Tuesday, June 2, 2009

تكن لهذه الطائفة –بهذا الاسم- شهرة في اليمن كما هو حال بقية أسماء الطوائف الأخرى كالشيعة والمكارمة والقرامطة والصليحية، فهذه المسميات لها حضور في أذهان اليمنيين، وذلك ناتج لما لها من أحداث عبر التاريخ اليمني، ودول قامت باسمها، وشخصيات شهيرة، فمن علي بن الفضل إلى ابن حوشب إلى الملكة أروى بنت أحمد الصليحي (البعض يقول: إن اسمها سيدة)...
أما طائفة البهرة فلم تكن لها أحداث شهيرة باسمها وإن كان البعض يدرجها ضمن (المكارمة)، ولكن شهرتها بدأت منذ ظهور احتفالاتها الدينية في اليمن قبل بضع سنوات فقط عندما سمحت للآخرين بالحضور في مركزهم الديني بصنعاء –الفيض الحاتمي- وكان لوسائل الإعلام دور كبير في إظهار هذه الطائفة، حيث دأبت معظم وسائل الإعلام -الرسمية والحزبية والأهلية– في إبراز هذه الطائفة عقائدياً وسلوكياً، وأماكن انتشارها، وصوّرتها كطائفة هامة لها ثقافة دينية تراثية قديمة، ووسطية في المنهج.
وأهم ما تهتم به هذه الوسائل الإعلامية هو أن هذه الطائفة لا تميل للسياسة، ولكن تحرص على تحسين علاقتها بالأنظمة والحكام، وبنفس الوقت تقوم وسائل الإعلام في النيل من جماعات إسلامية أخرى كالسلفيين والإخوان المسلمين، وتصفها بالتشدد والسعي لنشر "الإسلام السياسي"، وخلق الاضطرابات في المجتمع...، وهذا قد يكون له مغزى من حيث طريقة (التخلية والتحلية)، ففي الوقت الذي تتعرض لها بعض الجماعات الإسلامية من مضايقات ومحاولات تقليص وتشويه، يكون إبراز جماعات وطوائف أخرى وتهيئة عقول الناس لتقبل أفكارها أو على الأقل التعاطف معها، وإلى جانب ما سبق يظهر الاهتمام الرسمي بهذه الطائفة، فعند وصول سلطان البهرة إلى اليمن يجد في استقباله بعض المسؤولين في الحكومة.

تعدادهم وأماكن تواجدهم:

يتركز معظم أفراد طائفة البهرة في منطقة حراز التي تبعد عن صنعاء من جهة الغرب ما بين 80 و 90 كم، حيث يوجد ضريح حاتم الحضرات وهو الداعية الفاطمي الثالث حاتم بن إبراهيم المدفون شرقي حراز(توفي سنة 596هـ).
وهذه الطائفة تنتمي إلى الإسماعيلية التي اشتهرت في اليمن باسم المكارمة، وكلمة (مكارمة) تعود نسبتها إلى المكرم زوج الملكة أروى.
ولكن البهرة ليست من المكارمة، كما أن المكارمة لا وجود لها –تقريباً- في التاريخ الإسماعيلي، وإن كان الجميع يدخلون ضمن الفكر الباطني وبينهم والشيعة تقارب في جانب الولاية.
أما البهرة التي نقصدها فهي من الداؤودية نسبة إلى داؤود بن قطب بن شاه (توفي 1021هـ) –كما ذكر ذلك سلمان رشيد مندوب سلطان البهرة في اليمن- وقيل نسبة إلى داؤود بن عجب شاه (توفي سنة 999هـ)، وهذا ما نفاه سلمان رشيد.
ويتركزون في منطقة الحُطيب بحراز، حيث تعد هذه المنطقة أهم مركز للبهرة بعد بومباي الهندية، وكلمة (بهرة) جاءت من الكلمة الجوجارتية الهندية (فهرو)، وتعني التجارة، وقيل: مأخوذة من كلمة (بهارات) وهي السلعة التي اشتهروا بتجارتها.

توجد هذه الطائفة خارج اليمن في عدة دول، منها: الهند في حوالي (500) قرية ومدينة، ومراكزهم الرئيسية هناك بومباي، وجاجارت، ومهرا شاترا، ووراجستران، وتاميلاندو، وسورت، وموجودون في باكستان والخليج العربي ومصر والعراق وسوريا وشمال أفريقيا وبريطانيا وسيلان وفرنسا وكندا، ويبلغ عددهم تقريباً 12 مليون نسمة في العالم، بينما يرى البعض أنهم عشرة ملايين، وآخرون يرون أنهم مليون، وهذا الاختلاف يرجع إلى عدم وجود دقة إحصائية عنهم، وكذلك بسبب تخفيهم وانعزالهم عن المجتمعات في بعض البلدان، بينما يقدر عددهم في اليمن بـ (12) ألف شخص يتوزعون على حراز (وهم الأغلبية) ومحافظة إب.

أصلها وظهورها:

واشتهرت البهرة بالتجارة والاستثمار العقاري والصناعي والصرافة، وتعد من أكثر الطوائف الإسماعيلية ثراءً، وتولى الدكتور /محمد برهان الدين (92سنة) رئاسة الطائفة خلفاً لوالده الدكتور / طاهر سيف الدين (تـ 1385هـ - 1960م)...
وحالياً يعد برهان الدين الإمام (السلطان) المطلق الثاني والخمسين ومقر إقامته في مدينة بومباي الهندية، وتنحدر عائلته من سلالة أحد ملوك الهند ويدعى (تارمل)، وكان يعكف على عبادة (الفيل)، ودخل (الملك) الدعوة الإسماعيلية البهرية في مطلع القرن السادس الهجري على يد داعيين يمنيين، هما: (أبو عبد الله الكوكباني) و (أبو أحمد الصنعاني)، ويعد محمد برهان الدين من كبار أثرياء الهند، إذ يقدر دخله في السنة حوالي 220مليون دولار، ويفرض على أفراد طائفته إتاوات ضخمة.
من خلالها استطاع شراء وإنشاء أكثر من عشرين مصنعاً كبيراً في الهند وباكستان وغيرهما، وله فنادق ضخمة مثل فندق (أمبيسدر أتيل) وفندق (سند زهاوس)، واشترى مشروع المياه الغازية (كوكاكولا) في بوبماي.

زعامة الطائفة:

انتقلت زعامة الطائفة الداؤودية من اليمن إلى الهند سنة 944هـ بعد ضعف الإسماعيلية في اليمن ومحاربة أئمة الزيدية (الهادوية) لهم، حيث انتقلت من الداعية اليمني محمد عز الدين إلى أول داع ٍهندي هو يوسف نجم الدين من عائلة (تارمل)، وهو الداعي رقم 24 في سلسلة دعاة الداؤودية، ومع الزمن أصبحت نيابة الإمام المستتر (الطيب ابن الآمر) –كما يزعمون- حكراً على أبناء تارمل، ولهذا يقول سلمان رشيد مندوب سلطان البهرة في اليمن لجريدة (الثقافية) إن داعي الإمام (النائب عنه) هو من يعرف الإمام المنتظر إذا خرج، ويضيف أن الإمام لديهم يأخذ عمره الطبيعي أثناء مراحل الاستتار ثم يوصي لابن من سلالته بالإمامة، أي: أن الإمام سيظهر ليس هو الإمام الذي استتر لأول مرة (الطيب بن الآمر) قبل عدة قرون، بل سيكون واحد من سلالته (يلاحظ أنهم يختلفون عن الاثني عشرية في مسألة الإمام المنتظر، فالاثنا عشرية يعتقدون بأن إمامهم المستور قبل عدة قرون هو نفسه الذي سيظهر وإن تأخر ظهوره، أما البهرة فيؤمنون بالعمر الطبيعي لإمامهم المستور).

وجاء في مجلة (الأهرام العربي 333) أن الملكة أروى بنت أحمد الصليحي زعمت بأنها أخفت الطيب ابن الآمر، وجعلت نفسها كفيلة ونائبة عنه في تولي شؤون الدعوة الإسماعيلية الفاطمية، أما طقوسهم الدينية السنوية في اليمن فتبدأ بزيارة سلطانهم إلى اليمن، حيث يجتمع الآلاف في قرية الحُطيب الحرازية، وتقع الحُطيب على جبل شاهق ينتصب في أعلاه حصن منيع يحمل فوق رأسه جامعاً قديماً بني منذ تسعمائة سنة –في عهد الصليحيين- يصعدون إليها من جهة واحدة فقط لزيارة الضريح، وفي مولد (الولي) يحمل (الحجاج) البهرة سلطانهم على كرسي له ثمانية مقابض (ويروى أنهم عند حملهم للسلطان يقرؤون قوله _تعالى_: "ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية") بينما تنفي الطائفة هذا القول بشدة...
أما لباسهم الرسمي فهو على الطريقة الهندية وباللون الأبيض، ولهم قبعات مطرزة بخيوط ذهبية، ونساؤهم يلبسن الرداء على الطريقة الهندية بألوان وردية وسماوية وبيضاء أيضاً.

من عقائدهم الباطلة:

وفيما يلي بعض المقتطفات من عقائدهم من خلال الحوار الذي أجرته جريدة (الثقافية) العدد (199) مع مندوب السلطان في اليمن سلمان رشيد -هندي يحمل الجنسية الأمريكية– (ويعد المندوب في أي بلد بمثابة حلقة وصل بين البهرة وسلطانهم)، ففي بداية الحوار نفى المندوب أن تكون البهرة من القرامطة، واتهم القرامطة بأنهم انفصلوا عن الدعوة الفاطمية في زمن الإمام الحسين (المستور)، وبذلك خرجوا عن المذهب الفاطمي" بل أكد أنهم خرجوا على الدين الإسلامي بما حللوه من الحرام وبما حرموه من الحلال، وحدد تاريخ خروجهم ما بين (200) و (280)هـ ، بل يقول أحد مشائخهم، وهو: عبد الله جرمة: إن علي بن الفضل ملعون مارق استحل المحارم وسفك الدماء ولا علاقة لدعوتنا به.

وعن الإسماعيلية الموجودين في بني يام (نجران) ووادعة (صعدة)، قال: إنهم من السليمانية (المكارمة)، وينتسبون إلى سليمان بن الحسين (تـ 1005هـ)، وأنهم يعتقدون بسلسلة الدعاة من السليمانية، والبهرة يعتقدون بالسلسلة من الداؤودية (أي: من نسل داؤود بن قطب شاه).

وعن كتبهم يقول: إنها موجودة بين ظهراني الناس، ونفى أن تكون كتبهم متداولة –في السر- بينهم، ووصف من يقول ذلك بأنه يتهمهم بالباطنية، وفي نفس الوقت يقول: إن حرصهم على عدم طرح كتبهم للتداول العام بين الناس جاء نتيجة احترامهم لآراء الناس علاوة على "أن دعوتنا ليست دعوة تبليغية، ولو قمنا بالفعل بنشر كتبنا لظنوا أننا نسعى لدعوة الناس إلى مذهبنا"، وهذا –القول- فيه تناقض حيث في البداية يؤكد أن كتبهم موجودة "بين ظهراني الناس" ثم يقول: إنهم يحرصون على عدم نشرها.
ويؤكد في هذا الحوار أنهم ليسوا ضد مبدأ (التقية)، ولكن ليست على طريقة الشيعة، فيقول: "لنا فهم خاص للتقية فهي في مفهومنا أن تكون لنا مجالسنا الخاصة بنا وكتبنا الخاصة أيضاً..." كما نفى في حواره أن يكون للقرآن باطن يخالف للظاهر.

وحول مصطلح (الفيض) الذي يتداولونه وعلاقته بنظرية (الفيض) لدى أفلاطون –التي تتحدث عن مراتب نشأة الوجود- قال: إنه المجمع أو المكان الذي توافد إليه الزوار...، ونفى أن يكون لهذا المصطلح علاقة بفلسفة أفلاطون.

وفي حوارٍ له مع قناة الجزيرة بتاريخ 2/8/2001م أكد أن جماعته تعتقد بولاية علي بن أبي طالب بعد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ثم الحسن ثم الحسين ثم تكون الإمامة من نسل الحسين، ثم تطرق الحوار لمسألة التوسل بواسطة الأئمة كما جاء في كتاب (صحيفة الصلاة) لمحمد برهان الدين، حيث يعتقدون ذلك، ويعتقدون –حسب ما في الحوار- أن الأئمة والأنبياء والصالحين والصديقين والشهداء "هم الوسائل إلى الله، والعمل الصالح بطاعة الأئمة".

العلاقات السياسية للطائفة:

أما علاقتهم بالسياسة ودورهم فيها فينفون ذلك، حيث يقول سلمان رشيد -في هذا الحوار -: إنه لا يوجد طموح سياسي وإن كانت لهم مشاركة فبشكل فردي بصفة المواطَنة وليس باسم البهرة، وذكر أن مرشحين من طائفة البهرة فازوا في الانتخابات المحلية اليمنية في العاصمة صنعاء ومنطقة حراز، كما ذكر أنهم ينوون المشاركة في الانتخابات النيابية مستقبلاً، ورغم هذا النفي وإظهار وسائل الإعلام لهم بأنهم بعيدون عن السياسة إلا أن بعض المصادر التي تتحدث عنهم تؤكد أن لهم طموحات وخطط لبناء دولتهم والسيطرة على الأنظمة، وتستند هذه المصادر إلى تاريخهم السياسي وصراعاتهم مع الدول الإسلامية عبر التاريخ، سواءً في اليمن أو خارجها، كذلك تستند إلى حقائق قائمة، ومن ذلك –حسب ما ذكره علوي طه الجبل في كتابه (الشيعة الإسماعيلية .. رؤية من الداخل)- :
يطلق محمد برهان الدين على نفسه اسم (السلطان) وعلى أبنائه اسم (الشاه زاده) ،أي: الأمراء، وعلى بناته (الشاه زادي)، أي: الأميرات، ويسمى مبعوثه الهندي الذي ينوب عنه في إدارة شؤون أتباعه في الأقطار الأخرى (بالأمير).
يؤكد محمد برهان الدين عند زيارته للدول الإسلامية على ضرورة مقابلة رئيس الدولة وكبار الحكومة، وقد كان الاستعمار البريطاني يستقبل والده بواحد وعشرين طلقة مدفع كما يستقبل الملوك والرؤساء، كما يصر الداعي على أن تصحبه المواكب الضخمة وسيارات الرئاسة في البلد المضيف والموسيقى العسكرية التي تعزف بالنشيد البهري الخاص.
أنشأ الداعي حكومة يرأسها رئيس وزراء، وتضم وزراء المالية والداخلية والخارجية والإعلام والعلاقات العامة.
لهم علم خاص، وقوات مسلحة خاصة مدربة تدريباً عسكرياً.
لهم دستور خاص تم إرسال نسخة منه إلى اليمن في السبعينيات...

عنصرية الطائفة:

وأضاف الجبلي( صـ39) أن اليمن تُعد قبلة الأطماع الإسماعيلية منذ نشأتها الأولى، وأنهم يعتقدون أن دولتهم الجديدة سيكون مولدها في اليمن، ويستدلون بقوله _تعالى_: "كما بدأنا أول خلق نعيده" وقول رسول الله: "الإيمان يماني والحكمة يمانية" ويزيدون "والكعبة يمانية" فهي أرض الميعاد التي سيظهر منها الإمام المستتر..
كذلك حذر علماء ووجهاء محافظة إب من مخطط البهرة للانقلاب ضد السلطة وتكوين دولة جديدة، ففي بيان شديد اللهجة صادر عن علماء إب – في السنة الماضية- توضيح لتحركات البهرة في اليمن، وحذر من تسلمهم المناصب، كما حذر من السماح لهم بشراء الأراضي والبيوت المجاورة للجامع الكبير بمدينة جبلة محافظة إب، كما حذر من تسليمهم قصر السلطنة (قصر الملكة أروى) في نفس المدينة.
ورغم هذه التحذيرات من هذه الطائفة إلا أن بعض الإسلاميين في اليمن يدافعون عنهم، ومن ذلك ما كتبه أحد الإسلاميين المشهورين في اليمن في جريدة (الناس) بعنوان (عن اليمنيين البهرة: مواطنون: نعم.. طائفة: لا) حيث طالب بعدم تسميتهم طائفة وتمييزهم عن بقية اليمنيين، واستنكر هذا التفريق بشدة. الجدير ذكره أن هذا الكاتب ينتمي لحزب إسلامي متهم بمحاربة مثل هذه الطوائف.

الفيس بوك: وكر الجواسيس المتحرك!


في نهاية السنة الماضية، كشف موقع "سيغل" الألماني أن البيانات المعلوماتية التي يتكدس بها موقع " الفيس بوك" للمشتركين فيه لم تعد سرية بالنسبة لمكاتب الاستعلامات الأمريكية و نظيراتها "الإسرائيلية"، و أن الموساد استحدث الكثير من الخيارات في الفيس بوك، لأجل الإيقاع بأكبر عدد من الشباب من القارات الخمس، من دول تعتبرها "إسرائيل" عدو دائم، منها دول أمريكا اللاتينية، وآسيا وإفريقيا، بيد أن الهدف الأول يبقى الدول العربية والإسلامية بلا منازع حيث تمثل تلك الدول نسبة مشاركة وصلت إلى 39% سنة 2007، و زادت منتصف عام 2008 إلى 41%.. تلك هي الحرب المعلوماتية القائمة تحت "سقف" حق الدفاع عن النفس عبر الهجوم المضاد، حسب تعبير مجلة "لوماجازين ديسرائيل" الصادرة في فرنسا، حيث نشرت قبل أسبوع أخطر ملف عن موقع الفيس بوك و الدور الذي يقدمه هذا الموقع لإحقاق " السلام" على الطريقة الإسرائيلية! أي صناعة عملاء جالسين في بيوتهم، يفضفضون عما يجيش في أنفسهم بعفوية تصل أحيانا إلى البوح بأمور غاية الأهمية توضع في إطار "أمن الدولة" لمجرد الحديث عن " غضب الشارع" وعن "ارتفاع سعر الخبز" و عن حالات الانتحار التي تقع في صفوف الجيش أو المواطنين مثلا، أو عن مصادمات بين تيارين في منطقة ما! تلك هي المعلومات التي تبدو بالنسبة للمتحدث شيء عادي طالما هو مسجل باسم مستعار، لكنها تتحول إلى شيء استثنائي بالنسبة لإسرائيل التي تضعها دائما في ملف أمني عنوانه " الدول التي يعاني شعبها من الخوف و الجوع و تتصادم تياراته الداخلية، لن تقدر على شن الحرب ضد إسرائيل!" و ذلك هو مربط الفرس!
في الفيس بوك: البيت بيتك!
لا يخلو موقع أو منتدى عربي من الحديث بانبهار عن الفيس بوك والدعوة إلى التسجيل فيه، و الحال أن أغلب الذين يقومون بالحديث عن "خصاله" لا يعرفون جيدا ماذا ينتظرهم فيه، و هم بهذا يجهلون أن دعواتهم إلى أصدقائهم للمشاركة فيه بمثابة الدعوة الصريحة إلى التجسس على دولتهم و على أصدقائهم و على أشخاص يحبونهم مقابل لحظات من المتعة الفارغة التي يمنحها هذا الموقع المتصهين لزواره، و الأدهى أنه أعطى لنفسه منذ عامين تقريبا صبغة المعارضة السياسية المتفتحة و الديمقراطية (!) حيث تجد أغلب بيانات التنديد السياسية العربية تمر عبره، و أغلب أصدقاء المعتقلين يلجؤون إلى الفيس بوك للحديث عن صديقهم المعتقل و الحديث عن بلده التي يصفونها بأكثر من وصف في حالة غضب لا شك، لكن الذين يستقبلون تلك التفاصيل لا يهمهم سوى أن الغضب الكبير الذي يتناول عبره الشباب المواضيع السياسية عبر الفيس بوك هو الذي يحوّلهم من مجرد أشخاص غاضبين إلى عملاء جاهزين، و لمن؟ للصهاينة..!و الحال أن ما كشفته مجلة "لوماجازين ديسرائيل" لا يمكن وضعه في خانة المبالغ فيه لسبب بسيط أنها مجلة إسرائيلية اختارت أن تأخذ السبق في كشف الفيس بوك انطلاقا من تقارير قالت أنها حصلت عليها من مصادر عسكرية إسرائيلية موثوقة لتوعية الشباب اليهودي كي لا يقترب من الفيس بوك لأنه معد لشباب آخرين، حيث كشفت المجلة الإسرائيلية أن البيانات التي يستخدمها الشباب العربي للدخول إلى الفيس بوك مهما كانت غير حقيقية تذهب نسخة منها إلى مكاتب مختصة في جهاز الموساد الإسرائيلي الذي يأخذ " على عاتقه" قراءة تلك البيانات و المشاركات، حيث يتم وفقها التعاطي مع الشباب المشترك وفق ما يشاركون فيه من مواضيع، و وفق الغرف التي يدخلونها، و وفق عدد الأصدقاء الذين يحصلون عليهم عبر دعوتهم المستمرة إلى الفيس بوك للمشاركة فيه عبر المحادثات الفورية (الشات) و الحوارات السياسية الساخنة التي تتحول بسرعة إلى سرد لتفاصيل خطيرة عن كل بلد، وفق مصادر متفاوتة، بالخصوص و أن بعض المشتركين في الفيس بوك من ضباط الأمن، و الجيش في الدول العربية، و إن اشترك باسم مستعار فهذا لا يهم، المهم أنه سيقول معلومات حقيقية ليثير انتباه الآخرين و إعجابهم، بالخصوص إعجاب الفتيات اللواتي خصصت لهن غرف للحوارات المفتوحة و التي يشكل فيها الجنس المحور الأساسي، وهي الغرف التي تستقطب أكبر عدد من الشباب حيث تقول المجلة الإسرائيلية أن الشباب الخليجي هو الأكبر عدد في المناقشات الجنسية عبر الفيس بوك، حتى في الدول التي حجبت هذا الموقع لأسباب أمنية، تجد الشباب يستعمل البروكسي للدخول إلى ذلك الموقع، و الحال أن المواقع التي تعطي البروكسي مجانا هي نفسها المواقع الإسرائيلية النشطة في أوروبا و أمريكا و الشرق الأوسط، بحيث أنها تخصص البروكسي لكل دولة كي تسمح للشباب بالدخول إلى المواقع المحجوبة، بالخصوص المواقع الإباحية، فالمسألة تدخل هنا في إطار " التشويش لأجل التهميش" و هي عبارة تعني أن التشويش على عقول الشباب سوف يؤدي آليا إلى إجبارهم على إدمان تلك المواقع التي تساهم مساهمة مباشرة في خلخلة شخصيته و سلوكه و قتل القيم في نفسه بحيث يصبح كل ما هو إباحي و فاسد أمرا عاديا بالنسبة إليه، لتتطور الأمور إلى جعل الحوارات الجنسية بوابة لحوارات سياسية مغلفة، تديرها نساء موظفات يرسلن كل التقارير إلى مكتبين واحد في واشنطن و الثاني في إسرائيل ليتم دراستها. و تضيف المجلة الإسرائيلية في ملفها أن " أغلب الدراسات التي تنشرها الصحف الإسرائيلية عن الشباب العربي لا تأتي من فراغات، بل تعتمد على البيانات التي يتم الحصول عليها من الفيس بوك بشكل خاص ومواقع أخرى بشكل عام، بحيث أن غالبية الشباب يكرهون السياسة حتى في الحديث عنها، و أمام موضوع سياسي و موضوع جنسي يفضلون الجنس على السياسة، و من هنا يتم استدراجهم بسهولة إلى المواضيع الجنسية التي تتحول بنفس السهولة إلى مواضيع سياسية، حيث قالت المجلة أن أغلب الذين تم الحديث معهم أبدوا حقدهم على نظامهم و على سياساتهم و اعترفوا أنهم يحلمون بالتغيير و لو بالعنف!
التسجيل بداية كل شيء!
يتطلب موقع الفيس بوك التسجيل قبل أي شيء، و غالبا ما يختار الراغبين في الاستفادة من خدماته الاشتراك بأسماء مستعارة، و بيانات وهمية عن تاريخ الميلاد و مكان التواجد ( مع أن هيلكة الموقع تحتوي على آليات دقيقة تحدد مكان كل متصل حتى لو كتب أنه متواجد في كوكب المريخ سوف يحدد الموقع آليا مكانه وفق الإي بي الخاص بالانترنت الذي يتصل منه و من حاسبوه، حتى لو استعمل برامج حماية لإخفاء الإي بي الخاص به إلا أن كل البرامج التي يستعملها المتصل أخذها آليا من مواقع تتعاطى مع البروكسي الذي أساسا صاغته إسرائيل لهذا الغرض، ناهيك على أن برامج البروكسي المتداولة تحوي على برنامج داخلي لتحديد مكان المتصل لأجهزة معينة، و هي نفسها الأجهزة الاستعلامية التي تأخذ البيانات التي تريدها دون أن يشعر المتصل بذلك، فقد ذكرت الواشنطن بوست أن برامج البروكسي لا تحمي المتصل و لا بياناته لأنها مزودة بآلية دقيقة تظهر لجهات معينة مكان المتصل و رقم جهازه و رقم الإي بي الحقيقي له، و رقم الإي بي يعني ببساطة عنوانه الحقيقي (الجهة التي تزوده بالانترنت و رقم حسابه فيها و اسمه طبعا لدى تلك الجهة ) !و بعد التسجيل، يستطيع المتصل الدخول إلى حسابه الذي يعرض أمامه خيارات كبيرة منها أنه قادر على توزيع أفكاره على ملايين الناس، و منها قدرته على استدعاء أصدقائه للحديث معهم و عرض أفكاره عبر هذا الموقع الذي يعد من أخطر المواقع الحالية على الإطلاق، لا لشيء سوى لعامل " الشبابية" الذي يوحي به، إذ أغلب زواره من الشباب، و الحديث عن الشباب يعني الحديث عن تلك الفورة الهائلة و الأفكار الكثيرة التي يعبر عبرها الشاب عن نفسه و عن واقعه بأكثر من لغة، و يتكلم بحرية مطلقة عن السياسة و الحياة العامة، ببساطة يمارس المعارضة الحرة عبر موقع ليس ملكه، بل ملك أجهزة الاستخبارات الأخطر في العالم (الأمريكية و الإسرائيلية)، و هي حقائق صارت الصحف الإسرائيلية نفسها تتسابق إلى نشرها لتحذير اليهود من هذه المواقع و ترك العرب " الأغبياء" يرتادونها لأن الحرب الدائر رحاها في العالم هي التي تتأسس عليها إشكالية البقاء أو الموت لإسرائيل!بيد أن موقع "جويف أنفو" الإسرائيلي كان نشر في شهر يناير تقريرا مماثلا عن الفيس بوك، جاء فيه أن 3 ملايين عربي يرتادون المواقع التي تفتح مساحة للدردشة " الحرة" مع الجنس الآخر، من بينها غرف أصبح يرتادها 22% من العرب و هي غرف تخص المثليين الجنسيين، للحديث الحر عن المثلية الجنسية (الشذوذ) و تبادل الخبرات (!) و العناوين و أرقام الهاتف!بيد أنها تلك الأماكن ( غرف الشات) التي يخرج فيها الشاب العربي عن تحفظه و ينسى حذره عندما يجد فتاة يتبادل معها حوارا متحررا عن الجنس، و تتجاوب معه، حيث يقوم بسرعة بتزويدها برقم هاتفه، بإيميله (حتى لو كان ايميلا خاصا بهذه العلاقات فقط) إلا أنه من بيانات حاسبوه لا يحتاج الأمر لأكثر من ربع ساعة من الحديث لتعمل آلية سحب البيانات التي يتم مراجعتها فيما بعد.. يضيف موقع "جويف أنفو" بأن " أغلب ما يتم العثور لا يبدو مهما، لكن المهم هو اصطياد الشاب إلى الإدمان على غرف الدردشة، حيث تعمل الفتاة التي يتعرف عليها (و أحيانا أكثر من واحدة) على إغرائه للحديث معها بمزيد من التحرر في الحوار، إلى أن يصبح غير قادر على الابتعاد عن تلك المواقع، التي بعد شهرين يتحول الحديث إلى الحياة العامة حيث تسأله الفتاة بشكل تريده عفويا " على فكرة سمعت أنه وقعت مصادمة في مدينتك أرجو أن يكون الخبر غير حقيقي!" و لأن الفتاة مدربة على كيفية الحديث، فهي تعرف أن الرد سيكون شافيا حيث غالبا ما يرد عليها الشاب بذكر المدينة و المكان الذي وقعت فيه المصادمات ليؤكد لها أنها "جاهلة" و يبدأ في عرض عضلاته المعرفية عليها بتحديد لها مكان وقوع المصادمات و بين من و من؟ و لماذا وقعت؟!و يستمر في سرد تفاصيل أخرى فتضطر الفتاة إلى إيقافه بسرعة قائلة "يكفي حديث عن الحروب و خلينا في المهم" و هي رسالة اطمئنان مفتوحة تجعل الشباب قبل العودة إلى الحديث المتحرر الذي يبحث عنه يضطر إلى الحديث العام عن بلدته و ما يجري فيها! و الحال أن كل هذا يحدث في الفيس بوك الأكثر شهرة في العالم و الذي استقطب مئات الآلاف من العرب منذ نشأته و تطويره تحول في ظروف غريبة و سريعة إلى جوسسة صريحة يستفيد منها بشكل كامل الكيان الصهيونية!!
الفيس بوك: لتجنيد العملاء بامتياز!
يحتل موقع الفيس بوك المرتبة الرابعة في المواقع الأكثر شهرة و تصفحا في العالم، مع أن فكرته الأولى تأسست على يد الطالب الجامعي "مارك زوكربيرج" و كان الأمر مجرد فكرة لتبادل الملفات الموسيقية و المشاركة في الاستماع إليها، إلا أنه منذ أواخر سنة 2006 فتح الموقع الباب على مصراعيه للتسجيل و تبادل المعلومات، حيث باع "مارك زوكربيرج " الفيس بوك إلى جهات استخباراتية ب20 مليون دولار، و كانت صفقة العمر لشاب في الثانية والعشرين من العمر، و هو ما يفسر استطاعة الموقع على شراء سعة أكبر من قدرات طالب بسيط، و على التحديث الذي يكلف الملايين من الدولارات، ليس هذا فقط، بل في ظرف قياسي تحول الفيس بوك إلى "جبهة" للمعارضة السياسية العربية حيث تسجل أغلب البيانات المعارضة الشبابية ظهورها من ذلك الموقع الذي يحتاج إلى توقيع التأييد للمعارضة عبر التسجيل ( أي استدراج مزيد من المشاركين) ، و هي اللعبة/ الفخ الذي نجح الموقع في إيقاع كل هذا العدد من الشباب فيه، حيث كشف موقع "جويف أنفو" أن شخصيات عربية معروفة تشارك في الفيس بوك، منهم أمراء، و منهم إعلاميين، و كتاب، و معارضين سياسيين، و هي الواجهة التي استطاع الموقع أن يحتفي بتحقيقها في شهر فبراير الماضي عندما وصفت صحف عالمية موقع الفيس بوك بالدولة الجديدة! كيف لا و قد تحول إلى وكر للجواسيس وفق التعبير الذي استعمله موقع "جويف أنفو" للحديث عما يقدمه الفيس بوك لجهاز المخابرات الإسرائيلية من معلومات، حيث قال الموقع: " " لا أحد يمكنه الاستغراب أمام حجم المعلومات التي تنشرها الصحف الإسرائيلية عن العرب و عن مشاكل العرب و أدق تفاصيلهم و تفاصيل القرى التي لم تكن تعرفها إسرائيل من قبل و لم تدخلها أبدا، هذا لأن المعلومات تنتقيها بدقة شديدة و واقعية كبيرة من مواقع الدردشة التي يدخلها العرب بالآلاف يوميا و "يفضفضون" عبرها عن مشاكلهم التي تنتقل آليا إلى جهات مهمة في الدولة العبرية، فالحرب تحتمل كل الوسائل!" هذا هو رأي "جويف أنفو" في كل الحكاية، بأن الحرب تحتمل كل الوسائل، و كأن على الأمة أن تكون تدفع فاتورة الخزي إلى الأبد! إنها رسالة تحذير صادقة إلى كل الشباب المسلم بتجنب هذا الموقع المشبوه و كل المواقع الهابطة، فالوقت سيحاسبنا الله عليه يوم القيامة، و على كل مسلم أن يعمل عملا صادقا لبلده و لأمته يقابل الله به، بدل المسخرة التي يحاول البعض وصفها بالتفتح. ألا لعنة على التفتح الذي يبيع قيمنا و يجعلنا فئران تجارب في مخابر الصهاينة. اللهم إني بلغت.

فرنسا و الوجه الآخر للهيمنة !

ليس صحيحاً أن الصحف الفرنسية لم تكن سعيدة و لا متحمسة لفوز نيكولا ساركوزي بكرسي الإليزيه، كمهاجر يهودي يصل إلى منصب رئيس غير فرنسي الأصل، من منظور القانون الذي يحاول نفس الرجل إعادة صياغته لأجل أن يحميه هو و يدين المهاجرين الآخرين المتهمين مسبقا بأنهم يشكلون خطرا على الأمن الفرنسي. ليس صحيحا أن صحيفة متواطئة كبيرة مثل الفيغارو غير مهتمة بالسيرة الذاتية لنيكولا ساركوزي، و لا بالأجندة السياسية التي يحملها هذا الأخير و التي حظيت بالمباركة الأمريكية مسبقا، لسبب بسيط هو أن ساركوزي زار أمريكا مرتين قبل الانتخابات، مرة علانية، و مرة سرية، و في المرتين كان له ما أراده، و ليس صحيحا أن قضية رجال الأعمال الأمريكيين ذوي الجنسية الفرنسية غير معنيين بما حضي به ساركوزي من دعم شبه مطلق من الحلف الأطلسي، و ليس آخر قضية الدبلوماسي الأمريكي (الفرنسي الجنسية) الذي كشفت بعض الصحف اليسارية ما أسمته بفضيحة الدعم اللوجستيكي الذي ناله ساركوزي من البيت الأبيض قبل و بعد الانتخابات الرئاسية، و لعل المرشحة الخاسرة "سيغولين روايال" كانت قد اتهمت علانية ساركوزي بأنه أخذ الدروس الأولية من واشنطن و أنه سيكون "كلبا وفيا" للبيت أبيض، و قد تكون تلك العبارات ردة فعل الخاسرين في نظر البعض، و لكنها في الحقيقة جزء من سياسة فرنسية جديدة لن تفعل ما فعله شيراك، و لن تكون مضطرة للتقرب إلى الدول العربية و لا حتى من باب المجاملات الدبلوماسية، لأن الحروب القادمة ستكون فرنسا طرفا فيها، وفق الرؤية التي أرادها ساركوزي فيما أسماه بالدور الفرنسي القادم في العالم، و هو الدور الذي جاء متأخرا، و لأنه كذلك فهو سيكون تحت القبعة الأمريكية و تحت السيطرة شبه المطلقة للمحافظين الجدد، حتى لو غادر جورج دابليو بوش البيت الأبيض، لأن التجارب علمتنا أن الديمقراطيين أو الجمهوريين لسوا أكثر من العملة الفاسدة لنفس الوجه القبيح، و أن المحافظين الجدد الذين انتشروا في أكثر من موقع استراتيجي داخل الولايات الأمريكية و خارجها لن يتنازلوا عن "قضيتهم" فيما يخص السيطرة على العالم "عقائديا"من جهة، و من جهة ثانية تحقيق أقصى درجات الهيمنة الفكرية، عبر خلق العدو المستمر، بحيث أن صياغة ما يسمى في لغتهم " بالعدو الإسلامي" يعني في النهاية أن حربهم الحالية ليست صدفة، بل هي جزء من تلك القضية التي على أساسها يسعون إلى صناعة الفكر الجديد القريب روحا من الصهيونية بكل ما تعنيه من حرص على الحرب لأجل الإبقاء على حالات الصراع التي تعني الإبقاء عليها قائمة.
ـ الوجه الفرنسي الجديد:
قلنا كثيرا أن الذين اعتبروا جاك شيراك صديقا رائعا للعرب، ارتبكوا خطأ تاريخيا فادحا، ليس لأن شيراك كان ضد العرب، بل لأنه لم يكن معهم كما اعتقدوا، و لم يكن إلى صفهم كما توهموا، بل كان مع مصالحه هو، و مع ما أراد أن يحظى به بصفة شخصية أو عامة، تماما كما كان يريد شارل ديغول في الستينات على سبيل المثال لا الحصر.. مشكلة شيراك أنه أراد أن يبدو مخلصا للعرب أكثر من العرب أنفسهم، حتى في الحرب الأمريكية على العراق، حاول أن يظهر بوجه الرافض للحرب، و نجح إعلاميا (بمساعدة ساذجة من الإعلام العربي) في الظهور بمظهر البطل الذي قاد أوروبا العجوز إلى رفض الحرب الأمريكية على العراق، بل ورفض الهيمنة و العجرفة الأمريكيتين! الأمريكيون كانوا يعرفون شيراك جيدا، و لعل المقالات المنشورة في تلك الفترة في الصحف الأمريكية كانت تحاول النيل منه بشكل شخصي، إلا أنها لم تكن لتأخذ حيزا حقيقا من الاهتمام الفرنسي و العربي، حتى حين صدر كتاب فرنسي، من تأليف صحفيين لا يمكن القول أنهما يعملان ضد فرنسا، جاء فيه أن جاك شيراك كان مستعدا للدخول إلى الحرب على العراق إلى جانب الولايات الأمريكية، و أنه كان مستعدا لإرسال جنوده إلى المعركة قبل أن يحدث الاختلاف. بيد أن الاختلاف لم يكن على أساس إنساني إزاء ما يمكن أن تخلفه تلك الحرب من دمار، بل كان الاختلاف على غنائم الحرب. على ماذا ستأخذه فرنسا من العراق بعد هزيمته! تلك حقائق جاءت في كتاب فرنسي أثار الكثير من الجدال في باريس أثناء صدوره، و يبقى في اعتقادنا مرجعية سياسية خطيرة عن تورط شيراك في فظائع أخرى كان يمارسها بابتسامة الرجل" المخلص للقضايا العربية" الجاهز للمساومة عليها إن كان سيحظى بنصيب من الفوائد..! الكل كان يعرف ذلك ( و الكل يفتح اليوم في فرنسا تاريخ شيراك على صدر الصحف و نشر غسيله الشخصي و السياسي حاليا في أكثر من جريدة و من موقع فرنسي)، لم يكن هذا صدفة أيضا، لا لشيء سوى لأن غريمه اللدود هو الذي يقود اليوم سيمفونية السياسية الفرنسية، و يسعى إلى إظهار الوجه الآخر لشيراك، كأنه يقول للعرب تحديدا: هذه هي حقيقة صديقكم العزيز! ليس هذا فقط، بل أن عدم الاكتراث بوصول ساركوزي للحكم في فرنسا كان صياغة غير مباشرة على الصعيد الإعلامي و بشكل مغاير بعكس الدور الذي يعتقد أن الإعلام الفرنسي سيلعبه اليوم لدعم ساركوزي في سياسته من جهة، و في قراراته أيضا حتى في طريقة محاسبته للرئيس السابق الذي يعيش اليوم فترة عصيبة بسبب الحملة غير المسبوقة ضده، و الملفات التي ستفتح قريبا أهمها ملف الفساد، والمحسوبية التي يعي الكل أن شيراك ضلع فيها بطريقة أو بأخرى.. و كأن خروج شيراك من الإليزيه لم يكن جراء انتخابات عاشتها فرنسا مؤخرا، بل كانت جراء انتهاء هذا الأخير على كل الأصعدة و إحالته اليوم على الصحافة، ليس كرئيس جمهورية سابق، بل كمتهم في قضايا ستجره إلى مليون حبل! هذه التصفية تبدو قريبة إلى الأمريكيين الذين كانوا يريدونها من قبل، و إن عجزوا فلأن شيراك كان في أوج شعبيته في العالم العربي، بحيث أن إدانته أمريكيا كان سيزيده شعبيته و هو ما لم تكن ترغب فيه لا البيت الأبيض و لا الصحف الموالية له التي توقفت عن حملتها ضد شيراك وقتها تاركة السياسة الخارجية تتصرف للحد من "شهرته" التي كانت في النهاية فقاعة صابون شيّدت نفسها على حساب قضايا العرب الذين هللوا و صفقوا له دون أن يفهموا أن العدو لن يتحول إلى صديق و لو قتل نفسه! لكن الغريب اليوم أن ساركوزي الذي يبدو ظاهريا غير مكترث بماضي سابقه، هو الذي يستفيد اليوم مما يجري، و يستفيد من الأوضاع المخلوطة في العالم، حتى و هو يستقبل السفير الأمريكي الاثنين الماضي، يحاول أن يبدو واثقا أنه يؤدي دورا فرنسيا لا أكثر و لا أقل، و هي المغالطة التي يعرف الفرنسيون المناهضين للإمبريالية الأمريكية اليوم أنها ستقودهم إلى ما كانوا يرفضونه طويلا، أي الخضوع للهيمنة الأمريكية، التي ستذهب إلى حد التورط في الحروب القادمة، بدليل ما صارت تلمح له بعض الصحف الأمريكية عن التوقيع على شراكة دفاعية بين فرنسا و أمريكا ( ولم تقل بين أوربا و أمريكا باعتبار أن فرنسا جزء من الإتحاد الأوروبي)، و هي الشراكة التي تعني فتح الباب لدخول فرنسي بشكل مباشر في الصراعات الأمريكية، ليس كطرف محايد، بل كطرف منحاز، لسبب بسيط أن عبارة " مكافحة الإرهاب" صارت اليوم على صدر الصحف الفرنسية الموالية للاليزيه، و هذا الذي نعنيه من البداية بأن مكافحة الإرهاب سيكون عنوان السياسة الفرنسية الداخلية و الخارجية و التي على أساسها سيوف يتم:
أولا: تقنين جملة من القرارات التي على أساسها سيتم طرد آلاف من المهاجرين بحجة عدم شرعية تواجدهم على الأراضي الفرنسية، و جلهم من المسلمين.
ثانيا: تم طرد عشرات من العمال العرب الذين كانوا يشتغلون في المطارات و الموانئ وسكك الحديد.. هذه القضية ذكرتها قناة الجزيرة القطرية في إحدى تغطياتها من باريس، لم تبدأ إلا بعد صدور كتاب ألفه أحد المتطرفين اليمنيين الكارهين للوجود العربي على الأراضي الفرنسية، جاء فيه السؤال التالي: كيف يمكن حماية فرنسا من الإرهاب و قد ثبت أن مئات العرب يشتغلون في المطارات والموانئ و السكك الحديد؟ ذلك الكتاب كان بمثابة مرجعية جاهزة لنيكولا ساركوزي الذي "استفاد" من أفكاره بحيث أنه تم فعلا طرد عشرات العمال و الموظفين العرب من وظائفهم في المطارات و الموانئ و السكك الحديد..! هؤلاء لم يكنوا غير شرعيين بدليل أنهم كانوا موظفين رسميين، ناهيك على أنهم يحملون الجنسية الفرنسية، مع ذلك يبدون اليوم أقرب إلى الطرد من فرنسا نفسها، فما بالك المهاجرين الآخرين الذين توافدوا على فرنسا في السنوات الأخيرة، إذ سيكون من السهل وضعهم في باخرة و دفعهم إلى البحر. العملية ليست حماية فرنسا من الإرهاب، لأن الإرهاب لن يحتاج إلى مهاجر مسكين لينموا، و لن يحتاج لموظف كادح ليترعرع، ناهيك على أن المتطرفين الفرنسيين اليمينيين (من الحزب الوطني الفرنسي) يشكلون اليوم الخطر الحقيقي على فرنسا و على الفرنسيين، أولئك النازيين الجدد المستعدين لحمل السلاح ضد الفرنسيين أنفسهم، و بيد أن لا أحد ينظر إليهم كإرهابيين، لأنهم ليسوا عربا و لأنهم ليسوا مسلمين، و لأن الأجندة الأمريكية غير مكترثة بهم طالما أنها مكتظة بالحروب المقبلة المعلنة و السرية التي من خلالها سوف تقلم أظافر كل الدول، بمن فيها الدول الأقرب إلى أمريكا من أمريكا نفسها كما فعلت مت بلير بريطانيا و من قبله مع برليسكوني إيطاليا!!
ساركوزي لا يتكرر!
جملة قريبة إلى النكتة قالها ساركوزي لمجموعة من الصحفيين على هامش لقائه بهم الأربعاء الماضي.. و إن قالها بضحكة كبيرة إلا انه يعنيها.. و يعني أنه لن يكون "غبيا" مثل شيراك، و أنه سيكون أذكى من توني بلير الذي أكلته حروبه المجانية التي دخلها هنا وهناك.. فالحرب التي يعي ساركوزي انه سينتصر فيها هي " مكافحة الإرهاب" و هي تصفية الوجود الإسلامي في فرنسا، و إن اعتبر البعض أن إقامة المجلس الإسلامي الأعلى كفيلا بحماية المسلمين الفرنسيين، فعليهم أن يزوروا فرنسا للتأكد أن السياسة الفرنسية لن تتهاون أبدا في تصفية المسلمين، و لن تتراجع عن حربها ضدهم، و مستعدة أن تصنع عمليات إرهابية في مناطق من فرنسا لاتهام المسلمين بالوقوف وراءها لأجل إجبار الفرنسيين على المطالبة علانية بطردهم جميعا.. حدث هذا في بولونيا حين تواطأ جهاز الاستخبارات في عملية تفجير محطة القطارات لأجل توريط المسلمين، و الأفارقة، و لفتح المجال لسن قوانين ردع للهجرة من جهة، و فرض ما يشبه الحصار على دول بعينها اتهمت وقتها بأنها كانت تقف وراء تلك التفجيرات، مع أن الحقيقة ظهرت قبل سنوات قليلة كاشفة الوجه البشع للتنظيمات السرية الأنجلوسكسونية مثل تنظيم "بهاند" في عمليات إرهابية حدثت في جنوب أوروبا مثل إيطاليا و أسبانيا و حتى فرنسا في الثمانينات. ما يبدو أكيداً أن الإرهاب صار لعبة سياسية يمكن استغلالها لتنفيذ القرارات التي كانت تبدو مستحيلة، إذ يكفي تفجير سيارة في باريس مثلا ليجد المسلمين أنفسهم في السجن، أو في باخرة واحدة تدفعهم إلى بلدانهم أو إلى أي منفى، و هو ما يخشى منه فعلا العديد من الملاحظين العقلانيين في فرنسا و في أوروبا
ياسمينة صالح

ماذا ينتظر المسلمون من باوبوي فاتيكاني يشكر الرب على ما يصفه بـ"استعادة اليهود لأرض أجدادهم"

بدأ بابا الفاتيكان بنديكت 16 ، في النصف الأول من شهر جمادى الأولى 1430 هجرية زيارة للشرق شملت الأردن ، دعا فيها إلى حرية العقيدة بقوله إن "حرية العقيدة تعتبر أمرا أساسيا من حقوق الإنسان ".
وبقطع النظر عن دعوته لإحلال السلام بشكل عام ( هو بالقطع سلام الصهاينة ) متجنبا التفاصيل كعادة الغربيين عموما ، عندما يتطرقون للقضية ، دون الحديث عن الحقوق الفلسطينية ، كعودة المهجرين والقدس ، ولهذا سنتوقف كثيرا عند حرية العقيدة ، وحقوق الإنسان ، التي فشل في تقمص دور الدفاع عنهما ، وهناك شكوك مؤسسة على حقائق ، في مدى إيمانه الشخصي بهما.

زيارة مختلفة :
قبل الحديث عن زيارة بابا الفاتيكان إلى المشرق ، يجدر بنا العودة قليلا إلى الفاتيكان ، وإلى زيارته الأخيرة لبعض الدول الإفريقية ، فالرجل يعاني من عزلة داخل الفاتيكان ، وفي أحسن الأحوال هناك خلافات حادة بينه وبين عدد كبير من الكرادلة حول تصريحاته التي زعم فيها صحة نظرية داروين ، في أصل الأنواع ، وهو ما عده كثيرون داخل حظيرة الفاتيكان خروجا عن الدين ، وهرطقة ، وإلحاد .
وحاول الكاردينال بيرتوني التهوين مما يجري داخل الفاتيكان بوصف المناؤيين للبابا بأنهم " أصوات ناشز " وقد كانت زيارته لإفريقيا كما قيل ، فرارا من تلك العزلة أو القفص الذي وجد نفسه فيه داخل بيت الأسرار الاكليروسية، ولكنه سرعان ما وقع في مشكلة أخرى عندما صرح في إفريقيا بأن " الواقي الذكري لا ينفع ، ولا يقي من الأمراض الجنسية بما في ذلك مرض الإيدز "، وصدرت من مراكز مختلفة تهكمات قاسية ضد بابا الفاتيكان ، بل اتهامات خطيرة بأنه " وبعض القساوسة قد يكونون مصابين بأمراض جنسية " (..) وقد جر ذلك على بنديكت 16 الكثير من اللوم ، لأنه تحدث في غير اختصاصه ، ولم يستند في قوله إلى أي بحث علمي ، ولم يشر إلى أي نتائج مختبرية .
وكانت تلك سقطات لا تقل شناعة عن زعمه السابق أن " الإسلام انتشر بالسيف " وأنه لم يضف جديدا . وقد كتبنا في حينه ما الجديد الذي جاء به الإسلام وفي مقدمة ذلك إعادة التوحيد إلى منابعه الصافية وتطهيره من شرك الإلوهية وشرك الربوبية وشرك الذات والصفات .
وزيارة بابا الفاتيكان إلى المنطقة ليست بعيدة عن محاولاته الهروب من مكان لم يعد الكثيرون يطيقونه فيه . إلى جانب ما يمكن أن تجلبه له زيارة فلسطين من دعم ومساندة من قبل الطرف الصهيوني ، حيث دعا للمصالحة بين اليهود والنصارى ، ولم يتحدث عن المسلمين سوى بكلام لا يؤسس لمستقبل أفضل ، وركز جل كلامه عن العلاقات النصرانية اليهودية ، رغم أن اليهود يعتقدون بأن مريم عليها السلام زانية وابنها عيسى عليه السلام ابن زنا ، في حين يعتقد المسلمون بأن عيسى نبيا مرسلا وأمه مريم البتول أفضل نساء العالمين .
ولا نعرف بالضبط ما هي الأسباب التي تجعل النصارى يخطبون ود اليهود وهم يقولون كل ذلك عن عيسى وأمه ويكرهون المسلمين لأنهم يؤمنون بنبوة عيسى ويبرؤون أمه من إفك بني صهيون ؟!

معاناة المسلمين :
لقد دعا بابا الفاتيكان إلى احترام حرية العقيدة ، فهل احترم هو شخصيا ، والفاتيكان والكثير من حلفائه في اليمين المتطرف الأوروبي والغربي عموما حرية العقيدة ، واحترموا حقوق المسلمين؟ إذ إن ما يجري في أوربا ومواقف الفاتيكان لا تنبئ عن وجود احترام لحرية العقيدة ، ولا لحقوق المسلمين في ممارسة شعائر دينهم . وسنؤجل الحديث عن التضييق على الحجاب في أوربا ، إلى مجالات أخرى كبناء المساجد ، وممارسة شعائر الصلاة . فضلا عن أنواع الإيذاء الأخرى والتي تتشابه وتختلف من دولة أوروبية إلى أخرى .
ففي مقابلة نشرتها صحيحفة لا ريبوبليكا الايطالية في وقت سابق قال بطريرك البندقية الكاردينال أنجلو سكونا ، ردا على سؤال بخصوص بناء المساجد في ايطاليا " إلى جانب واجب الحكومة في ضمان الأمن القومي ( انظر ربط القضية بالأمن القومي مباشرة ) عليها التمييز بين الحقوق جيدا، بين الحقوق الأساسية والحقوق الأخرى ، أو التذرع بالحقوق " فهو لم يجب جوابا مباشرا على السؤال ، ويرى أن الحرية الدينية ليست من الحقوق الأساسية ، وأن تسمية ذلك بالحقوق مجرد تذرع بها !!
وبعد أن طلب من المسلمين التضحية بتعدد الزوجات في الغرب ، علق على سؤال بخصوص الحجاب قائلا " نفهم جميعا أنه من غير اللائق أن نخلق في أوربا مظاهر اجتماعية تنافر ثقافتها وتاريخها. ووفق هذا المعيار تأتي نظرتي إلى الأمر " أي أنه يرفض الحرية الدينية رغم أن الحجاب لا يختلف كثيرا عن لباس الراهبات عنده في الكنيسة .
وكان الفاتيكان قد وصف الحرب التي شنت على الإسلام في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001 م بأنها " حرب عالمية رابعة " وقال رئيس الكرسي الرسولي لشؤون القضاء الكاردينال ريناتو مارتينو " الحرب الباردة ضد الشيوعية كانت حربا عالمية ثالثة ونحن الآن نخوض حربا عالمية رابعة " وقد رأينا كيف شارك الغرب بأشكال مختلفة في هذه الحرب القائمة منذ 1430 عاما لكن أوارها ازداد في العقود الأخيرة ولاسيما في مطلع الألفية الثالثة .

أين الفاتيكان من الحرب على المساجد : يتحدث بنديكت 16 عن حرية المعتقد بينما تحارب المساجد في أوربا وتغلق ويمنع تشييدها وإذا سمح بذلك وضعت لها شروط ، كالبناء دون صومعة ودون وضع هلال عليها وغير ذلك؛ فقد قرر مجلس أساقفة ايطاليا في مارس الماضي إصدار وثيقة رسمية جديدة لمطالبة المجتمع والمؤسسات الايطالية بوقف بناء المساجد والمراكز الإسلامية ، زاعما أن ذلك يمثل تهديدا للثقافة المسيحية . وقال رئيس المجمع الكاردينال جوزيبي بيثوري في كلمة له أمام أعضاء المجمع " إن أي قرار من البلديات يمنح أماكن للمسلمين لبناء مساجدهم سيكون على حساب الدين الكاثوليكي والثقافة الايطالية " وحاول تخويف الايطاليين قائلا " إن الإسلام إذا استحوذ على مكان يكون من الصعب إبعاده "، بل حرض الايطاليين على الإسلام والمسلمين قائلا " على الايطاليين التكتل لمواجهة المد الإسلامي " واتهم عددا من رجال الدين الكاثوليك بالتساهل مع الإسلام والمسلمين .
ورغم وجود نحو مليون مسلم في ايطاليا ، كثير منهم ايطاليين بالوراثة فإن عدد المساجد لا يزيد عن الثمانمائة في البلاد كلها . وكثيرا ما قامت الشرطة بإغلاق المساجد والمصليات كما حدث في أبريل الماضي ، إذ تم إغلاق مسجد مدينة بياتشيتسا بعد 4 أيام من افتتاحه بقرار من لجنة الأمن والنظام العام في قيادة شرطة المدينة . ولم تبد السلطات أي أسباب مهما كانت لتبرير الإغلاق . كما أغلق المركز الثقافي في مقاطعة ايميليارومانيا ،وقال عضو مجلس رابطة الشمال المتطرفة ، مارويتسو يارما " نستطيع العيش بدونه " أي المركز والمسجد .
وفي 13 يونيو الماضي عندما قامت قوات الأمن الايطالية في مدينة نريفيزو الايطالية الصناعية بمنع المسلمين من أداء الصلاة جماعة ، بقرار من عمدة البلدية . وقامت الشرطة بتغريم كل من يحاول الصلاة بألف يورو وهو مبلغ كبير جدا نظرا لحالة المهاجرين الصعبة .
ووصل الأمر إلى المطالبة بإلقاء خطب الجمعة باللغة الايطالية . وهي المطالبة التي رددها وزير خارجية ايطاليا ورئيس حزب ، التحالف القومي ، جان فرانكو فيني . ولا يفوتنا في هذه العجالة ( الأمثلة لا تعد ولا تحصى ) ما قام به عضو مجلس الشيوخ الايطالي روبرتو كالديرولي الذي قام في وقت سابق بذبح خنزير في مكان كان مخصصا لإقامة مسجد . وطالب بتنظيم يوم للخنازير ، يطوف بها في الأماكن التي ينوي المسلمون بناء مسجد فيها . ولم يستنكر بابا الفاتيكان ولا الكنيسة الايطالية مثل التصرفات السابقة التي تعد بلا ريب ضد حرية المعتقد .
وفي سبتمبر الماضي وفي مدينة كولونيا الألمانية ، اتحدت الأحزاب اليمينية المقربة من الكنيسة ضد ما وصفوه بانتشار الإسلام في أوربا ، باسم الدفاع عن القيم المسيحية متناسين حرية المعتقد التي يتشدقون بها ، كل ذلك لأن المسلمين أرادوا أن يبنوا لهم مسجدا يتسع لنحو ألفي شخص ؛ فهناك ملايين المسلمين في ألمانيا ليس لديهم سوى 159 مسجدا .

وفي بريطانيا حذر أسقف مقاطعة روشستر مما وصفه بتراجع تأثير المسيحية أمام تقدم الإسلام ليملأ الفراغ الأخلاقي الذي بدأ في بريطانيا منذ عدة عقود . وفي بريطانيا نفسها اعتبرت إحدى عضوات برلمان الكنيسة الانجليكانية ( سينود ) آليسون روف أن الخلافات بخصوص الشاذين جنسيا داخل الكنيسة وخارجها لا يعد شيئا مقارنة بما وصفته بتهديد الإسلام . وقالت لصحيفة تلي تلغراف " على الكنيسة أن تتجاوز خلافاتها وتركز جهودها على التصدي للإسلام في بريطانيا " ودعت إلى وقف بناء المساجد محذرة من انزلاق الكنيسة نفسها إلى الإسلام .
وأدت حملات التحريض تلك إلى زيادة العداء للإسلام والمسلمين فقد أظهر استطلاع أن نحو مليوني مسلم في بريطانيا يعانون من مشاعر العداء ضدهم ، والتي عبر عنها 51 في المائة من البريطانيين في نفس الاستطلاع .
وفي بلجيكا يشن اليميني المتطرف فيليب دي غنتر حملات مسعورة ضد حرية العقيدة ، إلى حد المطالبة بإغلاق أبواب أوربا نهائيا أمام المسلمين . وألف كتابا سماه " أسلمة أوربا إن شاء الله " ومما قاله في حوار مع إذاعة هولندا أن " الجالية الإسلامية في البلدان الأوروبية هي المشكلة الرئيسية التي تواجه هذه المجتمعات
" وفي دول أخرى حتى السويد تعشش فيها الاسلاموفوبيا .

ماذا ينتظر من بابا الفاتيكان ؟! :
كان بابا الفاتيكان نفسه قد حذر الأوروبيين في خطاب سابق له من انحسار الهوية النصرانية في ظل انخفاض عدد المواليد وزيادة عدد المسلمين خاصة وأن الكنيسة تعاني من هجر الطقوس الكنسية وقلة المواليد وثقافة تجاوزت السيطرة على حد تعبيره .
وقال " إن مستقبل أوربا المسيحية كئيب وينذر بالخطر " ومع ذلك لم يخف هوس الكنيسة بتنصير " كل البشر " معتبرا ذلك " الواجب والحق الثابت " على حد تخرصه .
كما دعا الأمين العام للتحالف الانجيلي جودون شويل روجرز إلى " تنصير المسلمين في أوربا " ووزع التحالف الإنجيلي إمساكية لشهر رمضان عليها عبارات تنصيرية .
وعودة لبنديكت 16 ، الذي أعرب في الذكرى 60 لنكبة فلسطين عن شكره للرب لامتلاك اليهود "أرض أجدادهم"، وإذا كان بابا الفاتيكان يعتقد أن اغتصاب فلسطين ، هو عودة الأرض لأصحابها فماذا ينتظر منه ولماذا يراهن عليه أم هي خطة جديدة لاستغباء المسلمين والضحك عليهم باستمرار بتصويره داعية سلام وإمكانية مساهمته في استعادة بعض الحقوق الفلسطينية فضلا عن استرجاع فلسطين .

شهادة أوروبية :
لقد اعترف مكتب الاتحاد الأوروبي، المعني بمراقبة التميز وكراهية الأجانب ، بوجود مظاهر التميز على أساس ديني ضد المسلمين في أوربا . وقالت الدكتورة بياتا فينكلر " الكراهية وصلت إلى حد الاعتداء على المسلمين لفظيا وجسديا " وأن تلك الاعتداءات " تؤدي بهم إلى فقدان الأمل وإعاقة تحقيق منجزاتهم التعليمية والعلمية "؛ فماذا فعل بابا الفاتيكان والكنيسة لوقف ذلك ، أم أنه مسؤول بصفته وشخصه عن مساهمته بتصريحاته المختلفة وتصريحات القساوسة والكرادلة والبطاركة في ذلك . وقال جوزيف دي فت ، مدير مركز المساواة ومكافحة العنصرية الأوروبي ، العنصرية ضد المسلمين زادت ثلاثة أضعاف ، وقال في تقرير بهذا الخصوص " هذه المظاهر تلاحظ في وسائل النقل وأماكن العمل وفي الشارع " .
وإذا كانت حرية التعبير مكفولة للجميع ، فلماذا تنص قوانين الكثير من الدول الأوروبية بما في ذلك ايطاليا على تجريم من ينتقد بابا الفاتيكان . فيما يعتبر التخرص ضد الإسلام حرية تعبير ؟! وتعرض الممثلة صابينا غوستانتي للمحاكمة بسبب انتقادها لبابا الفاتيكان؛ فأين حرية

التعبير وأين حرية المعتقد أيها البابوي غير المقدس .
http://www.almoslim.net/node/111719

عبد الباقي خليفة

الأمة الإسلامية الصاعدة.. معالم وشروط

الأمة الإسلامية أمة منصورة ومرحومة، وهي خير الأمم وأفضل أجيال الإنسانية على الإطلاق، كما أنهم أكثر أهل الجنة، وذلك لأنها آمنت بخاتم النبيين؛ وسيد المرسلين.
وقد حفظ الله لها دينها بحفظ كتابها، فهي الأمة الوحيدة التي يحفظ الملايين من أبنائها الكتاب الرباني الذي أنزله الله _تعالى_ على نبيه، وهذا ما لم يكن في أي أمة مضت، وببقاء طائفة من أهل الحق ظاهرين في كل الأزمان إلى قيام الساعة، وبظهور المجدد في كل قرن من تأريخها الدنيوي.


والمتأمل في فضل هذه الأمة وتميزها على غيرها من الأمم ينمو في قلبه الثقة بظهور الدين، وعدم اليأس من النصر مهما كانت قوة الأعداء.

وفي هذه الأيام _ بالذات _ نجد تنامياً ملاحظاً في الأمة، وعودة صادقة إلى دينها وعقيدتها، فقد سقطت كل الشعارات والمناهج والمذاهب التي حاربت الإسلام زمناً طويلاً في بلاد المسلمين، فهذه القومية سقط جناحها الناصري بعد النكسة عام 1967م، وتكلّس جناحها الآخر (حزب البعث) ثم سقط تماماً بعد الحرب الأخيرة.
والعلمانية سقطت بعد ذلك بشهادة دهاقنتها في العالم العربي، فهذا الدكتور عادل ظاهر يقرر ذلك في كتابه الأخير (الأسس الفلسفية للعلمانية)، وأصبح الجميع _ بما في ذلك الغربيون _ يصرحون دون مواربة أن هذا وقت صعود الإسلام للقيادة من جديد.
ولعل من لطائف أقداره _تعالى_ أن يكون رأس حربة العداء للإسلام في العالم (أمريكا) أحد الأسباب في سقوط هذه التيارات الفكرية التي تأسست لها نظم سياسية وتعليمية وثقافية واجتماعية في بلاد المسلمين من حيث يريدون أو لا يريدون.
لقد شعر الغربيون هناك أن وكلاءهم لم يعودوا قادرين على إدارة المعركة مع الطائفة الناجية المنصورة، فأرادوا القيام بهذا الدور بأنفسهم وبشكل مباشر.
ولشعورهم بالخطر، احتياطاً للسنوات القادمة أُسس "مشروع القرن الأمريكي الجديد"، وهو مركز أبحاث أمريكي أنشئ في عام 1997م، ويعد أكبر المعاقل المعبرة عن مواقف "المحافظين الجدد" الذين كانوا وراء تغير الاستراتيجية الأمريكية، وكانت سبباً في الحروب المتكررة، والتخطيط لتغيير خريطة المنطقة سياسياً، ثم يتبعها التغيير الثقافي والفكري والاجتماعي.

وهذا التطور في الحرب على الإسلام كان من أسباب اليقظة الشعبية الإسلامية، والشعور بضرورة العودة إلى الإسلام وبناء الحياة عليه.
فنحن أمام مفصل تأريخي ونقطة تحول ومفترق طرق في حياة أمتنا الإسلامية؛ وهي راغبة في العودة إلى الله _تعالى_ لا تبغي به بديلاً.
ولكن النهضة والصعود والعودة الصحيحة بحاجة إلى مشروع تفصيلي مأخوذ من نصوص الوحيين وهدي سلف الأمة؛ وعلمائها الصالحين.

وهذه بعض "المعالم" في نهضة الأمة، وصعودها ونُبَذ متفرقة، وخواطر متنوعة وأساس النهضة أن تكون راشدة على السنة والجماعة، فالسنة سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تركها غرق، وهي الإسلام الصافي، وأهلها هم نقاوة المسلمين، والجماعة ووحدة الصف هو أساس الانتصار والبناء، والخلاف شرٌ كله، وسبب في الفشل، وذهاب الريح.
وإضافة إلى إحياء العلم الشرعي، والتربية الإيمانية للأسر المسلمة على قيم الإسلام، وآدابه، وتأريخه، وحضارته؛ فيمكن أن نذكر بعض المعالم التي تناسب المرحلة؛ فمنها:

1- تجديد الخطاب الإسلامي وتحسينه ليتوافق مع ظروف المرحلة، وأصل ذلك أن كل نبي يبعث بلغة قومه، ومن المعاني الدقيقة لهذه اللغة، استعمال الأساليب والقوالب والصيغ المقنعة، وحسن العرض وقوته وجزالته، ووضع الحلول، وكشف الداء والدواء.

2- العناية بالإعلام، والمشاركة الإيجابية فيه، ورسم المنهج الشرعي للإعلام، فالإعلام أصبح يدخل في كل بيت، فلا بد من مخاطبة كل الناس في كل مكان.

3- الحرص على دعوة المرأة ، وبناء الأمة اجتماعياً؛ لأن الأمة مستهدفة في بنائها الأسري.

4- إحياء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمفهومها العام، ورسم الدورات التدريبية للمحتسبين للقدرة على التأثير في المجتمع بصورة مقبولة.

5- المبادرة إلى إنشاء المراكز والهيئات في القضايا الحساسة المعروضة عالمياً للمناقشة، مثل: حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والثقافة، والشباب، والتنمية، ووضع تصور شرعي حول هذه القضايا، وبرنامج عملي موافق لأحكام الشريعة الإسلامية؛ لأن هذه القضايا مفروضة على الواقع وإن لم يقم بها أهل الحق قام بها غيرهم.

6- إبراز قوة الشريعة الإسلامية في ضبط حياة الناس، ووضوح قواعدها وانضباطها، والاطلاع على القوانين المعاصرة، وبيان تميز الشريعة عليها من حيث الربانية، والانضباط، والشمولية في معالجة قضايا الأمة.

لأن العالم الغربي اليوم يضغط على الحكومات بشتّى القوانين الجاهلية بحجة عدم وجود قانون منضبط محدد، وهذا الاعتراض يأتي بحجة العدالة وحقوق الإنسان، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن اتصال العالم الإسلامي بالآخر الكافر فرض أنماطاً جديدة من التعامل بحاجة إلى معرفة أحكام الشريعة فيها، وإلا فإن لجان التحكيم في القضايا المعاصرة ستكون بديلاً للقضاة الشرعيين تحت ضغط الخبرة والإطلاع على الأنظمة والقوانين المعاصرة، وهذا خطر عظيم على مستقبل تطبيق الشريعة الإسلامية في بلاد المسلمين، وتجاوز هذه المشكلة يكون بما تقدم ذكره.

وأهم قضية في الصعود هو تجاوز الخلافات الشخصية، والأطر الحزبية الضيّقة، وحسن الظن بعموم المسلمين، والتشاور والتربية الاجتماعية، وبناء المؤسسات العلمية والدعوية والثقافية والاجتماعية؛ لأننا في عصر التكتلات والمؤسسات المتعددة الجنسيات، وإذا أخلصنا لله _تعالى_، وسنة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، واتخذنا الأسباب مع التوكل على الله _تعالى_، وابتعدنا عن آفات الأمم الأخرى فإن النصر آتٍ _بإذن الله تعالى_، والمخالفات الشرعية الموجودة في المجتمع إذا اجتهدنا في إصلاحها، فإن الأمة قريبة _ولله الحمد_، برأيه، فلا يزال في الأمة خير كثير، فأمة محمد _صلى الله عليه وسلم_ إلى خير، والواقع يشهد بذلك، وهي بحاجة إلى ترشيد وإصلاح وتوجيه وإخلاص واجتناب للأهواء المضلة والشهوات المحرمة.
يقول رسول الله _صلى الله عليه وسلم: "مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره" رواه أحمد والترمذي بسند حسن
عبدالرحيم السلمي

غزة-دنيا الوطن
يبدو أن المحظور قد وقع وسقطت ورقة التوت التي غطت غشاء شرف الإمبراطورية التجارية العظمى مع كشف تفاصيل الحكاية الأغرب، وهو ما قد يرسم في لوحتها ملامح أزمة مالية ستطول محاولة حلولها وهي كمثل السحابة مغلفة بكارثة مالية عظمى المحيطة بالأجواء الاقتصادية السعودية إذ أبلغت مصادر مطلعة "إيــلاف" أن مؤسسة النقد العربي السعودي أصدرت توجيهات إلى البنوك السعودية بتجميد ارصدة رجل الأعمال معن الصانع وعائلته وزوجته سناء عبد العزيز القصيبي ، ومن اشهر هذه البنوك الجزيرة ، والاهلي ، وسامبا وغيرها من البنوك .

ويأتي ذلك بعد أيام من تصريح الدكتور محمد الجاسر محافظ مؤسسة النقد السعودي أن القروض المصرفية المشكوك في تحصيلها في السعودية لا تتجاوز 1.4 في المئة بنهاية عام 2008 .

وكانت وكالة " standard and poor's" للتصنيف الائتماني قد اعادت النظر في تقييمها لمجموعة سعد والشركات التابعة وذات الصلة والتي يملكها الصانع والتي يقع مقرها في المنطقة الشرقية من المملكة. إلى "سالب" من "مستقر" بسبب انكشاف المجموعة المتزايد في سوق العقارات مؤديا إلى تناقص السيولة النقدية وانحسار التنوع الجغرافي لمحفظة المجموعة، في الوقت نفسه أصدرت الوكالة بيانا أكدت فيه تصنيف المجموعة ائتمانيا بمستوى BBB+/A-2.

من هو معن الصانع؟

كانت مجلة فوربز العالمية قد صنفت في وقت سابق الثري ورجل الأعمال السعودي معن الصانع البالغ من العمر 54 عاما في المرتبة 62 عالميا بثروة قدرت ب7 مليارات دولار في قائمة اثرياء العالم لعام 2009 وفي المرتبة رقم 6 عربيا ، ويعيش الصانع في الخبر وعاش في بداية حياته في الكويت . وقد استطاع جذب انظار العالم بعد قيامه ببيع جزءٍ من حصته في بنك (إتش إس بي سي ـ HSBC) المؤسسة البريطانية المصرفية العملاقة، والتي جعلته يتصدر عناونين الصحف قبل سنتين عندما كشف ملكيته لـ3.1 في المئة من أسهم البنك والتي شهدت بدورها انخفاضًا بلغ 85 في المئة خلال العام الماضي.

وعرف عن الصانع قيامه بعدد من الأعمال الخيرية لعدد من الجهات التي لم يظهر سوى جزء منها، ومن أبرزها وأخرها التبرع الخاص بتكاليف زراعة 60 كليه لمرضى الكلى واستقبال وعلاج امراض القلب بالمجان وتكاليفها كاملة، وتضم امبراطورية معن الصانع الاستثمارية أصولا في شركات تتوزع في ارجاء العالم ومنها:

- البنك السعودي الاستثماري
- سابك للصناعات
- السعودية للاتصالات
- بنك الصين
- سيتي غروب
- فورتريس انفستمنت
- بنك الصين الصناعي التجاري
- سيدني غاز
- الأورغواي للاستكشاف المعدني
- ثري آي
- بي دي آي للتعدين (ألماس وذهب) 5%
- بيركلي (بناء منازل) 29.1%
- بيوكير سوليوشينز (مستحضرات تنظيف)
- سيرافيجين (تكنولوجيا الالكترون)
- كلير سبيد تكنولوجي (أشباه الموصلات)
- ايتون فيلد ( عقارات تجارية وسكنية) 29.9%
- اتش اس بي سي (مصرف)
- ايماجينيشنز تكنولوجيز (سلكون وبرامج كمبيوتر) 13.9%
- بروسورجيكس (رجال آليون للجراحة)
- بوتون باور سيستمز (وقود مهجن كهربائي) 4.8%
- رينيورون (علاج الخلايا الجذعية) 26.4%
- ريسوليوشين (تأمين على الحياة)
- سينديكيت أسيت مانجمينت (ادارة الأصول البديلة)


المناصب التي تقلدها:
• رئيس مجلس إدارة شركة سعد للتجارة والمقاولات ، مستشفي سعد التخصصي.
• رئيس مجلس إدارة ومالك : بنك أوال، شركة سعد للأستثمار ش.م.ب.م ، بنك لمبارد اتلانتك.
• شريك ومدير عام شركة سعد لتقنية المعلومات المحدودة ، شركة سعد للخدمات الطبية المحدودة ، شركة القصيبي والصانع للتنمية والاستثمار ، شركة سعد للسفر والسياحة ، شركة سعد للنقل البري المحدودة ، شركة سعد للخدمات التجارية المحدودة ، شركة سعد للتنمية الزراعية المحدودة ، شركة سعد للشحن والتفريغ المحدودة ، شركة معن الصانع للاثاث المحدودة ، شركة معن الصانع وشريكه للخدمات التعليمية ، مؤسسة سعد الأمنية المدنية الخاصة ، شركة سعد للتموين والخدمات الغذائية.
• عضو مجلس إدارة مجموعة سامبا المالية.
• رئيس مجلس إدارة شركة عقارات الخليج.
• رئيس مجلس إدارة شركة دوتشه العزيزية للخدمات المالية (تحت التأسيس).
• نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية.
• عضو مركز الأمير محمد للبحوث والدراسات الطبية التابع لجامعة الملك فيصل.
• رئيس اللجنة التأسيسية لصندوف الأمير محمد للاعمال الخيرية.
• عضو مجلس المستشارين بمعهد السياسات الاقتصادية والاجتماعية للشرق الاوسط التابع لجامعة هارفارد.
• عضو الجمعية العربية للملاحة بالاسكندرية.
• عضو مجلس امناء مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين.
• عضو أنشطة اجتماعية.
• عضو مجلس إدارة جمعية البر الخيرية بالمنطقة الشرقية.
• عضو الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع.
• عضو لجنة أصدقاء المرضى بالمنطقة الشرقية.
• عضو المجلس الأعلى لمؤسسات رعاية وتأهيل المعاقين بالمنطقة الشرقية.
• مؤسس ورئيس مجلس ادارة مركز سعد الصانع لتقويم النطق والسمع للاطفال المعوقين وهى مؤسسة خيرية قامت مجموعة سعد بتأسيسها لتقديم المساعدة والعلاج اللازم للاطفال المعوقين في مجال السمع والنطق وكذلك في مجال الاعاقات العقلية.

غزة-دنيا الوطن
كشفت صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" الأمريكية الثلاثاء 5-5-2009 وثيقة قالت إنها حصلت عليها من مكتب التحقيقات الفيدرالي، وهي عبارة عن رسالة بخط صدام حسين يتحدث فيها عن تعذيب تعرّض له وطال كل جسده فضلاً عن حرمانه من النوم.

وعلق الصحافي الأمريكي البارز رونالد كيسلر في تصريح صحفي قائلاً: "الرسالة صحيحة لكن كاتبها بلا مصداقية"، وكيسلر هو مؤلف أشهر كتاب تناول فيه سيرة أحد المحققين مع صدام حسين.


الرسالة

وقالت الصحيفة الأمريكية إن الرسالة جزء من ملف صدام الموجود لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" والمكون من 352 صفحة.

وكتب صدام الرسالة الأولى عقب 9 أيام على اعتقاله في تكريت يوم 15 ديسمبر 2003 طلب فيها مبلغ مليون دولار كان بحوزته أثناء الاعتقال.

وبدأ صدم حسين الرسالة: "بسم الله الرحمن الرحيم.. من صدام حسين رئيس جمهورية العراق إلى من يهمه الأمر".

وأضاف "مضى عليّ في المكان الذي أنا فيه من 13-12-2003 حيث أسرت إلى هذا اليوم 26-12-2003، وعدا عن الأذى والضرب الذي أصابني بعد أن شدوا وثاقي في 13-12، والتي لم تُعفِ أي جزء من جسمي من الأذى المبرح التي قامت به زمرة الاعتقال، والتي مازالت آثار البعض منها ظاهرة على جسمي الآن، فإن ما أردت أن أخبر الجهات المعنية الآن هو أن النوم بالنسبة لي في هذا المكان محدود وشبه نادر، إن الايام الثلاثة الأخيرة مجموع نومي فيها لا يتعدى الأربع والخمس ساعات لكل الأيام".

وقال متحدثاً عن السجن الذي كان فيه: "المكان الذي أنا فيه شأنه شأن كل أماكن الاعتقال، حيث تحول إلى مكان لتعذيب المعتقلين ليلاً بوجه عام، ونهاراً أيضاً في كثير من الأحيان، بالاضافة إلى المؤثرات الصوتية المزعجة لمن يجري استنطاقه أو تعذيبه، ولا أعتقد أن هنالك من قلبه مرهف إنسانياً يستطيع أن ينام وسط صياح المعذِبين والمعذَبين".


لا مصداقية

وأصدر رونالد كيسلر في وقت سابق كتاب "ذا تيروريست واتش" الذي يتضمن حواراً مطولاً مع جورج بيرو، وهو مدير فريق تحقيقات أرسله مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي للتحقيق مع صدام حسين في سجنه.

وكان أحد أبرز صحافيي "نيويورك تايمز" وصاحب أكثر الكتب مبيعاً وعددها 17 كتاباً تناولت شخصيات رئيسية في الحياة الأمريكية، منها كتاب عن الحياة اليومية في البيت الأبيض، وكتاب مثير عن "لورا بوش". ويعمل حالياً مراسلاً في واشنطن لمجلة "نيوز ماكس" الأمريكية الشهيرة، ونال خلال مسيرته الصحافية 16 جائزة.

وأضاف كيسلر :"معاملة صدام حسين في السجن كانت إنسانية خاصة من قبل المحقق جورج بيرو الذي جلب له ذات يوم الحلويات، ووفق معلوماتي الخاصة لم تعذب الولايات المتحدة صدام حسين ابداً ومكتب التحقيقات الفيدرالي غير معنيّ بهذه القضايا".

وتابع: "ما كتبه صدام عن التعذيب ربما هو مارسه بحق معارضيه في السجون".
جوانا فرانسيس
كاتبة وصحفية أمريكية
ترجمة : أحمد موسى الحايك
اعداد : ناصر الحايك




بين الهجوم الاسرائيلى على لبنان و"الحرب الصهيونية على الارهاب" ، أصبح العالم الاسلامى الآن محل اهتمام لدى كل بيت أمريكى . حيث أرى سفك الدماء والموت والدمار الذى حل بلبنان ، اضافة الى كل شىء آخر : اننى اراكن . فلا يسعنى الا أن الاحظ بأن كل امرأة تقريبا أراها تحمل طفلا أو حولها أطفال . ورغم أن البستهن تبدو محتشمة ، الا أن جمالهن مازال يلمع من خلال ملابسهن .



ان ما الاحظه ليس فقط الجمال الخارجى ، بل أيضا أشعر بشىء غريب داخلى ، اننى أشعر بالحسد ، اننى أشعر بالانزعاج الشديد بسبب جرائم الحرب والمحن التى عانى اللبنانيون جراءها . ومع ذلك لايسعنى الا أن أعبر عن شعورى بالاعجاب بقوتكن وجمالكن وحشمتكن ، والأكثر من ذلك بسعادتكن .

نعم يبدو الأمر غريبا لكن ذلك حدث لى ، فحتى تحت القصف المتواصل ، بدت السعادة على وجوهكن أكثر مما تبدو علينا ذلك لأنكن تعشن حياة النساء الطبيعية ، مثلما عاشت النساء دائما منذ بدء الحياة .



كانت هذه طريقة العيش فى الغرب حتى الستينيات حين أمطرنا نفس العدو ليس بالذخائر الحقيقية بل بالخداع والفساد الأخلاقى .

عبرالاغراء أمطرتنا هوليود نحن الامريكيات ، ذلك عوضا عن استخدام المقاتلات الحربية أو بالدبات المصنوعة فى أمريكا . هكذا يريدون معاملتكن بنفس الطريقة بعد الانتهاء من قصف البنى التحتية فى بلدانكن .

وعندها سوف ينتابكن الشعور بالاحتقار كما نشعر نحن . لكن يمكن تفادى هذا النوع من " الامطار" ان استمعتن لنا اللواتى عانين قبلكن من هذه الاصابات الخطيرة جراء تأثيرهم الشيطانى .



كل شىء يأتى من هوليود ماهو الا مجموعة أكاذيب ، وتشويه للحقيقة ، ودخان ومرايا . يعرضون الجنس كأنه أمر طبيعى بوصفه تسلية لاضرر منه لأنهم يهدفون الى تدمير النسيج الأخلاقى للمجتمعات حيث يوجهون لهم برامجهم المسموعة .

أرجو منكن عدم شرب هذا السم . فليس ثمة ترياق مضاد لذلك بعد تناوله . قد تستعيدون عافيتكن جزئيا ، لكن لن تصبحوا كما كنتن من قبل . اذ من الأفضل تفادى هذا السم كلية عوضا عن محاولة الاستشفاء من الأضرار التى يسببها .



سوف يحاولن اغراءكن بالأشرطة والموسيقى التى تدغدغ أجسادكن ، مع تصويرنا نحن الأمريكيات كذبا بأننا سعداء وراضون ونفتخر بلباسنا مثل لباس العاهرات وبأننا قانعون بدون أن يكون لنا عائلات .



فى الواقع معظم النساء لسن سعداء ، صدقونى . فالملايين منا يتناولن أدوية ضد الاكتئاب ، ونكره أعمالنا ونبكى ليلا من الرجال الذين قالوا لنا بأنهم يحبوننا ، ثم استغلونا بأنانية وتركونا .

انهم يريدون تدمير عائلاتكم ويحاولون اقناعكن بانجاب عدد قليل من الأطفال . انهم يفعلون ذلك بتصوير الزواج على أنه شكل من أشكال العبودية ، وبأن الأمومة لعنة ، وبأن الاحتشام والطهارة عفا عليهما الزمن وهى أفكار بالية . يريدون لكن الرفض وفقد الايمان .

هم مثل الثعبان الذى أغوى حواء بالتفاحة فلا تقدموا على القضم .



القيمة الذاتية:



فى نظرى انتن كالجواهر الثمينة ، ذهب خالص أو " اللؤلؤة ذات القيمة العالية " اللاتى ذكرهن الانجيل (متى 45:13) النساء كافة لآلىء عالية القيمة ، لكن بعضنا خدعن ويشككن فى قيمة طهارتنا . قال المسيح : " لا تعط شيئا مقدسا الى الكلاب ، ولاترم لآلئك أمام الخنازير حتى لايدوسوا عليها باقدامهم (متى6:7) .



ان لآلئنا لاتقدر بثمن ، لكنهم يحاولون اقناعنا بأنها رخيصة . ومع ذلك صدقونى ، لابديل عن النظر الى المرآة ورؤية الطهارة والبراءة واحترام الذات وهى تحملق ردا عليكن .



والأزياء التى تخرج من المجارير الغربية مصممة كى تشعرون بأنها مصممة للاعتقاد بأن أفضل ماتملكه المرأة هو جاذبيتها الجنسية . لكن الفساتين الجميلة والأحجبة هى فى الواقع أكثر جاذبية من أى زى غربى لانها تحيطكن بالغموض والاحترام والثقة .



ان الجاذبية الجنسية للمرأة يجب حمايتها من الأعين التافهة ، حيث يتعين أن تكون هذه الجاذبية هدية المرأة للرجل الذى يحبك ويحترمك بغرض الزواج . ونظرا لأن رجالكن مازالوا محاربين شجعان ، فهم يستحقون الأفضل .



ان رجالنا لايريدون الطهارة الآن ، وهم لايدركون اللؤلؤة ذات القيمة العالية ، بل يفضلون الأشياء الصارخة عوضا عن ذلك ثم يتخلون عنها فيما بعد .



ان أقيم ماتملكه المرأة هو جمالها الداخلى ، وبراءتها وكل شىء يجعلك ماأنت عليه . ومع ذلك لاحظت أن بعض النساء المسلمات يتجاوزن الحدود ويحاولن التشبه بالغرب قدر ماأمكن وحتى وهن يرتدين الحجاب ( مع اظهار شىء من شعورهن ) . لماذا يتعين تقليد النساء اللاتى ندمن على فضيلتهن المفقودة أو التى سيفقدنها عما قريب ؟ فليس ثمة تعويض عن تلك الخسارة . أنتن حجارة الألماس الذى لاعيب فيه . فلا تسمحوا لهم بالاحتيال عليكن وتحويلكن الى حجارة لاقيمة لها ، لأن كل ماترونه فى مجلات الأزياء الغربية والتلفزة الغربية عبارة عن أكاذيب . انها مصيدة الشيطان أو ابليس . انه ذهب كاذب .



قلب المرأة :



سوف أفشى لكن سرا بسيطا ، ان كان لديكن فضول ممارسة الجنس قبل الزواج ليس شيئا عظيما . فقد سلمنا أجسادنا لرجال كنا نحبهم ، معتقدين أن تلك هى الوسيلة التى تجعلهم يحبوننا ويرغبون فى الزواج منا كما كنا نشاهد شاشة التلفاز أثناء نمونا .



ولكن بدون الأمن الناجم عن الزواج والمعرفة الأكيدة وبأنه (الزوج) سيبقى معنا دائما ، فان ممارسة الجنس ليست ممتعة . يالسخرية القدر ! لقد كان مضيعة للوقت فحسب . كما أنك تذرفين الدموع على ماحدث .



بصفتى امرأة تتحدث الى أخرى ، أعتقد أنه سبق لك فهم ذلك لأن المرأة فقط تستطيع حقا فهم مابداخل قلب امرأة أخرى . فى الواقع ، كلنا متشابهات . فلا يهم جنسنا أو ديننا أو جنسيتنا . اذ أن قلب المرأة هو نفسه فى كل مكان ، اننا نعشق ، وهذا أفضل مانقوم به . نربى أسرنا ونوفر الراحة والقوة للرجال الذين نحبهم . لكن نحن النساء الامريكيات خدعنا حين جعلونا نعتقد بأننا سوف نكون أكثر سعادة بشغل الوظائف ، وامتلاك البيوت الخاصة بنا ونعيش فيها لوحدنا ، وحرية منح الحب لأى شخص نختاره...هذه ليس حرية ، كما أن ذلك ليس حبا . فجسد المرأة وقلبها يشعران بالأمان باسداء الحب فقط ضمن ملاذ الزوجية الآمن . فلا ترضى بأقل من ذلك كما أن المسألة لاتستحق غير ذلك ، ولن تستحسنى الأمر بل لن ترضى عن نفسك فيما بعد .عندئذ سوف يتركك .



انكار الذات :



ان ارتكاب الاثم لايجدى لأنه يخدعك دائما . ورغم اننى استعدت شرفى ، لكن لابديل عن عدم تدنيس شرفى فى المقام الأول .

بالنسبة للنساء الاوروبيات فقد تعرضوا لعملية غسيل دماغ كى يعتقدن أن النساء المسلمات مضطهدات . فى الواقع نحن اللواتى يخضعن للاضطهاد ، نحن عبيد الأزياء التى تحط من قدرنا ، ويسيطر علينا هوس وزن أجسامنا ، ونتوسل للرجال طلبا للحب والرجال لايريدون أن يكبروا . ونحن ندرك فى أعماقنا أننا خدعنا ، ولذلك نحن معجبون بكن وأنتم مثار حسدنا . رغم أن البعض منا لايقرون ذلك . رجاء لاتنظرن باحتقار لنا . أو تفكرن بأننا نحب الأشياء كما هى عليه . فالخطأ ليس عندما كنا صغارا لم يكن لنا آباء للقيام بحمايتنا لأن العائلات قد جرى تدميرها . وأنتن تدركن من هو وراء هذه المؤامرة . اخواتى لاتنخدعن ، فلا تسمحن لهم بخداعكن ، ولتظل النساء عفيفات وطاهرات . نحن يتعين علينا رؤية الحياة كما ينبغى أن تكون بالنسبة للنساء . نحن بحاجة اليكن لتضربن مثلا لنا نظرا لأننا ضللنا الطريق . اذا تمسكوا بطهارتكن ، ولتتذكروا أنه ليس بالوسع اعادة معجون الأسنان داخل الأنبوب . لذلك ، لتحرص النساء على هذا المعجون بكل عناية .

آمل أن تتقبلن هذه النصيحة بالروح التى أقصدها ، روح الصداقة والاحترام والاعجاب .





مع المحبة
WWW.ARABTIMES.COM
هدا المقال لا يمكن العميم فيه نعم الطهارة والعفة مطلويتان لكن لا يمكن اتهام الغير بنقيضهما جزافا
احمد جلال

دبي مول: كل العلامات التجارية تحت سقف واحد


ميدل ايست اونلاين
دبي - أعلنت "مجموعة إعمار لمراكز التسوق" التابعة لشركة "إعمار العقارية" في دبي أنها استثمرت بالتعاون مع شركائها من تجار التجزئة 20 مليار درهم لتطوير "دبي مول" الذي يعد أكبر وجهات التسوق والترفيه في العالم على الإطلاق.

وقالت المجموعة في بيان صحافي صدر عن مقرها في دبي ان هذا الإستثمار ساهم في توفير أكثر من عشرة آلاف فرصة عمل جديدة.

ويمتد "دبي مول" على مساحة 12 مليون قدم مربع أي ما يعادل مساحة 200 ملعب لكرة القدم حيث يشهد حاليا زيادة كبيرة في أعداد الزوار الوافدين إليه تجاوبا مع فعالية "فيستيفال دبي مول" الممتدة حتى نهاية الشهر الحالي.

وأوضح البيان أن سجل التجار في المشروع سجل نموا في المبيعات بلغت نسبته 33 في المائة خلال الفترة من ديسمبر 2008 حتى نهاية الشهر الماضي.

وأكدت المجموعة أن "دبي مول" يعد الآن أكثر المشاريع توفيرا لفرص العمل في المنطقة بواقع عشرة آلاف وظيفة جديدة خلال العام الحالي، وساهم تجار التجزئة بتوفير 7500 فرصة عمل في حين وظفت مجموعة إعمار لمراكز التسوق الآلاف للعمل في مجالات الإدارة والتشغيل والمبيعات والتسويق والأمن ومواقف السيارات وغيرها.

وقال محمد العبار رئيس مجلس إدارة "إعمار العقارية" ان دبي مول يعد من أهم الركائز التي تدعم النمو الاقتصادي في دبي من خلال حفز القطاع التجاري وتوفير الكثير من فرص العمل.

وكان محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي قد افتتح دبي مول رسميا في الثامن من الشهر الحالي، واجتذب حفل الافتتاح 160 ألف زائر أي ما يعادل 10 في المائة من عدد سكان المدينة.


وذكر العبار أن المركز يشهد إقبال 750 ألف زائر أسبوعيا خلال فترة "مهرجان دبي مول" ..مشيرا الى المضي بثقة نحو الوصول بعدد زوار المشروع إلى 37 مليون شخص سنويا".


وشدد على أن دبي مول يعتبر من أهم الاستثمارات على مستوى قطاع تجارة التجزئة في العالم إذ ساهم باستحضار 165 مفهوما تجاريا جديدا في الشرق الأوسط واحتضان متاجر لعلامات تجارية تتواجد للمرة الأولى في المنطقة.

واحتلت دبي المرتبة الرابعة بين أكثر المدن استقطابا للتجار في العالم وفق أحدث التقارير الصادرة عن "سي بي ريتشارد إيليس" بعد كل من لندن وباريس ونيويورك ..وأظهر الاستطلاع الذي شمل 67 دولة أن 46 في المائة من أكبر 280 شركة تجارية تتواجد في دبي مقارنة بلندن "60 في المائة" وباريس "49 في المائة" ونيويورك "47 في المائة.

ويضم دبي مول 1200 منفذ تجاري محتضنا أكبر عدد من منافذ العلامات التجارية العالمية التي تتواجد تحت سقف واحد.

وإذا ما تم صف المتاجر واحدا بجانب الآخر لوصل طول الصف إلى 23 كيلومترا، وتم حتى اليوم افتتاح أكثر من 900 متجر على أن يتم افتتاح المنافذ المتبقية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة كما يمكن للزوار الاستمتاع بتناول أشهى الوجبات من مختلف المطابخ العالمية في ردهتي الطعام اللتين يحتضنهما دبي مول بطاقة استيعابية تصل إلى ثلاثة آلاف شخص، كما يضم المركز أيضا مواقف مجهزة لاستيعاب أكثر من 14 ألف سيارة.

ويشتمل دبي مول على مجموعة متميزة من المرافق الترفيهية العالمية منها "دبي أكواريوم وحديقة الحيوانات المائية" الذي يشكل موطنا لأكثر من 33 ألف كائن مائي منها أسماك القرش كما يضم أكبر واجهة أكريليك في العالم إضافة إلى ممر للمراقبة يعبر ضمن الحوض و"حلبة دبي للتزلج على الجليد" و"الشلال" الممتد على ارتفاع الطوابق الأربعة لدبي مول.

كما تقدم "فاونتن" أطول النوافير الاستعراضية في العالم مجموعة من العروض الضوئية والموسيقية الساحرة في "بحيرة برج دبي" المجاورة لتضفي على تجربة زيارة المول قيمة ترفيهية لا تضاهى.

وتقع "دبي فاونتن" ضمن "بحيرة برج دبي" الممتدة على مساحة 30 فدانا وهي أطول النوافير الاستعراضية في العالم على الإطلاق ويصل طولها إلى "275 مترا" وتم تزويدها بخراطيم لضخ المياه في الهواء إلى ارتفاعات تصل إلى 150 مترا بما يعادل ارتفاع برج مؤلف من خمسين طابقاً.


كما تم تجهيز "دبي فاونتن" بأكثر من 6600 مصدر للضوء من تصميم "دبليو إي تي" وهي الأكثر تطورا على مستوى العالم اليوم إضافة إلى أجهزة إسقاط تعكس 25 لونا تتماهى في طيف ضوئي ساحر وأكثر من الف تشكيل مائي بما يمنح الزوار فرصة متابعة عروض بصرية لا مثيل لها.


ومن المقرر افتتاح المزيد من الموافق الترفيهية ضمن دبي مول خلال الأشهر الثلاثة المقبلة ومنها "منطقة أرض الأطفال ـ كيدزينيا" للألعاب الترفيهية والتعليمية التي تعتبر الأولى من نوعها في الشرق الأوسط .


ومجمع "سيغا" للألعاب التفاعلية والإلكترونية الممتد على مساحة 76 ألف قدم مربع ومجمع "ريل سينما" لدور العرض السينمائي الذي يضم 22 صالة بطاقة استيعابية تصل إلى 2800 شخص

ما من أحد يضمن أن المارد لن يخرج من القمقم


كروموفغراد (بلغاريا) ـ من انا موديفا

بعد 20 عاماً من شن بلغاريا التي كانت شيوعية في ذلك الحين حملة اضطهاد للاقلية المسلمة يخشى مصطفى يومر من أن تزايد مشاعر كراهية الاجانب ربما تعيد هذا الكابوس مرة أخرى.


وقاد يومر المقاومة وحملات الاضراب عن الطعام احتجاجا على حملة لاجبار المسلمين على الحصول على أسماء بلغارية في ربيع عام 1989.

وهو يقول الآن ان الخطاب السائد المناهض للمسلمين يذكي الكراهية العرقية ويفتح الجراح القديمة.


وقال الفيلسوف والمعلم السابق البالغ من العمر 65 عاماً "نحن جميعاً قلقون للغاية...الناس خائفون من الاحزاب اليمينية المتطرفة التي تريد أن تتحول بلغاريا الى دولة ذات عرق واحد".


ويمثل المسلمون نحو 12 في المئة سكان بلغاريا البالغ تعدادهم 7.6 مليون نسمة وأغلب النسبة المتبقية تنتمي الى الكنيسة الارثوذكسية في بلغاريا.

ونالت البلاد الاشادة لتجنبها الاشتباكات العرقية بعد نهاية الحرب الباردة بما يتناقض مع يوغوسلافيا السابقة التي تحدها الى الغرب.


وبلغاريا هي البلد الوحيد في الاتحاد الاوروبي الذي يضم سكانا مسلمين ليسوا من المهاجرين منذ فترة قريبة.

وأغلبهم منحدرون من أصول تركية وصلوا خلال الحكم العثماني الذي استمر خمسة قرون والذي انتهى عام 1878، وهم يعيشون جنباً الى جنب مع المسيحيين وتربطهم علاقات الجيرة.


ولكن تزايد شعبية حزب الهجوم وهو قومي متطرف وتشدد موقف ساسة يمينيين آخرين تجاه المسلمين قبل انتخابات برلمانية تجرى في يوليو/تموز كشف عن بعض الشقوق في المثال الذي كانت تضربه بلغاريا.


ومن غير المرجح أن يكون حزب الهجوم جزءاً من الحكومة المقبلة ولكنه ساعد على تحديد النبرة السائدة في الحملات الانتخابية.


ويشعر من هم من ذوي أصول تركية والبوماك وهم السلاف الذين اعتنقوا الاسلام خلال الحكم العثماني بالصدمة والانزعاج من اتهامات بأنهم يهدفون الى اقامة مناطق للحكم الذاتي وأن بعض قراهم أصبحت معاقل للتشدد الاسلامي.


وقال فولن سيديروف زعيم حزب الهجوم خلال مظاهرة انتخابية في مايو/ايار "اذا سكتنا ولم نتصرف كوطنيين بلغار فسوف يغزوننا في يوم من الايام دن شك.سوف يضمون اليهم مناطق بأسرها".


وهناك أكثر من مئة واقعة تعرضت فيها مساجد ومبان أخرى للمسلمين للتخريب خلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية.


ومنعت الفتيات من ارتداء الحجاب في بعض المدارس والجامعات في أول مظهر في بلغاريا لقضية أثارت التوترات في غرب أوروبا.


ويخشى بعض المسلمين من فقد الحقوق المدنية التي اكتسبوها خلال العشرين عاما المنصرمة ويخشون تكراراً محتملاً للقمع الذي شهدته الثمانينات في حالة انضمام القوميين الى حكومة ائتلافية بعد الانتخابات التي تجرى في الخامس من يوليو/تموز.


ويقول معلقون ان زيادة شعبية المشاعر القومية ظهرت بسبب استياء الناخبين من تدني مستويات المعيشة الى جانب ارتفاع مستوى الفساد والجريمة المنظمة.


وبلغت "حملة النهضة" التي أطلقها الدكتاتور الشيوعي السابق تودور جيفكوف لتذويب المسلمين قسراً ذروتها بحملة لاجبارهم على تغيير اسمائهم وخروج أكثر من 300 ألف من ذوي الاصول التركية الى تركيا المجاورة عام 1989.


وتشير تقديرات عديدة الى أن ما بين 500 و1500 شخص قتلوا وهم يقاومون حملة التذويب القسري بين 1984 و1989 كما أن آلافاً آخرين ألحقوا بالمعتقلات.

وأدت حملة القمع الى تفجيرات قنابل شنها أتراك عرقيون وأسفرت عن مقتل كثيرين.


وقال فكري جوليستان (49 عاماً) وهو طبيب أسنان في مومشيلغراد حيث تمثل التركية لغة الحياة اليومية "كان من الممكن أن تكون الجراح اندملت الان لو كان بعض الناس قد توقفوا عن فتحها".


ويحذر زعماء دينيون من أن بعض أفراد الاقلية المسلمة ربما يسقطون فريسة لبعض الجماعات الاسلامية الاجنبية التي تحاول تحويلهم للتشدد.


وقال حسين حافظوف المساعد لمصطفى عليش حاجي مفتي المسلمين في بلغاريا "نبذل قصارى جهدنا لمنع هذه العملية، نحاول السيطرة على المساجد وعلى كل الشعائر. حققنا نجاحاً الى الان".


وأضاف حافظوف "يتهموننا باستمرار بأننا ارهابيون ونمثل خطراً على الامن في هذا البلد، لا نعلم ما اذا كان جزء من هذا المجتمع سيتوقف عن الشعور بذلك في يوم من الايام".


ويقول مكتب المفتي ان 323 مسجداً أقيمت خلال السنوات التسع عشرة الماضية وأغلبها بتبرعات من أفراد ومنظمات في دول مسلمة بما في ذلك تركيا.


وتجري الشرطة تحريات حول عدد من المؤسسات الاٍسلامية الاجنبية وقامت ببعض الاعتقالات منذ عام 2000 للاشتباه في محاولة الترويج للتشدد وتدريب أصوليين ولكن لم توجه أي اتهامات.


وفي مارس/آذار أطلقت أجهزة الامن بناء على شكوى من سياسي يميني تحقيقا مع رئيس بلدية ومعلم للدراسات الاسلامية من قرية ريبنوفو للاشتباه في تقاضيه أموالاً سعودية لنشر التشدد الاسلامي.


ولم توجه أي اتهامات ولكن القضية شغلت مساحة كبيرة في الصحف وغيرها من وسائل الاعلام وظهرت رسالات مناهضة للمسلمين مثل "بلغاريا للبلغار".


وينفي زعماء دينيون وجود التشدد الاسلامي ويقولون ان قضية ريبنوفو تزيد من المخاوف من أن الساسة يهددون ثقافة التسامح في المجتمعات المختلطة.


ولكن محللين يقولون ان علاقة الجوار الطيبة السائدة منذ زمن طويل و45 عاماً من الإلحاد خلال الحكم الشيوعي جعلت من الصعب على المتشددين الاسلاميين أن يجدوا لهم موطئ قدم في بلغاريا.


وقالت انتونينا جيلازكوفا رئيسة المركز الدولي لدراسات الاقليات ومقره صوفيا "أغلب الاتراك (في بلغاريا) من العلمانيين. تم صد مروجي التشدد حتى الآن".


ويطل المسجد في كروموفجراد على ناد للقمار مليء بالاضواء وعدة حانات وكان شبه خال خلال صلاة الجمعة الاخيرة.


وترتدي الشابات سراويل الجينز الضيقة وقمصاناً بلا أكمام ويصففن شعرهن على أحدث صيحة بدلا من ارتداء الحجاب في حين أن مدرسة ثانوية اسلامية في مومشيلغراد تجد صعوبة في اجتذاب التلاميذ اليها.


ويرتدي الحجاب الذي كان يحظره الشيوعيون في الثمانينات بشكل أساسي النساء الأكبر سناً من أصول تركية والبوماك الفلاحون من كل الاعمار رداً على اضطهاد الماضي والتعبير عن صحوة في المشاعر الدينية بين المسلمين.


ويقول محللون ان اللعب بورقة المسلمين قبل أسابيع من الانتخابات ساعد عدداً من الاحزاب بما في ذلك حركة الحقوق والحريات لذوي الاصول التركية الذي يسعى لتعبئة الناخبين.


ويقول الكثير من المسلمين انهم يشعرون بخيبة الامل تجاه حركة الحقوق والحريات لانه لم يتمكن من جذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل في مناطقهم التي تظل واحدة من أفقر المناطق في بلغاريا.


ولم يكن أي من الاحزاب الاخرى بما في ذلك الحزب الاشتراكي الحاكم يمثل بديلاً مقبولاً لدى الاقليات.


وتقدر المؤسسات التي تجرى استطلاعات الرأي أن ما بين 10 آلاف و30 ألفاً ممن هاجروا الى تركيا يعودون وقت الانتخابات للتصويت لصالح حركة الحقوق والحريات وأن أنقرة تشجعهم على ذلك.


وقال قادر اوزلم من رابطة الثقافة والتضامن للمهاجرين في البلقان بمدينة بورصة والذي توجه والداه الى تركيا عام 1989 "تريد تركيا وجود أقلية تركية قوية في بلغاريا. يقوي هذا من سيطرة تركيا في العلاقات الثنائية".


كما أن تشدد الموقف تجاه المسلمين في بلغاريا زاد من قوة معارضة انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي.

فقد أظهر استطلاع أجري في أواخر العام الماضي أن 49 في المئة من البلغار يعارضون عضوية أنقرة مقابل تأييد 35 في المئة.


ويشن حزب الهجوم حملته الانتخابية تحت شعار "لا لتركيا في الاتحاد الاوروبي" في انتخابات البرلمان الاوروبي المقررة في السابع من يونيو/حزيران.


وقالت بوريانا ديميتروفا من مركز الفا للابحاث وهي شركة مستقلة لاستطلاعات الرأي "ما من أحد يضمن أن المارد لن يخرج من القمقم ولكن بالنسبة للوقت الراهن هناك مجموعتان بشكل أساسي تستغلان المسألة العرقية".


http://www.middle-east-online.com/?id=78419

فوجيتسو تفوز بأكبر عقد تطرحه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر


قامت شركة "فوجيتسو تكنولوجي سوليوشنز" بتوفير أكثر من عشرة آلاف جهاز كمبيوتر محمول لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر ضمن ما عرف بالمناقصة الأكبر من نوعها التي تطرحها هيئة حكومية في مصر على الإطلاق. وقدمت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هذه الأجهزة لوزارة التعليم كجزء من مشروع مبادرة التعليم المصرية التي تنظم بالتعاون بين وزارة الاتصالات ووزارة التربية.

وفي إطار برنامج المنح الدراسية الخاصة، قامت وزارة التعليم بتوزيع هذه الأجهزة على الطلاب المتفوقين من بين أكثر من ستة آلاف طالب وألفي مدرس من جميع أنحاء مصر. وتأتي هذه الخطوة كجزء من الجهود التي تبذلها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتعزيز وتشجيع استخدام التقنية بين الطلاب ولجسر الهوة الرقمية الموجودة.

وفي معرض تعليقه على الموضوع، قال رفعت هندي، مدير مشروع البنى التحتية للاتصالات لدى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: "في الوقت الذي تستمر فيه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بطرح المبادرات الرامية إلى تعزيز وتشجيع استخدام التقنية ضمن العملية التعليمية، فإننا نأمل أن تعمل هذه الخطوة على تحفيز الطلاب على بذل المزيد من الجهود الشخصية والاعتماد المبكر للتقنية. ويعد التعليم من الأمور الهامة لدفع عجلة الاقتصاد الوطني، كما أنها تؤثر في مسيرة تطور الصناعات والقطاعات الأخرى أيضاً. وإننا نتطلع للعمل الوثيق مع وزارة التعليم، كما إننا نعمل على تحقيق الاستفادة القصوى من التقنية ضمن العملية التعليمية من خلال عدد من المشاريع والمبادرات ذات الصلة. وتعد هذه المنح الدراسية هي الأحدث ضمن هذه الجهود، التي نأمل أن تستمر وأن تصبح نهجاً سنوياً متبعاً. ولقد اخترنا الشراكة مع "فوجيتسو تكنولوجي سوليوشنز" بهدف دعم هذه المبادرات نظراً لما تتمتع به الشركة من خبرة تقنية، جنباً إلى جنب مع الالتزام الذي تبديه في تشجيع استخدام التقنية في مجالات التعليم".

ومن جانبه قال حسين شهاب، المدير الإقليمي لشركة "فوجيتسو تكنولوجي سوليوشنز" في مصر: "يشكل فوزنا بالصفقة الأكبر من نوعها التي تطرح من قبل الهيئات الحكومية المصرية إلى حد الآن شاهدا بارزاً على الخبرة التقنية الكبيرة التي تتمتع به شركتنا، وشاهداً على المرونة في توفير الحلول التقنية التي تتناسب مع المتطلبات الدقيقة. وتلتزم "فوجيتسو تكنولوجي سوليوشنز" بتعزيز مستويات تبنى التقنية في المدارس والجامعات في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط. وإننا نأمل من خلال دعم الوزارات والهيئات التعليمية في مختلف أنحاء المنطقة الاستمرار بجهودنا الرامية إلى تنمية وزيادة استخدام التقنية بين الطلاب، ومساعدة الجامعات والمدارس على تخريج جيل جديد من خبراء ومحترفي تقنية المعلومات".
http://www.aitnews.com/news/11093.html

بين مهند ونور وإنحطاط الأخلاق !

بِسمْ اللهِ الرَحَمنْ الرَحِيـمْ

الحمدالله ربَّ العالمين , والصّلاة والسلام على نبينا وعلى آلهِ وصحبه ومَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم , أمـَّا بعد :

دراما تركيَّة علمانيَّة بحته , سلبت عُقول أبنائنا وأطفالنا بل وآباءنا وأمهاتنا , ولم يتوقف الحد عند هؤلاء بس وأجدادنا وكبار السن في بيوتنا ,, بل الأدهى والأمر أن تُساندها وتقف معها وتدعمها ـ أيادٍ عربية إسلاميَّة مُوحدة , تشهد أنَّ لا إله إلا الله وأنَّ مُحمداً عبدهُ ورسولهُ ..!

وكما قيل :

عرفت الشرَّ لا للشر ... ولكن لأتقيه .. فمن لا يعرف الشر... يقع فيه !

صُعقت حقيقة , وهو ما أثار قريحتي ودعاني للكِتَابه , وأنا أسمع أبناء الخامسة والسابعة يتبادلون الحديث فيما بينهم عَنْ هذهِ المُسلسلات الهابطة , وكانت الصاعقة عندما سمعت ذات السبعة أعوام تقول لقريبتها " دريتي لميس حامل من يحيى " ! ( طبعاً دون زواج ) وأمور أخرى يخجل الإنسان مِنْ ذكرها والله ..

يقول الله سبحانه وتعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُواأَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ التحريم ـ الآية 6

والله لكأن الحال قُلبِتْ رأساً على عَقب , لا تمر الساعه التاسعه إلا والجميع على شغف للعاشرة لأنهُ موعد " مُسلسل نور " ولا تأتي الساعه الرابعة عصراً إلا والجميع ينتظر ويتلهف لمُشاهد " سنوات الدمار " !!

التي دمرّت الأخلاق وشوّهت الإسلام وعاثت بالمُسلمين شَّر فســــاد ,, وفي ذهني الآلآف الأسئلة والإستفسارات , التي لا أجد لها جواباً , هل جاءت هذهِ المُسلسلات لتقديم نموذج للرومانسيَّة والحياة العاطفية التي تفتقر إليها مُجتمعاتنا القاحلة ! أم جاءت للمُنافسة الإعلاميَّة ؟ أم نشراً للفساد والرذيله ؟ أم ترويجاً للسياحة التركيَّة ؟ التي إنتعشت في الآونه الآخيرة بشكل مُذهل !

آآه , والله إنها لغصةً في الحلق حينما يتنازل الآباء عن فلذات أكبادهم بالسماح لهم بمُشاهدة هذهِ المناظر الفاسدة والرومانسيَّة الكاذبة والأخلاق الزائفة ,, والأدهى والأمّر أن يجلس الآباء والأبناء لمُشاهدة هذهِ المُسلسلات الهابطة !

كَمْ مِنْ " حالات طلاق " حصلت بسبب هذهِ المُسلسلات المُدمرّة , فلطالما إسترعى إنتباهنا , أخبار حوادث الطلاق بسبب مُهند وأخرى بسبب لميس !

ألهذهِ الدرجة , قد غُـيبّت عُقولنا ؟ ألهذهِ الدرجة وصلنا للضعف والإنهزاميــّـه , لاشّك أن الفتن يُرقّق بعضها بعضاً , ولكِنْ إن كان الحال بنا قد تردّى , وإنساقت عقولنا وقلوبنا خلف لميس الماجنة ومُهند الشبه رجل ونور المستعففه وهي بعيدة عن العفاف برمتّه , فكيف بنا الحال في الفتن الكُبرى ؟

بل كيف لو ظهر الدجـــَّــال !!!

إن كان من أجل مُسلسل هابط ظهر بطابع الرومانسيّة والأسريَّة المُزيّفه قد سلب عقول الكبار قبل الصغار , فكيف الحال بنا إن ظهر الدجال , لكأني أرى الجميع قد تبعه دون تفكير !

بل ويأتي المُراهقين والمُراهقات , ويتنافسون في إحضار حلقات المُسلسل من موقع اليوتوب !! ونشره وتوزيعه بالبلوتوث ,, أي حرقه في القلب أشد من هذهِ .

شتّان بين مَنْ يمضي هذهِ الأوقات في حفظ كِتاب الله , وبين مَنْ يقضي وقته بالحديث عن هذهِ المُسلسلات ..
شتّان بين مَنْ يقضي نحبه في ساحات الوغى وبين مَنْ يقضي نحبه على مُشاهدة هذهِ المُسلسلات !!
أتعجّب حقيقة مِنْ الحرص الشديد على مُتابعَة هذهِ المُسلسلات والتي بمحتواها العام
" إجهاض , زنا والعياذ بالله , شُذوذ , كذب , تبرّج , خمور , عُري , وفســاد أخلاقي , وهدم للدين "

والأدهى أنهم يُحسبون على المُسلمــين , فيلقون السلام فيما بينهم ويتبادلون قول " بسم الله " وغير ذلك ,, ألا قبّح الله صنيعهم وفعلهم ..

للأســف , أسباب هذا كله في نظري , هو الرومانسيّة والعاطفية المفقودة في مُجتمعاتنا الإسلاميّه , والتي تمثلت في مُهند ونور , ويحيى ولميس , أدت إلى هذا الإنحلال وهذا العمى النفسي !

والتي يُفترض أن تكون " مُجتمعاتنا الإسلاميَّة " هي الرعيل الأول والمحضن في ذلك لاسيّما وأن تاريخنا الإسلامي , بل أساس الدين الإسلامي يقوم على الرفق واللين والحُب والمودة ,, ولكِنْ , لما بَعُدنا عَنْ الدين , وإنخرطنا في الحياة الدنيا , وتركنا النوافل , وتركنا السُنن وبعدنا عن الكِتَاب والسنَّة , حصل ما حصل وبالأخير نلوم الغرب , الذي هو أصبح شمّاعه نعُلق عليها أخطائنا وفسادنا , قال تعالى " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" .

فإلى كُل مُربي ومُربيّه إتقوا الله في فلذات أكبادكم , وإعلموا أن كُل راعٍ مَسؤول عَنْ رعيّته , فالله الله في الرعيّه أبناؤنا .. أمانة سنحاسب عنهم كما أخبرنا الرسول- صلى الله عليه وسلم -: "إ نَّ الله سائل كُل راعٍ عمَّا استرعاه، حفظ أم ضيع ،حتى الرجل يُسأل عن أهل بيته" كذلك : "كلكم راع وكلكممسئول عن رعيته " و "أعينوا أولادكم على البرّ ومن شاء استخرج العقوق من ولده"

وأنا أكتب هذا المقال , لسان حالي يقول , كما قال الشاعر :

يا أيهّا الفجر كَمْ فيكَ مِنْ أملٍ *** أرى برؤيـتّـه ماضٍ أضعـنـاهُ
بالله يـا شيّخنا ما بـالُ أمـتنا ؟ *** قد ضـيّعت مَجْدنا حتى نسـيناهُ
بالله يا أبتِ ما بـالُ مسجدنـا ؟ *** قـفر وما هكذا يـوماً عَـهِدناهُ
أين المُصلون ماذا حلَّ في بلدي *** وأين قـدوتـنا حـقاً فـقدناهُ
ما بالنا يا أبي نمشي على مهلٍ *** والغربُ يـا أبتِ يحدو مـطاياهُ
صغيرنا يـا أبي يلـهو بدميـته *** وشيخـنا يا أبـي غـرّته دنـياهُ
نشكو إلى الله جهلاً مِنْ أحبتّنا *** نـشكوا إلى اللهِ مـنهم ما لقـيناهُ
اومـا أُبرئ نـفسي إنـنا بشرٌ *** نـعشـوا إلى الله أحيـاناً وننساهُ

والله تعالى المُستعان , أقول قولي هذا وأستغفرالله مِنْ خطئي وزللي وسهوتي وغفلتي , فما كان مِنْ خير فمرّده إلى الكريم المنّان , وما كان مِنْ شر فمن نفسي والشيطان وجهلي وسوء عملي ,, والصلاة والسّلام على خير الأنام , مُحمد بن عبدالله وعلى آلهِ وصحبه الكِرام الأطهار ..

أختكُم / نزوف
(غَفَرَ اللهً لها ولوالديّها )
http://saaid.net/Minute/265.htm

مستقبل الأحوال العربية فى منظور غربى

يبدو أن سرعة التغير باتت أكثر مما اعتاده الناس فى السنوات الماضية يشهد على ذلك نمو بعض الدول الآسيوية وتأخر الدول العربية وصعود نجم الهند إيران والصين، وبعض الانقسامات فى حلف الأطلسي، ونمو اتجاه العولمة والإرهاب، والنجاحات التى يحققها تيار الإسلام السياسى، وانحسار الاتجاه العلمانى فى الدول العربية ...إضافة إلى مفردات أخر.

ولعل تلك المتغيرات قد حدت بالمجلس القومي الاستخباراتي NIC التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA...إلى تبنى مشروع ""خريطة العالم لعام 2020" والتى قدمت ترجمته الباحثة شيرين حامد فهمي والذى نشر فى موقع إسلام أون لاين نذكر منه ما يتصل بأحوال أمتنا العربية نتبعه بتحليل موجز لبعض مفرداته حسبما يقتضيه المقام.

كانت أهم مفاتيح التغيير الواردة بالمشروع :

(1)
عولمة الاقتصاد وسيولة التكنولوجيا كما يلى:
* يتوقع ريادة الصين والهند للقارة الآسيوية كلاعبين عالميين جديدين بما سيؤدى ذلك إلى أحداث درامية... مع توكيد أن كيفية استخدام هاتين الدولتين لقوتهما المتصاعدة سيظل قيد الدراسة والتأمل.

* ويتوقع وجود أزمات شيخوخة فى أوروبا واليابان بسبب متغيرات متعددة منها وجود مشكلة ضخمة تتمثل في زيادة عدد كبار السن من ناحية، ونقص عدد الشباب أو القوى العاملة من ناحية أخرى؛ وهو ما سيؤدي بدوره إلى تأثيرات سلبية على الاقتصاد الأوربي بأكمله، وفيما يخص اليابان فإنها تواجه مشكلة إضافية خلاصتها أن اليابان ستكون مسئولة في السنوات المقبلة عن الخيار بين مهادنة الصين ومشاركتها فيما سيصب في مصلحتيهما وموازنة الصين والوقوف حيالها في توازنٍ وتحدٍّ. ويُضاف إلى الأزمة اليابانية - في المنطقة- الوحدة الكورية المرتقبة في السنوات القادمة التي من المفترض أن تؤدي إلى أزمة هي الأخرى بالنسبة لكثير من الدول الآسيوية

* ويتوقع انتهاء التقسيمات الثنائية من أمثال: شرق وغرب، شمال وجنوب، نام وغير نامٍ، صناعي وغير صناعي، متحالف وغير متحالف...ومن ثم ستفقد التقسيمات الجغرافية التقليدية أهميتها تدريجيا على مستوى العلاقات الدولية، على أن يحل محلها هيكل عالمي من نوع جديد، يقوم على قاعدة المدينة/العالم أو عالم المدن المتضخمة؛ حيث ستكون التكنولوجيا والتجارة هما الرابط الأساسي بين تلك المدن؛ وهو ما سيُزعزع من رابطة الو لاءات، ويجعلها أكثر تخلخلا.

* ويتوقع أن تمثل العولمة اتجاها متضخما (mega-trend)، يملي قوته في كل مكان على وجه الأرض؛ ومن ثم، فإنه من المنتظر أن يصير لمثل هذا الاتجاه تأثير جبار على جميع الاتجاهات الرئيسية الأخرى التي ستكون -في عام 2020- قد تشكلت وتأطرت وفق النموذج العولمي...مع الوضع فى الاعتبار أن هناك إصرار من الحكومات والمجتمعات المدنية على تغيير أطر العولمة، وإعادة تشكيلها، ومن ثم عدم إبقائها على حالها.

* توقع زيادة كبيرة بدرجة ملحوظة فى الاقتصاد العالمي حيث يفترض أن يكون الاقتصاد العالمي قد ازداد بنسبة 80% عن عام 2000، وأن يكون معدل دخل الفرد قد ازداد تقريبا بنسبة 50%" ، كما يتوقع اقتطاف معظم دول العالم من ثمرات هذا الرخاء ، على أن تكون الثمرة الكبرى من حظ القارة الآسيوية التي سوف تتحكم في أكثر وأسرع الأسواق انتشارا، والتي سوف تتحكم في أكبر عدد من المصانع والشركات عبر القومية؛ هذا إذا ظلت القارة على تطورها الاقتصادي السريع...مع احتمالية كبيرة فى سوء عدالة فى التوزيع.

* يتوقع أن تكون الدول الأكثر استخداما لأحدث أنواع التكنولوجيا هي نفسها الدول الأكثر استفادة من خيرات العولمة... وهذا لا ينطبق على الدول فقط، بل على القوى الاجتماعية أيضا.

* كما يتوقع أن تصير الصين والهند من قادة الدول التكنولوجية في العالم؛ وأن تصير الدولتان من أكبر الدول المتخصصة في التكنولوجيا رفيعة المستوى ، التي من المفترض أن تمثل الثورة التكنولوجية القادمة، وهي تكنولوجيا "النانو" أو المنمنمات.

* ويتوقع أن تصير الشركات عابرة القارات ذات نكهة آسيوية، بعد أن ظلت عقودا طويلة ذات نكهة أمريكية، كما يتوقع أن العولمة ستأخذ سمتا غير غربي في غضون الأعوام القادمة ، وستكون الشركات الآسيوية العالمية هي المحرك الأساسي لنشر التكنولوجيا في مختلف ربوع العالم، كما ستكون المحرك الأساسي للدفع بعجلة النماء الاقتصادي في الدول غير الصناعية.

* يتوقع مزيدا من الطلب على الطاقة حيث ينتظر أن ينمو إجمالي الطاقة المستهلكة إلى 50% في ظل العقدين القادمين، مقارنة بـ34% فيما بين 1980 و2000. فدول مثل الصين والهند - بأعداد سكانها المتنامية- لا بد أن يزيد احتياجها للطاقة؛ الأمر الذي سيعني انشغالا متزايدا من هاتين الدولتين بمصادر الطاقة؛ وهو ما سيؤثر بقدر كبير على تشكيل سياساتهما الخارجية...أما بالنسبة لأوربا فسيكون تكالبها أكثر على الغاز الطبيعي؛ وهو ما سيُلزمها بالدخول في علاقات إقليمية مع كل من روسيا وشمال إفريقيا لما يتمتعان به من وفرة هذا النوع من الطاقة.

* احتمال تصاعد دور روسى مرتقب... نمو كبير ملفت للنظر فى اقتصاد البرازيل وإندونيسيا.

(2)
سياسات الهوية:

* يتوقع ظهور أشكال جديدة من سياسات الهوية - التي ترتكز أساسا على القناعات والمعتقدات الدينية- سوف تمثل ضغطا على الحكومات ، ففي ظل عالم يتجه سريعا نحو العولمة والكوكبة، وفي ظل عالم تموجه الهجرات السريعة أيضا... يأتي الدين ليلعب دوره في منح أتباعه مجتمعا مهيأ تهيئة كاملة، ليكون عزوة لهم، موفرا لهم "شبكة أمان اجتماعي" في أوقات الحاجة؛ وأكثر ما يلعب الدين هذا الدور في وسط مجتمعات المهاجرين.

* ويؤكد المشروع على مركزية وأهمية الإسلام السياسي من بين جميع الهويات؛ حيث يتوقع لمثل هذه الهوية أن تصير ذات تأثير عالمي جم بحلول عام 2020. فتضافر عوامل عدة في الدول العربية والإسلامية - مثل الفقر وتأثير التعليم الديني وأسلمه النقابات وانتشار المنظمات غير الحكومية ذات البعد الديني- يؤكد على حتمية وصول الإسلام السياسي إلى أعلى درجات الأهمية في سلم الهويات؛ وهو ما يؤهله ليصير أكبر وأهم حركة اجتماعية وسياسية يشهدها العالم.

* وفي الغرب، سيبقى الإسلام السياسي خيارا متاحا أمام المهاجرين المسلمين الذين - على الرغم من كونهم منجذبين للرخاء الغربي ولفرص العمل هناك- يشعرون بالغربة والوحشة وسط الثقافة الغربية التي تناقض ثقافتهم الإسلامية... وأكثر ما يخوف الغرب من الإسلام السياسي هو قدرته على حشد الجماعات الإثنية والقومية المحبطة، وتفعيلها بعد ذلك لخدمة أهدافه، والمشروع لا يستبعد أبدا قيام الإسلاميين السياسيين بخلق سلطة لهم عابرة لجميع الحدود القومية.

(3)
الدمقرطة تزدهر بالشرق الأوسط:

* إذا كانت الحكومات العربية قد استطاعت كبح جماح الإسلاميين السياسيين في تسعينيات القرن العشرين فإنها لن تستطيع فعل ذلك عام 2020. فهي إن ظلت سلطوية، فستعاني من ضغوط الدمقرطة؛ وهي إن صارت ديمقراطيات مبتدئة وضعيفة، فستعاني من نقص القدرات اللازمة على التطور والتعايش في ظل التحديات.

* ومن المتوقع أن يقل وازع الدمقرطة بحلول عام 2020، فمن المفترض أن تأخذ الدمقرطة طريقها في الانحسار، خاصة في الجمهوريات السابقة للاتحاد السوفيتي السابق وفي جنوب شرق آسيا ، إلا أنه من المتوقع على الوجه المناقض، أن تبدأ الدمقرطة في الازدهار بالدول الرئيسية في الشرق الأوسط التي حرمت عنوة، طيلة العقود الماضية، من خوض التجربة الديمقراطية.

(4)
الهجرات

يتوقع تدفق عدد كبير من الجماعات الإثنية في داخل الدولة الواحدة؛ وهو ما يعرض الأخيرة لتحديات جسيمة في كيفية استيعاب تلك الجماعات المتدفقة... بلغة أخرى، إن تزايد عدد الهجرات من شأنه تعريض عدد أكبر من الدول القومية إلى معضلات إثنية، تتمثل في الإشكالية التالية: كيف يمكن امتصاص الجماعات الإثنية في داخل التراب الوطني القومي، واحترام هوياتهم وخصوصياتهم في نفس الوقت؟

* ويتوقع للمؤسسات - التي أفرزتها الحرب العالمية الثانية- مثل هيئة الأمم المتحدة UN وصندوق النقد الدولي IMF أن تتحول إلى "موضة" قديمة، ما لم تُطبِع وتهيئ نفسها على التأقلم مع التحولات الكبيرة التي سيشهدها النظام العالمي، وأولها بزوغ قوى جديدة.

(5)
انعدام الأمن
من خلال بروز 3 عوامل يتوقع انعدام الأمن العالمي:
* اكتساح العمالة الصينية والهندية للسوق العالمية.
* الصراعات الداخلية أو الحروب الأهلية التي ستصير أكثر تهيجا.
* في بقاء الورقة النووية معلقة في الأفق حيث وما أسهل الحصول علي السلاح النووى في عام 2020!.

(6)
مخاوف غربية وتوقعات

* يظهر المشروع بوضوح مخاوفه من تجاوز "الإرهابيين" لحدودهم المألوفة، واستخدامهم للأساليب غير المألوفة التي قدمتها لهم تكنولوجيا المعلومات على طبق من فضة ، كما يتخوف من نشوء جماعات راديكالية أخرى - على غرار "القاعدة"- واحتضانها للحركات المنشقة المختلفة المنتشرة بوضوح في العالم الإسلامي؛ ويتخوف من تمدد "الأيديولوجية الإسلامية" - كما يسميها- في مناطق بعينها، مثل جنوب شرق آسيا، وآسيا الوسطى، وغربي أوربا.

* كما يتوقع تجاوز تنظيم "القاعدة" من قبل جماعات إسلامية أصولية أخرى حيث يتوقع قيام حركات إسلامية كبرى - تتقارب فكريا وعمليا مع "القاعدة"- بالالتحام مع الحركات المحلية المنشقة؛ وهو ما يرى فيه الغرب خطرا جسيما على الأمن العالمي، وما يزيد الأمر خطورة هو استغلال تلك الحركات لـ"تكنولوجيا المعلومات" بصورة مكثفة ومرعبة في نفس الوقت؛ فعبر هذه التكنولوجيا سيتمكن الإرهابيون من نشر تهديداتهم في كل مكان؛ إذ إنهم لم ولن يعودوا بحاجة إلى مراكز ينطلقون منها لينفذوا عملياتهم؛ فما وفرته لهم هذه التكنولوجيا من اتصالات ومعلومات أغنتهم عن تلك الحاجة؛ ومن ثم، تحولوا إلى مجموعات إلكترونية من الجماعات والخلايا والأفراد. ولذا، فإن كل ما يتعلق بتدريب الإرهابيين، وبتعليمهم المهارات know how المطلوبة، وبدعمهم ماديا، سيصبح متاحا "أون لاين".

* ويتوقع أن أغلب الهجمات الإرهابية القادمة سوف تكون تقليدية، ولكن مع تطويرها للآليات المُستخدمة ضد الجهود الرامية لمناهضة للإرهاب، وكما لن ينال الأسلحة والتكنولوجيات "الإرهابية" تغيير واضح - فتظل على تقليديتها- فإن المفاهيم العملياتية "الإرهابية" لن ينالها بالمثل أي تغييرات ، ونقصد هنا بالمفاهيم العملياتية: تصميم العمليات الإرهابية، وتنسيقها وتخطيطها، ودعمها.

* ويبدى الغرب مخاوف كبيرة من شغف عدد كبير من الإرهابيين للحصول على الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، مما يمكن أن ينبئ بحرب ضروس تستخدم فيها أسلحة الدمار الشامل. حيث إن الإرهاب البيولوجي سيكون أكثر تكيفا وتأقلما مع الجماعات الإرهابية الأصغر، والأكثر حصولا على المعلومات، وآخر ما يتخوف منه الغرب هو تمكن الإرهابيين من تدمير شبكات المعلومات الحساسة من خلال هجماتهم الإنترنتية.

* يتوقع بحلول عام 2020 ألا توجد دولة تستطيع محاربة القوات الأمريكية لكن من المرجح أنه ستوجد دول كثيرة موجعة للولايات المتحدة، تستطيع أن تكلفها الكثير إذا ما قامت بأي فعل عسكري مرفوض". فامتلاك إيران وكوريا الشمالية للأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية، وامتلاك دول أخرى لها على عام 2020، سيزيد من تكلفة أي ضربة أمريكية سواء كانت ضد هذه الدول أو ضد حلفائها.

(7)
السيناريوهات المقترحة
وسط هذا العالم الهائج المتقلب، يمكننا تخيل أشكال عالمية عديدة -على امتداد الخمسة عشر عاما القادمة- يتمحور معظمها حول تحدي نظام الدولة القومية من ناحية، وإرساء عولمة أكثر استفحالا وتشعبا من ناحية ثانية....يضع المشروع أربعة سيناريوهات تخيلية، لا تعكس المستقبل الحقيقي بقدر ما تعكس الصور الممكنة للعالم الذي سنعيش فيه عبر العقدين القادمين؛ وهي تتضمن الآتي:

* عالم دافوس Davos World: يقدم تصورا عن عالم تقوده الصين والهند؛ تحققان فيه نماء اقتصاديا لا مثيل له من الضخامة والقوة؛ وهو ما يعيد تشكيل حركة العولمة، فيجعلها أكثر اتجاها لما هو غير غربي.

* سلام أمريكا Pax Americana: يقدم تصورا عن مدى قدرة الولايات المتحدة على إثبات هيمنتها بالرغم من كل التحديات العالمية، وقدرتها على تشكيل نظام عالمي جديد.

* خلافة جديدة A New Caliphate: يرشح ذلك العالم الذي سينقاد من قبل حركة إسلامية عالمية، تغذيها الهوية الدينية "الراديكالية" التي ستشكل تحديا للمعايير والقيم الغربية التي يقوم عليها النظام العالمي.

* حلقة من الخوف Cycle of Fear: يتخيل ذلك العالم الذي ستسوده المخاوف من انتشار أسلحة الدمار الشامل؛ فتصير الاحتياطات الأمنية مكتسحة لجميع بقاع الأرض لمنع حدوث أي هجمات مدمرة.

ملاحظة ذكرها المشروع: يؤكد المشروع أن الولايات المتحدة قادرة على محاربة جميع تلك التحديات، وعلى استبقاء دورها الريادي؛ وهو إن دل على شيء فإنما يدل على الثقة العمياء التي يضعها المجلس القومي للاستخبارات في القيادة الأمريكية.

ملاحظات وخاتمة
يغلب على المشروع التحليل فى المنظور الاقتصادي والسيطرة أو بلغة اختزالية التشبع بمفهوم العولمة فى منظوره الأمريكى، ويبدو لى أن الغرب خلق قصة الإرهاب- دون تقديم تعريف له- حتى إنه صدقها حين روج لها، ولم يغب الخوف من الخسارة فى التحليل والتوقعات الغربية، وفى فكرة إحياء تكتل عربى أو وحدة عربية أو بلغة القوم خلافة ما يثير الخوف لدى الغرب.

غفل المشروع الإشارة إلى احتمالية انتهاء الدور الأمريكى وإن كان قد أشار إلى ضعفه لا سيما وقد أحدثت فيه المقاومة العراقية أفاعيلها التى يحتمل أن تستمر لعقود عديدة، وهى التحليلات التى أشار إليها كتاب غربيون وأمريكيون أيضا.

فى ظل ضعف العرب، ونمو الآسيويين، وضعف أمريكا،أغفل المشروع تطلعات الكيان الصهيونى والذى يبدو لى انه سيتطلع إلى القوة الجديدة الناشئة ليبلغ قوته بحبل من الناس.

كما أغفل التقرير الإشارة إلى مستقبل الصراع فى المنطقة العربية بين العرب – المسلمين- وبين العصابات الصهيونية وهو الأمر الذى ما يزال له تأثيرات على الطاقة ومجريات الأمور سواء فى الغرب أو الاتحاد الأوروبي.

سيد يوسف

الدعوة إلى وحدة الأديان من نوقض الإسلام

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الله بعث رسله من أولهم إلى آخرهم من نوح إلى محمد صلى الله عليهم أجمعين بدين الإسلام الذي حقيقته عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة ما سواه والبراءة منه، وهذا حقيقة إخلاص الدين له، { فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ}[الزمر:2].
ويدخل في حقيقة الإسلام طاعته سبحانه وطاعة رسله، وقد دل على هذا الحقيقة آيات كثيرة، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل:36]، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء:25] وقال تعالى:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } [الزخرف: 26-27]
وحقيقة الإسلام هو معنى "لا إله إلا الله"، وهو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، وهي العروة الوثقى، وكلمة التقوى، قال تعالى: { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:256]
ومن الدليل على أن دين الرسل اسمه الإسلام قوله تعالى عن نوح عليه السلام: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس:72]
وقال عن إبراهيم ويعقوب عليهما السلام : {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}[البقرة:132]
وعن موسى عليه السلام : {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} [يونس:84]
وقال عن الحواريين: {آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}[آل عمران:52]
وبين سبحانه أن الدين عنده الإسلام، وأنه لا يقبل من أحد دينا سواه، قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} [آل عمران:19]، وقال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85]
فعلم بذلك أن من خرج عن دين الرسل = فهو كافرٌ خاسر في الدنيا والآخرة، سواء خرج بالجحد والتكذيب، أو الشك، أو الاستكبار عن قبول دعوة الرسل، ولو كان مصدقا في الباطن، قال تعالى: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ}[الأنعام:33]
وقال تعالى في فرعون وقومه: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}[النمل:14]
فعلم أن الرسل وأتباعهم مسلمون، ويجب أن يعلم أن من أصول الإيمانِ الإيمانُ بجميع الرسل فمن آمن ببعضهم دون بعض لم يكن مؤمنا ولا مسلما؛ بل يكون مكذبا بجميعهم، ولهذا قال تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء:105]، وقال تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء:123]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا} [النساء:150-151]، وقال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ}[البقرة:285]
ومن أدلة الكتاب والسنة على أن دين الرسل واحد قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}[المؤمنون:51-52]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لِعَلَّات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد " متفق عليه.
وهذا مما يؤكد أن دين الرسل واحد، ولهذا يبشر أولُهم بآخرهم ويؤمن به، وآخرُهم يصدق أولَهم ويؤمن به، كما قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف:6].
وأعظم الأمم ذكرًا في القرآن وتنويها بشأنها بنو إسرائيل ـ يعقوب عليه السلام ـ فقد كانت النبوة قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فيهم، وأعظم أنبيائهم موسى وعيسى عليهما السلام وعلى سائر الأنبياء والمرسلين؛ فإنهما من أولي العزم من الرسل، وقد أنزل الله عليهما التوراة والإنجيل، وقد قص الله علينا من خبر هذين الرسولين في نشأتهما وإرسالهما وأحوال بني إسرائيل معهما خبرا مفصلا، وقد كان أنبياء بني إسرائيل من بعد موسى يحكمون بالتوراة حتى جاء عيسى عليه السلام، فجاء مصدقا بالتوراة وناسخا لبعض أحكامها، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ} [المائدة:44]، وقال عن المسيح عليه السلام: {وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ}[آل عمران:50].
وكان المؤمنون بموسى عليه السلام المحكمون لشريعة التوراة مسلمين على الحق حتى جاء عيسى ابن مريم فمن آمن به واتبعه كان مسلما، ومن كذبه كان كافرا، وكان المنتسبون للإيمان بموسى عليه السلام يُعرفون باليهود حتى جاء عيسى عليه السلام فعُرف أتباعه بالنصارى، وبقي اسم اليهود لمن كفر به، وبهذا صار بنو إسرائيل طائفتين: اليهود والنصارى، وكلٌ من الطائفتين منهم المؤمن والكافر، وقد فصَّل الله في كتابه الخبر عن الطائفتين: مؤمنهم وكافرهم، وبيَّن أسباب كفر من كفر منهم، فأما اليهود فمن أسباب كفرهم تحريفهم التوراة، وقتل الأنبياء، وقلوهم: عزير ابن الله، ثم بتكذيبهم للمسيح عليه السلام، ثم بتكذيبهم لخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم فجمعوا بين أنواع من الكفر، ولهذا قال سبحانه وتعالى: {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ * بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ }[البقرة:89-90].
وأما النصارى فمن أسباب كفرهم تأليه المسيح وأمه، وقولهم: المسيح ابن الله، وقولهم: إن الله ثالث ثلاثة، ثم بتكذيبهم لمحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين، قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ* لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[المائدة:72-73].
وقد أخبر الله تعالى في كتابه عن غرور كلٍ من الطائفتين بأنفسها وذمها للأخرى، وزعمها اختصاص ما هم عليه بالهدى، واختصاصهم بدخول الجنة دون من سواهم، قال تعالى: {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}[البقرة:111-112]، وقال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ} [ البقرة:113]، وقال تعالى: {وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [البقرة:135]، وقد زعمت اليهود أنهم على ملة إبراهيم، وأنه كان يهوديا، وزعمت النصارى مثل ذلك، فأكذبهم الله فقال سبحانه: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[آل عمران:67]، ثم قال تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران:68].
ومن ههنا يعلم أن أهل الملل الثلاث: اليهود والنصارى والمسلمين يتفقون على تعظيم إبراهيم عليه السلام والانتساب إليه، وقد أبطل الله دعوى اليهود والنصارى لذلك، وحكم بان أولى الناس بإبراهيم الذين اتبعوه على التوحيد، والبراءة من الشرك والمشركين، ومحمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه، وذلك أن ملة إبراهيم هي: عبادة الله وحده لا شريك له، وإخلاص الدين له، والبراءة من المشركين وما يعبدون، وهي التي أمر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم باتباعها، قال تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل:123] فالمسلمون هم الذين على ملة إبراهيم دون اليهود والنصارى، قال تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ}[الحـج:78]، وقد مضت عصور المسلمين على هذا الاعتقاد، وهو أن دين الإسلام هو دين الحق الذي لا يقبل الله ولا يرضى دينا سواه، وأن كل من لم يدخل دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر مستوجب لدخول النار والخلود فيها إذا مات على ذلك، ولهذا أوجب الله دعوة الناس كلهم من اليهود والنصارى وغيرهم إلى الإسلام وجهادهم لإعلاء كلمة الله ودينه ليدخل في الإسلام من شاء الله أو يخضع لسلطان الحق، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة:33]، ولم تزل الحرب سجالا بين المسلمين وأعدائهم والأيام دولٌ، وضمن الله نصره لمن نصره، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 7-8]، وقد عظمت محنة الإسلام والمسلمين في العصور المتأخرة بغلبة النصارى على كثير من بلاد المسلمين ثم باستيلاء الموالين لهم من المنتسبين للإسلام، فلما زال عن بلاد المسلمين الاستعمار العسكري بقي الاستعمار الفكري في التعليم والإعلام وسائر نظم الحياة ينفذه من ربطوا أنفسهم بالتبعية لدول الغرب الكافر، وذلك بسبب جهلهم بحقيقة دين الإسلام، وبعدهم عن القيام بشرائعه وأحكامه في أنفسهم فضلا عن حمل شعوبهم على ذلك؛ فأذلهم الله وسلط عليهم دول الكفر والطغيان دولة الأمريكان تعدهم وتوعدهم وتمنيهم، وجعلت لنفسها الوصاية على بلادهم والتدخل في شؤونها الداخلية باسم "هيئة الأمم المتحدة"، ودولة الأمريكان هي المتحكمة في الحقيقة فجعلوها مرجهم يتحاكمون إليها في قضاياهم، وأبرز مثال لذلك القضية الفلسطينية لم تستطع الدول العربية والإسلامية حلها، ولا حل لها إلا بجهاد دولة اليهود من خارج فلسطين، وهذا لا ينتظر ممن تقدم وصف حالهم، ولكن قد قال الله تعالى: {هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد:38] فهذا وعد من الله والله لا يخلف الميعاد، ولا ينتظر النصر إلا بشرطه المذكور في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 7-8].
ومن آثار احتلال النصارى لبلاد المسلمين عسكريا في السابق، وتنفيذ مخططاتهم على أيدي المتولين لهم في الحاضر لم يكتف الأعداء وأولياؤهم من المنتسبين للإسلام بما نشروه في مجتمعات المسلمين من أنواع الفساد والانحرافات، وقد اتخذوا المرأة أداة لذلك منذ بداية الاستعمار وإلى اليوم باسم حقوقها وحريتها، وكذا ما وضعوه من القوانين التي جعلوها بدلا من شرع الله فحكموا هذه القوانين، وفرضوا التحاكم إليها، لم يكتفوا بهذا وذاك حتى طمعوا في إفساد عقيدة المسلمين في أصل دينهم بطريقة ماكرة فلذلك روَّج لها المنافقون على علم، وقبلها كثير من جهل المسلمين لجهلهم بحقيقتها؛ بل وجهلهم بحقيقة دين الإسلام، وهذه الطريقة الماكرة الخبيثة هي ما يسمى : بـ "دعوة التقريب بين الإسلام والنصرانية"، أو " دعوة التقريب بين الأديان"، أو "وحدة الأديان"، أو "توحيد الأديان الثلاثة"، أو "الإبراهيمية"، أو "الملة الإبراهيمية"، أو "الوحدة الإبراهيمية"، أو "وحدة الكتب السماوية"، ومن عباراتهم عن هذه الدعوة "الإخاء الديني"، و "نبذ التعصب الديني"، و "الصداقة الإسلامية المسيحية"، و"التضامن الإسلامي المسيحي ضد الشيوعية" أو "ضد الإلحاد" .

وكل هذه الأسماء والعبارات من لبس الحق بالباطل، ومن زخرف القول لتزيين الباطل، وقد يمعنون في الخداع والتلبيس فيعبرون عن هذه الدعوة بـ "حوار الحضارات" أو " حوار الأديان"، والغاية من هذه الدعوة أحد أمرين:
1- احترام الأديان الباطلة، أو احترام ما يسمى بالأديان السماوية كاليهودية والنصرانية، وذلك بعدم الطعن فيها، وبترك الجهر ببطلانها، وترك إطلاق اسم الكفر على من يدين بها، وهذا ما يعبر عنه بعضهم بـ " التعايش السلمي بين أهل الملل الثلاث".
2- الاعتراف بصحتها، وبأنها طريق إلى الله كالإسلام، ومعنى هذا أن كلاً من اليهود والنصارى والمسلمين لا فرق بينهم إذ كل منهم على دين صحيح.

وهذه حقيقة الوحدة المزعومة، وبهذا يكونون إخوة فلا عداوة ولا بغضاء؛ بل لا دعوة ولا جهاد، والقول بهذه الوحدة كفر بواح، وهو معدود في نواقض الإسلام.
فتحصل مما تقدم أمور:
1- أن الدين عند الله الإسلام، وهو دين الرسل كلهم.
2- أن الله لا يقبل من أحد دينا سواه.
3- أن الإسلام بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم مختص فيما جاء به وفي أتباعه.
4- أن كل من خرج عن شريعة الإسلام التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر؛ لأن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة فلا يسع أحدًا الخروجُ عمَّا جاء به.
5- أن اليهود والنصارى كفار تجب دعوتهم إلى الإسلام وجهادهم إذا تهيأت أسبابه، كما تجب دعوة المشركين وجهادهم لتكون كلمة الله هي العليا ودينه الظاهر، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة:33].
6- أن من صحح دين اليهود والنصارى الذي هم عليه بعد التحريف والتبديل والنسخ؛ فهو كافر مرتد عن الإسلام.
7- أن من مات من اليهود والنصارى وغيرهم على كفره، وقد بلغته دعوة الإسلام؛ فهو من أهل النار خالدا فيها، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ}[البينة:7]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به؛ إلا كان من أصحاب النار". رواه مسلم.
8- وجوب البراءة من الكافرين ومن دينهم، وبغضهم وعداوتهم حتى يؤمنوا بالله وحده.
9- بطلان دعوة التقريب بين الأديان، أو وحدة الأديان، وأنها دعوة كفرية؛ لأنها تتضمن صحة دين اليهود والنصارى الذي هم عليه، وهو دين باطل.
10- تحريم ما يتخذ وسيلة إلى ذلك، مثل ما يسمى بـ: "حوار الأديان"، ونحوه من الأسماء، وأما الحوار بين المسلمين وأهل الأديان الباطلة لدعوتهم إلى الدخول في الإسلام على أساس من قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}[آل عمران:64]، وقوله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا} [النساء:36]، وقوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[الأعراف:158] فهو من سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108].
11- تحريم ما يسمى "احترام الأديان" و "التسامح بين الأديان" الذي مضمونه ترك الطعن في الأديان الباطلة كاليهودية والنصرانية وغيرهما؛ فإنه لا دين يجب احترامه إلا دين الإسلام؛ لأنه الدين الحق، دون ما سواه.
12- أنه لا أخوة بين المسلمين والكفار، فلا يجوز أن يقال: إخواننا النصارى أو غيرهم من الكافرين، وإنما الأخوة والولاء بين المؤمنين، قال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات:10]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" وكونوا عباد الله إخوانا" متفق عليه، {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [التوبة:71]، وقد عقد الله الأخوة بين الكفار والمنافقين، قال تعالى: {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} [الحشر:11]، وجعل سبحانه وتعالى الكافرين بعضهم أولياء بعض، قال تعالى: {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال:73].
13- أن التوراة والإنجيل بعد التحريف والتغيير والنسخ لا يجوز الرجوع إليهما في طلب الهدى ومعرفة ما يقرب إلى الله، ولا يجوز ذكرهما مع القرآن على أن لهما حرمة بحجة أنهما منزلان من عند الله، فقد دخلهما كثير من الباطل، ونسخ كثير من أحكامهما، وما فيهما من حق أغنى الله المسلمين عنه بكتابه العزيز الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[فصلت:42]، ولهذا لما أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، غضب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: "أمتهوكون فيها يا بن الخطاب؟! .. والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني". رواه أحمد.

هذا، ونسأل الله أن يهدينا وسائر المسلمين صراطه المستقيم صراط{الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين، وأن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا، ويكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، ويجعلنا من الراشدين فضلا منه ونعمة والله عليم حكيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.