Sunday, June 14, 2009

كما أنَّ للوضوء، والصلاة، والصوم، والحج، وغيرها مبطلات ومفسدات، كذلك للإسلام نواقض ومخرجات

يعتقد كثير من الناس أنَّ مجرد النطق بالشهادتين والدخول في الإسلام يعصمان من الخروج منه، والارتداد عنه مهما ارتكب المرء من الذنوب، وأخل بأخطر العبادات وهذا كله من الآثار السالبة والخسائر الفادحة التي حلت بالأمة نتيجة لإنتشار العقيدة الخبيثة، والدعوة الرخيصة الخسيسة وهي عقيدة الإرجاء من غير انتساب إليها، التي اختزلت الإسلام في مجرد النطق بالشهادتين أوالتصديق الخالي من الأعمال الصالحة رداً لقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا" 1 وعدت التكاليف عبثا ولهواً، وأخرجت أجلَّ الأعمال وأحبها إلى الرب الخالق، وهي أعمال القلوب من مسمى الإيمان، ليصبح إيمان معتقدها جسداً بلا روح، ودينه ديناً لا خطام له ولا زمام.
هذا على الرغم من التحذير الشديد والوعيد الأكيد عن الشرك"إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ باللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا" 2، " وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ" 3، "وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" 4. وعن جابر رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما الموجبتان 5 ؟ فقال: "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك به شيئاً دخل النار" 6.
كما أنَّ الدخول في الإسلام بكلمة واحدة، هي كلمة التوحيد، كذلك يمكن الخروج منه بكلمة واحدة، لا يُلقي المتكلم لها بالاً كما حكم بذلك صاحب الشرع: "إنَّ العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب" 7.
ولهذا السبب كان كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" كما روى عن أم سلمة رضي اله عنها وقد قيل لها: ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك؟ قالت: كان أكثر دعائه: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" 8.
يا ترى ما الذي أمَّن كثيراً من المنتسبين إلى الاسلام من المتأخرين، وأقلق وأزعج سادات هذه الأمة من سلفها الصالح، على الرغم من شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم بالجنة، فها هو الخليفة الراشد أبو بكر رضي الله عنه كان يقول: لو دخلت رجلي اليمنى الجنة ولم تدخل اليسرى ما أمنت مكر الله!! أو كما قال. ولذات السبب قال إمام أهل السنة والجماعة ـ أحمد بن حنبل ـ وهو عند الاحتضار عندما عرض عليه الشيطان قائلاً: لقد نجوت مني يا أحمد، فقال: لما بعد، أي طالما أن الروح لم تخرج بعد فلا نجاة منك. ليس لهذا التباين الواضح بين سلف هذه الأمة وخلفها، والسلوك الفاضح عند كثير من الناس إلاَّ الجهل المطبق عليهم، والغرور المسيطر عليهم، والغفلة التامة.
ã
أخطر نواقض الإسلام9
لقد توصل العلماء رحمهم الله بالاستقراء الشامل، والنظر الفاحص، بعد توفيق الله عز وجل، إلى أخطر نواقض الاسلام ومبطلاته المخرجة عن ملة الاسلام، والموجبة لمقترفها الخلود في النار، والحائلة دونه ودون شفاعة سيد الأبرار وغيره من الشفعاء الأخيار. هذا كله بعد توفر الأسباب وانتفاء الموانع الموجبة للكفر والردة، وأن يتولى ذلك العلماء الفقهاء الحكماء الاثبات، ولا ينبغي أن يتشاغل بذلك غيرهم من الأغرار.
وإن الكفر والشرك والردة قد تكون بالقول والعمل والاعتقاد، قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (وأنه 10 يكون بكلمة ولو لم يعتقد، ويكون بفعل ولو لم يتكلم، ويكون في القلب من الحب والبغض ولو لم يتكلم ويعمل) 11.
وجاء في فتوى 12 الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية: (الردة هي الكفر بعد الإسلام، وتكون بالقول والفعل والاعتقاد والشك).
وأنه لا شك في جميع هذه النواقض بين الهازل، والجاد، والخائف إلاَّ المكره لقوله تعالى: "إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" 13.
وكذلك أن أداء العبد المسلم للفرائض وانتهاؤه عن بعض المحرمات لا يعصمه من الخروج من الإسلام، فقد يكون المرء مصلياً، مزكياً، حاجاً، معتمراً، ذاكراً لله لكنه مقترفاً لناقض من نواقض الإسلام فإنه يكفر ويحبط جميع عمله بحكم الله عز وجل: "لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" 14. قال الشيخ المجـدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في مقدمة رسالته الموسومة بـ(الكلمات النافعة في المكفرات الواقعة): عن السبب الذي دفعه لتأليف تلك الرسالة 15: (والسبب الحامل على ذلك أن بعض من ينتسب إلى العلم والفقه، من أهل هذا الزمان غلط في ذلك غلطاً فادحاً قبيحاً، وأنكر على من أفتى به من أهل العلم والدين إنكارا شنيعاً، ولم يكن لهم بإنكار ذلك مستند صحيح لامن كلام الله ولا من كلام رسوله- صلى الله عليه وسلم- ولا من كلام أئمة العلم والدين، ثم نقل نقولاً من كلام الأئمة المفتدى بهم منها:
قال اسحاق بن راهويه: أجمع المسلمون أن من سبَّ الله، أورسوله، أو دفع شيئاً مما أنزل أنه كافر بذلك، وإن كان مقراً بكل ما أنزل الله.
وقال محمد بن سحنون المالكي: (أجمع العلماء على أن شاتم الرسول كافر، وحكمه عند الأئمة القتل، ومن شك في كفره كفر...).
والكفر يكون مطلقاً وقد يكون على معين أكفره الله ورسوله، لأن الإكفار ملك لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين المتوفى1282ﻫ: (لمَّا قال بعض أهل البدع 16 عند الشافعي: إنَّ القران مخلوق، قال: كفرت بالله العظيم، وكلام العلماء في تكفير المعين كثير، وأعظم انواع الكفر: الشرك بعبادة غير الله، وهو كفر بإجماع المسلمين، ولا مانع 17 من تكفير من اتصف بذلك، كما أن من زنى، قيل: فلان زانٍ، ومن ربى قيل: فلان مرابٍ) 18.
بعد هذه المقدمة إليك اخي المسلم هذه النواقض والمبطلات للإسلام، عافانا الله وإياك منها:
ã
أولاً: الإشراك بالله عز وجل
وهو أن يتخذ المرء مع الله نداً وشريكاً يصرف إليه شيئاً من العبادة، مما لا ينبغي أن يصرف لغير رب الأرباب وملك الأملاك، أو أن يسأله شيئاً لا يملكه ويستطيعه إلاَّ الخالق سبحانه نحو سؤال المخلوق الولد، والرزق، والعافية، والجنة، وكذلك الدعاء والاستغاثة هو العبادة بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة" 19.
فمن دعا واستغاث بغير الله عز وجل فيما لا يستطيعه إلاَّ الله عز وجل فقد أشرك ومن ذبح، أو نذر، أو حلف بغير الله فقد أشرك كذلك.
ã
ثانياً: اتخاذ الوسائط
الله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، وقد أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" 20، "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" 21.
فتعالى الله أن يحتاج إلى واسطة بينه وبين أحد من خلقه ولهذا عاب الله على المشركين الأوائل هذا الصنيع عندما قال مبكتاً ومثرباً عليهم زعمهم: "مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى" 22 فلا يحل لعبد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسأل الله عز وجل بذات أو جاه أحد من خلقه لا ملكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلاً، ولا عبداً صالحاً، ولا حجراً ولا وثناً فمن فعل فقد أشرك مع الله غيره.
لا يستثنى من ذلك حامي حمى التوحيد محمداً صلى الله عليه وسلم فقد حذر أمته من ذلك فقال: "اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد"، "اللهم لا تجعل قبري عيداً" وقد غضب عليه الصلاة والسلام على الذي قال له: ما شاء الله وشئت فقال له: "أجعلتني لله نداً؟ بل قل ما شاء الله وحده".
ولهذا عندما أجدبت اليلاد في عهد عمر رضي الله عنه استسقى بدعاء العباس رضي الله عنه، إذ لو كان التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهه جائز لما غفل عنه أولئك الأخيار الأبرار وفطن إليه الخلفيون، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من ملئ الأرض من العباس حياً وميتاً بأبي هو وأمي.
فانتبهوا يا أولي الأبصار، وأحذروا يا أولي الألباب ولا يستخفنكم الشيطان والجهال، فما لم يكن في ذاك اليوم وسيلة وديناً فلن يكون اليوم ولا بعد اليوم وسيلة ولاديناً كما نبه لذلك إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله.
ã
ثالثاً: التحاكم إلى القوانين الوضعية ونبذ ما نطق به الكتاب ومضت به سنة سيد البرية
من نواقض الإسلام المجمع عليها التحاكم إلى الدساتير والقوانين الوضعية ونبذ كتاب الله وسنة رسوله وراء الأمة ظهرياً، علماً بأن هذه البدعة الشركية الكفرية لم تظهر وترج على المسلمين إلا بعد أن تكالبت قوى الشر وأسقطت الدولة العثمانية في 1925م، وقسمت ديار الإسلام غنائم وأسلاباً على الدول الكافرة الاستعمارية، حيث ما فتئ المسلمون يتحاكمون إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم لا يبغون عن ذلك حولاً، ولا يرضون به بداً، قد يجور حكامهم، ويحابي بعضهم بعضاً، ولكن ظلت الشريعة هي الحاكمة.
وعندما أتى (جنكيز خان) بقانونه الملفق من الإسلام وغيره المعروف بـ(الياسق) لم يرض به أحد من المسلمين ولم يلزم به هو أحداً وإنما كان يحكم بذلك ملأه كما حقق ذلك شيخ الإسلام ومفتي الأنام أحمد بن عبد السلام الإمام طيب الله ثراه.
ولذلك فإن ما يرفعه بعض الملبوس عليهم من المنتسبين إلى السنة بأن الحكم بغير ما أنزل الله كفر أصغر إتكاءً على أثر ابن عباس رضي الله عنهما (كفر دون كفر) قول باطل مردود إلا في شرع المرجئة المخذولين.
لا شك أن هناك كفراً، نفاقاً، وشركاً أكبر، وكفراً ونفاقاً وشركاً أصغر.
وحاشا أن يكون في عصر ابن عباس ولا العصور التي تلته إلى سقوط الدولة العثمانية حاكم من حكام المسلمين نبذ كتاب الله وسنة رسوله وراءه ظهرياً، ورضي في دينه بالدنية.
ولهذا لم يتعرض لهذا المسألة علماء السلف وعندما ظهرت هذه البدعة في هذا العصر وابتلي بها المسلمون انبرى لها المشايخ الأجلاء والعلماء الحكماء أمثال الأئمة:
1. الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كثير من تواليفه.
2. والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ المفتي الأسبق للمملكة العربية السعودية رحمه الله في رسالته القيمة (تحكيم القوانين).
3. والشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله في عمدة التفسير.
4. والشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في رسالته اللطيفة عن تحكيم شرع الله.
5. والشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله في كثير من مؤلفاته.
6. والشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في (درء الفتنة عند أهل السنة).
7. وهيئة كبار العلماء وغيرهم كثير رحم الله الأموات ومتع الله ونفع بالأحياء.
كذلك من الشبه القذرة التي شاعت في هذا العصر من بعض المنبرين للدفاع عن الحكام النابذين لكتاب الله وراءهم ظهرياً، المستبدلين الذي هو أدنى وشر بالذي هو خير أن الحاكم الذي حكم المسلمين بالقوانين الأرضية لا يكفر إلا إذا استحل ذلك بقلبه، وفيما سلف من أقوال الأئمة رد على ذلك، وإن كانت هذه الشبهة مردودة من غير رد.
كذلك من الشبه التي رفعت للمحاماة عن النابذين لحكم الله ورسوله المحاربين له: أن الحاكم بغير ما أنزل الله لا يكفر إلا إذا نسب ما جاء به إلى الله!!!
وفي هذا وغيره رد لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم "فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا" 23، "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" 24، "وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" 25، "أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ" 26.
ولله در الشيخ صالح الفوزان عندما نصح لإخوانه الذين يثيرون هذه الشبه أن يتعلموا قبل أن يتصدروا للفتيا قائلاً: (هناك أعمال تخرج من الملة، كترك الصلاة كسلاً، وكالسحر تعلمه وتعليمه، ومن نطق بكلمة الكفر مختاراً).
وختم كلامه: (هذا وانصح لهؤلاء أن يتعلموا قبل أن يتكلموا، لأن الكلام في مثل هذه المسائل خطير، ويحتاج إلى علم) 27.
وقال سماحة الشيخ صالح الفوزان متع الله به في كتابه (شرح الشبهات) 28 بعد كلام سابق: (...وفي هذا رد على من يقول: إن الإنسان لا يحكم عليه بالكفر، ولو قال كلمة الكفر، أو فعل أفعال الكفر حتى يعلم ما في قلبه، وهذا قول ياطل مخالف للنصوص).
وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله بعد أن ضرب أمثلة لكفر الأقوال والأعمال: (فكل هؤلاء كفرهم الله ورسوله بعد إيمانهم بأقوال وأعمال صدرت منهم ولو لم يعتقدوها بقلوبهم لا كما تقول المرجئة المنحرفون، نعوذ بالله من ذلك) 29.
ã
رابعاً: السحر ـ تعلمه والاشتغال به وتصديق السحرة
من نواقض الإسلام المجمع عليها تعلم السحر المتعلق بالكواكب والشياطين، والاشتغال به وتصديق السحرة. ومن أخطر صوره الصرف والعطف، أو الحل والعقد، وذلك أن الإيمان بالله عز وجل وبالسحر لا يجتمعان في قلب امرئ واحد قط، فإذا دخل الإيمان خرج السحر من االقلب كما حدث لسحرة فرعون حيث كانوا في أول النهار من أئمة الكفر والضلال وفي نهاية اليوم في أعلى الجنان كما قال ابن عباس رضي الله عنهما.
والدليل على كفر السحرة المتعلق بالشياطين والكواكب قوله تعالى على لسان المَلـَكَين، هاروت وماروت عليهما السلام عندما أنزلهما الله في صورة رجلين بأرض بابل ليعلما الناس السحر تعليم تحذير وتخويف بدليل قوله تعالى: "وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ" 30 وذلك لعلم الله الأزلي أن الشياطين ينشرون هذا العلم الخبيث بين العباد.
ã
خامساً: موالاة ومظاهرة الكفار على المسلمين
من نواقض الإسـلام المجمع عليها كذلك موالاة ومظاهرة الكفار والمشركين والمنافقين على المسلمين لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" 31 .
ã
من صور الموالاة الكفرية:
1. تجسس المسلم لصالح الكفار.
2. قتال المسلم تحت راية الكفار.
3. الحكم نيابة عنهم.
4. تمكينهم من غزو ديار الإسلام بفتح المياه الإقليمية والأجواء، وإقامة القواعد العسكرية.
ã
سادساً: الاستهزاء والسخرية بأي أمر من أمر دين الله عز وجل
والدليل على كفر المستهزئين والساخرين من الدين أو الرسول ونحوهما بعد إيمانهم قوله تعالى: "وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ" سابعاً: من لم يُكَفِّر الكفار والمشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذاهبهم
من لم يكفر الكفار واليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم، أو شك في كفرهم، أو صحح مذاهبهم فهو كافر كفراً مخرج عن الملة. فماذا بعد الحق إلا الضلال؟!

ثامناً: الإعراض الكلي، أو الجزئي عما لا يتم الواجب إلا به
نحو الإعراض عن تعلم الشرع، وعما يوجبه الله على عباده من حق الله ورسوله ودينه فهو ناقض من نواقض الإسلام المجمع عليها كذلك.

تاسعاً: إنكار ما هو معلوم من الدين ضرورة
بإثبات ما نفاه الله ورسوله أو نفي ما أثبته الله ورسوله.
ناقض كذلك من نواقض الإسلام المتفق عليها.
وفي الختام أسأل أن يردنا إليه جميعاً رداً جميلاً، وأن يشرح صدورنا للإسلام ويحببه إلينا ويزينه في قلوبنا، ويكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على إمام الهدى والرسول المجتبى وعلى آله وصحبه الكرام الفضلاء وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم اللقاء.

No comments: