Wednesday, May 13, 2009

العلماء يواصلون تبادل المعلومات حول فيروس إتش وان إن وان


من شيريل بيليرين، محررة الشؤون العلمية في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص


واشنطن،- التقت مجموعة من العلماء من جميع أنحاء العالم في "اجتماع افتراضي" على شبكة الإنترنت لبحث تفشي السلالة الجديدة من فيروس الأنفلونزا الذي أطلق عليه اسم إتش وان إن وان. استضافت هذا الاجتماع منظمة الصحة العالمية يوم 5 أيار/مايو، وكان ذلك هو الاجتماع الدولي الثاني للعلماء المتخصصين الذي يعقد منذ بدأت جهود مراقبة المرض في المكسيك واكتشاف حالات إصابة بأعراض تشبه الأنفلونزا يوم 18 آذار/مارس.

المعلومات المؤكدة عن الفيروس السريع الحركة شحيحة جدا، حتى رغم إعلان منظمة الصحة العالمية يوم 6 أيار/مايو عن أن 23 دولة أبلغت بصفة رسمية عن وجود 1658 حالة إصابة فيها بفيروس إتش وان إن وان، وحدوث 30 حالة وفاة، بما فيها حالة وفاة ثانية تأكدت في الولايات المتحدة يوم 6 أيار/مايو.

لكن الاجتماعيْن، وأولهما كان قد عُقد يوم 29 نيسان/إبريل، والاتصالات العلنية بين الهيئات المسؤولة عن الصحة في العالم، تُنتج ببطء المعلومات التي يمكن أن يستفيد منها المسؤولون عن الصحة العامة في التعامل مع المرض الذي قد يتحول إلى وباء.

وفي مؤتمر صحفي عُقد يوم 5 أيار/مايو قال الدكتور كيجي فوكودا مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون أحوال الأمن الصحي "إن الدعوة لهذا الاجتماع جاءت من أجل أن يقدم فيه الباحثون من دول مختلفة تقارير عن مشاهداتهم وتفسيراتهم لما توفر لديهم من معلومات في الوقت الراهن. وإننا ركزنا المناقشات بصفة أساسية على الحالات المرضية التي خضع فيها المرضى للملاحظة المباشرة."

الملامح الرئيسية لتطورات المرض

وقال فوكودا إن الدول تواصل الإبلاغ عن حالات إصابة جديدة. فقد أبلغت المكسيك عن 822 حالة إصابة تأكدت بالتحاليل المعملية، حدثت بينها 29 حالة وفاة. وفي الولايات المتحدة أبلغت مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها عن وجود 642 حالة إصابة بين البشر في 41 ولاية، إضافة إلى وجود 845 حالة إصابة محتملة أخرى، مع حدوث حالتيْ وفاة في ولاية تكساس.

كما أبلغت الدول التالية عن وجود حالات مؤكدة لديها (حتى يوم 6 أيار/مايو): أستراليا والصين وكولومبيا وكوستا ريكا والدنمارك وغواتيمالا وسويسرا والبرتغال حالة واحدة، وفي كل من السلفادور وكوريا الجنوبية حالتان، وفي كل من فرنسا وإسرائيل أربع حالات، وفي إيطاليا خمس حالات، وفي نيوزيلاندا ست حالات، وفي المملكة المتحدة 27 حالة، وفي إسبانيا 57 حالة، وفي كندا 165 حالة إصابة.لكن لم تحدث وفيات في أي من تلك الدول.

متوسط أعمار المصابين في كل الدول السابقة هو منتصف العشرينات. وذلك بخلاف متوسط أعمار من يصابون بالأنفلونزا الموسمية الذين غالبا ما يكونوا إما من كبار السن أو من الأطفال صغار السن.

وقال فوكودا إن الباحثين لم يتوصلوا بعد إلى أسباب إصابة الشباب بفيروس إتش وان إن وان، ولكن قد يكون من بين الأسباب أن الشباب كانوا في رحلات إلى المكسيك عندما بدأ ظهور الفيروس وانتشاره هناك، وأن العدوى قد تنتقل إلى الأكبر سنا بمرور الوقت. أو أن الأكبر سنا قد يكون لديهم شيئ من المناعة تجاه فيروس إتش وان إن وا ن، إما نتيجة إصابة سابقة بالأنفلونزا وإما لأسباب أخرى لم تُعرف بعد.

ومن بين الملاحظات التي خرج بها الاجتماع:

- أن فترة حضانة فيروس إتش وان إن وان تتراوح بين يوم واحد وخمسة أيام.


السفير هولبروك، الذي يظهر إلى اليسار ، يتحدث إلى وزير الخارجية الباكستاني قريشي في إسلام أباد يوم 7 إبريل.- أن الأعراض التي عاني منها المصابون بالمرض بصفة عامة ليست حادة، وتتشابه مع أعراض الأنفلونزا الموسمية، رغم أن بعض حالات الإصابة التي ظهرت في بادئ الأمر بالمكسيك كانت أشد حدة. وما زالت دول عديدة تبلغ أن لديها حالات مرضية حادة عند بعض المرضى، لكن الباحثين لم يتوصلوا حتى الآن إلى الوتيرة التي تحدث بها حالات الإصابة الشديدة.

- قال فوكودا إنه وجد "تشابه كبير" بين الفيروسات التي تجري دراستها في مناطق مختلفة.

من جهة أخرى، ما زالت منظمة الصحة العالمية تضع درجة التحذير من فيروس إتش وان إن وان عند المستوى الخامس، وهو ما يشير إلى أن احتمالات تحوله إلى وباء كبيرة، كما أن ذلك يعتبر أيضا تنبيها إلى دول العالم بأن الأوان قد آن لوضع وتطبيق الإجراءات اللازمة لتخفيف عواقبه والإعلان عن ذلك. ومن المحتمل أن ترتفع درجة التحذير إلى المستوى السادس – وهو أعلى مستويات التحذير- في حال انتشار الفيروس على نطاق أوسع بين أفراد المجتمع الواحد.

غير أن فوكودا قال إن منظمة الصحة العالمية "لا تعتقد في الوقت الراهن أن انتقال العدوى بين أفراد المجتمع لا يحدث في (الدول الأخرى) مثلما يحدث في الولايات المتحدة أو المكسيك."

وأضاف "إننا حينما نتحدث عن انتقال العدوى بين أفراد المجتمع الواحد، فإننا نتحدث في الواقع عن انتشارها في المجتمع الأوسع نطاقا وليس داخل المؤسسات منفردة. فنحن لا نعتقد أن ذلك هو ما يحدث الآن. وسوف نواصل العمل والتعاون الوثيق مع كل الدول التي حدثت فيها إصابات وأي دولة أخرى قد تبلغ عن حدوث إصابات لكي نتأكد من سيطرتنا التامة على الوضع."

نصف الكرة الجنوبي

من المعروف أن فيروسات الأنفلونزا تنمو في الطقس البارد، والدول الواقعة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية تمر الآن بموسم الخريف الذي يمتد سنويا من يوم 10 آذار/مارس إلى 31 أيار/مايو. وتكون أكثر أيام السنة برودة في تلك المنطقة في شهر تموز/يوليو.

وحتى الآن أبلغت دولة واحدة من تلك الدول، وهي نيوزيلاندا، عن حدوث ست حالات إصابة بفيروس إتش وان إن وان فيها. ويقول المسؤولون الدوليون عن الصحة العامة إنهم يتابعون تطورات الأنفلونزا الموسمية وفيروس إتش وان إن وان هناك متابعة وثيقة.

ومن جانبه قال فوكودا إن "معظم حالات الإصابة حاليا موجودة في أميركا الشمالية. وهناك حالات إصابة حدثت في دول أخرى في أوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية، لكن معظم الإصابات ما زالت في أميركا الشمالية."

وأضاف "حينما ننظر إلى الخريطة نجد أنه لا توجد إصابات كثيرة تم الإبلاغ عنها في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، ولكنني أعتقد أننا ما زلنا في المراحل المبكرة لانتشار هذا الفيروس. ونصف الكرة الجنوبي يتجه نحو فصل الشتاء، وإننا نريد مراقبة تلك المناطق عن كثب لأنه من المحتمل جدا أن ينشط الفيروس هناك."

تجدر الإشارة إلى أن الأعباء الملقاة على كاهل عدد من الدول النامية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية - بسبب الفيروس المسبب لمرض الإيدز والمرض نفسه- وأيضا على العديد من الدول الأفريقية، قد تعقّّد الوضع بالنسبة للإصابة بفيروس إتش وان إن وان، وربما قد تصعّد من احتمالات الإصابة به.

وأشار مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى أن "العالم مكون من عدد كبير من جماعات البشر الذين تتباين أحوالهم الصحية. وأن من بين ما بحثه المشاركون في الاجتماع وناقشوه فيما بينهم أحوال المصابين بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب أو الرئة وتأثير تلك الأمراض على جعلهم أكثر عرضة للإصابة بفيروس إتش وان إن وان.

وقال فوكودا "إننا نعلم أن المصابين بفيروس إتش آي في -المسبب لمرض الإيدز- يمكن أن يكونوا معرضين للإصابة بعدد من الفيروسات الأخرى." لذا فإن المصابين بفيروس إتش آي في يكونون في العادة من أكثر الجماعات تعرضا للإصابة بفيروس الأنفلونزا إتش وان إن وان. وهذا سبب إضافي يدفع منظمة الصحة العالمية إلى متابعة الوضع عن كثب وبمنتهى الدقة خاصة بالنسبة إلى مدى انتشار الفيروس، حسبما قال مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.

No comments: