allaah also tear up his kingdom." The Prophet, sallallaahu ‘alayhi wa sallam, also wrote a letter to Heraclius, the ruler of the Byzantine, in which he said: "In the name of Allaah, the Beneficent, the Merciful. This letter is from Muhammad the slave of Allaah and His Messenger to Heraclius, the ruler of the Byzantine. Peace be upon those who follow the right path. Furthermore, I invite you to Islam and if you become a Muslim you will be safe, and Allaah will double your reward, and if you reject this invitation of Islam you will be committing a sin by misguiding your subjects. And I recite to you Allaah's statement (which means): "Say (O Muhammad): 'O people of the Scripture: Come to a word that is just between us and you, that we worship none but Allaah, and that we associate no partners with Him, and that none of us shall take others as lords besides Allaah.’ Then, if they turn away, say: ‘Bear witness that we are Muslims.’" [Quran 3:64]
The Prophet, sallallaahu ‘alayhi wa sallam, similarly sent numerous messages to other kings, each conveying an identical meaning as those above.
These letters re-affirm an understood reality -- that Islam is a universal religion, for all creation. Thus, it was a duty upon the Prophet, sallallaahu ‘alayhi wa sallam, to convey the pure message of Islam, calling everyone he knew, by every means available at that time with beautiful preaching in its purest form.
source:www.islamweb.net

عبد الله بن جبرين (الأسطورة المشاهدة )

بين الواحات بيوت القرية:عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين هكذا اسمه الكامل , ولد في عام (1349) في قلب جزيرة العرب , بين قرى وادعة , ونخيل باسق , وصحراء ممتدة شاسعة , تسمى بلدته الكبرى (القويعية) , وقريته التي نشأ بها مع والديه تسمى (الرين) وهي قرية صغيرة تتبع إدارياً البلدة الأم.تقع هذه المنطقة بعيداً عن الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية بمسافة (160)كيلوا متر تقريباً , في الطريق المؤدي لمكة ويعرف بطريق الطائف , ولد ابن جبرين في قلب الجزيرة الصحراوي حيث عَرَف الرمال والتلال , وعرف المزارع والأشجار التي هي واحات في عمق الصحراء , تنقل على ظهور الجمال , , ذاق حرارة الشمس النجدية , جلس بجوار أشجار الغضا يناجيها وتناجيه , وسرح ببصره في جلال وعظمة الكون ليلاً ونهاراً . لعب وقفز على بيوت الطين المنتشرة هناك , شرب من مياه الآبار الضحلة وجلس على أطرافها يسمع الأخبار والحكايات , لبس الملابس المتواضعة في قريته الطينية , لم يلبس الغالي والنفيس , لم يفكر في شراء أثواب كل شهر أو شهرين , بل كان مثل أبناء الجزيرة العربية آنذاك يفرح بالثوب والثوبين من العيد إلى العيد , عاش بين الناس الذين تقاربت مستويات معيشتهم , عاش بآمالهم , وعاش بأحلامهم , وتغنى بمستقبلهم , ضحك بين النخيل , جرى مع الطيور والعصافير يداعبها وتداعبه , وجرى مع الصبية وهم يلهون بين ماء الزروع وبقايا الغنم والإبل هناك , يراه الناس وهو قد ملأ الطين رجليه وساقيه النحيلتين ويفرح بذلك الجو البهيج فهو يعتبر ذلك شعاراً للإنسان الحر النبيل .لم يكن والده في القرية رجلاً عادياً بل كان من المتعلمين , ولذلك أحاط ولده برعايته , ونشأ بن جبرين بين أبوين حنونين في بيوت الطين الجميلة , حيث الحياة الريفية الهادئة البعيدة عن منغصات المدن , حفظ القرآن وهو صغير , تعلم على طريقة الكتاتيب والكتابة في الألواح , نشأ بين مكتبة والده وقرأ عليه عدداً من العلوم , وتنقل على شيوخ القرى يطلب العلم , ومنهم شيخه الأكبر الذي يدعى عند الناس أبو حبيب واسمه ( عبد العزيز الشثري ) فقرأ عليه كثيراً من العلوم والفنون ولازمه ملازمة كثيرة وطويلة , يراه الناس بين المزارع والنخيل وهو يمشي على قدميه ليسمع من شيخ في قرية أخرى أو يرحل لقرية أخواله , وأحياناً يركب الجمل إذا كان المكان بعيداً يحتاج لوقت طويل ليسمع حديثهم ويتعلم منهم . في قريته أوفي طريقه لزيارة القرى , يلتقي مع الناس على سجيتهم , يشاركهم البيع والشراء , يسمع قصصهم وأخبارهم وغزواتهم ومعاركهم , يتعلم طريقة الحياة , يرى الفلاح والعالم والشاعر كيف تتلاحم أواصر المحبة بينهم في القرية الصغيرة , نشأ وشبّ وكبر في قريته وبين أهله وذويه , ربما رحل مع والدته إلى أخواله في موسم التمر حين يشتد , فيسير بين الرمال والتلال والكثبان وفي بطون الأودية وهو فرح مسرور تلفحه شمس الصحراء , ويتقيها بيده أو يحجبها بقماش فوق رأسه أو يداريها بظل بيت طيني قديم أو شجرة باسقة شامخة , حياة وادعة , أناس طيبون على فطرتهم وسجيتهم , لا يوجد أخلاط من أجناس الناس وشعوب الأرض , عرف النقاء والصدق منذ نعومة أظفاره .
ابن القرية في العاصمة :تمر به الأيام والليالي , وتسير به السنون , يخرج ذلك الفتى الجميل القروي بقوامه المعتدل كالسيف الصقيل , يخرج بعد أن قارب الخامسة والعشرين من العمر من قريته ليؤم الرياض عاصمة المملكة السعودية , خرج مع شيخه عبد العزيز أبو حبيب , خروجه كان في عام (1374) , ذهابه إلى لرياض لأجل أن يدرس في مدارس التعليم النظامي في المعهد الذي أنشأه المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم , تقدم للدراسة وتم اختباره وأختاره المفتي آنذاك ليكون مع طلاب السنة الرابعة لنظراً لتقدمه في العلوم , وبناء على تزكية شيخه أبو حبيب الذي أصبح مدرساً في ذلك المعهد. لقد وصل إلى الرياض من قريته بعد أن صلب عوده وتزوج وأحاط بكثير من العلوم والفنون , ترك الشاب أسرته الصغيرة ووالديه في القرية وسافر هو بجسده وبقي قلبه , سيعيش بضع سنين لوحده في بلد الغربة كما يراه آنذاك قبل أن يستقدمهم , وسيرسل من مصروفه لأهله لكي يقتاتوا عليه , سيرتقي في سلم النجاحات والتفوق إلى أن يصل القمة . وفي الرياض يأنس بحضارة المدن الكبرى , يتأقلم مع تلك الحياة المعقدة , تستمر حياته في الرياض بقية عمره , ويعيش بجسده بين أكوام البشر وزحمة الطرقات ودخان عوادم السيارات , ويبقى الفتى القروي في عاصمة الحضارة كما هو بأخلاقه العربية , فهو كريم , وشجاع , وشهم , و(صاحب فزعة ) , وهو لا يرضى بالكذب , ولا يأنس بالمجاملات الخادعة , ولا يحب أن يحيى حياة اللهو والعبث أو حياة الذلة والهوان .يعيش مع عامة الناس كما سيعيش بعد ذلك مع الملوك والكبراء , تمر به الأيام فإذا هو يطأ بأقدامه البلاط الملكي والقصور العامرة , بعد أن كان يمشي في تراب القرية وطينها سابقاً , فلم يتغير من هيبة الحياة وقيمتها شيء في نظره , كان في القرية يسير على الرمضاء , ويسافر على الجمال , أما في المدنية الصاخبة الواسعة فهو يسير بالسيارات المكيفة الفاخرة , ويسافر بأسرع الوسائل الحديثة , تغير النمط والأسلوب ولكن بقيت المعاني والقيم كما هي , بل حتى ثوبه ونعله وهيئته هي من فصيلة وسلالة ذلك الملبوس القديم مع تطوير لا يكاد يذكر , فالإنسان العربي في قلبه وحياته لم يتزحزح , وجوهره واحد وإن اختلفت الأماكن والصفات .تحول ذلك القروي لأشهر أبطال العاصمة , فهو غاية في البساطة والتواضع في الحديث مع الجلساء , وغير معقد في صفة الجلوس حيث يترك نفسه على سجيتها القروية , فيحترم الجليس ويقوم للغريب ولا يمل المرء من مجالسته اللطيفة , وهو سهل في مواعيد الزيارة والحياة الاجتماعية, وفوق كل هذا هو في القمة من العلم الواسع المتخصص والثقافة التي يعجب المرء من تنوعها في صدره , ولديه من الشجاعة والقوة ما يبهر أبناء المدن وسكان العواصم الذين أحبوا الحياة وبهرجها, وهو من أقدر الناس على التعامل مع الحضارة الحديثة , ولديه القدرة على فهم أبعادها وحاجة الناس إليها , فلم يتقوقع حول نفسه , أو ينكمش مع الماضي الجميل الذي أدركه . تفوق دراسياً على زملائه , وترقى في شهادات التعليم النظامي , وحصل على شهادة الدكتوراة التي تفخر به ولا يفخر بها عادة , حصل عليها بعد أن قارب عمره الستين سنة , وذلك في حوالي عام (1407) , تقدم بها في مجلدات كثيرة , وهي في تخريج أحاديث كتاب وتحقيقه , وهو شرح الزركشي على مختصر الخرقي , لم تكن الشهادة ذات قيمة علمية له آنذاك , ولكنه ساير الحضارة ولم ينقطع عنها , ولم تكن هذه الشهادة لتهبه منصبا جديداً , أو سلماً وظيفياً عالياً فقد بلغ سن التقاعد أو قاربه.لم يعاتب نفسه بقوله إني بدأت في الدراسة النظامية بعد أن بلغت الخامسة والعشرين فماذا تفيدني هذه الشهادات , لم تراوده نفسه أنه نشأ بين بيئة علمية تقليدية لاتقدر هذه الشهادات وحملتها , لم يفكر أن مشايخه لم يحصلوا على شهادة رسمية ولو صغيرة , ولكنّ نفسه طامحة للسمو والعلو وهاهو البطل اليوم يصبح عصرياً , بدأ من الكتابة على الألواح في كتاتيب القرية , ودرس في التعليم النظامي بعد أن كبر سنه , وناقش رسالته ولحيته بيضاء ناصعة , ناقشها وطلابه هم دكاترة الجامعات وعمداء الكليات , ولم يرهبه هذا فأحب أن يمارس هوايته العلمية , أحب أن يمشي في ركاب الحضارة ويكسر التقاليد والأعراف , فعاش عمره بين النخل والماء وبيوت الطين ولازال يحب تلك الحياة ويألفها , وعاش بين المدن والطائرات والبنايات الضخمة .إنه مذهل حقاً فقد جمع بين الأصالة والمعاصرة , بين القلب القروي والعقل الحضري .
منزله ومناصبه الزهيدة :لم يأبه للمناصب الرسمية , وكثير من الناس يصفونه بمناصب تَشرفُ به, وينعتونه بها من حسن ظنهم بنزاهة المناصب ومن يتولاها , لكنه لم يعين فيها أصلاً , بل ليس له منصب رفيع إلا في قلوب الناس , فهو خطيب لجامع عادي في الرياض , وعضو إفتاء متقاعد فقط , هكذا بدون زيادة , شغل منصب معلم في معهد في الرياض سنين طوال , وهذا المعهد إنما تعادل شهادته الثانوية , ونقلت خدماته للجامعة على كبر سنه , فلم يمكث فيها إلا بضع سنين . ثم طلبه شيخه ابن باز ليكون معه في رئاسة الإفتاء بمرتبة مفتٍ يرد على الهاتف ويجيب على الأسئلة الشفهية ويراجع البحوث قبل نشرها بمجلة الإفتاء , لم يكن ذا منصب رسمي كبير في رئاسة الإفتاء مثل بقية الشيوخ , ولكنه إذا دخل مكتبه تقاطر الناس عليه كما يتقاطرون على مواقع الربيع والخير , فكان هو زينة للمنصب , وبقي رفيع الجاه والمكانة عند الناس .هذا هو ابن جبرين رجل يملأ سمع وبصر طلبة العلم في الخليج قاطبة , يتشرف طلبة العلم بجلسة معه , يفخرون بسؤاله مباشرة , وهو يحبهم ويودهم ولا يأبه بدنياهم , وما ازداد إلا حباً في قلوب الناس , وما أزداد إلا تواضعاً , فهو طيب القلب , وادع في تعامله , حنون على أمته وأبنائها.هاهو يبحث عن اليتيم والأرملة ,كما يبحث المزارع عن شجرة يحبها فينظر هل تحتاج لعناية فيصلحها , يقضي سحابة نهاره مع الشعب , يمسح دمعة هذا , ويشفع في حال ذاك , يجمع تبرعات لتلك الأسرة الفقيرة , يسدد فاتورة الكهرباء لذلك العجوز الذي لم يجد معيناً وأنيساً , يسمع الأخبار عن أحوال المضطهدين والمشردين في العالم , يبكي ويحزن ويتألم لمصاب ابن آدم على هذا الكوكب الصغير .في بداية الأمر سكن الرياض في أول قدومه في بيوت الطين وبقي فيها دهراً طويلاً , ثم بنى بيتاً في حي من أحياء المدينة الممتدة وبيته الجديد في الرياض لم يبنه إلا بعد أن زاد عمره على الخمسين , يقع المنزل في منطقة عادية وحي يسكنه عامة الناس , وكان مبلغ بنائه للمنزل عبارة عن قرض من صندوق للإقراض العقاري الحكومي في المملكة بدون فوائد ربوية . فهو مثل بقية عباد الله من أواسط الشعب ذوي الدخول المحدودة رغم شهرته وسمعته , يقترض من الصناديق العامة , ويسدد من حسابه كل شهر , ولو أراد أن يتاجر بكتبه أو يرتزق من محاضراته ودروسه لفعل ولغنم أي غنيمة ,لم يهرب من الدنيا ويرفضها , ولكنه لم يركض ويلهث ورائها , ومع ذلك جاءته الدنيا صاغرة فركلها بقدميه , وآثر ما عند الله فعاش سعيداً محبوباً من الناس .
أبطال من الصحراء :نخوته ونجدته أصبحت حديث الناس , فهو يتكلم بصوت مسموع إذا عجز العلماء عن النطق , ويتحرك إذا قعدت بهم نفوسهم عن الحركة , يصارع الحياة ويغالب الوقائع , يراه المرء في مواقف الكرامة التي يخشى الشاب على نفسه من الولوج فيها .لا يرضى بأن تؤذى حمامة فكيف بأن يؤذى مسلم , وأعظم من ذلك في نظره أن يكون الذي لحقه الأذى عالماً مخلصاً , أو شاباً أوذي من أجل دينه وعقيدته , فيراه الناس جميعاً يحرص أن يكون أول الزوار له , والمناصرين له , لا يبالي بكلام الناقمين , ولا يلتفت لغضب الغاضبين ممن جرفتهم الأهواء , أو خشوا أن يؤثر ذلك على مكانتهم الدنيوية أو مناصبهم الرسمية . عرفه طلبة العلم في المواقف الصعبة , فهو لا يتحدث إذا وجد من يكفيه في الحديث فهو لا يتكلم لمجرد أن يقال تكلم فلان, وهو لا يشارك الغوغاء صخبهم سواء كانوا من المنتسبين للعلم أو جهلة الناس , ولكنه إذا رأى أن العجز والضعف دب لقلوب الخاصة , وخشي أن لا يقوم بالحق قائم , تراه وقد قام من بين الصفوف ليكون فيصلاً وناطقاً يحمده التاريخ , فهو يَسترُ عنا سوءة الضعف والخور التي رافقت المسلمين في عصورهم المتأخرة .في مواقفه تلك يحرص ألا يؤذي هذا ولا ذاك , فهو لا يَمدُّ لسانه لشتم أحد أو التنقص من أحد, بل يعمل في صمت وخلق رفيع , ويحمل في قلبه صدق العربي القروي الذي يعامل الناس بصفاء سريرة ومودة ومحبة , ولذلك زرع محبته في قلوب الحكام والمحكومين , فهو طراز فريد اجتمعت فيه غيرة المؤمن وإباء وعزة العربي الصميم .يحافظ على الأمن الفكري والأمن الحسي , لا يشوش على الناس حياتهم , ولا يحث على زعزعة الأمن , ولا يقبل أن يشوه الدين , يقف بحكمة وروعة دائماً , ولو جمعت مواقفه في ذلك لكانت شيئاً عجباً يستفيد منها الجيل بعد الجيل .من مواقفه التي أوذي فيها وخرج ناصعاً نقياً , موقفه من طائفة من المنادين بشعارات ظاهرها الرحمة وباطنها الخداع والتمويه .فقد فصل من عمله الرسمي بسبب جمعية تأسست باسم الدفاع عن الحقوق , وليس لها من اسمها نصيب , جاء أصحابها إليه فأيدهم شفهياً , كما يبارك ويؤيد كثيراً من أصحاب المشاريع , فأوهموا العامة أن من زعمائهم ابن جبرين , كانت هذه الوقائع والأحداث بعد حرب الخليج التي احتل فيها العراقيون الكويت بسنتين وذلك عام (1413) .فثارت عليه الصحف ليس من باب كرهها في المعارضة , ولكن لأنه عالم شرعي ديني ورغبة في إقصائه , وإلا فمنهج عدد من الكتاب في الصحافة العربية فيه لوثة كبيرة , وعدد منهم ينتمي لتيارات فكرية هدامة ويعلن ذلك في كل محفل , ومع كل تلك المخازي لعدد من كتاب الصحف لم تتحدث الصحافة عن أصحابها , ولم تزمجر في وجه أصحابها بالويل والثبور وعظائم الأمور كما هي عادتها إذا كان الخصم يمثل الإسلام , وعندما قامت الحملة الشرسة عليه لم يحاول ابن جبرين إثارة الرأي العام ولا الانتصار لنفسه , ولم يشتم أحداً أو يؤذي أحداً , فهو لم يتعود على الانتصار لنفسه , وإنما هدفه دائماً نصرة الإسلام . ثم بعد فترة عرف ابن جبرين حقيقة هذه الفئة , بعد أن تواصل معه عدد من كبار العلماء الذين عروهم من قديم , وعرف أنهم يتلبسون باسم الحقوق ليصلوا لمآرب أخرى , ففاجأ الناس بخطاب كتبه بخط يده , كما هي عادته في خطاباته وفتاواه التي لا يقبل أن يصوغها أحد له , نشر تبرؤه من هذه المجموعة بكل وضوح وبدون لبس وغموض , وأعلن عدم تأييده لهم ولمنهجهم , وذكر أن الخير والصلاح في جمع الكلمة , ولم الشمل , وأن التفرق مذموم في الشريعة , ومنهج الإصلاح ليس فيه تأليب على انفلات الأمن , ولا دعوة للخروج على النظام العام , وليس فيه تهيج لعواطف العامة واستغلال سذاجتهم وسطحية تفكيرهم , ولا تلبيس وتدليس للحقائق وكتم الحسنات وإظهار السيئات .شجاعته في التبرؤ منهم أذهلت الناس , فهو بهذا يخالف سذاجة العامة وبساطة تفكيرهم , وكثير من أصحاب الأقلام الصحفية يحاول أن يكسب التيار المعارض ولو كان على الباطل والجهل , والحق أن العالم الرباني هو الذي يقول الكلمة بناء على ما ترجح له , ليس بناء على ضغط طلابه وجمهوره , ولذلك كان بيانه في تلك الفترة من علامات قوته وشجاعته في قول ما يعتقد هو , وعدم قبوله للفكر الهمجي الغوغائي .من مواقفه الخالدة موقفه في الدفاع عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والدفاع عن أعراض أمهات المؤمنين , لقد سطر على صفحات المجد أروع القصص في الذب عن أعراض الأبرار الأتقياء , وجاءه من الأذى ما لو وزع على جموع كثيرة لأتعبهم , حرصه على العقيدة والتوحيد أكثر من حرصه على جمع حطام الدنيا والسعي خلف بهارجها ومناصبها , لم يحسن بعض الجهلة التعامل مع مواقفه هذه , وشنعوا عليه وعليها , ولكنه قال وكتب ما يكون شامة في جبين الأمة التي ضرب الذل والهوان على أكثرها .ابن جبرين لازال شوكة في حلوق طوائف من أهل البدع والخرافة , وخاصة الرافضة الذين يشتمون الصحابة ويكفرون أمهات المؤمنين ويطعنون في الرسالة الخالدة وقرآنها وحملتها , ويتمسحون بقبور الأولياء ويدعون سادتهم عند الملمات وينسون فاطر الأرض والسموات .فتاواه فيهم مصدرها الكتاب والسنة , وهدفها حماية المجتمع المسلم من الاغترار بالشعارات البراقة ونسيان العقائد المنحرفة , كان موفقاً وحكيماً وشجاعاً في مواقفه , فكم من رسالة جامعية لم تؤثر فيهم , وكم من مؤتمر عام للتنديد بجرائمهم لم يظهر أثره عليهم , وكم من خطبة ومحاضرة تكلمت عنهم لم تجد طريقها للناس .ولكن قصاصة من كلام من ابن جبرين أو خطبة منه قلبت الدنيا ظهراً على عقب , وتلقفتها القنوات الإخبارية مباشرة , وسعت الصحافة لإبرازها والحديث عنها فالمتحدث هو العالم الجليل وبطل الرياض العظيم .كلامه عنهم طار في الشرق والغرب وأصبح تاريخاً لوحده , كما فعلت فيهم يوماً من الأيام خطبة إمام المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي , لقد تعالت صيحات الرافضة مطالبة النصارى بمحاكمة ابن جبرين !! , تعالت صيحاتهم المشبوهة مطالبة بمحاسبته علناً وهو طريح الفراش يصارع المرض لا يدري عن نفسه , فهل رأيت مريضاً يهابه ملايين الأصحاء في الأبدان!!, فصحة العقل والدين لا يعدلها صحة وقوة , ومرض العقل والدين لا يصلح معه شيء آخر. ابن جبرين رغم فتاواه في الرافضة قد بين مراراً للطلاب والناس مغزى الفتاوى , فبيان الحق لا يعني استحلال الدماء وخلخلة الأمن , ففرق بين البيان العلمي وحماية عقول الناشئة والعامة , وبين القتل والتدمير وإزهاق الأرواح .وهذا حق وعقل , ومتى اجتمع الحق والعقل الرشيد صلحت البلدان وعمرت الأوطان وحميت الأديان , وإذا نظرنا كيف أن الله أمر بجهاد المنافقين , وأمر بالغلظة عليهم , وهذا الأمر بجهادهم جاء في أكثر موضع , ولم يكن أمراً للندب بل هو للوجوب , ومع ذلك لم يأمر الله بقتلهم , ولم يأمر الله بزعزعة الأمن في المدينة النبوية التي كثر فيها المنافقون في عصر النبوة , وقد تَرَك النبي صلى الله عليه وسلم قتلهم تقديراً لشعور الناس العام وحتى لا يقال إن محمداً يقتل أصحابه .وكان النص القرآني يفضحهم ويفضح مخططاتهم , ويُشِّهر بأعمالهم , ويتحدث عن صفاتهم وطريقة كلامهم , ولكن بقيت شخوص كثير منهم مجهولة لكثير من الصحابة , حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخبر نفراً يسيراً من الصحابة عن شخوص المنافقين وأسمائهم , وعاش الناس في ظل دولة إسلامية , تطبق شرع الله , وتقيم حدود الله , وهي تعلم أن من بين أبنائها ومن بين أعضائها شياطين في المكر والفساد والعناد .وإذا كان هذا حال القرآن مع المنافقين فهكذا حال العلماء الربانيين مع أهل البدع , فهم يبينون للناس دين الله , ويفضحون المخططات ويجهزون عليها , يقولون الحق بدون مواربة أو ضبابية أو غموض وتلبيس , فدين الله له رجال يحمونه , وله رجال يذودون عن حياضه , ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين . وكلام أهل العلم يجب أن يفهم على أنه للبيان والحقيقة , وليس استغلالاً لواقع سياسي أو مطمع دنيوي , وأعمال الجُهال لا يلام عليها العلماء , وإلا لحذفنا آيات العداوة من المصحف مع اليهود والنصارى حتى نجامل اليوم الغرب ونسير في ركاب حضارتهم .
الرحالة الكبير في جبال وصحراء المملكة : الحق الذي لا مرية فيه أنه بعد وفاة شيخه ابن باز أصبح عالم الرياض الأكبر , ومفتي الناس , ومعلم الناس الخير , الشيخ الذي يتترس الشباب الأقوياء بفتاواه ومواقفه ويكون أولهم في الصف , صاحب الرحلات الصيفية الوعظية والإرشادية الطويلة جداً . تراه وهو شيخ كبير تتناوشه الأمراض , يسافر في كل صيف يطوف المملكة من شرقها إلى غربها , ومن الجنوب إلى الشمال , يقطع الآف الكيلومترات , يبحث عن الناس في المدن , أو في البوادي , يبحث عنهم في مدينة عالمية , أو قرية ساحلية , أو مجموعة تعيش في الجبال بعيداً عن الحضارة , لا يهمه ذلك , المهم أنه سيجد بشراً يتحدث معهم , سيجد أقواماً يرشدهم إلى الله, سيجد أناساً يسألونه فيجيب .يجلس بين الناس بكل حب وود ونقاء , يبين لهم أحكام الشريعة بوضوح ويسر , يراعي ظروفهم , ويتكلم بما يناسب عقولهم , يتكلم ولا يمل هو من الحديث المكرر فهو يتكلم في هذه القرية , ويعيد الموضوع عند جارتها , وهكذا بدون ملل , ربما شرح لهم كتاباً وأقام أياماً , وربما عقد لهم دورة علمية مكثفة كل سنة , يكتب لهم التزكيات والتوصيات , ويزور مشاريعهم الخيرية ويجلس مع أعضائها , ويلتقي بالقضاة وطلبة العلم والدعاة الذين يحرصون أن يروه ويجلسون معه , مع أنه لا يحمل صفة رسمية للزيارة , بل يسبق زيارته أحياناً تنسيق مع رجال الدعوة هناك , لا يدخل قصور المسئولين والأمراء في المناطق إلا نادراً , تراه يسكن في منزل متواضع أو فندق عادي , يظنه الإنسان يستعجل نشاطه قبل عجزه , ويمارس رياضة مع روحه وجسده ليرتقي بها للكمالات . وكل هذا يفعله بدون مقابل مالي أو تكليف رسمي , والأعجب أنه يسافر بدون أن يتنقل في طائرة ليس لأنه يحرمها , بل لأنها لن تدخل القرى والبوادي التي يريدها , فهو يتنقل بسيارته في لهيب الحرّ حيث صيف الجزيرة العربية اللافح , يتنقل مع رفقة من طلابه , تارة في مدينة جبلية أو في مدينة ساحلية , من مكة إلى جدة والطائف والباحة وأبها , ثم تراه يسافر إلى الساحل الشرقي لدورة علمية مكثفة , ثم يعود إلى المدن النجدية القائمة على الصحاري اللاهبة , ثم شمال الجزيرة مروراً بالمسجد النبوي , ويستمر في الرحلة قرابة الشهرين من كل عام , وهو قد جاوز السبعين من عمره .ولقد حدثني عدد كبير من الدعاة عن القرى النائية التي دخلها , ولقد رأيته بنفسي أيضاً يدخل مناطق وقرى بعيدة عن مواطن التجارة والمطارات والأسواق , وهذه القرى لم يزرها داعية بحجم أحد من طلابه فكيف بمثله , فتراه بين الجبال في قرى تهامة , وفي سهول الأودية , وفي قرى الشمال حيث الصحراء , وهو في غاية النشاط والحرص على التعليم .يتغير رفقائه في الرحلة أحياناً , فمن ذا الذي يستطيع أن يصمد كما يصمد ؟ , ومن ذا الذي يتحمل ويطيق ما يتحمل ؟ .إنه يحمل قلباً نقياً , قلباً ينبض بحب الإسلام , قلباً لم يزل يحب الناس ويأنس بهم , قلباً يحب الإرشاد والوعظ والتعليم ونفع الناس , إنه يبحث عن الناس ولا يكتفي بمجرد الكلام , يبحث عنهم في المساجد والتجمعات .حدثني أحد خواص طلابه ممن يعمل مدرساً في إحدى الجامعات قائلاً :قررت يوماً أن أصحبه في محاضرة خارج الرياض بمائة وخمسين كيلاً , فاتفقت مع سائقه الذي هو من طلابه عادة , فصليت العصر مع الشيخ في المسجد يوم الأربعاء , فألقى درسه في الفرائض وشرح الرحبية , ثم انطلقنا قبل المغرب وصلينا قي أطراف الرياض , ولازلنا نسير وهو يملأ السيارة علماً وحكمة حيث كنا اثنان معه فقط , وربما سمع شريطاً لبعض محاضرات طلابه أو من في مستواهم , يقول تلميذه هذا ثم استأذنته في قراءة قطعة من كتاب زاد المستقنع , فأذن لي , فكان يشرح لي كما يشرح في المسجد أو سع , وكنت أناقشه في كل مسألة , وهو لا يتململ من ذلك بل يفرح بذلك , فلما قارب وقت العشاء وصلنا للمدينة التي سيلقي فيها المحاضرة وكانت بعد العشاء , فألقى محاضرته وهو في غاية النشاط والقوة , يقول محدثنا فغلبني النعاس من وعثاء السفر , ولكني تمالكت نفسي , ثم انطلقنا بعد المحاضرة لمناسبة دعي إليها في هذه المدينة , فحضرها وألقى عليهم بعض النصائح والمواعظ , وأجاب على أسئلتهم , وفوجئت أن المحاضرة كانت عبارة عن درس شهري يلقيه عليهم من سنين بانتظام .قال صاحبنا: ثم قفلنا عائدين للرياض , فإذا هو يحمل في جيبه شريطاً تسجيلاً أهداه له أحد الناس بعد المحاضرة فستأذن منا لتشغيله وسماعه , وبعد سماعه وفراغه عدنا لحديثنا الشيق وسماع الفوائد منه , ووصلنا للرياض في تمام الساعة الثانية ليلاً , وأوصلنا الشيخ لسكنه , يقول صاحبنا وذهبت لأنام ولكنني فوجئت بأن درس الخميس لابن جبرين بقي عليه نحو ثلاث ساعات فقط ويبدأ , وسألت من معي هل أقام درسه اليوم الخميس فكانت المفاجأة أنه أقام الدرس واستمر مع طلابه وأحبابه يشرح لهم ويعلق إلى قرابة الساعة التاسعة صباحاً , ثم أقام دروسه في ذلك اليوم كالمعتاد. .إنتهى كلام تلميذه الحبيب .كان بإمكانه أن يبرر لنفسه بكبر سنه وتأثير السفر عليه وعلى صحته , أو يبرر لها خشونة صوته , أو توفر القنوات الفضائية ذائعة الصيت التي كانت تستضيفه وتذيع حلقاته ودروسه , لكنه لم يفعل ذلك أبداً .فظهر في القنوات حيث القوة الإعلامية وسعة الانتشار , وظهر في حلقات المساجد حيث الشباب المتوضئ الجميل الطلعة , وظهر في جلسات البيوت حيث الخصوصية وحرية الحوار , وظهر في مجالس الملوك والوجهاء حيث الأبهة والعظمة , وفي كل ذلك كان هو ذلك الذي يعرفه الناس , فلم تتغير نبرته , ولم يتغير موقفه , ولم تتغير رقته وبساطته.
المعلم المحتسب الحليم :بن جبرين هكذا يقال اسمه اختصاراً , عالم ٌ فريد الطراز , يلقي دروسه على طريقة الشرح والتقرير و التحرير غالب , اليوم ويشرح في اليوم الواحد كتباً وفنوناً تحتاج لتحضير وتأمل ومراجعة , لكنه واسع الإطلاع , سريع التحضير , يستحضر الأدلة والنصوص كما يستحضر الهواء لرئتيه .ابن جبرين يجمع بين المعرفة بالنصوص الشرعية , ومعرفة المذاهب الفقهية , وبين الربط والتحليل واختيار القول الصحيح حتى لو خالف ما عليه الناس , ففتواه يأنس بها طلبة العلم لما فيها من القوة العلمية , ففيها الجمع بين أقوال الفقهاء القدامى , مع دقة الفقه والفهم للمسائل المحدثة المعاصرة التي يكثر فيها الخلاف والنزاع .فتاواه سبق بها علماء عصره , و لذلك رغم تدريسه لمذهب الحنابلة فهو متوسع في الإطلاع على الحديث والأدلة , بل هو أميل لمذهب المحدثين , فكانت فتاواه تحمل المعاصرة مع هيبة الدليل , فلم يكن ليرضي العامة بفتاواه أو يساير الواقع ويبرر للناس فعلهم , ولكنه يبحث عن الدليل ويجمع أقوال الفقهاء فيكون قوله أشبه ما يكون فيصلاً قوياً عند النزاع , فيحترم طالب العالم رأيه لأنه مبني على دليل وليس هوى أو مجاراة لما يطلبه المستمعون .عرفه الناس قبل فترة طويلة بأنه صاحب الفتاوى الجريئة التي ربما تخالف بعض أراء مشايخه أو المذهب الحنبلي , ولكنه لم يكن ليفتي بالرأي أو إرضاء للجمهور أو العامة بل كان الحق مذهبه والدليل قائده وهاديه .يحب ويأنس التدريس في المساجد , وهو متعته وغايته في الحياة , فالمسجد هو منبع قوة المسلمين , ومكان اللقيا فيه هو سمت الصالحين وشعار المؤمنين , فلم يكتف بالظهور الإعلامي القوي, أو ينتقل للمسارح والقاعات الفخمة فقط , بل جمع بين الحسن كله , ولكنه لا يقدم على المسجد شيئاً , حيث تؤدى الصلوات وتتنزل الرحمات وتخشع القلوب في بيوت الله تعالى . فهو يجلس في حلقته يومياً ساعات يُدّرس , يجلس على كرسي متواضع مرتفع قليلاً ليراه الطلاب الكثيرون , طلابه فيهم القضاة وفيهم أساتذة الجامعات وفيهم أصحاب المناصب الرفيعة وفيهم شباب في بداية الطلب من طلاب الجامعات وغيرهم وهم من جنسيات مختلفة , وبقدرة فائقة يمنحهم جميعاً حناناً واحداً ومحبة صادقة وهم يبادلونه الشعور بالمثل .يلتف الطلاب حوله كفراشات تجمع الرحيق الجميل , يعلمهم ويفهمهم , لا يمل من أسئلتهم واستشكالاتهم , يسهل لهم المعلومات ولا يعقدها , يحاول إيصال الفكرة بأقرب طريق فيضرب لهم الأمثلة , يستشهد بالأشعار التي يحفظ منها المئات الكثيرة ليشحذ أذهانهم , ويلقي عليهم الأسئلة ليختبر جودة فهمهم , يدرس لطلابه الكتب المنوعة في العلوم , فهو مُعلمُ للحديث والمصطلح , ومُعلمٌ للفقه وأصوله , ومُعلمٌ للعقيدة الصافية النقية , وُمعلمٌ للغة العربية نحوها وصرفها , وهكذا تنوعت معارفه وقدرته , لكنها لم تكن عن تشبع بما لم يعط , ومحاولة لإظهار العلم , بل هي قوة علمية شهد له بها كبار شيوخه , وأذنوا له في التدريس والتعليم .يعتني بعقائد طلابه , يعلمهم عقيدة الإسلام النقية ويحذرهم من البدع , ربما لحقه تجريح وردود على بعض ذلك في بعض الوسائل الإعلامية لكنه لا يبالي , فصفاء عقائد المسلمين أولى في نظره من كل شيء , فماذا ينفع الطالب علمه إذا فسدت عقيدته , أو شك في المنهج الذي يتبعه , أو ضعف في بيان الحق الذي ينجيه من النار يوم القيامة , وإذا رأى الطالب شيخه يعتني بالعقيدة ترسخ ذلك في مستقبل حياته , وترسم ذلك في طريقة تعليمه لمن سيعلمهم بعد موت شيخه .يجتمع الطلاب بعد الدروس حوله , فيكتب لهذا تزكية , لهذا شفاعة , ويجيب سؤال أحدهم , يبستم ويضحك مع صغيرهم وكبيرهم , يأخذ بأيديهم ويحثهم على فعل الخيرات , وعلى نشر الدين وطلب العلم , يخرجون فينهاهم عن التعلق بشخصه فهو يمنعهم من تقبيل رأسه ويده , ولطالما ردّ أناساً ودفعهم بعيداً عن جسمه وهم يرغبون في تقبيل رأسه كما هي العادة المتبعة في نجد عند مقابلة أهل العلم, فلا يسمح بتقديسه والتمسح به ويغضب من ذلك ولايرضاه .يدرس أحياناً في بيته , وأحياناً في المسجد , وفي بعض السنين ضاق البيت بالطلاب فنقل الدرس للمسجد , هكذا يحب أن يكون معلماً .يتكلم كثيراً في دروسه عن آداب وأخلاق طالب العلم , يسرد عشرات الأبيات في العلم وفضله , يتكلم عن الصفا ت الخلقية والأخلاقية , بدون أن يكون في ذلك تشبه بالصوفية , أو بالخيال الذي يجعل طالب العلم جسداً مهاناً أمام الشيخ , يسجل الطلاب هذا الكلام بالمسجلات , ينسخونه , يتداولونه بينهم , ثم يطبع مفرقاً, يصبح كلامه أنموذجاً عملياً غير مبالغ فيه , فليس مغرقاً في الخيال , ويناسب الواقع والحياة المعاصرة , ويتلائم بين متطلبات الأسرة والجسد والأقارب , وبعض المناهج التي يذكرها غيره تكاد تغرق في المثالية , وترغب في قطيعة الأرحام وإهمال الأسرة القريبة .يحذرهم من أن يكون للطالب عقل معطل عن التفكير كما يفعل شيوخ المتصوفة والرافضة , ويتكلم عن الاحترام بين العالم والمتعلم بدون أن يكون هناك تبعية روحية أو تقليد وتعظيم للذوات , تراه سهل لين يضغط بيد ناعمة على يد السائل, ليحاول إفهامه إذا تعسر عليه الفهم , يجلس على الأرض المفروشة بالسجاد , أو التراب والبسط المتواضعة , أو الأرائك الفارهة كل ذلك سيان عنده , فهو معلم من طبقة الشعب يعيش حياتهم ويتقرب لقلوبهم ولا يتكلف من أجل ذلك شيئاً .في عدد من المجالس شاهدته يجلس على الأرض ويقترب منه السائلون , فيفسح لهم ليكونوا بجواره , وربما رفع رجله ليجلس متحفزاً ليسع المكان للسائل الذي سيجلس بجواره , فكان بعض علية القوم وكبارهم يتحدثون بصوت خافت إنه لا يعجبهم هذا التنازل للناس ويرون أنه يجب أن يكون له أبهة وهيبة زائدة , أما ابن جبرين فكان هو الرجل المتواضع حقاً بدون تكلف وبدون أن يبحث عن شخص يعظمه أو يقدره , فهو يرى نفسه خادما للناس ولطلبة العلم وليس أكثر من ذلك .جدول دروسه اليومي أشبه بجامعة مفتوحة مجانية , يدرس الكتب الكثيرة , بدون أن يتألم أو يتوجع أو يتذمر , لا يعرف عنه أنه طرد طالباً أو شتم حاضراً , أو تململ من الحضور وانسحب , أو انقطع فترة طويلة لغير سفره للمحاضرات والدعوة خارج الرياض .يقضي سحابة يومه بين أهله وكتبه ومسجده وطلبته , ومع ذلك يعجب المرء من عدم تخلفه عن إجابة الدعوات الخاصة والعامة , وتلبية الطلبات الخارجية للمحاضرات والندوات , وتسجيل الحلقات التلفزيونية , وتربية أولاده الذين لا يكادون يفارقونه في أغلب رحلاته وزيارته , فهم يذهبون معه بناء على رغبتهم وبطلبهم وليس إكراهاً منه لهم , فترى فيهم الحب والاحترام وحسن التربية والرغبة لمرافقة أبيهم حيثما ذهب .
شيوخ وتلميذ :كما يحب طلابه فهو يحب مشايخه ويرى أن الوفاء أعظم من مدحهم في الوجه أو تقبيل رؤوسهم أو أيديهم , قبل عشر سنوات حضرت جنازة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بمكة , فرأيت الجموع بمئات الألوف وبعد خروج الجنازة من المسجد الحرام توجهت للمقبرة .وكان بن جبرين من خواص طلابه وأحبابه , ولكثرة الزحام طوّق الحرس المقبرة أثناء الدفن بمئات العسكر حتى لا تتهدم القبور , وحتى لا تسقط الجنازة , وكانت لحظة الدفن حزينة جدا ًعلى الناس , بعد فراغ أهله ومن رافقهم من الأمراء والكبراء من دفنه , كنت أشاهد المنظر من خارج المقبرة على أطم صغير جلست على حافته مثل المئات غيري . خرج الناس وبقي شيخ نحيل الجسم , مصقول الوجه ذا لحية بيضاء نقية , أمام الألوف المؤلفة بقي هذا الشيخ لوحده وهاهو يقف على القبر , رافعاً يديه ودموعه تسيل على خديه وهو يدعوا لصاحب القبر , وذهب الناس وذهبت المواكب الرسمية , وفتحت المقبرة وبقي هو قائم يدعوا لحبيبه بدون أن يتحرك أو يتأفف من حر الشمس , لم يكن الشخص غريباً على الناس فهو ابن جبرين , كان المنظر مؤثراً مثل تأثير الجنازة نفسها , إنه صادق في حبه وصادق في وفائه وصادق في تعامله .تراه بعد خمسين سنة على فراق مشايخه يذكرهم , ويدعوا لهم ,يعرف الناس بهم .فيتكلم عن شيخه محمد بن إبراهيم وهو مفتي الديار السعودية السابق توفي (1389) ويعقد محاضرات للتعريف به وبشخصيته وصفة دروسه , كان ابن إبراهيم من أفذاذا الرجال ولذلك أثرت شخصيه على بن جبرين , فهو صاحب مناصب حساسة وثقيلة , رجل يدير عدة وزارات , ومع ذلك لم يترك التدريس والتعليم في المسجد !! , لكنه مع الناس والعامة قلباً وقالباً , يجده الفقير وطالب العلم في المسجد أو البيت بدون عناء في البحث أو أن يجد مذلة في سبيل الحصول على دقائق للجلوس معه .يتكلم عن شيخه أبو حبيب الشثري وقد توفي سنة (1387) , فتراه يفيض عند الكلام عنه وعن مواقفه في الأمر بالمعروف والصدع بكلمة الحق , ويسجل رحلاته وأخلاقه وصفاته , أبو حبيب الشثري من كبار رجال الدولة , وله مكانة خاصة في قلب ابن جبرين , فقد عاش معه في القرية ثم أصطحبه للمدينة التي هي العاصمة الكبرى , وبسبب أبي حبيب تعرف ابن جبرين بالمفتي والمشايخ سريعاً فقد كان يصطحبه للمجالس الخاصة معهم أحياناً , فيرون فطنته وذكائه وعبقريته ، ومن العجائب أنه سجل يوميات رحلته مع شيخه أبو حبيب لزيارة قرى وهجر شمال المملكة في عام (1380) , وطبعت هذه الرحلة بعد خمسين سنة , وفن الرحلات لم يكن من الفنون التي يدونها بالتفصيل علماء نجد آنذاك , وهي رحلة ماتعة يذكر فيها معاناة الصحراء , وصفة البدو والقبائل , ويذكر فيها الفوائد العلمية والنفيسة التي مرت بهم في الرحلة .عندما يتحدث ابن جبرين عن شيوخه فإنما يتكلم عنهم من باب البر والوفاء , فما كان ليجحد فضل أحد عليه , ولا كان ليظهر نفسه بمظهر العصامي في العلم بل كان يدعوا لهم ويذكر محاسنهم , ويجدد ذكراهم للناس .
حديث الصور والمشاعر :عندما توفي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز رحمه الله أمير منطقة مكة سنة (1428) وصلي عليه في الرياض , نقلت شعائر الصلاة عليه في القنوات الفضائية ,كان الناس عندنا في السعودية متسمرين عند الشاشات يشاهدون مراسم التشييع والصلاة عليه .في الجامع الكبير في الرياض حضر مسئولون كُثر من الدول الإسلامية , وجميع أفراد الأسرة الملكية , وجميع الوزراء والمسئولين للصلاة على الأمير عبدالمجيد رحمه الله , كان المسجد محاطاً بألوف من العسكر والجنود , وفي لحظة سريعة بدا بين أمام المشاهدين و الحضور خيال ابن جبرين يدخل من الباب الأمامي , اصطفاه وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز ليكون بجواره , فما بينهما من الحب والصفاء أكبر من أن تكدره ظنون وأراجيف الأعداء , أدى السنة وقدّم واجب العزاء في الفقيد وتكلم مع الأمير نايف ثم تحولت الكاميرا عنهم قليلاً .ولكن ملايين المشاهدين في السعودية وغيرها تفاجئوا بتغيير مكان ابن جبرين بعد لحظات معدودة , فيكون له مكان جديد في صدر المقام , حيث أصبح بجوار الملك وكبار الأسرة المالكة , ورأى الناس ولاة الأمر يقدمونه على أبنائهم وضيوف الدولة والوزراء والأمراء , وهم فرحين بكونه معهم , فلسان حال الجميع يقول له : ( يا إمام أنت أعلم من يمشي اليوم على وجه جزيرة العرب , فتعال لتدعوا لأميرنا وأخينا الراحل بالرحمة والغفران , فبمثلك من الصالحين تلتمس إجابة الدعوة ) .لم يكن ابن جبرين مجهول الشكل عند الأمراء الكبار, فهم يعرفونه جيداً ويعرفهم , ولم يكونوا يحملون له إلا الحب الذي يبادلهم إياه , ولم يكن عنيفاً في تعامله أو قاسياً في خطابه , بل كان عالماً ربانياً .ومجالس عدد من كبار الأمراء ذوي المناصب الرفيعة في السعودية يغشاها العلماء وطلبة العلم , وليس الأمراء كما يصورهم بعض الجهلة بعيدون عن العلم وأهله , ولكن الإعلام العربي والمحلي في واد والحياة الدينية في البلد في واد آخر , فغالب أخبار الإعلام وصوره عن سفلة المغنين وأراذل الناس , وأما أخبار العلم وأهله , وأخبار الدروس العلمية في المساجد وأصحابها فلا تذكر إلا للنقد والتشويه , وأما زيارة العلماء من أهل السنة لولاة الأمر فهي ليست للبهرجة والضجيج الإعلامي كما يظن الناس , بل هناك تلاحم ومودة ومحبة أكبر من زيارة رسمية ربما لا يريدها الضيف , ولذلك تعجب المصورون من هذا المنظر ومن هذا الكهل الذي لا يعرفه أكثرهم ويتغير مكانه أكثر من مرة في محبة وإجلال له , وتداولت معظم الصحف ومواقع الأخبار هذه الصور وكأنهم يشاهدون هذا الرجل لأول مرة .بقيت هذه الصور في الإنترنت يشاهدها من يرغب في ذلك ويحمدون لولاة امرهم هذا الحب للعلماء الربانيين .لم يكن ابن جبرين بعيداً عن الناس بل هو محبوب من كل الطبقات , يعرف الجميع أنه صادق , لا يستغل علمه لتلميع نفسه , ولا لبناء شعبية لقومه , ولا للانتصار لحزب معين ضد آخر , وإنما هو يدعوا الناس ليطيعوا ربهم , وأن يطبقوا الشريعة على أنفسهم , فهو معلم ومربي وأب للمجتمع .عندما سقط بن جبرين مريضاً في المستشفى قبل أربعة أشهر , كان أول الزائرين له الملك , وإذا قيل الملك عبد الله بن عبد العزيز فمعنى ذلك أن هذا المريض يهم أمره الكبراء قبل العامة , وهذا الملك قريب من الناس عطوف على الشعب , وابن جبرين مريض يحمل ضمير الشعب بين جنبيه , وهو مريض يحمل هَمّ الناس أينما كان , كسر الملك قواعد ومثاليات الدول في زيارة الرسميين فقط من الشخصيات أو أصحاب المناصب العليا , وذهب مباشرة ليعود رجلاً يحب الناس ويحبونه ,أجتمعت طيبة قلب الملك خادم الحرمين مع طيبة قلب ابن جبرين , فهما في رقة الطبع وحب الناس يشيركان سوياً , جلس الملك المتواضع على مقعد صغير يرمقه ويدعوا له ويباسطه في مرضه , وبعد أن زاره أمرَ بأن تتكفل الدولة بعلاجه في أرقى مستشفيات العالم . قبل بضع سنوات في عام (1426) وفي مدينة جدة , عندما سمع ابن جبرين أن شيخ الحجاز ( سفر الحوالي ) قد مزق المرض جسمه النحيل , وأنه طريح الفراش في المستشفى وفي غرف العناية الخاصة , أصرّ ابن جبرين على مقابلته والاطمئنان على حالته , وذهب بتواضع الزهاد ليعوده وينظر في حاله , فهو يعلم أنّ الحوالي رجل أمة ورجل علم , رجل لم يكن ليعيش لنفسه فقط , وهي صفات اشترك فيها العظيمان بطل الصحراء وبطل الجبال . كان ابن جبرين يحضنه ويقبله كأب يخاف أن يفقد ولده الحبيب ,كان يمسح بيده على جسمه ليخفف مصابه ومصاب أهله , تسير أصابعه الجميلة على أطراف جسمه ووجهه وهو يدعوا له , يحاول أن يرفع من عزيمته وأن يبشره بثواب الله ورضوانه , ينظر ابن جبرين للحوالي كما ينظر لأسد سقط وخارت قواه بإرادة الله لا بإرادة الناس , يفكر في الوعي العلمي الذي نشره وأوذي بسببه , كأنه يقول في نفسه لقد أوذيت أنا وأنت , وهاجمنا الكتاب والناس , لقد حملت همّ أمتك ودينك ولكنك سقطت قبلي على السرير الأبيض.وتناقل الناس حديث الزيارة التي صورها بعض المحبين بدون أن يكون مع ابن جبرين فريق من الإعلاميين والصحافيين , لكنها صُورٌ التقطت بعفوية مفاجأة من بعض أقارب الحوالي ممن حضر اللقاء ونشرها في الإنترنت وتداولها الناس .لم يمض وقت طويل حتى رأينا المرض يعصف بابن جبرين نفسه , وينام على سرير المرض ترقبه عيون محبيه , وهي دامعة خاشعة لمصابه وألمه , وتصبح أخباره وسفره لألمانيا حديث الناس . وهي سنة الله في أعلام الأمة وقادتها , يُقّطعهم المرض كما يقطع غيرهم من الناس, يتألمون ونتألم لألمهم , يحملون همّ الناس وربما حمل بعض المخلصين همومهم , يشاركون الناس أفراحهم وأحزانهم , يعملون أعمالاً عظيمة لوجه ربهم الكريم بدون أن يطلبوا من حطام الدنيا شيئاً , بذلوا أوقاتهم وأنفسهم لخدمة هذا الدين , ضحوا بأنفس ما يملكون من المال والجاه و الوقت لتكون كلمة الله هي العليا , ولن يكون مرضهم عائقاً أمام انتشار الخير والعلم بإذن الله , فأمة أنجبت من قبلهم عظماء ولازالت تنجب عظماء لن تكون عقيمة بإذن الله تعالى .
SOURCE:www.saaid.net

ظاهرة هجران أهل الإيمان لتلاوة القرآن

خالد بن سعود البليهد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فإن المتأمل في أحوال كثير من المسلمين اليوم يلحظ هجرانهم لتلاوة كتاب الله فترة طويلة قد تمتد لأشهر وربما سنة وهذا والله شيء مؤسف ينم عن جهل بفضل كلام الله واستهانة بعظم حقه وهو الكتاب المبارك النور والهدى والشفاء والرحمة والموعظة وأحسن القصص وأعجب الأخبار. وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يفضلون القرآن على سائر العبادات. قال عبد الله بن عمر:(لو بات رجل ينفق دينارا دينارا ودرهما درهما ويحمل على الجياد في سبيل الله وبات رجل يتلو كتاب الله حتى يصبح متقبلا منه وبت أتلو كتاب الله حتى أصبح متقبلا مني لم أحب أن لي عمله بعملي).وقد ورد في القرآن ذم الهجران في سورة الفرقان. قال تعالى على لسان رسوله: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا). وهذه الآية وإن وردت في الكفار إلا أنها عامة في كل أنواع الهجر من تكذيبه وعدم التصديق به أو اللغط عند سماعه أو ترك تلاوته وتدبره أو ترك العمل بأحكامه وغير ذلك. فكل من هجر شيئا من القرآن فهو داخل في هذا الذم.وقد ورد في السنة الصحيحة ذم للمؤمن الهاجر للقرآن. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو). متفق عليه. فيقبح بالمؤمن أن يكون قلبه خاليا من ألفاظ القرآن ومعانيه.إن من الناس من يكون هاجرا للقرآن بالكلية لا ينظر فيه أبدا. ومنهم من يقرأه ويتلوه في رمضان فقط وبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان. ومن الناس من يقرأ القرآن في كل جمعة وهذا أحسن حالا ممن قبله لكنه واقع في شيء من التقصير. فإن المؤمن الذي يمضي عليه اليوم والليلة ولا يقرأ شيئا من القرآن نظرا أو غيبا ويكون ذلك غالبا على حاله لهو دليل على غفلته أما من كان الغالب عليه تعاهد تلاوة القرآن لكنه شغل في بعض الأحايين فليس من أهل الغفلة.إن كثيرا من المسلمين يعتاضون عن تلاوة القرآن وسماعه بقراءة الجرائد والمجلات والقصص والروايات وغيرها من كتب الدنيا فترى أحدهم يقضي الساعات الطويلة في قراءة كلام البشر ويزهد في قراءة كلام رب البشر العظيم الحق والصدق.قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: (والعدول عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره, من هجرانه). وكيف يزهد المؤمن في كلام أشرف محبوب وأصدق شاهد وأعظم متكلم فإن المرء إذا أحب أحدا لهج بذكره وأكثر من سماع كلامه فكيف بكلام الرحمن المنان الذي تأنس له القلوب وتزكو به الأرواح ويسمو به الفكر وتشفى به الأسقام والأدواء ويلم به شعث القلوب المكلومة وتهدى به الأنفس الأمارة بالسوء. وأسباب الهجران كثيرة:1- من أعظمها نقص التعظيم لله الملك الديان والتفريط في حقوقه. 2- ومنها الجهل في معرفة فضل القرآن وكثرة ثوابه وفوائده. 3- ومنها كثرة الاشتغال بطلب الرزق وكسب المعاش. 4- ومنها الفتنة والاشتغال بالرأي المذموم والفلسفة والكلام الضار.5- ومنها الفتنة بسماع الغناء والمعازف فإنه من ابتلي قلبه بذلك صرف عن سماع القرآن.6- ومنها الفتنة بسماع القصائد والشعر والمساجلات الشعرية والروايات الأدبية.7- ومن أخطرها الإسراف على النفس بالذنوب وتعلق النفس بالشهوات وفتنة الصور.وإن من أخطر الموانع التي تصد عن تلاوة القرآن الاعتقاد الفاسد بأن القرآن كتاب قديم ليس له حكم على حياة الناس ولا يصلح أن يكون مرجعا لشؤونهم العصرية والافتتان بالأنظمة والدساتير الحديثة. قال تعالى: (بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ).وكذلك من الموانع ما حدث عند الصوفية من السماع المبتدع للقصائد الدينية وأشعار الغرام والحب وافتتانهم بذلك وتعظيمهم لها وتنسكهم بها أشد من سماع القرآن فترى الرجل منهم زاهدا في كلام ربه يترنم ويتراقص ويتباكى ويخشع بكلام أشياخ الطريقة وزهادهم من نثر وشعر عياذا بالله.ومن الخطأ التربوي أن يوجه شباب وفتيات الأمة إلى سماع الأناشيد الملحنة ويشغلون بها حتى تصير ديدنا لهم وشغلهم الشاغل ينفقون فيها أعز الأوقات والبرامج والأموال مما يؤثر سلبا على تعظيم القرآن في صدورهم والعناية بتلاوته وحفظه. فلا ينبغي أبدا لدعاة أهل السنة أن يزاحموا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالمهرجانات والحفلات الإنشادية والمسابقات لأن ذلك يضعف الصلة بالسماع الشرعي وليس ذلك من سبيل العلماء ومن لم يهده القرآن ولم يستغن به كان فقيرا ضالا بغيره.وإن من مكايد الشيطان للمسلم في هذا الباب أن يقول المؤمن في نفسه الفضل كل الفضل في حفظ القرآن أما التلاوة فليس فيها ذلك الفضل فينصرف إلى حفظ القرآن فترة ويزهد في التلاوة ثم يتدرج به الشيطان فينقطع عن الحفظ ويصرفه عن القرآن بالكلية وهذه شبهة فاسدة لأنه كما ورد الفضل في الحفظ فكذلك ورد في السنة الصحيحة فضل التلاوة وكثرة ثوابها وعظم أجرها فالحرف الواحد بعشر حسنات وقراءته تشفع له يوم القراءة. فلا ينبغي للمؤمن أن يزهد في القراءة سواء كان مشغولا بالحفظ أم لا وعليه أن يجمع بين الحسنيين إن استطاع وإلا اقتصر على التلاوة. وقد كان طائفة من أئمة السلف يعظمون القراءة في المصحف ويفضلونها على القراءة عن ظهر قلب قال عبد الله قال عبد الله بن الإمام أحمد: (كان أبي يقرأ كل يوم سبعا لا يكاد يتركه نظرا). وقال ابن الجوزي: (وينبغي لمن كان عنده مصحف أن يقرأ فيه كل يوم آيات يسيرة لئلا يكون مهجورا) .ومن الشبهات التي تمنع المؤمن من التلاوة أن يكون مشغولا في طلب الدنيا أو غيره لظروفه الصعبة وليس عنده فراغ في وقته إلا اليسير فيقول في نفسه لا يسع الوقت لقراءة القرآن في بضع دقائق وإنما سأؤجل القراءة حتى أفرغ وقتا واسعا فيصده الشيطان عن القرآن وهذا من قلة الفقه لأن قراءة اليسير من القرآن عبادة جليلة ولو كان بضع آيات. ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل). رواه مسلم.ومن مظاهر الهجران لدى بعض المسلمين أن ترى البيت خاليا من تلاوة القرآن لا يتلى فيه ولا يشتغل بسماعه وإنما يعج بالأغاني وسماع المعازف والأمور المحرمة مما يدل على غفلة أهل البيت عن الطاعة وبعدهم عن ذكر الله واستيلاء الشيطان عليهم. وقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم البيوت هذه بالمقابر فقال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفِر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) رواه مسلم. وفي صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل البيت الذي يذكر الله فيه و البيت الذي لا يذكر الله تعالى فيه كمثل الحي و الميت). وقال أبو هريرة: (البيت إذا تلي فيه كتاب الله اتسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين والبيت الذي لم يتل فيه كتاب الله ضاق بأهله وقل خيره وتنكبت عنه الملائكة وحضره الشياطين). رواه عبدا لرزاق في مصنفه.فينبغي للمؤمن أن يحرص على تلاوة القرآن بالليل والنهار وتدبره وتعقله وأن يكون رفيقا له متصلا به ينهل من حكمه ومعانيه ونوره الذي يغذي قلبه السليم ويصله بمادة الإيمان فتشرق روحه وتزكو نفسه وتصلح جوارحه. قال تعالى مثنيا على المؤمنين بذلك: (يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ). وفي صحيح البخاري قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار....).وينبغي أن يعلم المؤمن أنه إذا كان زمانا يقبل على القرآن يتلوه ويتذوقه ثم صرف عنه فذلك غالبا عقوبة من الله لذنب أصابه وغفلة ألمت به فحرمه الله وأغلق عليه بابا من الخير فليستعتب وليتب وليصلح من حاله ويكثر من الاستغفار حتى يفتح عليه.فنسأل الله المنان الكريم الجواد أن يفتح علينا ويغفر لنا ويرزقنا تعظيم كلامه وإيثاره على ما سواه وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار.خالد بن سعود البليهد عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة binbulihed@gmail.com

آداب النصيحة في الإسلام

د. بدر عبد الحميد هميسه hamesabadr@yahoo.com
قال تعالى واصفاً أثر الكلمة وقيمتها وذلك في وصف إلهي بديع : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ . وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } سورة إبراهيم: 24-26.ولقد دعانا الله تعالى إلى الطيب والحسن من القول فقال : {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ }. وقال : { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } سورة البقرة : 83.وقال : {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} سورة الإسراء : 53.فالكلم الحسن الطيب هو الذي يصعد إلى الله تعالى قال عز من قائل : {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }. سورة فاطر : 10.وحسن الجواب وطيب الرد من صفات المسلم الحق , فالمؤمن لا يعرف الطعن ولا اللعن في الكلام . وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً : \" ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء \" حسنه الترمذي .فهو يعرف أنه سوف يحاسب على كل ما يتلفظ به , ولقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم أمثلة رائعة في حسن الخلق وقوة المنطق وبيان الحجة والإقناع والجواب الطيب فحينما جاءه شاب يستأذنه في الزنا يقول: يا رسول الله ائذن لي في الزنا، فدعاه النبي وقال: ((يا هذا، أترضى بالزنا لأمك؟!)) قال: لا، قال: ((والناس لا يرضونه لأمهاتهم، أترضاه لزوجتك؟!)) قال: لا، قال: ((والناس لا يرضونه لزوجاتهم، أترضاه لابنتك؟!)) قال: لا، قال: ((والناس لا يرضونه لبناتهم، أترضاه لعمتك؟!)) قال: لا، قال: ((والناس لا يرضونه لعماتهم، أترضاه لخالتك؟!)) قال: لا، قال: ((والناس لا يرضونه لخالاتهم))، ثم إنه ضرب صدره وقال: ((اللهم أعفه وحصنه وطهر قلبه))، قال رضي الله عنه: فما هممت بفاحشة بعد ذلك \". أخرجه أحمد (5/257)، والطبراني في الكبير (7679)، والبيهقي في الشعب (5415) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه بنحوه، قال الهيثمي في المجمع (1/129): \"رجاله رجال الصحيح\".وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ:( لَقِيَنِى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ ، فَانْخَنَسْتُ ، فَذَهَبْتُ فَاغْتَسَلْتُ ثُمَّ جِئْتُ ، فَقَالَ : أَيْنَ كُنْتَ ؟ قَالَ : كُنْتَ لَقِيتَنِي وَأَنَا جُنُبٌ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ فَقَالَ : إِنَّ الْمُسْلِمَ لاَ يَنْجُسُ) .( رواه مسلم ).وفي الصحيحين من حديث سهل بن حنيف, قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي, ولكن ليقل: لقست نفسي.سأل َ رجل العباس – رضي الله عنه - قائلا: أأنت أكبر أم رسول الله - صلى الله عليه و سلّم؟؟فأجاب العباس على الفور:رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أكبر مني وأنا وُلدت ُقبله . وروي عن عمر -رضي الله عنه- أنه خرج يعس المدينة بالليل, فرأى ناراً موقدة في خباء, فوقف وقال: (يا أهل الضوء). وكره أن يقول: يا أهل النار.وسأل رجلاً عن شيء: هل كان؟ قال: لا، أطال الله بقاءك, فقال: (قد علمتم فلم تتعلموا, هلا قلت: لا, وأطال الله بقاءك)؟.وكان لبعض القضاة جليس أعمى, وكان إذا أراد أن ينهض يقول: يا غلام, اذهب مع أبي محمد, ولا يقول: خذ بيده, قال: والله ما أخلَّ بها مرة. وروى الجاحظ أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه نظر إلى النخّار بن أوس العُذري، الخطيب الناسب، في عباءة في ناحية من مجلسه، فأنكره وأنكر مكانه زِرايةً منه عليه، فقال: من هذا؟ فقال النخّار: يا أمير المؤمنين، إن العباءة لا تكلمك، وإنما يكلمك من فيها!.وروي أن رجلا أحضر طفله إلى مجلس احد الخلفاء فأراد الخليفة أن يختبره, فأراه خاتماً من الماس في يده وقال: أرأيت أحسن من هذا الخاتم.؟أجاب الطفل:نعم الأصبع التي فيها.ثم سأله الخليفة سؤلاً أخر:أيهما أجمل.. دار أمير المؤمنين أم داركم؟.فأجاب الطفل:- إذا كان أمير المؤمنين في دارنا كانت أجمل.!!قيل أن ملكا من ملوك الفرس قرب إليه طباخه طعاما قوقعت منه نقطة على المائدة فأعرض الملك إعراضا تحقق به الطباخ قتله فعمد إلى الإناء فكفأه على المائدة فقال الملك ما حملك على ما فعلت و قد علمت أن سقوط النقطة أخطأت بها يدك ... قال : استحييت أن الناس تسمع عن الملك أنه استوجب قتلي و استباح دمي مع قديم خدمتي و لزومي حرمته في نقطة واحدة أخطأت بها يدي فأردت أن يعظم ذنبي ليحسن بالملك قتلي و يعذر في قتل من فعل مثل فعلي .. فعفا عنه و أمر بإجازته و وصله.وجيء بامرأة إلى الحجاج وقد أسر جنده ابنها وزوجها وأخاها . فقال لها الحجاج:اختاري أحدهم فأطلق سراحه فقالت:يا أمير المؤمنين أما الزوج فهو موجود وأما الابن فهو مولود ولكن الأخ مفقود لذا اخترت الأخ؟ فأعجب الحجاج بذكائها وأطلق سراحهم جميعا .فتعلم أيها – الحبيب – حسن الجواب , ولا تكن ممن يرمي الناس بلسانه فيجرحهم , فالكلمة إذا خرجت فإنها لا تعود .قال الشاعر :
أحب مكارم الأخلاق جهد ي* * * وأكـره أن أعيب وأن أعاباوأصفح عن سباب الناس حلما * * * وشر الناس من يهوى السباباومن هاب الرجال تهيبـوه * * * ومن حقر الرجـال فلـن بهـابا

ISLAM IS YOUR BIRTHRIGHT

TO DOWNLOAD THE FOLLOWING BOOK VISIT THE FOLLOWING LINK:-
http://saaid.net/book/open.php?cat=92&book=1056

الغرب والأخلاق وقوانين الانحلال

شبكة النبأ: في مؤشر مخيف لتراجع الاخلاق وتدني مستوياتها، تظهرها ذات الدول المعنية من خلال برامج حقوقية أو حملات لمكافحة التراجع الاخلاقي عبر قنوات أمنية وانسانية، كما حصل في اسبانيا في حملتها الجديدة ضد الاستغلال الجنسي الذي يطال الاطفال.
أو الحملة التي شنتها الولايات المتحدة ضد ما يسمى بدعارة الاولاد، التي ينتهجها ضعاف الانفس ممن تشوهت لديهم القيم الانسانية بسبب مباشر من قوانين الانحلال التي تنتهجها سياسة هذه الدول.
(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي، تعرض على القارئ الكريم، ما يتمنطق به دعاة الحرية والديمقراطية، ومايعكسه واقعهم من حياة انحلال وانحراف وانجراف خلف نزواتهم ورغباتهم واهوائهم:
حملة في اسبانيا ضد الاستغلال الجنسي للاطفال
قالت وزارة الداخلية الاسبانية ان الشرطة اعتقلت 121 شخصا في أكبر حملة تستهدف مكافحة الاستغلال الجنسي للاطفال في البلاد وصادرت أجهزة تحتوي على ملايين الصور بينها صور لاقارب بعض المشتبه بهم. بحسب رويترز.
وأضافت الوزارة في بيان أنه بالتعاون مع الشرطة البرازيلية داهم 800 شرطي أسباني 210 منازل في انحاء البلاد لتفكيك شبكة تتبادل ملفات بعضها يحتوي على صور جنسية صادمة.
وتابعت أن من بين المعتلقين طيارين وسائقي سيارات أجرة وتراوحت أعمارهم بين من هم في سن التقاعد ومن هم دون سن البلوغ. وقالت ان المشتبه بهم في حالتين استغلوا أطفالا من أفراد أسرهم.
الدعارة عبودية القرن الحادي والعشرين في الولايات المتحدة
حرّرت السلطات الأمريكية 46 قاصرا كنّ تعملن في الدعارة، في عملية واسعة النطاق شملت عدّة أنحاء من البلاد، وأسفرت أيضا عن اعتقال 642 شخصا، وفق ما أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالية.
كما تمّ تحرير طفل كان يعمل في نفس المجال في العملية التي استغرقت ثلاثة أيام، ووفق المكتب الذي أوضح أنّ جميع من تمّ إطلاقهم أمريكيو الجنسية وتتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما، وتمّ أخذهم إلى الاحتجاز الحمائي. بحسب (CNN).
وشملت العملية 29 مدينة وأسفرت أيضا عن اعتقال 73 وسيطا في الدعارة و518 من المومسات، وفق مكتب التحقيقات الفيدرالية.
وأوضح نائب مدير المكتب جون بيستوليه إنّ الوسطاء كانوا يعملون ضمن خلايا تتراوح بين ستة وعشرة أعضاء.
وأضاف أنّه تمّ إلقاء القبض على المعتقلين في حملات دهم استهدفت كازينوهات وشاحنات، فيما الأخريات كنّ تستخدمن الانترنت.
ووصف إيرني ألن، رئيس المركز الوطني للأطفال المفقودين والذي يتم استغلالهم دعارة الصغار بكونه عبودية القرن الحادي والعشرين.
ورجّح أن يكون عدد الصغار الذين يعملون في مجال الدعارة بعشرات الآلاف. وأوضح مسؤول أنّ العملية رفعت عدد الأطفال الذين تمّ تحريرهم من الرذيلة إلى 567.
قانون يتيح للأهل التخلّي عن اطفالهم في نبراسكا
بحث نواب نبراسكا الحاجة الى تعديل قانون تبنَّته الولاية في تموز/يوليو ونتج عنه تخلّي الاهل عن العشرات من اطفالهم من اعمار مختلفة امام المستشفيات كما افادت وزارة الصحة في هذه الولاية!!.
وكان الهدف من قانون "ال بي 157" او "قانون الملجأ الآمن" حماية الاطفال لكنه يسمح للاهل بالتخلي عن اولادهم في اي عمر كانوا في المستشفى دون ان يتعرضوا للملاحقة.
ولكن مع زيادة عدد الاهل الذين يتخلون عن اطفالهم الصغار واليافعين في مستشفيات الدولة قرر الحاكم ديف هينمان دعوة النواب الى جلسة استثنائية لمراجعة القانون وتحديد الحد الاقصى لعمر الطفل. بحسب فرانس برس.
وسيصوت النواب على مشروع قانون يحدد كحد اقصى 72 ساعة او ثلاثة ايام عمر الرضيع الذي يمكن لاهله التخلي عنه كما قال مدير الخدمات الاجتماعية والصحية في الولاية تود لاندري.
وعلى اثر صدور قانون "الملجأ الآمن" باتت المستشفيات اعتبارا من ايلول/سبتمبر مضطرة لاستقبال اطفال يتركهم اهلهم لديها للتخلص منهم. وقال لاندري لفرانس برس ان: الكثير من هؤلاء الاطفال اودعوا المستشفى لان اهلهم لا يعرفون ما يفعلونه بهم بسبب سلوكهم او لانهم يواجهون مشكلات المراهقة.
وللدلالة على جسامة المشكلة تم في 14 ايلول/سبتمبر وحده ترك 11 طفلا بين عمر سنة و17 سنة امام احد مستشفيات نبراسكا.
وفي 14 تشرين الثاني/نوفمبر تسلمت الشؤون الاجتماعية في نبراسكا 34 طفلا بينهم خمسة جاءوا من ولايات فلوريدا وجورجيا وميشيغن.
ومعظم الاطفال بين 12 و17 عاما. وتم اسكانهم لدى عائلات او في ملاجىء ايواء سيبقون فيها حتى يقرر قاض مصيرهم اذا تم اعتماد القانون الذي يحدد عمر الطفل الذي يمكن لاهله التخلي عنه بثلاثة ايام.
مزاعم رجل ألماني بأنه قتل وأكل شابّاً رحمة به
رفضت محكمة ألمانية عليا طلب الاستئناف الذي تقدم به رجل كان قد اعترف بأنه قتل وأكل شخصاً آخر يعرفه.
وقالت المحكمة الدستورية الاتحادية الجمعة إنها لا ترى سبباً لرد الحكم الصادر عن محكمة ابتدائية عام 2006، وبالتالي لا داعي لإعادة محاكمة آرمين ميفيس، بعد إدانته بالفتل، والحكم عليه بالسجن مدى الحياة، في قضية أثارت ضجة كبيرة في ألمانيا. بحسب (CNN).
وأدانت المحكمة ميفيس بقتل بيرنارد يورغن برانديس عام 2001، غير أنه تذرع بأنه يجب أن يحاكم بتهمة القتل الرحيم، وبالتالي فإن الحكم الصادر بحقه لا يتناسب وطبيعة الجريمة.
وقال ميفيس إن برانديس رد على إعلان نشره على الإنترنت يطلب فيه شاباً للذبح والاستهلاك.
وأضاف إن برانديس أراد أن يطعن حتى الموت بعد أن تناول زجاجة من دواء بارد حتى يفقد وعيه.
على أن ميفيس، البالغ من العمر 48 عاماً ويعمل كفني صيانة كمبيوتر، قام بتصوير عملية القتل بواسطة كاميرا فيديو.
وجاء حكم المحكمة العليا، الصادر في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفق بيان صادر عنها، في أعقاب الجدل الإعلامي حول شرعية ما قام به ميفيس إثر اعتقاله في ديسمبر/كانون الأول عام 2002.
وكانت محكمة في مدينة كاسل الألمانية قد أدانت ميفيس في أوائل عام 2004 بذبح رجل آخر وحكمت عليه بالسجن لمدة ثمانية أعوام ونصف العام، غير أن الادعاء العام استأنف الحكم لاحقاً، ورد قضاة محكمة فيدرالية الحكم وطالبوا بإعادة المحاكمة بداعي أن الحكم كان متساهلاً بالنسبة للجريمة.
ودفع قضاة المحكمة الفيدرالية بأن قرار المحكمة الابتدائية برفضها تهم الجرائم، فشلت في تقديم اعتبارات كافية للدوافع الجنسية وراء عملية القتل.
وفي تلك المحاكمة، اعتبر محامي الدفاع أن ميفيس لم يملك الدافع لقتل الضحية، واستدل برسائل بريدية أرسلها الضحية إلى ميفيس قال فيها: لا يوجد خلاص ولا رجعة لي وإنما إلى الأمام عبر أسنانك.
وأظهرت لقطات الفيديو التي التقطها ميفيس لجريمته كيف اشترك الاثنان في محاولة أكل العضو التناسلي للضحية مما قاد المدعي العام إلى الاقتناع بأن الجريمة وقعت بناء على رضا الضحية، وأنه لم يظهر أي شكل من المقاومة أو النجاة واستعداده لمواصلة الحادثة.
كذلك أظهر الشريط كيف قام ميفيس بقطع جزء من جسم الضحية، وقام الاثنان بأكلها معاً، ثم قام بتقطيع الضحية ووضع أشلائه في الثلاجة وأكله على مدى شهور لاحقة وفق ما ذكرته السلطات المعنية.
إحتجاجا على نظام الرعاية الصحية.. مشلول ألماني يعبر الألبّ!!
عبَرَ عجوز ألماني مشلول جبال الألب بمقعد متحرك ليقطع الرحلة البالغ طولها 2500 كيلومتر من هامبورج الى روما لمحاولة إثارة الوعي بشأن إخفاقات نظام الرعاية الصحية في ألمانيا.
وبعد رحلة استمرت تسعة أسابيع بمقعد مزود بمحرك وأضواء أمامية وبوق وعدادات وصل يواكيم فريدريتش الى ساحة القديس بطرس حيث استقبله البابا بندكت. بحسب رويترز.
وقال فريدريتش (70 عاما) لرويترز: أشعر بالراحة والنشوة والحزن العميق لإنتهاء رحلتي. وأضاف، أول شيء فعلته حين وصلت الى المنزل هو تناول بطاطس (بطاطا) ألمانية حقيقة مطهوة ولحم. تعبت من كل تلك البيتزا والمعكرونة.
وزادت الضغوط على نظام الرعاية الصحية ذي التمويل العام في ألمانيا خلال السنوات القليلة الماضية بسبب ارتفاع نسبة كبار السن مما ادى الى تخفيضات مؤلمة أثارت سخطا شعبيا.
معلّمة غيّرَت جنسها فغضبت عوائل الطلبة
عبّر أولياء أمور طلبة أمريكيين عن غضبهم الشديد إزاء تكتم إدارة المدرسة على خضوع معلّمة الموسيقى لعملية تغيير للجنس.
وكانت مدرّسة الموسيقى في مدرسة فوكبورو الإبتدائية، قد أنهت العام الدراسي الفائت سيدة وعادت للعام الأكاديمي الجديد كأستاذ يلقب بـ"السيد، وفق KCRA3.
وأعرب أولياء أمور بعض الطلبة عن استهجانهم الشديد لعدم إعلام مجلس المدرسة لهم بالتغييرات التي طرأت على جنس المعلم. بحسب (CNN).
وقالت والدة أحد الطلبة: كافة المعلومات وردتنا عن طريق أبنائنا، وليس من الإدارة أو المدرسين.
وبرّرت سلطات المقاطعة بما وصفته الخصوصية الشخصية في الرد على غضب أولياء الأمور.
وقالت الناظرة كيت رين غافليك إن كشف المدرسة عن عملية التحول كان سيعدّ انتهاكاً لقوانين الخصوصية، وأضافت قائلة: أتفهّم موقف الأباء، وبوصفنا جهة العمل، أمامنا التزامات قانونية تقضي بحماية العاملين لدينا.
وأوضحت أن قرار التكتم جاء بعد مشاورات قانونية فرضت على مجلس المدرسة عدم الإفصاح عن معلومات عن جراحة تغيير الجنس، التي خضع لها المدرّس أو المدرّسة.
وأضافت: لا يمكننا مناقشة أمرا شخصيا مع أي من الطلبة أو أولياء الأمور أو المجتمع.. ببساطة لأن ذلك خارج نطاق سلطاتنا.
وأبدت أنجيلا وينزينغر احتجاجها بنقل أطفالها الثلاثة من صف الأستاذ. وأردفت قائلة: لم يتيحوا لي فرصة الاختيار بشأن ما يتوجب عليّ القيام به في مثل هذا الموقف.
وحذت 15 عائلة أخرى، حذو أنجيلا بنقل 23 من أبنائهم من حصص الموسيقي التي يشرف على تدريسها المعلم إلى حصص الرياضة البدنية عوضاً عنها.
زوجة أحد أثرياء أيرلندا تستأجر قاتلا لقتل زوجها
ناشد أحد أثرياء أيرلندا قاضياً بعدم سجن شريكته التي استخدمت قاتلاً مأجوراً في مخطط سعى لقتله ونجليه لترث ثروته البالغة قيمتها 76 مليون دولار.
مناشدة الثري بي.جاي. هاوارد التي غلبت عليها العاطفة لقاضي المحكمة الجنائية المركزية في دبلن، هي أحدث تطور في المحاكمة التي استقطبت تغطية إعلامية واسعة، التي تشبه من حيث التخطيط ما ورد في إحدى الروايات البوليسية. بحسب (CNN).
ونقل تلفزيون RTE الأيرلندي، أن هاوارد أبلغ القاضي أنه لن يتخلى عن شريكته شارون كولينز، ولن يتردد لحظة بالعيش معها مجدداً.
غير أن القاضي، ورغم كل هذه المناشدات، حكم على شارون (45 عاماً) بالسجن ستة أعوام. ووفق محطة التلفزيون وما نقلته وسائل إعلام محلية أخرى، فقد اعتبر القاضي أن دوافع كولينز كانت الطمع، وقال إنها أرادت الحصول على ثروة هاوارد، التي من المقرر أن يرثها نجلاه الراشدان.
ووفق وثائق المحكمة، فقد استخدمت المتهمة اسماً مستعاراً وتراسلت إلكترونياً مع شخص تعرفت عليه عبر موقع hitmanforhire.com.
وفي المحكمة أظهر القاضي مراسلات تمت بين المتهمة، والقاتل المأجور المفترض. وكانت كولينز قد عرضت على القاتل المأجور، الذي يدعى عصام عيد (53 عاماً) 19 ألف دولار للتخلص من زوجها ونجليه بطريقة تبدو وكأنهم لقيوا حتفهم بشكل طبيعي، أو قضاء وقدر.
غير أن عيد حاول الالتفاف عليها، وإنجاز صفقة مضادة بالاتصال بأحد نجلي الزوج، وفق ما قاله الإدعاء.
وعرض عيد على نجل هاوارد التخلص من شريكة الأب مقابل 127 ألف دولار، لكن الأخير قام بالاتصال بالسلطات.
ورغم طي آخر صفحة من المحاكمة بسجن شارون، إلا أن حب هاوارد بقي صامداً، واصفا إياها بإنها من أكثر الأشخاص طيبة، بحسب ما نقلت صحيفة محلية أيرلندية عن وثائق المحكمة.
SOURCE:http://annabaa.org