Wednesday, August 19, 2009

من قريب نشبت المناظرة بين أبرز المدافعين عن حمى الدين في مواجهة المد النصراني القبطي تحديداً وهو الشيخ وسام عبد الله وبين أرفع درجة علمية عند النصارى الأقباط في الدفاع عن كتابهم وهو القمص عبد المسيح بسيط ، وكان الحدث ضخماً ، دل على ذلك الآلاف التي حرصت على الحضور والاستماع المباشر للمناظرة مع محدودية الدعاية وضعفها قبل المناظرة ، ودل على ذلك طول المناظرة ( أكثر من خمس ساعات ) .!ما انتهت المناظرة حتى صاح النصراني الأكاديمي المتخصص صاحب أعلى الشهادات بأنه لا يواجه فرداً وإنما يواجه جيشاً ( فريقاً ) من المسلمين ، ولم يكن يواجه فريقاً ، وإنما فرداً واحداً . وكذبا يتكلم ، أنطقهُ الفزعُ !!وما انتهت المناظرة حتى برز من الطرف الإسلامي ثلة تُهَدْهِدْ القمص كي يتشجع ويخرج لمناظرتها ، وراح يتعلل بالشغل ، ثم يعد بالترتيب للمناظرات بعد شهور من الآن !! وما انتهت المناظرة حتى برز في الطرف الإسلامي من يتكلم العبرية ، ويعرف اليونانية ، فضلا عن الإنجليزية ، ومن يتكلم في مسائل دقيقة جداً تَبَيَّنَ أن كثيراً من قساوسة النصارى لا يسمعون عنها ، أعني ( النقد النصي ) تحديداً .هؤلاء الذين أوجعوا أكبر المختصين في الدفاع عن عقيدة النصرانية حتى صرخ منهم ، هؤلاء الذين يتكلمون فيما لا يعرفه المختصون من النصارى ، هؤلاء الذين يتكلمون أكثر من لغة بعضها قد درس أو يكاد ، هذه الثلة الطيبة الطاهرة التي تقف في وجه أخس وأخطر ما تتعرض له الأمة اليوم جاءوا من بعيد . لم يكونوا من الشيوخ ولم يكونوا من الدعاة ، بل ولم يكونوا من طلبة العلم ، كانوا متحمسين ، واليوم مختصين ، يحملون لواء الدين !!إننا أمام ظاهرة جديدة ( تخصص المتحمسين ) ، تشكلت في البالتوك ، ونمت وتطورت ، وهي اليوم تتكاثر ، فهم يؤلفون الكتب التي يشيد بها نفر من الحاصلين على الشهادات ، ويصدرون المجلات الدورية ذات التخصصية العالية .تخلَى الدعاةُ عن التصدي للنصارى ، تخلى الدعاة عن رد المعتدين على الدين وسيد المرسلين ـ ولا تسمع غير هذا ـ ، فقيض الله للدين قوماً من بعيد ، وهاهم اليوم أقوى من المختصين ، وأحدُّ من كل الفاعلين ضد عباد الصليب . إننا أمام استبدال . لا أراه غير ذلك . ولا أتكلم عن صلاح هؤلاء وفساد أولئك ، أو العكس ، فالله أعلم بما في الصدور ، وقد ينصر الله الدين بقومٍ لا خلاق لهم ، وإنما أرصد ظاهرة ، أعظ بها قوماً . قوم أعرضوا فأتى الله بآخرين . فهل يعقل هذا الدعاة ( الشيوخ ) ؟! وخاصة من يتشدقون بأنهم ( أحكم ) و ( أعلم ) بواقع الأمة ، وأنهم لا يتحركون من فراغ ولا في فراغ ؟ وأن على غيرهم أن يلزم غرزهم ، ويتأدب معهم . لا يوجد عذر حقيقي للتخلي عن رد الشبهات التي تثار حول الدين وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم . ولا يوجد عذر حقيقي للجلوس عن بث ثقافة مضادة للتنصير عند عامة الناس . وإن من يقول أنها صغيرة تكبرونها بمقالاتكم صغيرٌ لن يزيد على وصف نفسه بقلة العقل والوعي ، ويُعَرِّضُ تراثه وآثاره لوطئ الأقدام بعد موته ، فإن سكت الناس اليوم تكلموا غداً ، فبعد أن يموت المرء ويغيب من حياة الناس لا تكون له ذات المهابة التي كانت له وهو بينهم ، وساعتها ـ وهو في التراب ـ ، معرض للحساب ، يكون أرجى للحسنات .القضية بعيدة عن السياسة ، وبعيدة عن المشاغبات الأمنية فلا أحد يطالِب بنفير ضد أصحاب السلطان ، ولا أحد يرضى بتهييج العوام ، فقط بث ثقافة مضادة لما يتكلمون به ، ثقافة تدفع الشبهات وتبصر الناس بحقيقة ما ( يبشرون به ) . ثقافة تدفع الكفر عن الناس . أفي هذا شيء ؟!!أبداً والله . فإن أبيتم فاجعلوا هؤلاء الكرام من ( المتحمسين ) الذين يناطحون وينطحون ، بل يطحنون كبار المختصين من النصارى ، رأس حربة ، بمعنى تبنوهم ، أفيدوهم من شهرتكم ، قرظوا كتبهم أو دلوا الناس عليها ، أو تواصلوا معهم ورشدوهم . وهو خير لكم ، ليكون من آثاركم . فإن أبيتم فلن يثنيهم إعراضكم ، والله ناصر دينه ، وفي هؤلاء عبرة للمعتبرين . {هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }محمد38
محمد جلال القصاص

صوم الجوارح

الحمد لله رب العالمين، واصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد؛فقد شُرع لنا –نحن المسلمين- صومان مبروران، وإمساكان مبروكان؛ صوم رمضان، وصوم الجوارح.وأريد في عجالة أن أتناول بحديثي صوم الجوارح ..فما هو المراد بصوم الجوارح؟الصوم: الإمساك كما لا يخفى على أحد، والجوارح: الأعضاء. فالمراد من هذا العنوان: إمساك الجوارح عن معصية الله وحفظ الله بها.وهذا مما أمر به نبينا صلى الله عليه وسلم ، ففي جامع الإمام الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «استحيوا من الله حق الحياء». قال: قلنا: يا رسول الله إنا نستحيي والحمد لله! قال: «ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبِلَى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء».فالحياء منه ما يكون من الخلق، ومنه ما يكون من الخالق، والحياء منه سبحانه أولى من الحياء من غيره.والصحابة قالوا لنبينا صلى الله عليه وسلم : إنا لنفعل ذلك؛ لأنهم أرادوا أصله، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم حقيقته وكماله.ما هي العلاقة بين صوم الجوارح وصوم رمضان؟العلاقة سببية، فصوم رمضان سبب يورث صوم الجوارح ويدل عليه، ويفضي إليه.أتريدون –إخواننا الأكارم- دليلا على ذلك؟! فخذوا من الأدلة ما يكفي ..ألم يقل الله تعالى في سورة البقرة (183): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}؟ ومعنى الآية: أي تتقون الله بالكف عن الحرام وفعل الطاعة بصومكم. قال ابن كثير رحمه الله: "لأن الصوم فيه تزكية للبدن، وتضييق لمسالك الشيطان" [التفسير: (1/497)].وقال القرطبي رحمه الله: "قيل: لتتقوا المعاصي" [الجامع: (2/276)].وفي الآية قول آخر ذكره الطبري رحمه الله في تفسيره [3/413] بقوله: "وأما تأويل قوله: {لعلكم تَتقون}، فإنه يعني به: لتتقوا أكل الطعام، وشرب الشراب، وجماع النساء فيه". فالآية يراد منها هذا وهذا.ومن الأدلة على علاقة السببية هذه حديث الصحيحين الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا معشر الشباب مَنْ اسْتَطَاعَ منكم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ». وأصل الوجاء: رضُّ الخُصيتين، والمراد: أنه قامع للشهوة.ومن الأدلة القرآنية –كذلك- أن الله تعالى في الأحزاب ذكر الحافظين فروجهم والحافظات بعدما ذكر الصائمين والصائمات، قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (6/420): " ولما كان الصوم من أكبر العون على كسر الشهوة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ...»، ناسب أن يذكر بعده: {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ}".ولذا أمر الله عز وجل بالصوم في كثير من الكفارات؛ في كفارة قتل الخطأ، والحنث في الأيمان، وقتل الصيد حال الإحرام، والظهار؛ لما له من أثر كبير في تحقيق التقوى وتهذيب الأخلاق.ومن الأدلة: حديث البخاري، الذي قال فيه نبينا صلى الله عليه وسلم : «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ، وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».فلماذا كان الصوم سبباً لصوم الجوارح واستقامتها؟لأن الصوم عبادة تزكو النفوس بها، وتتسامى الأرواح بسببها من حضيض البهيمية، ومن سمت روحه وطهرت نفسه لم تأنس بمعصية الله، فالصائم يعلم أنه ترك ما أحل الله تعالى تقرباً إليه، فكيف يترك ما أحل الله ويقع فيما حرمه عليه ؟!ما هي الجوارح التي ينبغي أن نصومها؟ وكيف يكون صومها؟هي: البصر، وذلك بغضه كما أمر الله، فإمساكه عن إجالته في الحرام صومُه.الأنف، وذلك بأن لا يشتم به ما حرم الله من المخدر وغيره..الرأس، وذلك بألا يُطأطأ لغير الله ولا يسجد به إلا له. وألا يرفع كِبْراً وتعالياً على الناس، قال تعالى: {ولا تُصَعِّرْ خدَّك للناس}. والصَّعَر –بالتحريك- داء يلوي عنق البعير.الأذن، فلا نستمع به إلى محرم؛ كغيبة ونميمة وموسيقى وغناء. اللسان، وما شيء أحوج إلى طول حبس منه، وفي الخبر أنه قيل لعيسى عليه السلام: أوصنا. قال: لا تتكلموا أبداً. فقالوا له: ومن يطيق ذلك؟ قال: فلا تتكلموا إلا بخير.البطن: فلا ندخل إليه حراماً، فإنه «لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به» كما ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم في جامع الترمذي.الفرج، والواجب إمساكه عن أمرين: إبداؤه، وإعمالُه فيما حرَّم الله تعالى.الرجل، فلا يُسعى بها إلى معصية الله تعالى.اليد، فلا يعتدى بها على حق أحد، ولا يُبطش بها إلا في طاعة الله.وبالجملة: فإن المرء مأمور حيال أعضائه بأمرين، ومكلف فيها بتكليفين: كفها عما حرم الله، وذاك تصويمها. وطاعته بها.أسأل الله أن يحفظ جوارحنا، ويسلمنا من كل سوء، ويعصمنا من الزيغ والزلل.رب صل وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
د. مهران ماهر عثمان
www.saaid.net

بيان الكبائر وأكبرها

1- حديث أَبي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبائِرِ ثَلاثًا، قَالُوا: بَلى يا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: الإِشْراكُ بِاللهِ وَعُقوقُ الْوالِدَيْنِ وَجَلَسَ، وَكانَ مُتَّكِئًا، فَقالَ أَلا وَقَوْلُ الزّورِ قَالَ فَما زَالَ يُكَرِّرُها حَتّى قُلْنا لَيْتَهُ سَكَتَ). 2- حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْكَبائِرِ قَالَ: (الإِشْراكُ بِاللهِ، وَعُقوقُ الْوالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَشَهادَةُ الزّورِ). 3- حديث أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقاتِ قَالُوا: يا رَسُولَ اللهِ وَما هُنَّ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِناتِ الْغافِلاتِ). 4- حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ والِدَيْهِ قِيلَ يا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ قَالَ: يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَباهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ). الشرح:دلت هذه النصوص على أن الذنوب في الدين قسمان: صغائر وكبائر فالكبائر جمع كبيرة والضابط فيها على الصحيح كل ذنب رتب الشارع على فعله حدا أو لعنة أو غضبا أو وعيدا خاصا ونحوه مما يدل على تشديد الشارع فيه وهو يشمل عمل القلب كالكبر وعمل اللسان كالغيبة وعمل الجوارح كالزنا فالكبيرة تحد ولا تعد كما قال ابن عياس رضي الله عنه هي أقرب إلى السبعمائة من السبعين وإنما وضع العلماء مصنفات في بيان أنواعها من باب التقريب. والصغيرة ما سوى ذلك من الذنوب التي خلت من هذه الأوصاف. وقد يختلف الفقهاء في دخول ذنب في حد الكبيرة ولكنه ليس في منزلة المنصوص عليه شرعا. ودلت أيضا على أن من الكبائر نوع أكبر من غيره كالإشراك والعقوق وشهادة الزور وإنما غلظ الشارع فيها لأنها من جنس الظلم ووضع الحق في غير موضعه. فالشرك هضم لحق الرب العظيم والعقوق كان شديدا لأنه كفر بنعمة الوالدين وجحود لمعروفهما الذي لا يستطيع الولد مكافأتهما مهما فعل من البر. وشهادة الزور عظمها النبي صلى الله عليه وسلم في صفة جلوسه لأن الشاهد يتوصل بشهادته الباطلة ويمينه الكاذبة إلى اقتطاع مال مسلم أو إبطال حق للغير فهي خديعة وحيلة في أكل أموال الناس بالباطل فلذلك كانت اليمين الغموس تغمس صاحبها في النار. ومن الأفعال الشنيعة التي توبق صاحبها في النار تعاطي السحر وهو ما يعقده الساحر من آثار المسحور وينفث عليه من الرقى الشيطانية ليصرف المسحور أو يعطفه أو يمرضه أو يهلكه ولا يتمكن من ذلك إلا بعبادة الشياطين والتقرب لهم من دون الله وتعلم السحر وتعليمه وصنعه كفر بالله موجب للردة وحده القتل. ومن العظائم قتل النفس المعصومة من غير سبب يبيح القتل وهذا يدل على خطورة التساهل في هذا الباب. ومنها أكل الربا وهو من عمل الجاهلية ولم يشدد في القرآن بذنب بعد الشرك كالربا فالمرابي محارب لله ورسوله لأنه يأكل أموال الفقراء ويتكبر عليهم بالباطل. ومنها التعرض لأموال اليتامى الضعفاء القصر الذين لا أحد يحميهم ويطالب بحقوقهم وأكلها بالباطل وهو من عمل أهل الخسة والدناءة. ومنها الهروب والفرار من ساحة القتال عند حضور صف قتال الكفار لأن ذلك يوهن قلوب المسلمين ويخذلهم عن القتال ويؤدي إلى غلبة الكفار عليهم ولذلك شدد في حكمه وتوعد عليه وهذا الحكم خاص بمن حضر الصف أما لو ترك قبل بلوغ المعركة أو كان في سرية تكر وتفر أو غير موقعه للقتال أو لقي عددا كثيرا لا يطيق قتالهم فانحاز لجماعة المسلمين فلا يشمله الحكم. ومن الكبائر رمي النساء المؤمنات العفيفات بالزنا من غير بينة وبرهان ووصفهن بالغافلات لأنهن في غفلة عن كلام الناس في مجالسهم وشدد فيه لعظم حرمة أعراض المسلمين وخطورته. ومن أكبر الكبائر أن يتسبب المرء في لعن الآخرين لوالديه بأن يسب والديهم فيسبوا والديه من باب المماثلة والمكافأة وهو نوع من العقوق فينبغي للإنسان أن يتوقى لعن الناس وشتمهم وعيبهم ولو كانوا من أهل الكفر والفسق لأن ذلك يؤدي إلى انتقاص قومه ووالديه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسب خصومه ولا يلعنهم ويتعفف عن الدخول في النقائص والعيوب الشخصية. ومن هذا الباب أن يسب المسلم آلهة المشركين فيتسبب في سب المشركين لله عز وجل وقد نهى الله عنه بقوله: (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ). قال قتادة: (كان المسلمون يسبون أوثان الكفار فيردون ذلك عليهم فنهاهم الله أن يستسبوا لربهم فإنهم قوم جهلة لا علم لهم بالله). رواه الطبري. فالواجب على المسلم أن يحذر الوقوع في هذه الكبائر التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم ويبتعد عن الوسائل التي توقع فيها وإذا أغواه الشيطان فليقلع ويتب منها ويحرص أشد الحرص على أن لا يلقى الله وهو مصر على كبيرة. خالد بن سعود البليهد عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة binbulihed@gmail.com

تداركوا هذا الكاتب...!

قبلَ عشرِ سنواتٍ جمعتني مناسبةُ زواجٍ معْ طبيبٍ استشاريٍ وأستاذٍ جامعي؛ وقدْ أخبرني أنَّه زارَ رئيسَ تحريرِ إحدى صحفِنا الكبيرةِ طالباً منهُ كتابةَ زاويةٍ في الطِّبِ النَّفسي، فقالَ لهُ الرَّئيسُ: سنضعُ لكَ عموداً بعدَ التبويبِ الجديدِ للصَّحيفة، ومضتْ الأيامُ بتبويبٍ إثرَ آخرٍ دونما جدوى! فقلتُ له: أعتقدُ أنَّ سيما التَّدَّينِ عليكَ سببٌ في حجبكَ وأنتَ أهلٌ للظُّهور. وفي طريقِ عودتي منْ الزَّواجِ رافقني إعلاميٌ يحضِّرُ للدِّراساتِ العُليا فسألتُه: هلْ هناكَ معاييرٌ معلنةٌ لاختيارِ كتَّابِ الصُّحف؟ فأجابَ بنفي علمهِ، فكرَّرتُ شكوى الحسنِ البصري: "اللهمَّ نشكو إليكَ هذا الغُثاء"، وردَّدتُ قولَ عُبيدِ بنِ الأبرص:
إذا أنتَ حمَّلتَ الخؤونَ أمانةً ***** فإنَّك قدْ أسندتها شَرَّ مُسْنَدِ
وكمْ يفيدُ لوْ ينبري باحثٌ منصفٌ لتقصِّي ودراسةِ كيفيةِ اختيارِ صحفِنا لكتَّابِها؟ وهلْ كلُّ كاتبٍ هوَ الأفضلُ في مجالِه والأقدرُ على الكتابة؟ وما هوَ المشتركُ بينَ الكتَّابِ وإدارةِ الصَّحيفة؟ وكمْ في الصَّحيفةِ منْ كاتبٍ يخالفُ منهجَها ورؤيةَ رئيسِ تحريرها؟ وما نتيجةُ تحليلِ آراءِ الكتَّابِ حولَ بعضِ الموضوعاتِ الشائكةِ؟ وما مدى صحَّةُ مقولةِ الرَّافعي-رحمه الله-: "إنَّ الكاتبَ حينَ يخرجُ منْ صحيفةٍ إلى صحيفة، تخرجُ كتابتُه منْ دينٍ إلى دين..."([1])؟، وما أثرُ الكتَّابِ على شبابٍ غضٍّ سريعِ الوقوعِ في شَرَكِ الألفاظ؟ وإنَّها لمسائلٌ جديرةٌ بالبحثِ العلمي للحصولِ على شهادةٍ عاليةٍ منْ كليةِ إعلامٍ راقية. وفي صحفِنا كتَّابٌ كبارٌ يحترمونَ مجتمعَهم ولا يستخفونَ بقرَّائِهم، فمنهمْ نجيبٌ في فكره، ناصرٌ للحقِّ، حادبٌ على الفضيلة، كثيرُ الصَّواب، بعيدٌ عنْ الهرف، خالدُ الحرف؛ إلاَّ أنَّهم يكادونَ ينطمسونَ معْ كثرةِ الآخرينَ وغيِّهم، إضافةً إلى انشغال النَّاسِ بتبكيتِ المسيءِ عنْ شكرِ المحسن؛ وفي كلٍّ خيرٌ بيدَ أنَّ الحكمةَ تقتضي التَّوازن، حتى أنَّ بعضَ الفضلاءِ اقترحَ إنشاءَ جمعيةٍ للشاكرينَ لأنَّ الثَّناءَ لا غوائلَ لهُ غالباً ويستطيعهُ أكثرُ العقلاء. ولابتهاجِنا بأمثالِ تلكَ القلَّةِ الكريمة، وخشيةً عليها منْ خفوتِ الضوءِ أوْ انكسارِ القلم، وبما أنَّ التَّواصيَ سنَّةٌ ماضيةٌ خيراً وشرَّاً، فهذهِ جملةٌ منْ الآراءِ للتَّطبيقِ والتَّطويرِ حتى نحافظَ على الكرامِ منْ حملةِ الأقلام؛ ونجعلَ لهمْ امتداداً في عمقِ المجتمعِ، ومنها:• التواصلُ معْ الكتَّابِ الشرفاءِ شكراً ومؤازرة؛ وقدْ تأثَّرَ كاتبٌ منْ موقفٍ لعضوٍ في هيئةِ كبارِ العلماء؛ وانبهرَ ثانٍ بإقبالِ العامَّةِ عليهِ بعدَ تشنيعهِ على الرُّسومِ المسيئة. • نشرُ مقالاتِهم في المدَّوناتِ والمجموعاتِ البريديةِ أوْ الصُّحفِ الإليكترونية. • تنشيطُ موضوعاتِهم بالتعقيبِ التقليدي أوْ الإليكتروني، حتى لا تنحصرَ كثرةُ الرُّدودِ في المقالاتِ الشَّاذةِ فقط، وخيرُ تعقيبٍ ما جاءَ منْ مختصٍّ أوْ عارف.• استضافتُهم في المنتدياتِ والنَّوادي ولقاءاتِ العوائلِ والمهنيين.• ترشيحُهم للجوائزِ؛ وممَّا يحزنُ أنَّ غالبَ الجوائزِ الأدبيةِ تنصرفُ للكتَّابِ الذينَ يخالفونَ المجتمع. • إمدادُهم بنسخةٍ منْ تقاريرِ وإنجازاتِ المؤسساتِ والأعمالِ الدِّينيةِ والخيرية.• التفاعلُ معْ القضايا الإنسانيةِ التي يثيرونها.• إقالةُ عثراتِهم وتصحيحُ أخطائِهم المنهجيةِ أوْ العلميةِ بطريقةٍ شرعيةٍ دونَ تصنيفٍ أوْ تأويلٍ فاسد.• التعاقدُ معهم لإقامةِ برامجَ تدريبيةٍ عنْ الكتابةِ ليُخرِّجوا لنا جيلاً منْ الكتَّابِ يرونَ القلمَ أداة بيانٍ وإصلاحٍ وليسَ عدَّةَ ارتزاق.• إنشاءُ نوادٍ للكتَّابِ المحترفينَ والهواةِ على أنْ يكونوا على رأسِها.• تزكيةُ خيارِ الكتَّابِ لدى ولاةِ الأمرِ منْ العلماءِ والأمراء.• تحفيزُ كتَّابِنا الأحرارِ للرَّدِ على الكتَّابِ الذينَ ركبوا مطايا الخيرِ للشرِّ بأهوائِهم وأهواءِ مَنْ ورائَهم. وليسَ هذا بكثيرٍ على كتَّابِنا النَّابهين؛ فهمْ ملوكٌ على النَّاسِ كما قالَ المأمون، وفي المغربِ العربي يُطلقُ لفظُ "الكاتب" على الوزير، وفي كثيرٍ منْ البلدانِ يتبوأُ الكتَّابُ مناصبَ رفيعةً في المجالسِ التنفيذيةِ والتشريعية، كما أنَّ الكتابةَ عملٌ باقٍ منتشرٌ مؤثرٌ، "وأمضى سلاحٍ في يدِ عدونِا هو سلاحُ الكلمةِ الذي يحملُه رجالٌ منْ أنفسِنا عنْ علمٍ أوْ غفلةٍ" كما يقولُ أبو فهرٍ-رحمهُ الله-([2]).
أحمد بن عبد المحسن العسّاف- الرِّياض
http://saaid.net
جيل الانترنت هو مستقبل الاقتصاد الرقمي ولكن عليه ان يتعلم ان يدفع مقابل ما يحصل عليه.
ميدل ايست اونلاينبروكسل - رأت المفوضية الاوروبية ان "جيل الانترنت" شب مع الشبكة ويمثل مستقبل الاقتصاد الرقمي، لكن التحدي يبقى في اقناعه بدفع بدل مالي مقابل الخدمات التي توفرها له الانترنت.
وبحسب دراسة نشرت الثلاثاء، يقوم 66% ممن هم دون الرابعة والعشرين بتصفح الانترنت يوميا وهي نسبة تتجاوز المعدل الاوروبي الذي يبلغ 43%.
وتعد فئة 16-24 سنة المستخدمة الاهم لمواقع التواصل الاجتماعي مثل "فايسبوك" وخدمات تحميل وتقاسم الموسيقى او الفيديو. ذلك ان 73% منهم استخدموها في الشهور الثلاثة الماضية، اي ضعف المعدل الاوروبي (35%).
ويؤكد المتحدث باسم المفوضية مارتان سيلماير ان "المورد الاوروبي الاقتصادي يكمن في هذا الجيل الذي كبر برفقة الانترنت ولم يضطر الى تعلم كيفية استعماله".
وتلفت الدراسة الى ميزة اخرى يتسم بها مستخدمو الانترنت الشباب وهي "موقفهم تجاه دفع بدل مالي مقابل تحميل اي شيء من الانترنت واقتناعهم بان خدمات ومحتويات عدة تتوفر مجانا".
وفي المحصلة، هناك 33% من الشباب غير مستعدين لدفع المال بغية تحميل محتوى موقع ما على الانترنت.
وقال سيلماير "انه رقم مثير للاهتمام غير انه مقلق ايضا الى حد ما لانه يظهر ان الامكانات الاقتصادية سيكون مرتبطا بالاطار القانوني الذي يسمح بتحميل اكثر سهولة في حين يحمي حقوق المبتكرين في الوقت عينه".
وكانت المفوضة الاوروبية الكلفة التقنيات الجديدة فيفيان ريدينغ اقرت اخيرا بأن "القرصنة عبر الانترنت اصبحت اكثر جذبا خصوصا لدى الجيل الشاب".
واعتبرت ان "نمو القرصنة عبر الانترنت يعد في الواقع تحديا لتلك النماذج من النشاط والحلول القانونية الموجودة راهنا".
واشارت الى "نواقص خطيرة في النظام الحالي" معتبرة انه من المؤسف ان يخضع النقاش للاستقطاب، بين المؤيدين للمحتوى المجاني تماما، والمساندين لقمع القرصنة بحزم.
وظهر هذا الخلاف في وجهات النظر مع بروز مشروع "هادوبي" في فرنسا الهادف الى مكافحة القراصنة. وقد نص في نسخته الاولى على حرمان اي شخص يكرر ارتكاب جنحة القرصنة من استخدام الانترنت.
وتحتل فرنسا اليوم المرتبة العاشرة على الصعيد الاوروبي بالنسبة الى استخدام الانترنت اذ يتصفح 47% من الفرنسيين الانترنت يوميا و63% منهم مرة اسبوعيا في الاقل.
وتحتل فرنسا المرتبة الثالثة على مستوى تحميل الموسيقى او الاستماع اليها عبر الانترنت وعلى مستوى مشاهدة الافلام (38% من المستخدمين) تليها هولندا (46%) واللوكسمبورغ (42%).
غير ان الاحصاءات لا تميز بين القانوني وغير القانوني.
وقالت فيفيان ريدينغ "من الضروري معاقبة اولئك الذين يخالفون القانون لكن هل نجد في السوق عروضا قانونية تجذب المستهلك؟".
وتساءلت "هل خططنا لحلول بديلة عن القمع وهل واجهنا المشكلة من منطلق شاب يبلغ السادسة عشرة مثلا؟".
غير ان بعض الشباب يدفعون مقابل عدة خدمات عبر الانترنت. وهذا ما فعله عشرة في المئة منهم خلال الاشهر الثلاثة الماضية. وهذه النسبة هي ضعف المعدل الاوروبي.
ويقر الشباب وسواهم ايضا وفي نسب متقاربة تقريبا، بانهم سيتشجعون على الدفع في حال تم تخفيض الاسعار (بنحو ثلاثين في المئة تقريبا) وتحسنت الخيارات والنوعية واصبحت وسائل الدفع اكثر عملية (بين 15% و20%).
وتستنتج الدراسة انه وعلى مستوى ادارة حقوق المؤلف والرخص، ثمة ضرورة لايجاد حلول اضافية يمكن تطبيقها.
وتعتزم فيفيان ريدينغ ان تجعل من هذا الملف اولوية عهدها القادم في المفوضية.
غير انه لن يكون التحدي الوحيد في حال ارادت اوروبا النجاح في ثورتها على مستوى الانترنت: ذلك انه وعلى نقيض الشباب الذين يعدون الشبكة الافتراضية ملعبهم الطبيعي، لم يقم ثلث الاوروبيين باستخدامها الى الساعة.

الغالبية الساحقة 'المسحوقة' من المصريين راضية عن الحكومة!

استطلاع رسمي يظهر ان نحو 90 بالمائة من المصريين يعتبرون الاداء الحكومي 'جيدا جدا' في بلد ثلثاه فقراء.
ميدل ايست اونلاينالقاهرة – من محمد الحمامصي
نظمت مؤسسة "عالم واحد" للتنمية ورعاية المجتمع المدني ندوة بعنوان "متى تحاسب الحكومة المصرية نفسها؟ نظرة على الأداء الحكومي خلال الشهور الماضية" أخيرا بفندق فلامنكو بوسط القاهرة.
وشارك فيها عدد من المتحدثين من مختلف الأطياف السياسية، وقد أجمع المتحدثون والحضور أيضاً على إخفاق الحكومة في تأدية مهامها في معظم القطاعات، وعدم رضا المواطن المصري عن الأداء الحكومي.
افتتح الندوة ماجد سرور المدير التنفيذي للمؤسسة بعرض عدد من القضايا المطروحة على الساحة السياسية مؤخرا، والتي أثبتت ضعف وترهل الأداء الحكومي، منها قضية "سياج" والتي تلزم الحكومة بدفع تعويض بقيمة 135 مليون دولار إلى وجيه سياج، وواقعة إستيراد القمح الفاسد من روسيا والمتهم بها عدد من المسؤولين الحكوميين بإهدار 6.9 مليون دولار قيمة الشحنة.
كما استعرضت الندوة مشكلة البطالة والتي أشارت منظمة العمل الدولية في تقريرها إلى أنها المشكلة الأكبر التي يواجهها الشباب المصري حيث أن 91.5% من اجمالي العاطلين عن العمل ينتمون للفئة العمرية من 15–30 عاماً، وأن 79.5% منهم حاصلون على تعليم متوسط وعال.
وطرح سرور أيضا قضية الهجرة غير الشرعية وذكر أنه خلال الأشهر الستة الماضية غرق 23 شخصا واختفى 12 وفُقد 6، وخطف 38 آخرون خلال رحلات الهجرة غير الشرعية لمواطنين مصريين متجهين إلى أوروبا.
وأشار سرور الى أنه على الرغم من كل هذا، فإن نتائج الاستطلاع الذي أجراه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء على عينة من 1152 مواطنا، أظهرت أن 89% من المصريين راضون عن الأداء الحكومي، منهم 22% يرون أن الأداء الحكومي خلال العام الماضي كان جيداً جدا، و36% يرون أنه جيد، و31% يرون أنه مقبول بينما يرى 11% أنه سيئ.
أما عبد الغفار شكر، المفكر والقيادي بحزب التجمع فاستهل حديثه بتساؤل: متى يحاسب الشعب الحكومة وكيف يحاسب الشعب الحكومة؟ وعقب قائلاً "اننا أمام حكومة تم تشكيلها منذ 5 سنوات غير راضية عن أداءها قطاعات عريضة من الشعب بسبب إنتشار الفساد والأمراض والبطالة وتدهور الخدمات وغيرها، وأنه بالرغم من حالة عدم الرضا إلا أن لا أحد يعلم متى ترحل الحكومة".
ويرى عبد الغفار أنه لا يمكن الوصول إلى وضع سياسي جديد يمكن بمقتضاه محاسبة الحكومة إلا بتداول السلطة، عندها يمكن للشعب أن يحاسب الحكومة، وهو الأمر الذي يتطلب إصلاح سياسي شامل من أهم عناصره:
ـ تعديل الدستور القائم أو إصدار دستور جديد ينص على أن رئيس الجمهورية ليس رئيس السلطة التنفيذية، إنما يكون شخص منتخب يمكن لمجلس الشعب ان يحاسبه.
ـ إصلاح وتفعيل دور مجلس الشعب.
ـ استكمال استقلال السلطة القضائية والغاء محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية.
ـ التحول من الإدارة المحلية إلى نظام حكم محلي حقيقي تمكن محاسبته.
ـ إعمال مبدأ سيادة القانون.
ـ أن يتوفر للمصريين فرصة في ممارسة حقوقهم الأساسية من الحق في الحياة الكريمة والمشاركة في الأحزاب والحق في التظاهر وحرية تأسيس الأحزاب والجمعيات وكافة منظمات المجتمع المدني وممارسة نشاطها.
ـ توفر ضمانات نزاهة الانتخابات من خلال إنشاء لجنة نزيهة وتنتدب أجهزة الأمن تحت سيطرة هذه اللجنة، وتنوع وتحرر وسائل الإعلام من السيطرة الحكومية.
وأكد عبد الغفار أن الشرط الأساسي الذي يمكن من خلاله تحقيق الإصلاح السياسي هو توفر القدرة على الضغط على الأجهزة التنفيذية، بواسطة الأحزاب السياسية القائمة، إلا أنه ذكر أن قيادات هذه الأحزاب غير راغبة في عقد مؤتمر وطني للضغط على الحكومة بسبب "مصالح شخصية ضيقة".
ويرى عبد الغفار أن هناك ثلاث سيناريوهات متوقعة إذا ظل الوضع الراهن على ما هو عليه، الأول هو أن الأحزاب الرئيسية تحزم أمرها وتتفق على مؤتمر للحوار الوطني، وتعبئ الشعب للضغط على الحكومة، الثاني أن يحدث التوريث وفي هذه الحالة سيصاحبها إصلاح سياسي جزئي في البداية سرعان ما يتراجع ويتم العدول عنه، أما السيناريو الثالث فهو بناء تحالف سياسي شعبي من أسفل هو الذي يتولى الضغط على الحكومة، وفي حالة عدم تحقق أى من هذه السيناريوهات فـ"الفوضى قادمة".
وأيد أنور عصمت السادات وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية وعضو مجلس الشعب السابق، فكرة أن الإصلاح السياسي الشامل هو الحل، إلا أنه طرح تساؤل هو: كيف نستطيع الوصول إلى هذا الإصلاح؟
ويرى السادات أن التيارات المعنية بهذا الأمر لم تنجح حتى الآن في أن تمثل قوة ضغط، فالأحزاب تواجه صراعات داخلية وتواجه نوع من التشتت والتفكك، وهى المشكلة التي يجب وسريعاً أن نوجد حلا لها.
أما عمن يحاسب الحكومة فالمفترض أن هناك برلمان قوى يستطيع أن يحاسبها ولكن لا يحدث ذلك فعلى الرغم أن من حق المجلس سحب الثقة من الحكومة إلا أنه في المقابل يحق لرئيس الجمهورية حل البرلمان! بالإضافة إلى أن المجلس بالأساس لا يمثل الشعب تمثيلا حقيقيا، والمشكلة الأكبر هي أن أي حكومة مرهونة برغبة "الرئيس" لذا فالأمر ليس متعلق بالأداء الحكومي، وذلك لأن نظامنا هو نظام جمهوري وهو ما ينبغي تغييره.
أما عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فقد أضاف إلى الكلام السابق والمتعلق بغياب آليات الإصلاح الديمقراطي أو محاسبة الحكومة، بعداً آخر متعلقا بتصريحات المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الحكومة متسائلاً متى تحاسب الحكومة على تصريحاتها؟
وذكر الشوبكي تصريحين للدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء، أولهما هو "أن الشعب المصري غير مهيأ للنظام الديمقراطي" حيث أشار إلى أن هذا النوع من التفكير هو أقرب إلى فكر المحافظين الجدد في الولايات المتحدة والذين لم ينجحوا في الانتخابات الأخيرة ويوصف فكرهم بالتشدد والعنصرية.
والمفارقة هي أن يصدر مثل هذا الكلام من مسؤول في دولة عربية بحجم مصر يروج لكلام يردده بعض المستشرقين المتشددين والمحافظين الجدد، وهي سابقة تعد الأولى من نوعها في الوطن العربي.
ويرى الشوبكي أن هذا النوع من التفكير له دلالات على أرض الواقع وهي أن الحكومة ترغب في فرض أجندة للإصلاح بشرط ان يدفع ثمن الإصلاح المواطن العادي وليس رجل الأعمال وهو ما ينطبق على حالة "الخصخصة" على سبيل المثال والتي تم تطبيقها بشكل يتنافى مع مبدأ العدالة الاجتماعية حيث دفع ثمنها المواطن الفقير.
أما التصريح الثاني على لسان نظيف أيضا فهو "عليكم ألا تنتظروا شيئا من الحكومة" ويدل على أننا أصبحنا في حالة من الفصل والانعزال الكامل عن الحكومة التي هى غير منتخبة بالأساس.
وتساءل الشوبكي عن أنه إذا كان هناك بالفعل مشاكل تتعلق بالأمية والفقر والبطالة والديمقراطية، فماذا فعل الحزب الوطني الذي يحكم لأكثر من 30 عاما لمواجهة هذه المشاكل؟
واقترح الشوبكي لتطوير هذا الوضع اجراء انتخابات حرة نزيهة، وانشاء قضاء مستقل، وأن تكون الحكومة منتخبة من البرلمان بالتشاور مع الرئيس، بالإضافة إلى التحول إلى نظام "رئاسي-ديمقراطي".
من جانبه،استهل حازم فاروق عضو مجلس الشعب كلامه بالثناء على الطالب عبد الله بظاظو الذي قام بمداخلة أمام أحمد نظيف في معسكر إعداد القادة ببورسعيد والتي قال فيها "أشعر بالفساد فى كل مكان.. ومش حاسس بمقاومة من جانب الحكومة.. كل يوم بحس بالغربة أكثر.. وإن البلد مش بلدي".
وأكد فاروق على أن هذا الجيل الشاب هو الجيل القادم الذي سيحدث على يده التغيير، ثم ذكر فاروق بعض الإحصاءات التي تعبر أيضاً عن مستوى الأداء الحكومي، منها أن 20 مليون مصري مصاب بالاكتئاب، وأن هناك 48 مليون مصري فقير، 2 مليون يعيشون في فقر مدقع، 45% من المصرين يعيشون تحت خط الفقر، 41% من إجمالي عدد السكان في مصر فقراء، 22 ألف حادثة مروري مؤخرا و179 ألف مصاب على الطرقات في مصر.
وقال فاروق ان الحكومة الحالية تخدم طبقة معينة فقط، وأنها الأسوأ في تاريخ مصر، مشيراً إلى أن هناك 23 ألف قضية فساد موثقة، وشبه الحكومة المصرية بفيلم "إبراهيم الأبيض".
وذكر ان الدورة البرلمانية الأخيرة كاملة لم يحضرها أي من وزراء الوزارات السيادية، وحتى الوزراء الآخرون يحضرون دائما متأخرين، مستعرضاً حالات تدلل على الفساد الحكومي مثل حصول مرشحي النجمة والهلال من الحزب الوطني في انتخابات 2005 على نسبة 31% من الأسماء، وإعلان النتيجة على أنها 80%ز
كما ذكر أيضاً أن في مصر أصبح التعذيب بالوكالة عن الولايات المتحدة، وأنه يتم اعتقال مدونين ونشطاء وإلقاؤهم في الشارع مجردين من ملابسهم، بالإضافة إلى أن جريدة الشعب وحزب العمل ما زالا مغلقين، وأن الأطباء المصريين يعانون في السعودية، كما أن زوج مروة الشربيني كان سبق وقد أبلغ السفارة المصرية بوقوع تحرش بزوجته قبل الحادث ولم تتخذ اجراءات لحمايتها.
أما إيهاب الخولي رئيس حزب الغد فيرى أن البداية الحقيقية لمحاسبة الحكومة هي أن تكون الحكومة هي مصدر الإصلاح وأن تكون هناك آلية للمراقبة، وأنه إذا أردنا تقييم أداء الحكومة فعلينا أن نبحث أولا في ما هو السند الدستوري لهذه الحكومة؟ ونجد أنه دستور 71 بعد التعديلات الأخيرة، ولا يوجد نص يحدد من له الحق في تشكيل الحكومة في مصر، والنص يعطي الصلاحيات كلها للسيد رئيس الجمهورية.
واضاف الخولي وفي تقديري أنه لا خلاص إلا بالجمهورية البرلمانية، والوضع الحالي للحكومة المصرية أن هذه الحكومة ليست لديها أي أجندة ليبرالية بل هي تحالف من رجال الأعمال، وهو ما يعطي حماية لهؤلاء بالاستبداد وليس بالديمقراطية مثل باقي دول العالم، فبعض دول العالم تحظر دساتيرها عمل أي وزير بعد انتهاء خدمته في الوزارة في القطاع الخاص لمدة 5 سنوات، ولكننا نمارس العمل الخاص أثناء تولي المنصب.
ويطرح الخولي الحل في رأيه وهو إعادة الجماعة الوطنية في مصر مطالباتها بإصلاح سياسي وديمقراطي شامل، وبناء تحالفات بين القوى السياسية وتربية أجيال تؤمن أنه لا خلاص إلا بتغيير الدستور والإصلاح السياسي وهو ما يتطلب إرادة سياسية، فالحل الحقيقي مكون من ثلاثة أركان لا يمكن بدونهم إحداث إصلاح وهم التعليم والديمقراطية وسيادة القانون.
من جانبه، قال طارق التهامي رئيس تحرير جريدة الشارع انه من الصعب أن تحاسب الحكومة نفسها، فهو يرى أنه ليس متوقعا من "الفاسد" و"الضعيف" و"الكاذب" أن يحاسب نفسه، مشيراً الى أن الديمقراطية تعني "حرية التعبير عن الرأي وتداول السلطة" وهو الأمر غير المتحقق في مصر.
واوضح التهامي ان طريقة اختيار الوزراء أو فترة ولايتهم أو حتى نهايتها لا تتم على أسس سليمة، مؤكدا على ان أن الفساد أصبح مستشرياً في كل أركان الدولة بدءاً من المسؤول الصغير في الحي وصولاً إلى رأس الحكومة.
وضرب التهامي مثالا عن تصريح لأحمد نظيف أيضا أن "هناك 52 مشروع قومي سيتم تنفيذه خلال الفترة القادمة بميزانية 120 مليار جنيه" دون تحديد ماهية هذه المشاريع أو أين ستنفذ، وتصريح وزير الري بعد 12 عام من مشروع توشكي "قاربنا على الوصول إلى 25% من المتوقع من المشروع".
واختتم تهامي حديثه بأن الحكومة ستحاسب نفسها عندما يكون من حق الشعب اختيار حكامه بانتخابات حرة ونزيهة.

مَن السبب: القاهرة شِجار في شِجار

الشجارات في الطرقات تعكس أزمة الإنسان المصري الذي فقد رحابة صدره في تجاوز التافه من الأمور.
ميدل ايست اونلاينالقاهرة – من محمد الحمامصي
في صيف القاهرة .. قد تستيقظ من نومك فجرا على شجار بين جارين أحدهما أوقف سيارته مكانة سيارة الآخر، فتسمع ما لا يمكن أن تتصوره من شتائم، وقد يتطور الأمر إلى التلاحم بالأيدي، والأمر كله لا يعدو "وقف سيارة"، وفي الصباح بينما في طريقك إلى عملك في وسيلة من وسائل المواصلات تفاجأ بشجار بين قاطع التذاكر وأحد الركاب، لأن هذا الأخير رفض أن يأخذ الباقي نقود "فضية" ويريدها ورقية، فتخرج الحافلة عن خط سيرها إلى أقرب مركز شرطة لفض النزاع، لكن جمهور الركاب يتدخلون وقد يتبرع أحدهم حلا للموقف إلى تبدل العملة الفضية بورقية، وقد تكون مارا في الطريق وتصطدم بعراك بين سيدتين لا يمكن أن يتصور المرء سوء الألفاظ وابتذالها التي تصدر عنهما، على الرغم من ملابسهما الحديثة، وقد يقودك حظك العاثر مصادفة لتجلس على مقهى فتسمع من الألفاظ وتشاهد من العراك ما لا تتخيله، ألفاظ سباب قبيحة يخجل المرء من سماعها فما بالك من التلفظ بها، أو يحدث شجار بين شابين يلعبان (الطاولي) أو الشطرنج فترى كيف تمزق الملابس وتخلع الأحذية، ويمتلئ المقهى والشارع بالمتفرجين ولا أحد يتدخل لفض هذا الشجار.
والأخطر من ذلك كله هو الشتائم التي يتلفظها الشباب في الأندية والأماكن العامة كالحدائق والمنتزهات على سبيل المزاح والضحك، وهي ألفاظ يعاقب علىها القانون، لأنها تجرح وتخدش الشعور العام خاصة الجنسي منها، ومع ذلك لا أحد يلتفت أو يتدخل لوقفها مخافة الشجار مع هذا الشاب أو ذاك فيتعرض للضرب أو السب الحقيقي.
وعلى هذا المنوال يزدحم الشارع المصري في الصيف بكم من العراكات لا أسباب حقيقة وراءها، ومن ثم لا معنى لها إلا أنها تقول أن هناك أزمة لدى الإنسان المصري، أنه لم يعد لديه رحابة الصدر التي تمكنه من الحفاظ على القيم والأخلاق وتجاوز التافه من الأمور.
ومما يؤسف له أن يفسر التجاوز الأخلاقي والقيمي، والعنف اللفظي والمادي بالظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الناس، لكن وعلى أية حال لنرى كيف يفسر هؤلاء الناس لهذه الأخلاق.
رجاء سليم "موظفة بإحدى الوزرات" قالت أنها تكاد تصعق حين تسمع الألفاظ التي يتبادلها الزملاء في العمل والجيران في البيوت، وذلك لمجرد خلاف بسيط ، و أنها لا ترى سببا وراء هذا العنف والشجار، لكن أرجح أن تكون الأزمات التي نمر بها وراء ذلك، الكثير من البيوت لديها شباب لا يجد عملا وفتيات لا يجدن عرسانا، وأم وأب ترهقهما النفقات، كل ذلك يجعل الناس متوترة وقلقة ومشحونة، وهذا كفيل بأن يجعل المرء ينفجر غضبا عندما يحتك به أحدهم فيمسك به لأتفه الأسباب.
ويرى محمود حسين ـ مدير عام مدارس خاصة ـ أن المجتمع إليوم فقد الكثير من الأخلاقيات، الشاب من هؤلاء لا يراعي سنا، يشتم ويسب رجلا في عمر والده لمجرد أن قال له هذا الرجل: عيب، أو طلب منه أن يفسح له مكانا في المترو، أو أوقف سيارته أمام دكانه، ويقول: "مرة جاءني أبو طفل عندي في المدرسة في الصف الرابع الابتدائي، كل زملائه يشكون منه لأنه يتهجم علىهم بالضرب وبالألفاظ القبيحة، فاستدعيت الوالد الذي جاء ليرفع صوته على في مكتبي وأمام المدرسين ويهددني، بل كاد يتطاول على بالضرب. وذلك لأننا عاقبنا ابنه بالفصل لمدة أسبوع، طالبناه ـ هو أي الوالد ـ بأن يراعي ابنه ويعلمه السلوك الصحيح في التعامل مع زملائه وإلا فإننا سنفصله نهائيا".
ويضيف "إنني أندهش من أن الكبار يساعدون أطفالهم على التطاول على الآخرين ويدفعونهم على السب والشتم والضرب، دون وازع من أخلاق أو سلوك حميد، وفي النهاية تكون الطامة الكبرى أن هذا الطفل يتحول في المستقبل إلى إنسان سيئ الخلق وضار بمجتمعه".
ويقول مصطفى حمدي أنه حتى المساجد أصابها ما أصاب الشارع من شجار وزعيق، ويؤكد: "تخيل في صلاة الجمعة أب يأتي بأبنائه، فيقوم أبناؤه بإحداث هرج ومرج في المسجد، فإذا توجهت إليهم ونهرتهم أو طردتهم خارج المسجد، ينبري هذا الأب غاضبا والشيخ يخطب على المنبر، ويرفع صوته ويتهجم على من نهر أو طرد أبناءه، ولا أعرف ماذا جرى للناس، إليس للمسجد حرمته وللصلاة حرمتها، ألا ينبغي لهذا الأب أن يؤدب أبناءه ويعلمهم أن للمسجد بيت الله وللصلاة قدسيتها وأنهم ينبغي عليهم احترام ذلك، إن المصيبة أن هؤلاء الأبناء ليسوا صغارا للدرجة التي لا تعتب عليهم بل هم في عمر الثانية عشر والخامسة عشر".
موقف آخر يحكيه الشيخ مصطفى عن هؤلاء الذين يتعمدون إيقاف سياراتهم أمام باب المسجد، فإذا طالبت أحدهم بأن يبتعد بسيارته عن باب المسجد ربما رد عليك: "هو بيت أبوك، هكذا بمنتهي القسوة اللفظية، الأمر الذي يجعلني شخصيا أتجنب كل هذه الأمور، لتبقى على أخطائها بدلا من أن أشتم أو أضرب من هذا أو ذاك على آخر الزمن!".
وتؤكد الباحثة الاجتماعية رحاب علي أن الحياة في زحام مدينة مختنقة كالقاهرة واشتداد المنافسة على فرص العمل وازدياد الاستهلاك مع ضعف الموارد وانخفاض الدخول وتراكم الديون على الأفراد وعجزهم عن تلبية متطلباتهم الأساسية، وضعف الروابط الأسرية، كلها مجتمعة تعد المنبع الذي ينبع منه نهر العنف اللفظي والأخلاقي.
ويقول الدكتور رضا السيد مدرس علم الاجتماع‏ "أنه مما لاشك فيه أن المجتمع المصري ومنذ فترة ليست بالقصيرة،‏ شاهد ثقافة جديدة من نوعها وهي ثقافة العنف التي نجدها في حياتنا إلىومية بالملاعب والأندية وفي الأسواق والأماكن والوسائل العامة والأخطر من هذا كله في البيت المصري‏،‏ الذي عرف عنه العلاقات الحميمة بين أفراد أسرته، فأصبحت تسوده حالة من العنف اللفظي والمادي حتى في شعورهم‏".‏
وترجع هذه الظاهرة إلى قلة الثقافة الدينية وانتشارها بصورة غير طبيعية، في ظل تزايد الضغوط الاجتماعية والمادية التي ساعدت على إفراز هذه الظاهرة وأهمها مشكله البطالة، ‏‏فضلا عن عدم اعتناء الأسر بتربية أبنائها والحرص على تهذيب أخلاقهم منذ الطفولة.
http://www.middle-east-online.com

وادي الملوك يندثر تحت اقدام السياح

الفطريات تهدد الرسوم والنقوش على انفاق وجدران مقابر وادي الملوك بسبب زيادة الرطوبة المنبعثة من أنفاس الزائرين.
ميدل ايست اونلاينالاقصر (مصر) – من رياض ابو عواد
صرح الامين العام للمجلس الاعلى للآثار الاثنين ان مقابر وادي الملوك والملكات ستندثر خلال فترة تتراوح بين 150 و500 عام اذا استمر فتحها امام الزيارات السياحية.
وقال حواس في لقاء مع صحافيين رافقوه في جولة في البر الغربي لمدينة الاقصر ان "المقابر المفتوحة امام الزيارة تتعرض بشدة لاضرار في النقوش والالوان".
واشار الى "زيادة الرطوبة في الجدران وانتشار الفطريات بسب انفاس الزائرين لهذه المقابر مما يعرضها للاندثار خلال 150 الى 500 عام". ويزور آلاف السياح هذه المواقع يوميا.
واكد حواس ان المجلس الاعلى "قرر مجموعة خطوات لحماية هذه المقابر من الاندثار تمثلت اولا بوضع جديد للتهوية من جهة بواسطة شركة المانية بدأت تجربتها الان في مقبرة اخر ملوك الاسرة 18 حور محب".
واضاف ان "ثاني هذه الخطوات هي تحديد عدد الزائرين للمقابر من خلال مركز للتخطيط يقام بالتعاون مع فرنسا".
وتابع انه اتخذ قرار ايضا "باقفال بعض المقابر نهائيا امام الزيارات السياحية وبناء نماذج لها طبق الاصل".
واوضح ان المجلس "قرر بناء نماذج لثلاثة مقابر هي مقبرة توت عنخ امون وسيتي الاول من مقابر وادي الملوك ومقبرة نفرتاري من مقابر وادي الملكات".
واضاف حواس ان "فريقا من العلماء يقوم الان بمسح بالليزر لهذه المقابر ليتم بناء نماذج دقيقة بنسبة مئة بالمئة تصبح متاحة للزيارة السياحية وفي مكان قريب من وادي الملوك".
وشملت زيارة حواس مقبرة سيتي الاول التي تعاقب على الحفر فيها بعثات اجنبية قبل الخمسينات في القرن الماضي.
وكلفت وزارة الثقافة الشيخ علي عبد الرسول في الستينات استكمال الحفر في مقبرة سيتي الاول بعد عمق 85 مترا، فتمكن من الوصول الى عمق 265 مترا في النفق المقام بعد غرفة الدفن، ثم توقف الحفر.
والشيخ علي عبد الرسول المنقب غير الاكاديمي، هو ابن محمد عبد الرسول الذي كشف الخبيئة الملكية الاولى التي تضمنت 63 مومياء في القرنة في الاقصر في 1871.
وتوقع حواس بان يتم "العثور في نهاية النفق على شيء ما لا نعرف ما هو ولكن بالتأكيد سنعثر على شيء سيقدم تصورات جديدة عن المقابر الفرعونية في وادي الملوك".
وانتقلت الزيارة الى استراحة التي كان يقيم بها مكتشف مقبرة توت عنخ امون هاورد كارتر وستتحول الى مركز علمي الى جانب اقامة مركز بالقرب منها للتخطيط والسيطرة على زيارات مقابر وادي الملوك والملكات والذي بدأ العمل به بالتعاون مع فرنسا.
وتوجه حواس ومرافقوه بعد ذلك الى معبد الدير البحري (معبد حتشبسوت اشهر ملكات مصر وصاحبة المعبد النادر في التاريخ الفرعوني القديم) لمشاهدة نظام الاضاءة والتطوير الذي تم انجازه في ساحة المعبد.
واقيم هذا النظام لتنظيم الحركة السياحية وابعادها عن التأثير السلبي على المعبد في مشروع تطويري بلغت كلفته 46 مليون جنيه (تسعة ملايين دولار).
وانتهت الجولة ليلا في افتتاح مسجد ابي الحجاج بعد الانتهاء من ترميمه الذي بدأ قبل عامين اثر اندلاع حريق الحق خسائر فادحة به.
وانتهت عملية الترميم بالكشف عن اعتاب وتيجان عدد من اعمدة معبد الاقصر المقام فوقها المسجد. وكان سبقه اقامة كنيسة شيد فوقها المسجد وتم الاحتفاظ بالمحراب الخاص بها.
وشملت عملية الترميم قبة الضريح وجدران المسجد التي تضررت بشدة.
وكان المسجد شيد في فترة حكم الدولة الايوبية 1268 للعارف بالله ابي الحجاج الاقصري المولود في بغداد ويعود بنسبه الى الحسين حفيد الرسول. وقد انتقل وعاش ومات بالاقصر حيث دفن داخل جدران المسجد.
وشملت عملية الترميم اعادة صياغة المسجد للحفاظ على الاعمدة والاعتاب الفرعونية التي كشفت عنها عملية الترميم وللحفاظ على الطابع الديني للمسجد واستمرارية اقامة الصلاة به والحفاظ على المحراب الكنسي والضريح الخاص بابي الحجاج الاقصري.
http://www.middle-east-online.com
هددت إيران أمس بمقاطعة موسم الحج هذا العام، ما لم تغير السعودية ما سمته بـ «الأسلوب الذي يزدري المواطنين الإيرانيين».ونقلت محطة «برس.تي.في» الإيرانية عن وزير الخارجية منوشهر متقي، قوله للسفير السعودي المنتهية فترة عمله أسامة بن احمد السنوسي «مستقبل حج الإيرانيين إلى السعودية يتوقف على ما إذا كانت الحكومة هناك ستعاملهم بالاحترام الذي يستحقونه».وذكرت المحطة أن هذه التصريحات «تأتي في أعقاب سلسلة من التقارير التي تلقي الضوء على سلوك الشرطة السعودية إزاء الحجاج الإيرانيين» على حد زعمها. وأضافت أن الجدل بشأن هذا الموضوع برز العام 2007 عندما بدأت الشرطة السعودية بأخذ بصمات الحجاج الإيرانيين وهو ما أثار غضب طهران

123 Israeli children have been killed by Palestinians and 1,487 Palestinian children have been killed by Israelis since September 29, 2000

“The majority of these [Palestinian] children were killed and injured while going about normal daily activities, such as going to school, playing, shopping, or simply being in their homes. Sixty-four percent of children killed during the first six months of 2003 died as a result of Israeli air and ground attacks, or from indiscriminate fire from Israeli soldiers.”
- Catherine Cook
Source: Remember These Children, a coalition of groups calling for an end to the killing of children and a fair resolution of the conflict, reports that 1,056 Palestinian children and 123 Israeli children were killed between Sep 29, 2000 and early December 2008. (View the complete list of the victims, which was last updated on February 3, 2009.) The UN Office for the Coordination of Humanitarian Affairs reports that at least 431 Palestinian children (and no Israeli children) were killed during Israel’s Dec 27, 2008 - Jan 18, 2009 assault on the Gaza strip. This number does not include any killings of Palestinian children in the West Bank, which may have taken place since the beginning of 2009.

The Journey into the Hereafter (part 1 of 8): An Introduction

Muhammad, the Prophet of Islam who passed away in 632, related:
“Gabriel came to me and said, ‘O Muhammad, live as you wish, for you shall eventually die. Love whom you desire, for you shall eventually depart. Do what you please, for you shall pay. Know that the night-prayer[1] is the honor of a believer, and his pride is being independant on others.’” (Silsilah al-Saheehah)
If there is only one thing certain about life, it is that it ends. This truism instinctively raises a question which preoccupies most people at least once in their life: What lies beyond death?
At the physiological level, the journey that the deceased takes is plain for all to witness. If left alone to natural causes,[2] the heart will stop beating, the lungs will stop breathing, and the body’s cells will be starved of blood and oxygen. The termination of blood flow to the outer extremities will soon turn them pale. With the oxygen cut off, cells will respire anaerobically for a time, producing the lactic acid which causes rigor mortis – the stiffening of the corpse’s muscles. Then, as the cells begin to decompose, the stiffness wanes, the tongue protrudes, the temperature drops, the skin discolors, the flesh rots, and the parasites have their feast - until all that is left is dried-out tooth and bone.
As for the journey of the soul after death, then this is not something that can be witnessed, nor can it be gauged through scientific enquiry. Even in a living body, the conscious, or soul, of a person cannot be subjected to empirical experimentation. It is simply beyond human control. In this regard, the concept of a Hereafter - a life beyond death, resurrection, and a Day of Reckoning; not to mention the existence of a Divine, Omnipotent Creator, His angels, destiny, and so on - comes under the subject of belief in the unseen. The only way in which man can come to know anything of the unseen world is through divine revelation.
“And with God are the keys of the unseen, none knows them but He. And He knows whatever there is in (or on) the earth and in the sea; not a leaf falls, but He knows it. There is not a grain in the darkness of the earth, nor anything fresh or dry, but is written in a Clear Record.” (Quran 6:59)
While what has come down to us of the Torah, the Psalms, the Gospel - the scriptures revealed to early prophets - all speak of a Hereafter, it is only through God’s Final Revelation to humanity, the Holy Quran, as revealed to His Final Prophet, Muhammad, that we learn most about the afterlife. And as the Quran is, and will forever remain, preserved and uncorrupted by human hands, the insight it gives us into the world of the unseen is, for the believer, as factual, real and true as anything that can be learnt through any scientific endeavor (and with a zero margin of error!).
“…We have neglected nothing in the Book; then unto their Lord they shall all be gathered.” (Quran 6:38)
Coupled with the question of what happens after we die, is the question: Why are we here? For if there is indeed no greater purpose to life (that is, greater than simply living life itself), the question of what happens after death becomes academic, if not pointless. It is only if one first accepts that our intelligent design, our creation, necessitates an intelligence and designer behind it, a Creator who will judge us for what we do, that life on earth carries any significant meaning.
“Then did you think that We created you in vain and that to Us you would not be returned? Therefore exalted be God, the Sovereign, the Truth; no deity is there save Him, Lord of the Supreme Throne.” (Quran 23:115-116)
If aught else, a discerning person would be forced to conclude that life on earth is full of injustice, cruelty and oppression; that the law of the jungle, survival of the fittest, is what is paramount; that if one cannot find happiness in this life, whether due to an absence of material comforts, physical love, or other joyous experiences, then life is simply not worth living. In fact, it is precisely because a person despairs of this worldly life while having little, no, or imperfect faith in an afterlife, that they may commit suicide. After all, what else do the unhappy, unloved and unwanted; the dejected, (desperately) depressed and despairing have to lose?![3]
“And who despairs of the Mercy of his Lord except those who are astray?” (Quran 15:56)
So can we accept that our death is limited to mere physiological termination, or that life is merely a product of blind, selfish evolution? Surely, there is more to death, and so to life, than this.
Footnotes:
[1] Formal prayers (salat) prayed voluntarily at night after the last (isha) and before the first (fajr) of the five daily prayers. The best time to pray them is in the final third of the night.
[2] Although a heart can be kept artificially beating, and blood artificially pumping, if the brain is dead, so too is the being as a whole.
[3] According to a United Nations report marking ‘World Suicide Prevention Day’, “More people kill themselves each year than die from wars and murders combined ... Some 20 million to 60 million try to kill themselves each year, but only about a million of them succeed.” (Reuters, September 8, 2006
http://www.islamreligion.com/articles/406/
BISMILLAHI RAHMAN RAHIM. In the name of Allah the Most Compassionate, the Most Merciful. May the Most High pour peace and blessings on Prophet Mohammed (saw) and his genuine followers.Since the revelation of Islam enemies of Truth and Light have tried to resist the Prophet and his followers. However, never had Islam been threatened so viciously since September 11, 2001. The attack on the United States on September 11 gave the excuse/the green light to unleash unprecedented war machine both against our Deen, our Prophet(saw) and Muslims across the world. Never in history was our Prophet (saw) insulted as he has been since this incident. Never had genuine Muslims been harassed, tortured, massacred. In many places of the world the killing of a Muslim has become a less significant affair than a killing of a game animal (Palestine, Iraq, Afghanistan, Chechniya, Somalia, Ethiopia, the Philipinnes, Lebanon, Yemen...). All swords are drawn if possible to destroy Islam and genuine Muslims; if not, to create a Jahliyya- friendly 'Islam' and Jahliyya-friendly 'Muslims'. It has become abundantly clear that the Enemies of Islam have vowed not to rest until the total destruction of the Deen as SANCTIONED BY ALLAH(SWT). On many occasions they have openly declared this WAR against ISLAM as a protracted war which will take many years or generations to come. In this campaign both traditional and new enemies of Islam have created alliances. In the face of this extremely organized vicious war machine unleashed against both the Deen and the Ummah, Muslims seem sorrowfully in disarray. The Mission of this site is, therefore, drawing the first LINE OF DEFENCE for the Ummah. For it is only when one knows his enemies, that he can defend himself. InshAllah, this site will meticulously analyze and expose the identities of the Enemies of Islam wherever they are and however they disguise themselves in a friendly coat.Welcome to 'ENEMIES OF ISLAM'.
Rassul'Allah In None-Muslim Eyes: Philosopher, orator, Messanger of God, legislator, warrior, conqueror of ideas, restorer of rational dogmas, of a cult without images; the founder of twenty terrestrial empires and of one spiritual empire, that is Muhammad. As regards all standards by which human greatness may be measured, we may well ask, is there any man greater than he?" Histoire De La Turquie, Lamartine, Paris, 1854, Vol. II, pp. 276-277
http://www.enemiesofislam.com/