Wednesday, May 13, 2009


قالت صحيفة بريطانية إن تحسن العلاقات الغربية - السورية مؤخرا يتيح للرئيس السوري فرصة الالتفات لتدعيم وضعه الداخلي. وقالت صحيفة "فايننشال تايمز"، أمس، إن "ربيع بشار"، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، يزدهر في دمشق بعد تآكل الضغوط الدولية عليه، وتصاعد فرص تدعيم الوضع الداخلي. وفقا للسفير اللبنانية.


وأشارت الصحيفة، في تقرير حول العلاقات بين سورية والغرب، إلى أنّه " منذ وقت ليس ببعيد كان نظام الرئيس بشار الأسد خطيراً ومنبوذاً ومثيراً للمشاكل، يتدخل في العراق ويثير الاضطراب في لبنان، ويعد سبباً لمحنة الغرب في الشرق الأوسط... ولكن بالإمكان حالياً الشعور بما يمكن اعتباره ربيع بشار في دمشق".


وبحسب الصحيفة فإنّ "سورية تمثل الآن قضية اختبار للسياسة الأميركية مع وجود إدارة أميركية مصمّمة على قلب صفحة سياسات الرئيس السابق جورج بوش، وتحويل أعداء الأمس إلى أصدقاء"، موضحة أنه "في حال استطاعت واشنطن ايجاد سبيل يقنع دمشق بالعمل معها وليس ضدها، فإن ذلك سيكسب الهدف الأكبر الرامي إلى نزع فتيل التوترات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط، دفعة مهمة".

ونقلت "فايننشال تايمز" عن مسؤول أميركي قوله "نريد أن نرى تغيراً في نظرة سورية تبعدها عن التعطيل وتقرّبها أكثر من حل المشاكل بطريقة بنّاءة، وأن تكون مستعدة على الأقل للتعامل مع مشاكل المنطقة، وهذا لا يعني أننا نريدها أن تقطع علاقاتها مع إيران بل التسليم بأن الغرب يستطيع أن يعرض أشياء تعجز إيران عن تقديمها مثل التنمية الاقتصادية والسلام مع إسرائيل".

وأعرب مسؤول أميركي للصحيفة عن اعتقاده بأنه "خلال العام المقبل، وفي حال دخلت سورية في مفاوضات مع إسرائيل، وتم تشكيل حكومة مستقرة في لبنان، واتخذت العلاقات السورية العراقية منحى أفضل، وفي حال ذهب الفلسطينيون إلى الانتخابات، فإنّ الظروف التي تتيح لسورية أن تقوم بدور إقليمي أكثر إيجابية ستكون مطروحة بشكل أوسع".

وتابعت الصحيفة إلى أن حظوظ الأسد على الجبهات الأخرى باتت جيدة أيضاً في الآونة الأخيرة، لا سيما في ما يتعلق بالمعارضة الداخلية، وذلك في أعقاب انسحاب جماعة "الأخوان المسلمين" من "جبهة الخلاص" الذي أدى إلى إضعاف الحركة المعارضة بصورة أكبر، وإطــلاق سراح الضباط الأربعة في لبنان.

ولفتت إلى أن المسؤولين السوريين، ونتيجة لتلك التطورات، "صاروا ينعمون بالثقة بالنفس، وقد أبلغ سفيرهم في واشنطن عماد مصطفى معهد الشرق الأوسط بأنه مليء بالسعادة بعد انتخاب أوباما، ووصف تغيّر موقف واشنطن من سورية بالدراماتيكي".

وفيما نسبت الصحيفة إلى أندرو تابلر، المحلل السياسي الذي أمضى سنوات طويلة في سورية، قوله "إن السوريين يعتقدون أنهم مركز الشرق الأوسط ولا شيء يمكن إنجازه من دونهم"، أشارت إلى أن على دمشق "التريث قبل أن تبتهج لأن إقامة علاقات أفضل مع الغرب يعتمد بشكل كبير على الطريقة التي يلعب من خلالها حاكم سورية، كما يخشى المسؤولون الأميركيون من احتمال أن تكون سورية تسيء تقدير تغير لهجة إدارة أوباما وتخطئ قراءة نواياها".
الكاتب وطن

No comments: