Saturday, June 13, 2009

سائق صهريج إسرائيلي تحوّل إلى مليونير بفضل علاقاته مع مسؤولي السلطة الفلسطينية غزة –دنيا الوطن عوفاديا عبد الله كوكو ، سائق صهريج إسرائيلي تحوّل إلى المزوّد الرئيسي للوقود للسلطة الفلسطينية ، وإلى مليونير وشريك في شركة "دور" الإسرائيلية للوقود التي فازت بفضل علاقاته مع كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية بامتياز توزيع الوقود في مناطق السلطة الفلسطينية . لشركة "دور" الإسرائيلية وهي شركة الوقود الرابعة من حيث الحجم في إسرائيل ، شريك سرّي في أعمالها في مناطق السلطة الفلسطينية ، والشركة لم تتحمس لكشف هويته ، وهذا الشريك ربح حسب تقارير الشركة للبورصة خلال سنة حوالي 13 مليون دولار . وسائل الإعلام الإسرائيلية حاولت التنبؤ بهوية هذا الشريك ، فقال بعضها أنه عضو عربي في الكنيست الإسرائيلي ، ولكن الشريك المذكور كان في تلك الأثناء يتسلى مع أبناء رئيس جهاز أمني فلسطيني في إسرائيل غير مكترث لشيء . وهذا الشخص الغامض هو عوفاديا عبد الله كوكو ، الإسرائيلي الذي يعتبر الأكثر قرباً من مسؤولي السلطة الفلسطينية , وقد ساعد شركة "دور" الإسرائيلية في الحصول علي امتياز الصفقة الأكثر أهمية في هذا المجال : امتياز تزويد مناطق السلطة الفلسطينية بالوقود حتى عام 2000 , والتي ربح منها كوكو وشركاءه أكثر من 40 مليون دولار . عوفاديا كوكو كان حتى ما قبل 12 عاماً سائق صهريج وقود بسيط , أدين مرتين بأسبقيات جنائية , كما ذكرت ذلك صحيفة " يديعوت " الإسرائلية , والتي تساءلت عن نصيبه في الكازينو النمساوي الفلسطيني في أريحا . ولد كوكو في العراق قبل 48 سنة , وبعد إطلاق سراحه من السجن في إسرائيل تحول إلي سائق صهريج وقود بالأجرة , ومن ثم اشترى صهريجاً خاصاً به وشرع في العمل بشكل مستقل وتحول الصهريج إلي ثلاثة ليصبح اليوم أسطولاً كاملاً بفضل علاقاته مع السلطة الفلسطينية . خلال الانتفاضة كان "كوكو" يتحلى بشجاعة نادرة , حيث يقوم بتوزيع الوقود في المناطق الفلسطينية التي يرفض أي إسرائيلي التوجه إليها , وبأسعار زهيدة أيضاً ورغم أرباحه الهائلة ما زال حتى اليوم مسجلاً في سجلات الضريبة كأجير , وعلي جدران مكتبه علق صور اسحق رابين وياسر عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو , كما وجد مفتشو الجمارك في مكتبه صورة لهذا الرجل الضخم مع مسؤول فلسطيني كبير. صاحب محطة لتوزيع الوقود في غزة ساعد "كوكو" في التغلغل إلي السوق الفلسطيني , خلال الانتفاضة الاولى , وبعد إقامة السلطة الفلسطينية حدث التحول الكبير . في مكتب "كوكو" في "ريشون ليتسيون" غرفة بسرير زوجي , يستخدمه هو أو أحد كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية الذي يزوره بين الحين والآخر في مكتبة برفقة حراسة الشخصين , وفي غرفة أخري خزانة تحتوي علي هدايا كثيرة التي أعتاد تقديمها لضيوفه من مسؤولي السلطة الفلسطينية , مثل علب السجاير والسيجار وزجاجات الويسكي والعطور والحلويات , كما يقوم " كوكو " بترتيب نزهات ترفيهية لضيوفه من كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية في تل أبيب . هنالك معرفة بين "كوكو" ورئيس جهاز أمنى فاسطيني سابق في الضفة الغربية ، عندما أمر باعتقاله حتى يدفع ديناً يدين به لأحد مواطني السلطة الفلسطينية ، إضافة إلى اتهامه بدفع رشوة لأحد موظفي السلطة الفلسطينية في غزة . "كوكو" لم يتأثر ونام على السرير في السجن , قائلاً : إنه بحاجة ماسة إلي عدة أيام من الراحة .منذ تلك اللحظة بدأت علاقة صداقة عميقة بين المسؤول الأمني في الضفة الغربية و " كوكو " الاعتقاد السائد في إسرائيل بأن كوكو وكافة نشاطاته مع مسؤولي السلطة الفلسطينية يقوم بتنسيقها مع جهاز " الشاباك " الإسرائيلي , حيث يقدم معلومات هامة للمخابرات الإسرائيلية . رجال الأعمال الإسرائيليين الكثيرين ، الذين يطلبون لقاءات مع كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية من أجل دفع أعمالهم في مناطق السلطة الفلسطينية ، يعرفون أن "كوكو" هو المفتاح ، رجل مجوهرات إسرائيلي معروف طلب من "كوكو" ترتيب لقاء مع مسؤول فلسطيني فطلب "كوكو" منه 150ألف دولار لإنجاز كل شئ . خلال السنوات الماضية أصبح "كوكو" الصديق المقرب من "محمد رشيد" المسؤول عن إمبراطورية مشاريع السلطة الفلسطينية ، وقد دعاه "محمد رشيد" أو "خالد إسلام" إلى حفل زفافه في القاهرة ، حيث حجز له مكانا على الطائرة المصرية وانتظرته في مطار القاهرة سيارة ليموزين خاصة أخذته إلى حفل الزفاف ، وقام "خالد إسلام" بإعلام الحضور بوصول ضيف الشرف "عوفاديا كوكو" !! "كوكو" تحول إلى ضيف شرف أيضا ، في مراسيم التوقيع على البروتوكولات العديدة مع الحكومة الإسرائيلية ، وفي هذا إشارة إلى مدى الثقة التي يوليه أيها كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية . العلاقات الخاصة لكوكو مع كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية أوصلته إلى الشراكة في رابع الشركات الإسرائيلية للوقود حيث حدث ذلك في عام 1995 ، وهذه العلاقات أدت إلى فوز شركة "دور" بامتياز توزيع الوقود في مناطق السلطة الفلسطينية رغم أن حظوظها كانت ضعيفة وفق تنبؤات المختصين . اتفاق الامتياز كان ضربة قوية للشركات الثلاث الأخرى الكبيرة التي أنفقت الكثير على البنية التحتية لإمداد الوقود وإنشاء المحطات حتى وجدت نفسها بفعل علاقات "كوكو" بلا مصدر رزق . الشركات الثلاث كانت قد وقعت اتفاقات مع أصحاب المحطات الفلسطينية لتزويدها بالوقود ، إلا أن علاقات "كوكو" كانت كفيلة بإدار ظهر أصحاب المحطات للوقود ، بعد أن اعترض المسلحون طريق صهاريج الشركات الثلاث وهددوها بالسلاح ، مما دفع تلك الشركات تقديم دعوة قضائية مطالبة بالتعويض لدى المحكمة "العليا الإسرائيلية" . الشركات الثلاث أرسلت محققيها مناطق السلطة الفلسطينية لمعرفة سبب قرار السلطة الفلسطينية بإعطاء الامتياز لشركة "دور" وتبين أن "كوكو" زار أريحا في 18- تشرين الأول – 1994 برفقة "صرصورحربي التميمي" مسؤول السلطة الفلسطينية في مجال الوقود ، حيث توجه معه إلى أحد المسؤولين الذي وافق على منح الامتياز لشركة "دور" فقط "خالد إسلام" المستشار الاقتصادي في السلطة الفلسطينية ، أشرف على العملية وقام بتنسيقها بالكامل ، إضافة إلى شراء أسهم في شركة "دور" بعدة ملايين من الدولارات

No comments: