شبكة الكنائس السرية في مصر‮!‬

تقام في البيوت لمدة ساعات ثم تتوقف فكرة بناء الكنائس ترتبط عند الأقباط في مصر تحمل كثيراً‮ ‬من الهواجس والاحباطات،‮ ‬لأسباب كثيرة منها ما يتعلق بالقوانين المنظمة لبنائها ومنها ما يصفه الأقباط بالمجحف وهو الخط الهمايوني الذي صدر في العصر العثماني،‮ ‬والتباطؤ في إصدار تراخيص بناء الكنائس من الدولة التي اشترطت قراراً‮ ‬جمهورياً‮ ‬لبناء الكنائس بعد استيفاء عدد من الشروط الأمنية،‮ ‬ولكن السؤال‮: ‬كيف تمرر الموافقات علي بناء الكنائس وترميمها بسهولة ومرونة في بلد أصبحت فيه الفتنة الطائفية مثل وجبة الإفطار الصباحية؟ فالأرضية المشتركة التي كانت تجمع المسلمين والأقباط في مصر تمت تنحيتها وتقلصت مساحة الاتفاق،‮ ‬وبدا الأمر وكأنه صراع بين طرفين يتنازعان علي حدود تفصل بين ملكية مشتركة‮! ‬وفي النهاية نحن في دولة المواطنة المؤسسية،‮ ‬يمكن التحقق من ذلك بقراءة أية أحداث طائفية فإن سبب تفجرها لابد أن يكون تافهاً‮.‬ مطالب الكتلة القبطية المقيمة بالخارج التقت مع أصوات من الداخل بإزالة القيود علي بناء الكنائس التي يرون أنها‮ ‬غير كافية لعدد الأقباط في مصر الذين يتجاوز عددهم‮ ‬12‮ ‬مليوناً‮ ‬حسب تقديرات البابا شنودة الثالث،‮ ‬وبالنسبة لعدد الكنائس في مصر فإنه لا توجد إحصائية رسمية تحصي عددها،‮ ‬ولكن هناك مصدراً‮ ‬وثيقاً‮ ‬كشف أن عدد الكنائس الطائفة الأرثوذكسية في مصر ألف و326‮ ‬كنيسة،‮ ‬منها‮ ‬405‮ ‬كنائس في الوجه البحري و796‮ ‬كنيسة في الوجه القبلي،‮ ‬وتأتي القاهرة لتكون الأولي في عدد الكنائس‮ »‬125‮ ‬كنيسة‮« ‬منها‮ ‬10‮ ‬كنائس في منطقة مصر الجديدة و6‮ ‬كنائس في منطقة الحرفيين و5‮ ‬كنائس في منطقة الزيتون و11‮ ‬كنيسة في منطقة عين شمس وعزبة النخل و11‮ ‬كنيسة في منطقة حدائق القبة والوايلي والعباسية و9‮ ‬كنائس في منطقة شرق السكة الحديد و22‮ ‬كنيسة في منطقة شبرا و3‮ ‬كنائس في منطقة الظاهر والفجالة و11‮ ‬كنيسة في وسط القاهرة و19‮ ‬كنيسة في مصر القديمة و12‮ ‬كنيسة في طرة والمعادي و6‮ ‬كنائس في المقطم والقطامية،‮ ‬أما باقي الكنائس في محافظات الجمهورية فتحصي من خلال الإبراشيات‮.‬ ‮»‬المطرانيات‮« ‬التي من الممكن أن تكون أكثر من واحدة منها في المحافظة وترتيب عدد الكنائس في تلك الإبراشيات التي تضم عدداً‮ ‬من التوابع منها مراكز وقري‮ »‬أم‮« ‬كالآتي‮: ‬إبراشية الجيزة‮ ‬82‮ ‬كنيسة،‮ ‬البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية‮ ‬67‮ ‬كنيسة،‮ ‬المنيا وأبوقرقاص‮ ‬60‮ ‬كنيسة،‮ ‬سمالوط‮ ‬42‮ ‬كنيسة،‮ ‬طهطا وجهينة‮ ‬41‮ ‬كنيسة،‮ ‬حلوان والمعصرة وتوابعها‮ ‬12‮ ‬كنيسة،‮ ‬بنها وقويسنا‮ ‬18‮ ‬كنيسة،‮ ‬شبين القناطر‮ ‬28،‮ ‬طنطا‮ ‬20،‮ ‬ميت‮ ‬غمر‮ ‬17‮ ‬كنيسة،‮ ‬المنوفية‮ ‬50‮ ‬كنيسة،‮ ‬الزقازيق‮ ‬26‮ ‬كنيسة،‮ ‬دمياط وكفر الشيخ والبراري‮ ‬22‮ ‬كنيسة،‮ ‬المنصورة‮ ‬15‮ ‬كنيسة،‮ ‬الشرقية والعاشر من رمضان‮ ‬20‮ ‬كنيسة،‮ ‬الإسماعيلية‮ ‬14‮ ‬كنيسة،‮ ‬بورسعيد‮ ‬9‮ ‬كنائس،‮ ‬الفيوم‮ ‬27‮ ‬كنيسة،‮ ‬بني سويف‮ ‬27‮ ‬كنيسة،‮ ‬ببا والفشن‮ ‬28‮ ‬كنيسة،‮ ‬مغاغة والعدوة‮ ‬25‮ ‬كنيسة،‮ ‬بني مزار والبهنسا‮ ‬22‮ ‬كنيسة،‮ ‬مطاي‮ ‬27‮ ‬كنيسة،‮ ‬دير مواس ودلجا‮ ‬24،‮ ‬ديروط وصنبوا‮ ‬24،‮ ‬القوصية ومير‮ ‬16،‮ ‬منفلوط‮ ‬14،‮ ‬ويوجد بمدينة أسيوط وحدها‮ ‬7،‮ ‬كما يوجد بالمراكز التابعة لأسيوط‮ ‬15‮ ‬كنيسة،‮ ‬أبنوب والفتح‮ ‬19،‮ ‬أبوتيج وصدفا والغنايم‮ ‬22،‮ ‬سوهاج والمنشأة والمراغة‮ ‬31‮ ‬كنيسة،‮ ‬وجرجا‮ ‬25،‮ ‬والبلينا وبرديس وأولاد طوق شرق‮ ‬25‮ ‬كنيسة،‮ ‬ونجع حمادي‮ ‬19‮ ‬كنيسة،‮ ‬ودشنا‮ ‬9‮ ‬كنائس،‮ ‬وقنا‮ ‬11،‮ ‬وأخميم وساقلته‮ ‬18‮ ‬كنيسة،‮ ‬ونقادة وقوص‮ ‬10‮ ‬كنائس،‮ ‬والأقصر‮ ‬20‮ ‬كنيسة،‮ ‬وأسوان وكوم أمبو وإدفو‮ ‬24‮ ‬كنيسة،‮ ‬أما بالنسبة للمناطق التي تحظي بعدد قليل من الكنائس،‮ ‬فهي إبراشية جنوب سيناء بواقع كنيستين بشرم الشيخ و4‮ ‬كنائس بشمال سيناء،‮ ‬والبحر الأحمر‮ ‬6‮ ‬كنائس،‮ ‬وهذا بالنسبة للطائفة الأرثوذكسية،‮ ‬أما الطائفة البروتستانتية فعدد كنائسها‮ ‬1100‮ ‬كنيسة في حين بلغ‮ ‬عدد كنائس الطائفة الكاثوليكية نحو‮ ‬200‮ ‬كنيسة‮.‬ وفكرة الكنائس السرية التي تقام لساعات ثم تتوقف،‮ ‬نشأت لتكون البديل عن وجود مبني كنسي لأداء الصلاة فيه،‮ ‬في المناطق الريفية والنائية التي تخلو من الكنائس المعلنة،‮ ‬حيث تخصص المطرانيات التي تدخل في نطاقها تلك المناطق،‮ ‬عدداً‮ ‬من القساوسة لافتقاد الأقباط المقيمين فيها بصفة دورية بواقع مرتين في الأسبوع،‮ ‬لإقامة مراسم الزفاف والجنازة،‮ ‬والإشراف علي مدارس الأحد للأطفال واجتماعات الجامعيين وغيرها،‮ ‬والكنائس السرية الموجودة بأي منطقة تخلو من دور العبادة القبطية،‮ ‬ليست مستحدثة بل قديمة وفيها يتم اختزال كثير من التفاصيل الرمزية التي تتداخل مع صلب العقيدة المسيحية،‮ ‬حيث يتم الاكتفاء بإنشاء‮ »‬مذبح‮« ‬متنقل عبارة عن منضدة عادية ذات تجويف أفقي يوضع فيها لوحا العهد اللذان يكتب عليهما الوصايا العشر،‮ ‬وفوقها يوضع أدوات المذبح المدشنة من قبل والتي يحضرها القس معه،‮ ‬لتتم إقامة صلاة القداس الذي تمتد لساعتين‮.‬ والكنائس السرية لا يمكن حصرها لأنها تقام لساعات وتزال بعدها،‮ ‬ولا يتم تخصيص مكان بذاته لإقامتها،‮ ‬حيث يكون إنشاء‮ »‬المذبح‮« ‬بالتناوب في البيوت القبطية بتلك المناطق يومي الأحد والجمعة،‮ ‬وذلك لتجنب المحاذير الأمنية،‮ ‬وعدم لفت الأنظار إلي ذلك التجمع الأسبوعي القبطي،‮ ‬خاصة بالمناطق التي يكون فيها الأقباط أقلية ويبدو أن ذلك لا يتناقض مع العقيدة المسيحية التي لا تشترط الإشهار في الصلاة‮ »‬ومتي صليتم فصلوا في الخفاء‮«.‬ ورغم أن الكنائس السرية لم تكن تسترعي الانتباه أو تثير المشاعر فيما مضي،‮ ‬غير أنها حالياً‮ ‬باتت قنبلة موقوتة،‮ ‬وسبباً‮ ‬لاندلاع فتنة طائفية،‮ ‬علي خلفية المناخ المحتقن وحالة التربص‮ ‬غير المعلنة،‮ ‬خاصة في المجتمعات المغلقة‮ »‬القري‮« ‬التي تسري فيها الفتنة كالنار في الهشيم،‮ ‬حادث بني سويف الأخير الذي وقع بمنطقة عزبة‮ »‬جرجس بيه‮« ‬التابعة لقرية أقفاص بمركز الفشن بمحافظة بني سويف ذات الأغلبية القبطية،‮ ‬ومن قبله حادث العديسات بالأقصر في سنة‮ ‬2006،‮ ‬وحادث‮ »‬فاو بحري‮« ‬بمحافظة قنا الذي وقع بسبب اعتقاد مسلمي القرية نية الأقباط في تحويل جمعية خيرية إلي كنيسة،‮ ‬وأحداث عين شمس في أكتوبر‮ ‬2008‮ ‬التي امتدت يومين وأحداث الشرقية التي اندلعت بعد سريان شائعة عن شروع الأقباط بتحويل بيت خدمات إلي كنيسة،‮ ‬وتلك الحوادث المتكررة تستعدي السؤال‮: ‬إلي متي ستكون شائعات تحويل المنازل القبطية سبباً‮ ‬وجيهاً‮ ‬لإقامة فتنة طائفية في هذا البلد؟
http://www.alwafd.org