Sunday, June 14, 2009

لهذه الأسباب رحل عمرو خالد ـ محمد علي خير

محمد علي خير (المصريون) : بتاريخ 13 - 6 - 2009
لم تقنعني الأسباب التي ذكرتها الصحف والتي دفعت الأمن علي اجبار عمرو خالد للرحيل من مصر..بل ومنعه من تصوير برامجه داخلها..ورغم (وجاهة) تلك الأسباب للوهلة الأولي من عناوينها..الا أنه بعد قراءتها بقليل من التمعن ستكتشف أن الأمن لايتخذ قرارا مثيرا مثل ابعاد داعية في شهرة عمرو خالد من أجل تلك الأسباب الواهية..والتي منها مثلا مشروعه الخيري (انسان)..حيث تري الصحف اصطدامه بمشروع جمال مبارك لتنمية ألف قرية فقيرة..وحتي اذا سلمنا بصحة هذا السبب..فلماذا اذن لم يتم ترحيل العشرات والمئات من الاخوان المسلمين وبعض رجال الأعمال والعديد من الجمعيات الخيرية الذين ينفقون أموالا طائلة علي مثل تلك المشروعات الخدمية المقدمة للفقراء. مشروع عمرو خالد (انسان) مبني علي الفكرة فقط دون تمويل شخصي منه..علي الأقل بحكم أنه لن يملك المال الكافي لذلك..بينما مشروع جمال مبارك هو الأضخم مقارنة بمشروع عمرو لاعتماده علي أموال الدولة في تدبير نفقات المشروع..وعلي هذا فان مشروع (انسان) سبب غير كاف لابعاد عمرو خالد.ذكرت الصحف أيضا أن تسجيل عمرو للجزء الثاني من برنامجه (قصص الأنبياء) قد يكون سببا وراء ابعاد خالد..جيث سيقدم في تلك الحلقات قصة تحدي النبي موسي للفرعون..مما سيوحي للمشاهدين بالربط بين القصة وواقع الحكم الحالي في مصر..واذا كانت الصحف تري في حكم الرئيس مبارك شبها بحكم فرعون في حياتنا السياسية!!.هو سبب ساذج بلاشك لابعاد الداعية المعروف..لأن قصة الفرعون وسيدنا موسي سبق عرضها عشرات المرات خلال حكم مبارك..اما عبر أفلام كارتون للأطفال أو في مسلسلات دينية وتاريخية وعلي أشرطة كاسيت للدعاة في الميكروباصات التي يركبها ملايين المصريين يوميا..ولاتزال تعرض دون أن يشكل بثها وانتشارها هاجسا مقلقا للأمن.جاء المبرر الأخير للابعاد كما ذكرت الصحف بسبب برنامج (المجددون) الذي يقدمه الداعية الشاب ويهدف منه الي اختيار مجموعة من الدعاة الجدد لتقديمهم للجماهير مستقبلا..واذا صح هذا فاننا نراه من السطحية كي يدفع الأمن الي ارتكاب حماقة الابعاد..لأن عمرو خالد يستطيع تسجيل تلك الحلقات وتنفيذ برنامجه في تخريج دعاة جدد من أي مكان خارج مصر..ولن تعوزه في تلك الحالة الامكانيات.بفرض صحة الخبر المنشور عن ابعاد عمرو خالد وأظنه صادق حيث لم يصدر تكذيب أمني للخبر..فان السؤال هو:اذا لم تكن تلك هي الأسباب التي دفعت الأمن لاتخاذ قرار الابعاد..فماهي الأسباب الحقيقية؟.المسألة –في تقديري - ليست شخص عمرو خالد أو مايقدمه هو أو غيره من أفكار أو أنشطة..لكنها قضية دائرة (ما) في الحكم تحاول بكل الطرق اقصاء شخصيات بعينها من الاقامة الطويلة في مصر..بل ومنع تواصلها مع المواطنين..بعد أن نالت هذه الشخصيات شعبية لسبب أو لآخر..وكل من يثبت عليه (تهمة) تحقيق تلك الجماهيرية..تقوم تلك الدائرة (الصغيرة) بابعاده..حدث هذا مع عمرو موسي وأحمد زويل وتكرر مع الدكتور محمد البرادعي وآخرين.وماينطبق علي هؤلاء ينطبق أيضا علي عمرو خالد..فالمطلوب هو تفريغ الساحة السياسية وجعلها خالية أمام قادم معلوم.. خاصة أن الشهور القليلة القادمة ستشهد تسارع الخطوات لتنفيذ خطة هذه الدائرة..ومن الآن وحتي تنفيذ هذا السيناريو لا أتوقع صعود اسم أي شخصية داخل مصر ذات جماهيرية..الا وفق ماتريده تلك الدائرة..ولن يسمح الا بمرور شخص واحد بعينه الي قصر العروبة.يبقي أننا لو اختلفنا مع عمرو خالد –أو غيره- في بعض مواقفهم وهذا جائز فسيظل قرار الابعاد كرها عن الوطن عمل غير قانوني أو أخلاقي يستحق التنديد به.kerbek@hotmail.com

No comments: