Friday, July 24, 2009

الملف الضائع لمسلمي الصين

اندلعت مؤخرا في إقليم سينكيانج - تركستان الشرقية - أو المستعمرة الجديدة باللغة الصينية تظاهرات دامية حصدت مئات القتلى والجرحى من أقلية الإيغور المسلمة، وأجبرت الرئيس الصيني هو جينتاو على قطع مشاركته في أعمال قمة الثماني والعودة الى الصين.ويعتقد البعض ان اندلاع الاشتباكات في سينكيانج يعود للشكاوى الاقتصادية والثقافية والدينية المستمرة منذ فترة طويلة، وهي شكاوى تراكمت على مدى عقود من الحكم الصارم، لتتحول الى أعمال عنف غير مسبوقة.وتتهم الصين جماعات الايغور الانفصالية بالارهاب، وبأنهم على صلة بتنظيم القاعدة، إضافة الى اتهامهم بشن سلسلة من الهجمات الإرهابية على مدنيين صينيين منذ التسعينات.واتهمت السلطات الصينية زعيمة الايغور، ربيعة قدير، المقيمة في منفاها في الولايات المتحدة، بالتحريض على اعمال الشغب من خلال الاتصالات الهاتفية «والدعاية» عبر مواقف الانترنت. . وربيعة قدير ناشطة في مجال حقوق الانسان وهي مسلمة من اقليم سينكيانج- التي سجنت أكثر من 5 أعوام لمطالبتها بحقوق مسلمي الإيغور قبل أن ترسل إلى المنفى في أمريكا عام 2005- أدلت مرارا بشهادات عن صور المعاناة التي يعانيها المسلمون في هذا الاقليم أمام الكونغرس الامريكي وفي محافل دولية أخرى، ذكرت فيها أن حكومة الصين تنقل فتيات الإيغور عنوة من ديارهن في الإقليم إلى المصانع في شرق الصين للعمل بالسخرة وإجبارهم على الزواج من غير المسلمين. وهذا الاجراء أدى بالفعل إلى ترحيل أكثر من 240 ألف شخص معظمهم نساء من سينكيانج. وفي مؤشر على مخاوف الحكومة بشأن الاضطرابات، نزل زعيم الحزب الشيوعي في المدينة لي جي إلى الشوارع لمناشدة المحتجين كي يعودوا إلى منازلهم. وتعهد لي جي خلال مؤتمر صحافي بإنزال أقصى العقوبات بالمسؤولين عن أعمال الشغب الأكثر دموية في الصين منذ قيام الصين الجديدة العام 1949، لكن الاويغور المقيمين في المنفى، اتهموا في المقابل قوات الامن الصينية بالقيام برد فعل مبالغ به اثناء تفريق تظاهرات سلمية قام بها الاف الاشخاص، معتبرين ان الشرطة اطلقت النار على المتظاهرين عشوائيا. وقال المتحدث باسم مؤتمر الاويغور العالمي من منفاه في السويد ديل شات راشيت، إن «هذا الغضب يتزايد منذ فترة طويلة»، مضيفا «لقد بدأ كتجمع سلمي. كان هناك آلاف الاشخاص الذين ينادون بوقف التمييز العرقي ويطالبون بالتوضيح ... لقد تعبوا من المعاناة في صمت. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد المسلمين في الصين يصل إلى 50 مليونا في دولة تجاوز عدد سكانها مليار و200 مليون في حين تقول مصادر مسلمة في الصين إن العدد يصل إلى 100 مليون. وينتشر المسلمون في كافة أنحاء الصين وخاصة في إقليم. وقد حصل الإقليم على الحكم الذاتي عام 1955، ويقع وسط آسيا؛ حيث تحده منغوليا من الشمال الشرقي، والصين من الشرق، وكازخستان وقيرغيزستان وطاجكستان من الشمال والغرب، والتبت وكشمير والهند وباكستان من الجنوب. وتبلغ مساحته: 1.6 مليون كيلومتر مربع، أي يمثل حوالي 17% من مساحة الصين الحالية، وتبلغ ثلاثة أضعاف فرنسا أكبر الدول الأوربية مساحة، كما أنها تحتل المرتبة التاسعة عشرة من حيث المساحة بين دول العالم.وتبلغ مساحته 1.6 مليون كيلومتر مربع، أي يمثل حوالي 17% من مساحة الصين. ويبلغ عدد سكان الإقليم: حوالي 20 نسمة، ويشكل المسلمون الإيغور 9 ملايين نسمة، بينما يبلغ عدد الصينيين المهجرين إلى هذا الإقليم قرابة 7 ملايين نسمة.ويشترك الايغور الذين يتكلمون باللغة التركية، في صلات ثقافية مع اسيا الوسطى، رافضين الوجود والسيطرة الاقتصادية المتزايدة لإثنية الهان الصينية، فضلا عن الرقابة التي تفرضها الحكومة على الدين والثقافة. ويقول التاريخ إن علاقة الإسلام بالصين قديمة بدأت منذ عهد الخليفة عثمان بن عفان في عام 29 هجرية عندما أرسل وفدا برئاسة سعد بن أبي وقاص إلى إمبراطور الصين يدعوه إلى الإسلام. وقد قامت عدة ثورات قام بها المسلمون ضد الحكم الصيني في القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين وقد تم قمعها جميعا. ويذكر أن حكم المانشو كان يمارس قدرا من الظلم على الناس والاضطهاد للمسلمين. مما كان فوق طاقة احتمالهم فهبوا في ثورات متتابعة خلال القرن التاسع عشر شملت مقاطعات يونتان وقانصو وتركستان. وكانت ثورات المسلمين تقابل بقمع شديد وصل إلى حد المذابح ومحاولة الإبادة، الأمر الذي أدى بالفعل إلى تناقص أعداد المسلمين في أنحاء تلك البلاد. بعدما راح مئات الألوف ضحية هذه المذابح الوحشية. وخلال 100 سنة في الفترة ما بين 1758 و1871 انفجرت خمس ثورات كبرى لمسلمي الصين، نستطيع أن نتصور حجمها من عدد الكتب الرسمية التي صدرت عنها، مسجلة كل تفصيلات أحداثها كعادة مؤرخي الأباطرة في الصين منذ الأزمنة القديمة.• ففي سنة 1758 اندلعت ثورة المسلمين في ولاية قانصو بقيادة سوسى سان، وسجل تاريخها في 20 جزءا من الكتب الرسمية.• وفي مقاطعة سيكيانغ، شبت ثورة جنقخ، واستمرت سنتين، من 1825 إلى 1827، وصدر في تأريخ وقائعها 80 جزءا.• وفي سنة 1855 انفجرت الثورة في مقاطعة يوننان، بقيادة سليمان دووين شيو، واستمرت 18 عاما، وسجلت في 50 جزءا. • وفي السنة ذاتها (1855) اندلع لهيب الثورة في مقاطعات سينكيانغ وقانصو وششى، واستمرت هذه الثورة بقيادة يعقوب بك، طوال 20 عاماً. وقد سجلت أحداث هذه الثورة في كتاب من 330 جزءا!وإذا كانت أحاديث هذه الثورات الإسلامية العارمة قد ملأت مجلدات، مما يتعذر الإلمام بها أو حتى تلخيصها، إلا أننا نستطيع أن نتعرف على بعض تفصيلاتها من المعلومات التي تسربت من تلك المجلدات الكبيرة. ولقد فجر ثورة يوننان حادث صغير، عندما اتفق بعض الصينيين والمسلمين في سنة1855 على استخراج الفضة من منجم في منطقة(تالي فو)، وبعد انتهاء المهمة حاول الصينيون الاستئثار بالكسب، فنازعهم المسلمون، الذين لم يسكتوا، واشتبك الفريقان وسقط منهم قتلى ، ولكن حاكم المقاطعة انحاز إلى صف الصينيين، وكتب إلى الإمبراطور يطالب بقمع المسلمين. فتوجهت قوات الإمبراطور إلى مناطق المسلمين لتأديبهم وكانت قيادة المسلمين لأحد العلماء، اسمه ماده شين، وكان مساعداه هما القائدين ماهسين(حسين؟) ودوو ين شيو، وفي أول مواجهة انتصر المسلمون على قوات الإمبراطور، واضطرت إلى طلب الهدنة. ولكن الإمبراطور استخدم الحيلة، واستمال إلى جانبه ماده شين بالإنعام والعطايا، كما استمال ماهسين بترقيته إلى قائد في الجيش الصيني. أما ثورة يعقوب بك التي اندلعت في المناطق الشمالية الغربية، بين المسلمين ذوي الأصول التركية، فقد امتدت جذوتها كالنار فيما بين سيكيانخ وقانصو وشانسى. خلال عام 1855، حتى عصف المسلمون بكل مقاومة حكومية تصدت لهم . واستطاع يعقوب بك أن يثبت سلطانه في كاشغر. ويعلن استقلال تركستان عن الحكومة الصينية، خصوصاً وأن ثورته لقيت تأييدا كاسحا من المسلمين في تلك المقاطعات. وكان يقف إلى جواره واحد من أكبر رجال الدين هو: باين هو، الذي سانده وجمع حوله كافة القيادات الإسلامية. ودعم ثورته قائد مسلم آخر في قانصو هو ماهوا لونغ. وطوال 20 عاماً، كانت ثورة المسلمين في تركستان تصد محاولات حكومة المانشو، واحدة تلو الأخرى، التي سعت إلى ضرب الثورة وكسر طوقها. وفي عام 1871 شنت جيوش الحكومة هجوما شرسا ضد شانسى ثم قانصو، فدمرت وخربت وقتلت وسبت كل ما لقيته، وأسرت ماهوا لونغ وزعيما آخر اسمه ماباتسياو، وقامت بصلبهما علنا نكاية بهما، وردعا للمسلمين. وقعت الثورة في المقاطعتين. وفي عام 1874 هاجمت قوات المانشو مقر الزعيم الديني باين هو الذي لجأ إلى الحدود الروسية، حيث أرض تركستان الغربية القديمة. وفي هجومهم على كاشغر قتل يعقوب بك، الذي ظل يدافع عن استقلال مسلمي تركستان حتى آخر رمق. ولا ينسى المسلمون في الصين ما قاسوه من فقر مدقع في عصر الكومنتانغ، إذ كان لا يتسنى لأي فرد من المسلمين أن يذبح بقرة أو خروفا قربانا لله لضيق ذات يده. حتى أنهم اسموا عيد الفطر عيد الدموع وأطلقوا على عيد الأضحى اسم عيد الذل. ولما كان تقدير ماو أن يجعل من مقاطعة شنشى المسلمة مقرا لقيادته في مقاومة الاحتلال الياباني، فقد بات طبيعيا أن تشغله مطالب هؤلاء المسلمين ويحدد موقفه منها. خصوصا أن هذه المطالب كانت أحد أسباب الصدام مع رجال الكومنتانغ. وعلى ذلك فقد أعلنت الثورة موقفها بوضوح لكي تفوت على (أمراء الحرب الرجعيين) أي محاولة للدس بين الجيش الأحمر والمسلمين المحليين. ووعدت الثورة المسلمين بوعود محددة هي : إقامة حكومة إسلامية مستقلة ذاتيا- إلغاء كل الضرائب (وقد مر بنا كم كانت فادحه) – إلغاء الديون والفوائد القديمة- إلغاء التجنيد الإجباري في جيوش أمراء الإقطاع- حماية حرية العقيدة الدينية للجميع – حماية الثقافة والتراث الإسلامي. واصدر تشوتيه قائد الجيش الأحمر أوامر إلى جنوده، من غير المسلمين، يحرم عليهم فيها أربعة أمور تحريما مطلقا، مراعاة لشعور المسلمين ، وهي: التزام المحاربين بعدم دخول المساجد- عدم أكل لحم الخنزير أو نطق كلمة خنزير أمام المسلمين- عدم دخول أي بيت من بيوت المسلمين بغير استئذان، وإذا دخل أي شخص بيتا من هذه البيوت بعد الاستئذان فلا ينظر على النساء ولا ينتهك حرمتهن بأي صورة – عدم جمع التبرعات أو مصادرة ممتلكات المسلمين. ونستطيع أن نرصد معالم محددة للواقع الذي أصبح عليه المسلمون، بينما العهد الجديد يبدأ خطواته الأولى في عام 1949، على الوجه التالي: كان هناك موقف قانوني استقر منذ إعلان الجمهورية، يعترف بكيان المسلمين، ويعطيهم الحق في التمثيل البرلماني. و كانت هناك بوادر نهضة تمثلت في انتشار الجمعيات والمعاهد والمدارس الإسلامية، وهو ما كان مصحوبا بعدد من الصحف التي تعكس هذه النشاطات وتعبر عنها. وكانت هناك محاولة لإعادة الاتصال بالعالم العربي والإسلامي ، عبر قناتين محددتين: الحج، وتبادل الزيارات الودية. يضاف على هذه العناصر ذلك التعاطف النسبي الذي كان يبديه قادة الثورة تجاه المسلمين، تقديرا منهم لذلك الرصيد المتميز الذي تمتعوا به، ووقفتهم الدائمة إلى جوار – بل وفي طليعة – المناضلين ضد الظلم الإمبراطوري، ثم وقوفهم في صف القوى الوطنية بعد إعلان النظام الجمهوري، واشتراكهم في مسيرة الرئيس ماو عام 1935، ودورهم المشرف في الحرب الصينية اليابانية، ثم – أخيرا- رفضهم الانحياز إلى شيانج شيك أثناء صراعه مع الرئيس ماو. ولم يكن هناك سبب جوهري يدعو على قلق المسلمين بعد عام 1949، ولكن الواضح أنهم كانوا في حالة ترقب، انتظارا لما ستسفر عنه التطورات نشطة قبل التحرير بدأت تحتفي واحدة تلو الأخرى في عام 1949، حتى إننا لا نكاد نعثر على نشاط يذكر سواء للجمعيات الإسلامية أو لبقية المسلمين طوال الفترة التي أعقبت التحرير مباشرة فلا حجاج سافروا على الأراضي المقدسة، ولا بعثات سافرت للدراسة خارج الصين منذ مغادرة " البعثة الفاروقية" إلى القاهرة. وسكت المسلمون على مضض. وكانت الخطوة التالية التي زادت من قلق المسلمين هي تلك الكتابات التي تظهر في الصحف، متسائلة عن جدوى ذلك العدد من المساجد المنتشرة بكثافة شديدة في بعض المقاطعات وداعية إلى استغلال أمثل لهذه " المنشآت" ، "يوفر للأقليات حرية العبادة ويتيح الفرص لتوظيف تلك المنشآت توظيفاً اقتصاديا ملائماً". ورغم أن الدستور الصيني يشدد على المساواة بين كل القوميات. و منع التعصب ضد أو اضطهاد أية قومية، وحظر كل الأعمال التي تخرب التضامن بين القوميات وتقسمها. فضلا عن التأكيد على أنه للمواطن حرية الكلام والنشر والتجمع وتكوين التنظيمات والقيام بالمسيرات والمظاهرات. و حرية الاعتقاد الديني. فإنه و منذ استولي الشيوعيون على حكم الصين في سنة 1949 يمكن اختصار تاريخ الأقلية المسلمة في الصين في المراحل التالية:- من -1949 إلى 1958 كانت مرحلة مهادنة لأنها سايرت الأعداد لتأسيس الدولة ، وقد أقلق وضع المسلمين في الصين العالم الإسلامي فحاولت السلطة الحاكمة إرضاء العالم الإسلامي ، وظهرت الجمعية الإسلامية الصينية الشعبية في سنة 1953 كجمعية وحيدة تمثل المسلمين شكلا لاموضوعاً ، وألغيت الجمعيات الإسلامية السابقة ، وعقد أول مؤتمر للمسلمين في ظل النظام الجديد في نفس السنة ، ثم صدرت مجلة باسم مسلمي الصين في العام التالي له ،كما تم إنشاء معهد إسلامي في عام 1955 ، وكانت هذه المرحلة مرحلة تأميم نشاط الدعوة الإسلامية لفرض هيمنة النظام الشيوعي على النشاط الإسلامي . - من سنة 1958 إلى 1966 كان في هذه المرحلة مساس بشعور المسلمين ن وظهر هذا في تطبيق نظام (الكوميونات ) ، فقد شمل التطبيق رجال الدين ووزعوا علي المزارع والمصانع الجماعية ، وظهرت في الصحف الصينية مقالات تهاجم وجود العدد الكبير من المساجد ، بل والإلحاح على استخدامها لأغراض (اقتصادية ) ، وكانت هذه الحملة مقدمة لإغلاق المساجد منذ سنة 1949 فقد أدى هذا إلى تعطيل قيام المسلمين بشعائر دينهم ، وتلا ذلك توقف المعهد الإسلامي الذي أنشىء في المرحلة السابقة ، وكان النافدة الوحيدة للمسلمين في الصين ، كما توقف (سفر بعثات الحج ) ثم (تهجير ) المسلمين من مناطق الكثافة الإسلامية العلية إلى مناطق أخرى ، وتهجير غير المسلمين إلى مناطق المسلمين ، وتبنت الحكومة سياسة تحويل الهوية الإسلامية إلى هوية شيوعية ، وقد واجه المسلمين هذا بكفاح كما حدث في التركستان الشرقية في سنة 1962 - من سنة 1966 إلى 1976 وهي أشد مراحل العنف ، وتسمى بمرحلة الانتفاضة الثقافية ، حيث ضرب رجال الدين في الشوارع وأقتحمت البيوت ، وأخذت المصاحف والكتب الدينية وأحرقت علانية في الشوارع ، وفقد المسلمون الصينيون مخطوطات نادرة وأغلقت المساجد وحول البعض إلى (ورش ومخازن ) في سنة 1966، وأبقوا على مسجد واحد في بكين ليصلي فيه الدبلوماسيون المسلمون ، وألغيت العطلات الإسلامية ، ومنع المسلمون من ارتداء ثيابهم القومية ، وأجبروا على ارتداء الملابس الزرقاء ، وألغيت تصاريح صرف (أكفان الموتى ) وتظاهر المسلمون في ولاية (يونان ) مطالبين بعطلة يوم الجمعة ، وفي هذه المرحلة حاول النظام الشيوعي مسخ الشخصية الإسلامية وخصائصها الفردية. من سنة 1979 وحتى 2009 كانت هذه المرحلة عبارة عن صراع على السلطة ، واستغرق هذا عامين ، وبدأت مرحلة جديدة مع عام 1978 ، وأوجد قانون ينص على عدم انتهاك أعراف وعادات أبناء الأقليات القومية ن ووعد بإعادة فتح المعهد الإسلامي ، إعادة إصدار مجلة ( المسلمين ) ، واستئناف بعثات الحج ، وإعادة فتح المساجد المغلقة وهي أكثر من 1900 مسجد في التركستان الشرقية وحدها ، وعدد المساجد في الصين ( 40327 ) مسجداً ، وإعادة العطلات الإسلامية . وساهمت الحكومة بنفقات إصلاح المساجد ، وسمحت بدخول أعداد من المصاحف من الدول العربية. وبناءً على ذلك يعيش أغلبية المسلمين من الإيغور تحت خط الفقر؛ حيث يبلغ الدخل السنوي للفرد بما يعادل 50 دولارًا أمريكيًا، ويرجع ذلك لاحتراف أغلبهم للزراعة والرعي وصيد الأسماك وعزوفهم عن التعليم. ومنذ بداية التسعينيات وامتدادًا لما قبلها يتعرض الإيفور لهجمة قمعية صينية شرسة؛ ، وتتجه الحكومة الصينية إلى طمس جميع الرموز الإسلامية، فالمدارس الإسلامية والمساجد إما مغلقة أو خاضعة لقيود صارمة. وحسب معلومات الإحصاء الخامس لسكان البلاد كلها عام 2000، بين 55 أقلية قومية 18 قومية يتجاوز عدد سكان كل منها مليون نسمة، هي قوميات تشوانغ ومان المانتشو وهوي ومياو والويغور ويي وتوجيا ومنغوليا والتبت وبويي ودونغ وياو وكوريا وباي وهاني ولي والقازاق وداي، وأكثرها عددا قومية تشوانغ، يبلغ عددها 16 مليون و179 ألف نسمة. و17 قومية يتراوح عدد سكان كل منها بين 100 ألف نسمة إلى مليون نسمة، هي قوميات شه وليسو وقلاو ولاهو ودونغشيانغ ووا وشوي وناشي وتشيانغ وتو وشيبوه ومولاو والقرغيز وداوور وجينغبوه سالار وماونان. و20 قومية يتراوح عدد سكان كل منها بين أقل من 10 آلاف إلى 100 ألف نسمة، هي بولانغ والطاجيك وبومي وآتشانغ ونو وأوينك وجينغ وجينوه ود آنغ والأوزبك وروسيا ويويقو وباوآن ومنبا وألونتشون ودولونغ والتتار وختشه وقاوشان لا يضم ذلك عدد سكان قومية قاوشان في مقاطعة تايوان ولوبا. قومية لوبا هي القومية الأقل تعدادا، وعدد سكانها 2965 نسمة فقط. وتشير ثمة تقديرات تقريبية مستقرة في أبحاث وعند خبراء شؤون الأديان، وهي إلى أنه في الصين"خمسة أديان"، يمكن ترتيبها بحسب عدد أتباع كل منها على النحو التالي: البوذية (دعوة الانعتاق الذاتي تخليصا للجنس البشري) وقد كانت أكبر "الأديان" أثرا في القديم، منذ قدمت من الخارج(الهند) والبوذيون أرقامهم غير معروفة، ولكن عدد رهبانهم في الصين عشية التحرير كانوا نصف مليون راهب وراهبة .و "دين" التاو (صوفية صينية تدعو إلى عبادة الروح والطبيعة والآلهة )، وهؤلاء أيضا لا نعرف لهم عددا سوى أن كهنتهم عشية التحرير كانوا في حدود 8 آلاف كاهن وكاهنة ، غير أن أعدادهم في تناقص مستمر. والبوذية والتاوية هما – تقليديا- دينتا قومية إلهان، ذات الأغلبية الساحقة في الصين. و الكاثوليكية، وتشير إحصاءات عام 1949 إلى أنهم كانوا في ذلك الوقت 3ملايين نسمة. و البروتستانتية: وأتباعها في تقديرات عام التحرير في حدود 700 ألف نسمة.وتمثل الديانة الإسلامية معتقد 95% من سكان اإقليم إلى جانب الطاوية والبوذية وبعض العقائد الوثنية للصينيين المحتلين على الإقليم. ويبلغ عدد المساجد: 510 مساجد، وقد قامت السلطات الصينية بإغلاق 148 منها، بينما تشير الإحصائيات الصينية إلى وجود 10 آلاف مسجد، إلا أن ما تسميه السلطات الصينية مساجد ما يقارب 98 % منها زوايا أو مصليات صغيرة جدًا، بحيث لا تتسع لأكثر من 100 شخص، بينما يحتاج السكان الذين يصل تعدادهم قرابة 10 ملايين إلى تلك المساجد الـ10 آلاف حتى يصلي كل 1000 في مسجد، وهذا ما لا يحدث فعليًا حيث لا تسمح السلطات الصينية بإنشاء مساجد جديدة أو القيام بتوسيع المساجد الموجودة. ويعيش أغلبية المسلمين من الإيغور تحت خط الفقر؛ حيث يبلغ الدخل السنوي للفرد بما يعادل 50 دولارًا أمريكيًا، ويرجع ذلك لاحتراف أغلبهم للزراعة والرعي وصيد الأسماك وعزوفهم عن التعليم. ومنذ بداية التسعينيات وامتدادًا لما قبلها يتعرض مسلمو شعب الإيجور لهجمة قمعية صينية شرسة؛ وذلك حقدًا وحنقًا على هذا الشعب المسلم، والذي يشكِّل الإسلام مركزًا أساسيًّا في ثقافته، وتتجه الحكومة الصينية إلى طمس جميع الرموز الإسلامية، فالمدارس الإسلامية والمساجد إما مغلقة أو خاضعة لقيود صارمة. و تم منع التلاميذ في المدارس والجامعات من تأدية الصلاة، ومن صيام رمضان، بل وصل الأمر إلى منعهم من حمل المصاحف أو امتلاكها. والأعجب من ذلك أن المسلمين الإيغوريين تحدد خطبة الجمعة عندهم بـ30 دقيقة فقط، كما أن عدد ذكر كلمة 'آمين' محدد أيضًا بـ17 مرة في اليوم الواحد، وألا يتلو خطيب المسجد أكثر من خمسة أدعية فقط ليوم الجمعة، ومن يخالف ذلك تتم معاقبته إما بمنعه من الخطابة أو تقرير غرامة مالية عليه، هذا غير أنه من الممنوع على أي شخص أن يقوم بالصلاة إلا في المسجد التابع للحي الذي يسكن فيه والمسجّل بالطبع في دفاتر الشرطة، و الأمر المثير للدهشة أن السلطات الصينية تحدد للايغوريين خطبة الجمعة عندهم بـ30 دقيقة فقط، كما أن عدد ذكر كلمة 'آمين' محدد أيضًا بـ17 مرة في اليوم الواحد، وألا يتلو خطيب المسجد أكثر من خمسة أدعية فقط ليوم الجمعة، ومن يخالف ذلك تتم معاقبته إما بمنعه من الخطابة أو تقرير غرامة مالية عليه، هذا غير أنه من الممنوع على أي شخص أن يقوم بالصلاة إلا في المسجد التابع للحي الذي يسكن فيه. إضافة إلى ذلك تجرم وتحظر السلطات منظمات المقاومة والتحرر في تركستان، وزد على هذا ما قامت به الحكومة الصينية من إجراء 42 تجربة نووية في أراضي المسلمين، وذلك حتى عام 1996، وقد أدى إجراء هذه التجارب إلى تزايد انتشار السرطان والإجهاض وتشوه المواليد، ومع أنها حاولت إخفاء ذلك وتبرير ما نتج عنها، إلا أن بعض المنظمات الدولية أكدت نتائجها المدمرة على السكان والبيئة، وقد أثيرت تلك القضية في مؤتمر المرأة العالمي في بكين عام 1995، وأكدوا أن هناك ارتفاعًا في نسبة الوفيات يصل إلى 40% في مناطق قيرغيزستان الشرقية على حدودها المتاخمة مع مقاطعة 'سينكيانج' [تركستان الشرقية] بالصين، وذلك في أواخر شهر مايو 1994 على أثر تجربة نووية في تركستان الشرقية، ومازال شعبها المسلم يعاني من نتائج التفجيرات النووية التي كانت تتم مكشوفة في الفضاء حتى الآن. ولا يتوقف الاضطهاد عند هذا الحد فقط من انتهاك حقوق الإنسان والتمييز في التوظيف وسياسة الإفقار المطبقة ضد مسلمي تركستان، كذلك قام النظام الصيني بتأسيس برنامج على درجة عالية من التمييز والعنصرية، يهدف إلى تغيير التوزيع السكاني بإقليم سينكيانج، فالسلطات الصينية تقوم ببيع الفتيات المسلمات إلى الفلاحين الصينيين الذين يقومون بتهريبهن إلى داخل الصين. وقامت أيضًا ببذل كل جهدها لتطبيق نظام 'طفل واحد لكل أسرة' على الإيغور، بينما لم تطبقه على بقية الأعراق التي تعيش في الإقليم نفسه، وتتبع السلطات الصينية أبشع الطرق لتنفيذ تلك السياسة؛ فعلى سبيل المثال يقوم الأطباء بقتل المواليد المسلمين بعد ولادتهم مباشرة بضربهم أو كتمان أنفاسهم، وتحقن الأم بحقنة منع الحمل دون إشعارها بذلك، ولا تتمكن من رؤية مولودها لأنهم يفيدونها بأن الجنين ولد ميتًا، ثم تشحن هذه الأجنة إلى معامل في بكين وشنغهاي، وكانت النتيجة أن تغير التوزيع السكاني تمامًا. و هناك ممارسات أكثر جورًا؛ حيث مُنع رفع الأذان من مكبرات الصوت بدعوى أنها تزعج هؤلاء الصينيين الدخلاء، وترويج الزواج المختلط لزواج الصينيين والصينيات البوذيات بالمسلمين بضغوط اقتصادية وإغراءات مادية. إضافة إلى ذلك تجريم وحظر منظمات المقاومة والتحرر في تركستان، وزد على هذا ما قامت به الحكومة الصينية من إجراء 42 تجربة نووية في أراضي المسلمين، وذلك حتى عام 1996، وقد أدى إجراء هذه التجارب إلى تزايد انتشار السرطان والإجهاض وتشوه المواليد، ومع أنها حاولت إخفاء ذلك وتبرير ما نتج عنها، إلا أن بعض المنظمات الدولية أكدت نتائجها المدمرة على السكان والبيئة، وقد أثيرت تلك القضية في مؤتمر المرأة العالمي في بكين عام 1995، وأكدوا أن هناك ارتفاعًا في نسبة الوفيات يصل إلى 40% في مناطق قيرغيزستان الشرقية على حدودها المتاخمة مع مقاطعة سينكيانج [تركستان الشرقية] بالصين، وذلك في أواخر شهر مايو 1994 على أثر تجربة نووية في تركستان الشرقية. وكان لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة تأثير كبير على معاملة مسلمي الإيغور؛ حيث استغلت الصين هذا الحدث ذريعة لتزعم أن من يقومون بنشر رسائل دينية أو ثقافية مسالمة هم 'إرهابيون' غيروا من أساليبهم المنهجية، وعليه فإن المسلمين الناشطين في المجالات الدينية السلمية يتعرضون للاعتقال والتعذيب والإعدام أحيانًا. ولعل تلك الممارسات الجائرة التي تقوم بها الحكومة الصينية ما هي إلا استراتيجية تريد بها اقتلاع حلم دولة مستقلة لمسلميها؛ حيث إنها تخشى من تفكك أقاليمها التي تعج بالمشكلات العرقية.. ومن أقدم المنظمات الإسلامية المتواجدة في الإقليم جمعية التقدم الإسلامي، ويبلغ عدد فروعها 300 فرع وكان لها العديد من المدارس ، (جمعية الأدب الإسلامي في الصين ) ومهمة هذه الجمعية تبسيط فهم العقيدة الإسلامية ، والنهوض بالتعليم الإسلامي ومساندة الأعمال الخيرية ، وترجمة معاني القرآن ، وهنتك الجمعية الاتحادية لعموم الصين التي نشطت في توثيق صلة المسلمين بالعالم الإسلامي ، و الجمعية الإسلامية في الصين وهي هيئة تكفلها الحكومة الصينية منذ سنة 1986 ، وتقوم ببعض الأعمال الإسلامية ، ولكن هناك شعور مضاد لها . إجمالا، يبدو أن تظاهرات الإيغوريين الدامية تحرج الحكومة الصينية على الصعيد الدولي، وتعيد فتح ملف حقوق الإنسان في الصين. وقد تشكل عقب آخيل التنين الصيني الذي أخفقت سياساته في معالجة مسألة الأقليات التي لم تخضع لمبادىء حقوق الإنسان من حرية معتقد وحرية تعبير بل حرى التعامل معها على قاعدة مخاوف وأوهام. * مأمون كيوان باحث سوري © منبر الحرية، 21 يوليو/تموز 2009
http://www.minbaralhurriyya.org

No comments: