Friday, April 17, 2009

صواريخ ومرتزقة وجبناء

كلما هدد زعيم من زعماء عصابات الحرب الإسرائيلية شريكتهم في المنافسات الإقليمية ، إيران ، سارعت خفافيش الظلام في جنوب لبنان إلى إطلاق صواريخ الفرجة على شمال إسرائيل ، حدث ذلك البارحة وقبلها ، مرات ومرات ، وفي كل مرة يسارع حزب الله إلى إعلان براءته ، ويقسم أغلظ الإيمان بأنه "بريء يا بيه" فيما يستمر في منعه الجيش اللبناني من حصر السلاح في يده، مستأثرا بأمن لبنان لإيرانه الحلابة ، مطبقا بكلابتي مرتزقته على اللبنانيين هناك كرهائن حروب إيرانية لا تنتهي.
نفى حزب الله الإيراني علاقته بإطلاق الصواريخ، فيما لم يستطع رئيس الحكومة اللبنانية، المغلوب على أمره، إلا التنديد بالصواريخ والرد الإسرائيلي معا، قائلا: الصواريخ التي أطلقت من الجنوب تهدد الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، وتخرق تطبيق القرار 1701 وهي أمور مرفوضة ومستنكرة ومدانة".
وقام بالاتصال بقائد الجيش، الذي لا حول له ولا قوة، أمام دولة الميليشيات الإيرانية في لبنان، جان قهوجي، وقائد قوات اليونيفيل الجنرال كلاوديو غراتسياتو مؤكدا على "ضرورة أن يقوم الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل بتكثيف الإجراءات للحؤول دون تكرار مثل هذه الحوادث وقطع الطريق أمام أية محاولة لتعريض لبنان لدورات جديدة من العنف".
وفي الوقت نفسه، كان الرئيس السنيورة يتعرض لحملة وقحة من أحد رموز الحلف السوري الإيراني في لبنان، وأحد بقايا الزمن الأسود، نبيه بري، مستعيدا الاسطوانة المشروخة التي لعب عليها سيده وسيد المرتزقة في لبنان، حسن نصر الله، قبل هجومه المسلح الأخير على بيروت في مايو أيار من العام الماضي.
حزب الله الإيراني سارع في اللحظات الأولى إلى تأكيد براءته، وأكد المتحدث باسم الحزب، إبراهيم الموسوي: "أن حزب الله لا علاقة له بالصواريخ التي أطلقت اليوم" فيما أصر المصدر نفسه على مواصلة معركته الداخلية في مواجهة اللبنانيين، وتلبيد الأجواء للبدء بجولة جديدة من العنف الداخلي الممهد لحرب أهلية يتغذى عليه الموالين لسوريا وإيران، واستباق المعركة الانتخابية التي ستحسم الكثير من القرارات الحيوية في لبنان في حال إجرائها في موعدها المقرر ، حزيران القادم.
باقي الميليشيات التابعة للنظام الأمني السوري ورعاعه، سارعوا إلى إعلان براءتهم اقتدائا، بسيدهم زعيم حزب الميليشيات الإيرانية، فلم يبق إلا السؤال الذي يتفرع إلى قسمين أولهما، حول مصدر هذه الصواريخ، فالمسلحون وأصحاب المشاريع الحربية أعلنوا براءتهم وحفظهم للدرس الإسرائيلي السوري بإبقاء الحرب مع إسرائيل على المستوى اللفظي، على الطريقة السورية، واستبدال تلك الحرب، بحرب على المواطنين وقواهم السياسية، فمن إذا يقوم بتنصيب المنصات وإطلاق الصواريخ الاستعراضية التي لا تحمل بصمة أحد إلا بصمة أحزاب الخردة وميليشيات الطوائف التابعة لنظام المزايدات الكلامية؟
وأما القسم الثاني من السؤال، فيدخل في باب البحث عن جدوى انشغال بعض المغرر بهم، بتهديدات حسن نصر الله التي لا تتوقف بحق إسرائيل، فيما يسارع قبل الجميع في إعلان براءته عبر وسائل إعلام غربية من أي صاروخ أو رصاصة تطلق على إسرائيل، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يرفع من وتيرة التهديدات حيال المؤسسات والهيئات اللبنانية ويقوم بتنفيذ جل تهديداته نحو هذا الداخل، بحجة الدفاع عن سلاح المقاومة الذي لن يستخدم أبدا إلا لتحرير فلسطين، فيما لا يستخدم عمليا إلا في الداخل، وما يحيلنا إلى هذه الأسئلة، أن ما يشاع في الشارع العربي واللبناني على وجه الخصوص أن الصواريخ يقوم حزب الله بإطلاقها ويقوم بإعلان براءته كسبا للرأي العام العالمي، ولجر إسرائيل مرة أخرى لحرب ستكون هي الحرب الأخيرة لدولة الاحتلال.
بالتأكيد، الصواريخ جاءت ردا على تهديدات بنيامين نتنياهو لإيران، وذلك بعد تكليفه من شمعون بيريز بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ولأن الجميع يعرف من هم أدوات إيران في لبنان وباعترافهم هم، لا بد من التوضيح والتصريح أن من يقومون بإطلاق الصواريخ هم أنفسهم من يعلنون الحرب على لبنان ومستقبله لأجل مصالح إيران، وإيران فقط، ولأن الانتخابات اللبنانية القادمة، خطر عليهم، وخطر على وجودهم، فلا بد من حرب يفتعلونها، تقضي على أي أمل في وجود دولة لبنانية تستطيع الدفاع عن نفسها، لتتحول البلاد إلى مستنقعات لميليشياتهم التي لا تتوانى يوما عن ارتكاب الأفظع والمريع دائما، ولكن ساعة الصفر لهذه الحرب وجبهتها يتوقفان على أوامر إيران ودمشق، ولكنها بالتأكيد ليست متأخرة كثيرا، فما أفظع المرتزقة وما أقبح العملاء وما أكذب خفافيش الظلام ؟
المصدر:

جريدة السياسي الالكترونية 27-2-1430هـ / 22-2-2009م

No comments: