Friday, July 3, 2009

وداعا للملاهي الليلية وصالات القمار في روسيا

ابتداء من الأول من تموز يوليو الحالي أوقفت روسيا نشاط الملاهي الليلية وكازينوهات القمار ، وقصرت ممارسة هذا النشاط على أربع مناطق فقط في البلاد هي بريموريا والتاي وكالينينغراد ورستوف .

وكان البرلمان الروسي أقر القانون المتعلق بهذه الخطوة في أكتوبر 2007 وصادق عليه الرئيس السابق فلاديمير بوتين ، وُأعطيت مهلة لأصحاب الملاهي الليلية حتى الثلاثين من حزيران ـ يونيو 2009 لإنهاء أعمالهم أو تحويلها إلى نشاط آخر .

ورفضت الحكومة الروسية المطالب المتكررة لأصحاب الملاهي بإعطائهم مهلة إضافية حتى عام 2012.

ويرى عمدة موسكو يوري لوجكوف ، الذي حارب طويلا لإخراج الملاهي الليلية وصالات القمار من العاصمة الروسية ، يرى أن هذه الخطوة هامة للغاية لتخليص روسيا من نشاط غير أخلاقي بالرغم من أن الحكومة ستفقد ملايين من الدولارات كانت تحصل عليها كضرائب من الملاهي الليلية .

ويقول لوجكوف إن الأموال التي كانت تستخدم في صالات القمار ينبغي أن تستخدم الآن في أنشطة اقتصادية أخرى نافعة للبلاد والمواطنين . وتؤكد تقارير إعلامية روسية أن صالات القمار في روسيا كانت تتعامل سنويا في مبالغ مالية كبيرة يتراوح حجمها بين ستة مليارات وعشرين مليار دولار .

مصير بائس
ولكن أصحاب الملاهي الليلية في روسيا وإن خضعوا لتنفيذ القانون ، يشيرون إلى المصير البائس الذي ينتظر آلاف العاملين في الكازينوهات وصالات القمار . فهؤلاء ـ حسب تأكيدات أصحاب الملاهي ـ سيعانون من البطالة وخاصة أن روسيا تمر بأزمة اقتصادية ستستمر لثلاث سنوات وفقا لتقديرات الحكومة الروسية نفسها .

ويرى مراقبون روس أن قرار إغلاق الملاهي الليلية وصالات القمار لن يعني القضاء عليها تماما ، ويحذرون من لجوء البعض لممارسة هذا النشاط في شقق خاصة بعيدا عن أعين رجال الشرطة .

كما يحذر البعض الآخر من انتقال رؤوس الأموال التي كانت تستخدم في صالات القمار إلى البلدان المجاورة بعد أن أعلن بعض أصحاب الملاهي في بيلاروسيا ( روسيا البيضاء ) ترحيبهم بعشاق الكازينوهات ولعب القمار .

وتقول تقارير صحفية روسية إن المناطق الأربع التي حددتها الحكومة الروسية لنشاط الملاهي الليلية غير جاهزة حاليا ، ومن غير المنتظر أن تجذب المستثمرين لتشييدها . أما المواطنون الروس فقد رحبوا بقرار إغلاق الكازينوهات وأماكن لعب القمار ، معتبرين أن هذه الخطوة هامة .

وشاركت الكنيسة الروسية المواطنين الروس في هذا الترحيب أيضا ، معتبره القرار مرحلة ضرورية ذات بعد أخلاقي . وتقدر بعض المصادر الروسية عدد المترددين على صالات القمار في روسيا بسبعة ملايين مقامر .

www.watan.com

المغرب.. مشعوذون يخطفون أطفالاً لفتح كنوز في باطن الأرض



تنامت في الآونة الأخيرة بالمغرب ظاهرة اختطاف أطفال يتميزون ببعض الصفات والعلامات الجسدية والذين يطلق عليهم وصف "زُهْري"، من طرف عصابات ومشعوذين يحاولون, حسب معتقداتهم, أن يستخرجوا بواسطة هؤلاء الأطفال "الكنوز" الموجودة في الجبال والمناطق النائية خاصة في جنوب المغرب.

ويندد ناشطون حقوقيون مغاربة بهذا النوع من الاختطاف من أجل توظيف أطفال أبرياء في عمليات الشعوذة، مؤكدين أنه اختطاف غالباً ما يكون بالقوة والعنف، وكثيراً ما يتعرض هؤلاء الأطفال للأذى الجسدي والمعنوي، وأحياناً إلى القتل بعد انتهاء الخاطفين من مهماتهم المشينة، كما أن بعض الأطفال "الزهريين" يتعرضون للبيع إلى عصابات أخرى في دول إفريقيا السوداء بأسعار خيالية.


ويتميز الطفل "الزُّهْري" بصفات يقل وجودها عند غيره من الأطفال، وهي الصفات التي يُقبل عليها المشعوذون بكثرة من أجل استعمالهم وتوظيفهم في عمليات يدعون أنها لاستخراج كنوز مدفونة تحت الأرض في أماكن يحرسها الجن.

وتتمثل هذه العلامات المميزة للطفل "الزهري" في كف يده اليمنى التي يوجد بها خط مستقيم ومتصل يقطعها بشكل عرضي، ولسانه يكون "مقسوماً" بخط طولي أيضاً يوزعه إلى قسمين، وعيناه ذاتا بريق خاص وتكون نظرة العين اليمنى كأنها تصب في العين اليسرى، فضلاً عن صفات أخرى يدركها الدجالون والسحرة.


ويعتقد كثير من السحرة والمشعوذين في المغرب أن الطفل "الزهري" ينتسب إلى ذرية الجن، لكنه استُبدل حين ولادته بمولود من بني البشر، لهذا يكون هذا الطفل مميزاً ومقرباً إلى الجن ولا يخشى منه، ويستطيع بحدسه العالي أن يرى أشياء لا يدركها الإنسان العادي، ومن ثَم دوره الرئيسي في استكشاف أماكن وجود الكنوز المدفونة في بواطن الأرض ببعض المناطق المهجورة في مدن مراكش أو خنيفرة أو بعض المناطق الجنوبية خاصة في منطقة سوس.

ويظن هؤلاء المشعوذون أن الأطفال "الزهريين" يستطيعون بتلك القدرات التي لديهم أن يقتربوا من الكنوز المرصودة والمحروسة من طرف الجن، ويحملونها بأيديهم دون أن يتعرضوا للأذى, بينما إذا ما قام هؤلاء المشعوذون والسحرة بذلك، فحينها يتعرضون لأقسى العقاب مثل نفيهم إلى مكان سحيق، حسب رؤاهم ومعتقداتهم الخاصة.

وندد الدكتور خالد السموني الشرقاوي رئيس مركز حقوق الإنسان بالمغرب في حديث لـ"العربية.نت" باختطاف الأطفال الذين يدعون بـ"الزهريين" في القاموس الشعبي المتداول، معتبراً أنها جريمة شنعاء يعاقب عليها القانون المغربي خصوصاً أن هذا الاختطاف يتبعه تعنيف وأذى، وأحياناً يصل الأمر إلى القتل للتخلص من هذا الطفل الذي يساعد هؤلاء المجرمين من مشعوذين وسحرة ودجالين على استخراج كنوز "وهمية".

وقال "نطالب كمنظمة حقوقية تعنى بحقوق الإنسان والطفل باتخاذ السلطات المسؤولة الإجراءات اللازمة لردع كل من تسول له نفسه اختطاف أطفال وفتيان لديهم علامات جسدية وصفات خاصة من أجل أغراض مقيتة يرفضها العقل السليم والفطرة السوية، حتى تكون العقوبة رادعة ومانعة لكل من يفكر في استغلال الأطفال المغاربة أسوأ استغلال.

وربط السموني قضية اختطاف الأطفال "الزهريين" بمستوى الوعي المجتمعي لدى كثير من الناس، وبإيمان العديدين بمعتقدات وأفكار تتحكم فيها الشعوذة والخرافة اعتقاداً جازماً رغم أن لا شيء يؤكدها، وهي بعيدة كل البعد عن المنطق والعلم والشرع أيضاً.

من جهته، اعتبر الحقوقي عبدالمالك زعزاع، نائب رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان وهي منظمة غير حكومية، في تصريح لـ"العربية.نت" أن اختطاف الأطفال وتوظيفهم في أعمال الشعوذة بدعوى استخراج الكنوز هو توظيف وانتهاك سيئ لبراءة الأطفال ومس بحقوقهم سواء من الناحية الشرعية أو حسب القوانين والمواثيق الدولية المتعارف عليها دولياً.

وزاد زعزاع بالقول إن الأطفال "الزهريين" أضحى عليهم إقبال كبير من طرف الدجالين والمشعوذين والعصابات الإجرامية، وصاروا عملة صعبة في عالم البحث عن "الكنوز" كما يدعي هؤلاء، مضيفاً أنه في أحيان كثيرة يتم بيع هؤلاء الأطفال إلى عصابات تمارس السحر وتنتمي لبلدان إفريقية بأثمان خيالية.

وطالب الحقوقي المغربي بالضرب بيد من حديد على أفراد العصابات الخارجين عن طوع القانون، باعتبار أن مكان الطفل الطبيعي يكمن في المدرسة، كما له الحق في اللعب والتسلية، وليس مكانه في أدغال الجبال وفي الدُّور الخَرِبة والمناطق المهجورة.

ونبه زعزاع الأسر المغربية خاصة التي تضم أطفالاً يمتلكون مثل تلك الصفات الخِلقية بأن يتحروا الحيطة والحذر من محاولات تصيد أفراد من العصابات أو مشعوذين لأبنائهم، خاصة في الأماكن الفارغة أو أمام المدارس، وأحياناً في الأسواق التجارية الكبرى التي تشهد ازدحاماً كبيراً يجعل من عملية الخطف أمراً يسيراً