هل ينبه النائم للصلاة إذا دخل وقتها؟

الحمد لله ذي العزة والكبرياء، وصلى الله على محمد خاتم الرسل والأنبياء، وعلى آله وصحبه الأصفياء، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم اللقاء.




يتحرج البعض من ايقاظ النائم وتنبيهه إذا دخل وقت الصلاة، بل وإن خيف خروج وقتها ويدعونه حتى يستيقظ لحاله بحجة أنه نائم، وأنَّ القلم قد رفع عنه، بل الواجب تذكير النائم وتنبيه الغافل والمشغول فالذكرى تنفع المؤمنين.



دليل ذلك ما صح عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل، فإذا أوتر قال: "قومي فاوتري يا عائشة"1.



وفي رواية عنها: "أنه كان يصلي صلاته وهي معترضة بين يديه، فإذا بقى الوتر أيقظها فاوترت".



إذا كان إيقاظه صلى الله عليه وسلم هذا لعائشة لأداء الوتر وهو سنة في أرجح قولي العلماء فكيف بالصلاة المفروضة المكتوبة؟!، لا شك أنها من باب أولى وأحرى.



قال الإمام أبو العباس القرطبي رحمه الله: (قوله صلى الله عليه وسلم: "قومي فاوتري"، دليل على مشروعية تنبيه النائم للصلاة إذا خيف عليه خروج وقت الصلاة، ولا يبعد أنْ يقال إنَّ ذلك واجب في الصلاة الواجبة؛ لأنَّ النائم وإنْ لم يكن مكلفاً في حال نومه، لكن مانعه سريع الزوال فهو كالغافل، ولا شك أنَّه يجب تنبيه الغافل)2.



ومن الأدلة على إيقاظ النائم وتذكيره بالصلاة سيما لو خيف خروج وقتها ما فعله الصحابة بعمر رضي الله عنه عندما طعن فهجع هجعة قبيل الصبح، فأيقظوه مباشرة بعد أنْ فرغوا منها على الرغم من علمهم بحاله، فقال فزعاً: أصلى الناس؟، قالوا: نعم، فقال: لاحظَّ في الإسلام لمن ضيَّع الصلاة.



هذا بجانب أنَّ العلة في مشروعية الآذان الأول للفجر إيقاظ النُوَّم وتذكيرهم بقرب دخول الوقت، فكيف إذا دخل؟، بل وكيف إذا خيف خروج الوقت؟!.



وأنه من باب التعاون على البر والتقوى، ومن باب الإحسان إلى النائم.



أعجب من هذا وأغرب غضب البعض إذا أوقظ من نومه وذُكِّر بالصلاة، بل وربما شتم وسبَّ الموقظ له بدلاً من أن يشكره ويثني عليه، فقد قابل الاحسان بالإساءة، والحسنة بالسيئة، والمعروف بالمنكر.



رب اجعلنا مقيمي الصلاة ومن ذرياتنا، ربنا وتقبل دعاءنا، وأذهب سخيمة قلوبنا إنك ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على القائل: "وجعلت قرة عيني في الصلاة"، وعلى آله وأصحابه خير الورى، وعلى التابعين لهم بإحسان ما كوكب أفل ونجم سرى.







وكتبه



الأمين الحاج محمد



رئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان



لعشر ليال خلت من صفر الخير 1431هـ



↑