Saturday, May 23, 2009

دراسة: كارثة انتشار وباء الأنفلونزا ستبدأ من مصر


كشفت دراسة مصرية حديثة عن أن كارثة انتشار وباء أنفلونزا الخنازير بين البشر ستبدأ من مصر بسبب توطن المرض بها وبسبب مزارع الخنازير المنتشرة بين الكتل السكنية. وأكد الدكتور أحمد حسين عبد المجيد استشارى التغذية بمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى أن الحكومة لم تتنبه لواقعة نفوق 90 خنزيرا عام 2006 بمزارع البراجيل والمعتمدية ، واعتبرتها نتيجة "مرض غامض" إضافة إلى تجاهلها تحذيرات منظمة الصحة العالمية لمصر ومطالبتها بسرعة نقل مزارع الخنازير خارج الكتل السكنية.


وأشارت الدراسة التي نشرتها صحيفة "المصري اليوم" المستقلة الأربعاء إلى التحذيرات التى أطلقها مؤتمر دولى نظمه المركز الدولى للأنفلونزا فى أتلانتا بالولايات المتحدة فى نيسان/أبريل الماضى والذى توقع أن يبدأ انتشار وباء أنفلونزا الطيور بين البشر من مصر بسبب توطن أنفلونزا الطيور فيها وبسبب وجود الخنازير التى تربى عشوائيا على القمامة بما فيها من دجاج نافق وفضلات الإنسان والحيوان التى تعتبر وعاء تختلط بداخله أنفلونزا الطيور والبشر والخنازير لينتج فيروسًا ضارياً ينتقل من إنسان لإنسان وهو ما سوف تنتج عنه "كارثة بشرية".

وأوضحت الدراسة "أن منظمة الصحة العالمية طالبت وزارة الصحة المصرية فى شباط/ فبراير سنة 2007 بالعمل على سرعة نقل مزارع الخنازير المنتشرة داخل المناطق السكنية بالقاهرة لوجود دلائل طبية تؤكد إمكانية إصابة الخنازير بفيروس إتش 5 إن 1 ونقله إلى الإنسان باعتبارها عائلاً مناسباً لتحور الفيروس ، خاصة أن مصر أعلى دولة فى منطقة الشرق الأوسط فى إنتاج الخنازير".

وأشارت الدراسة إلى الخسائر على الجانب الصحى، وجاء بها أن "ما يقرب من 2100 مواطن ترددوا على المستشفيات ، وتم عزلهم كحالات اشتباه فقط ، تكلفة التحليل الواحد حوالى 500 جنيه ، وتكلفة جرعة التاميفلو حوالى 100 جنيه، وتتكلف الحالة الواحدة ما بين 800 وألف جنيه، حتى يتم التأكد من إصابة المريض من عدمه مضافا إليها تكلفة الإقامة فى المستشفى".

وأضافت الدراسة :كما نفى ممثل وزارة البيئة باللجنة القومية لمكافحة أنفلونزا الطيور أن تكون الطيور المهاجرة هى السبب الرئيسى فى وصول هذا المرض إلى مصر، وأنه استدل على ذلك بعدم إصابة الدول المجاورة مثل الجزائر والمغرب وتونس خاصة أنها تقع فى نفس مسار الطيور المهاجرة ، وأن هناك احتمالات لانتشار المرض عن طريق أعلاف الدواجن المستوردة من الخارج".

وأشارت الدراسة إلى أن التصريحات الحكومية عن وصول أنفلونزا الطيور إلى مصر عن طريق الطيور المهاجرة وتساقط فضلاتها المصابة بالفيروس "لا تستند إلى أساس علمى"، موضحة أن الطيور المهاجرة المصابة غير قادرة على الطيران مسافات طويلة حيث إنها تنفق بسرعة.

وتوضح الدراسة أن الخنازير تسبب 450 وباء فيروسيا وديدانيا وبكتيريا، ولفتت إلى تراجع تمويل أبحاث نقل الأعضاء من الخنازير فى كثير من المؤسسات البحثية العالمية بسبب التوصل إلى أن خلايا الخنازير مستودع تاريخى لفيروسات وبائية تنطلق من خلاياه دوريا، ومن هنا يؤكد عبد المجيد أن إعدام الخنازير هو "الحل الأمثل" للقضاء على فرص دخول الأوبئة المختلفة إلى مصر خاصة فى ظل ارتفاع الإصابات البشرية بمرض أنفلونزا الطيور عام 2009 ، مما يشير إلى ضعف الإجراءات التى من شأنها الحد من ظهور إصابات بشرية جديدة.

وانتقد قرار ذبح الخنازير قائلا: إن عمليات الذبح تتضمن نقل الخنازير إلى المجازر بما يعنى التعرض لنشر العدوى إلى أكثر من مكان وأكثر من فرد، لأن الفحص الدقيق يتم فى المجازر".

No comments: