Wednesday, May 27, 2009

نعم ... عرب الدعارة والعهر

صورة اخرى أقبح وأشد قسوةً وقعت لي داخل دار رعاية الأيتام وكنت زائراً ، فإذا بطفلة تتقدم لتجلس على حجري وفي وجهها كل معاني الطهر و البراءة. ولم يعكر صفاء طلتها سوى أثر جرح قديم على إحدى وجنتيها. سئلت عن هذا الجرح، فاخبروني المشرفون أن مخالب القطط عبثت بوجه هذه الطفلة قبل أن يعثر عليها بعض المارة بين القمائم بعد ولادتها بساعات ..!
صورٌ مؤلمة ومآسٍ مبكية. لكن لعل الكثيرين لم يقفوا على شيء منها. غير أن دور الرعاية أصبحت مؤخراً تستقبل مثل هذه الحالات بصفة منتظمة.


والسبب الرئيس هو الزنا والعهر و الفجور.

لنطوِ هذه الصفحة ...ولندع دُور الرعاية ومآسيها ... ولننتقل إلى صورٍ أخرى مشابهة تقطع القلب وتدمي الحشا.
فمن ابتلي بسؤال الناس واستفتاءاتهم ، فسوف يفاجأ بصورٍ من الانحطاط الأخلاقي الموجودة في ظهرانينا. لكن أخبارها لم تظهر للسطح إلى الآن.
سوف يسمع سؤالاً من بنتٍ بريئة افتضها والدها العربيد فلم تعد تدري ما تصنع. وسؤالاً من الأخت الحبلى من أخيها. وسؤالاً ثالثاً من أمٍ فوجئت بطفلتها وقد فقدت عذريتها في نزوةٍ من خالها أو عمها المراهق الذي لم يعد قادراً على السيطرة على غرائزه الثائرة.

وهناك الكثير والكثير من مثل هذه البلايا والرزايا التي يُرهق ذكرُها قلبَ المؤمن ، ويوقد سماعها لهيباً في الصدر لا تطفئه بحار الدنيا.

لا أريد أن أقول : إن هذه هي صورة مجتمعنا. لكني ما أودُّ قوله : إن هذه الصور موجودة في مجتمعنا.

والذي يبعث على القلق أن هذه الصور ـ وإن لم تصل حدَّ الظاهرة ـ لكنها في ازدياد مستمر. وإن لم يتحرك العقلاء للبحث في الأسباب وطرح الحلول العاجلة، فإن البنيان الخلقي للمجتمع مهدد بالانهيار. وتنقل وسائل الإعلام عن مستشاري وزارات الصحة العربية أن معدل الإصابة بالإيدز في تضاعف خلال السنوات الماضية!

والعجيب أن هذه التصريحات تمرَّ بهدوء من غير أن يحرك ساكناً أو ينبه مسؤولاً غافلاً.

أما الصحافة والإعلام فلم يكن لديها وقتٌ لمناقشة هذا التصاريح المروِّعة.



هذه الحقائق التي أكتبها بمرارةٍ وحرقةٍ ان .....

الفضائيات الإباحية المنحلة التي تتحمل المسؤولية الكبرى في تفجير الغرائز ، وتحريك الشهوات ، ودفع المجتمع نحو الهاوية والتي يملكها عرب مسلمون من مجتمعاتنا ممن فتنتهم الدنيا وأعمت قلوبهم المطامع ، فلم يعودوا يميزون بين حلالٍ أو حرامٍ. ولم يبقَ لديهم رادع إيماني يمنعهم من المشاركة في تلك الأنشطة التجارية القذرة التي تساهم بشكل واضح بتمزيق مجتمعاتنا والتي ينتظرون من ورائها شيئاً من حطام الدنيا الزائل.

رقص .. وتعري ... ومجون ...وخمور ... واستخفاف بالحرمات ... فإن لم يكن هذا عهراً ودعارةً ، فماذا يمكن أن نسميه؟

نحن اليوم نعيش عصر تبديل المفاهيم من خلال الزخرفة اللفظية والخداع الإعلامي. فالعاهرة الماجنة صار اسمها "فنانة" ، وتاجر الرذيلة صار اسمه "منتجاً"، وأفلام الفسوق صارت "فناً" و"ثقافة"، والزندقة و الكفر أصبحا "فكراً" و "إبداعاً"، والحائر التائه بات يحمل لقب "خبير في شؤون الجماعات الإسلامية"!

فمع هذا التضليل والتزييف تصبح الحاجة ماسةً لرد الأمور إلى نصابها. فليبق الفسق فسقاً ، والعهر عهراً ، ولنسم الدعارة باسمها القبيح المطابق لمضمونها القذر. ليهلك من هلك عن بينةٍ ويحيى من حيَّ عن بينةٍ.

افيقوا يا امتي من هذا وذاك واسئل الله ان نفهم مابين السطور .


http://arabtimes.com/