Tuesday, May 19, 2009

أيها المهاجرون إلى ديار الكفار لا تبيعوا آخرتكم بدنياكم ودنيا نسائكم وأبنائكم وأحفادكم

يها المهاجرون إلى ديار الكفر، الحريصون على نيل جنسياتهم، الطالبون للعيش بين ظهرانيهم الراغبون في رغد العيش اتقوا الله في أنفسكم وفي أزواجكم وأبنائكم وأحفادكم، فلا تبيعوا آخرتكم بدنياكم ودنيا غيركم.
هل سألت نفسك ـ أخي المهاجر ـ قبل أن تهاجر إلى ديار الكفر عن حكم الإسلام في الهجرة والعيش بين ظهراني الكفار من غير ضرورة تبيح ذلك؟ أما علمت أنه لا يحل لك أن تقدم على أي أمر حتى تعلم حكم الشرع فيه، أتظن أنك خلقتَ عبثاً وتركتَ سدًى؟
ألا تعلم أن الإسلام له حكم في كل أمر من أمور الدين والدنيا، حقيراً كان أم جليلاً؟
ألم تعلم أن رسولك لم يفارق هذه الحياة الدنيا إلا بعد أن دلك على كل خير يقربك إلى الله والجنة وحذرك ونهاك عن كل شر يغضب ربك ويقربك من عذابه وناره؟
ألم تسمع قول رسولك صلى الله عليه وسلم: "لو كانت الدنيا تسوى عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء"1؟
وأن الله يعطي الدنيا من أحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا لمن أحب ولطف به؟
أنسيت أن الدنيا فانية وأن الآخرة هي دار القرار "وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"2.
هل تدري أن الصحابي الجليل عاصم بن ثابت رضي الله عنه أقسم ألا يمس مشركاً ولا يمسه مشرك وقد استجاب الله لقسمه وبره فحال بينه وبين المشركين أن يمسوه بسوء بعد استشهاده؟ دعك أن يعيش في ديار الكفر ويصبح ويمسي بين ظهرانيهم؟ وأن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كان إذا رأى ذمياً في أحد طرق بغداد غَمَّضَ عينيه حتى لا يقع بصره على أحد عابدي الصليب؟
أليس دينك هو الإسلام الذي دان به عاصم وأحمد وغيرهما من المصطفين الأخيار؟
هل تعلم أن العلة في تحريم الهجرة إلى ديار الكفر من غير ضرورة هي الكفر وإليك الأدلة:
1. عن جرير بن عبد الله قال: بعث رسول الله سرية إلى خثعم، فاعتصم ناس منهم بالسجود، فأسرع فيهم القتل، قال: فبلغ ذلك النبي فأمر لهم بنصف العقل، وقال: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" قالوا: يا رسول الله: لِمَ؟ قال: "لا تراءى نارهما"3.
2. وعن معاوية رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها"4.
3. وقال صلى الله عليه وسلم: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين"5.
وهل تعلم أنه يجب على الأقليات المسلمة في تلك الديار أن يهاجروا منها إذا وجدوا إلى ذلك سبيلاً؟ وأن حكم الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام واجب وأنه محكم لم ينسخ؟
الرخص التي تبيح الهجرة إلى ديار الكفر وإلى حين والأولى الأخذ بالعزيمة ـ هي:
1. أن لا يجد المسلم بلداً يأويه من بلاد الإسلام، كما حدث لبعض المجاهدين.
2. أن لا يجد علاجاً في دار الإسلام فيضطر للسفر للعلاج عند الكفار.
3. أن لا يجد تخصصاً يحتاجه المسلمون إلا في ديار الكفار ـ وإن كان هذا بداية الخراب والدمار في العالم الإسلامي، عند حدوث ذلك على يد أبي العلمانية في العالم العربي محمد علي باشا نسأل الله أن ينتقم منه.
4. أن يمر تاجراً بديارهم.
وهل تعلم أن الهجرة إلى ديار الكفر لا تحل لسوى من ذكرنا ولو ادعى أنه يريد الدعوة إلى الله.
وهل تعلم أنه لا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتجنس بجنسية الكفار، أو يطلبها، أو يطلب حق اللجوء السياسي إلا إذا كان في حال الضرورة القصوى؟
واهمون من يظنون أن الإسلام سيبعث من ديار الكفر ـ من الغرب ـ، وواهمون كذلك من يظنون أن الإسلام سينتشر وسط الكفار عن طريق العيش بين ظهرانيهم فما لم يكن في ذلك اليوم ديناً فلن يكون اليوم ديناً، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها كما قال مالك الإمام.
الغرض الأساس لجل المهاجرين إلى ديار الكفر هو حب الدنيا المتمثل في تأمين ما يأتي لهم ولمن يعولون:
1. العيش الرغد.
2. التعليم.
3. العلاج.
هل تعلم أخي المهاجر أنك مسؤول مسؤولية كاملة عن تمرد زوجك وأولادك على تعاليم الدين وعلى العزم ألا يعودوا إلى ديارهم مهما واجهوا من أصناف الذل والاحتقار والإهانة كما حدث بعد الحادي عشر من سبتمبر 2002؟
وأنك مسؤول عن زواج ـ أي زنا ـ بنتك أو حفيدتك من كافر، وأنك مسؤول في حال الانفصال عن زوجك عن تولي الدولة الكافرة لأولادك والحيلولة دونك ودونهم؟
وأنك مسؤول عن ارتداد أي فرد من أسرتك ولو في الجيل الثالث أو الرابع إلخ...
وأنك مسؤول عن تشبه وتخلق من تعول بالكفار، وقد قال رسولك: "ومن تشبه بقوم فهو منهم"6.
هل تعلم أخي المهاجر إلى ديار الكفر والحريص عليها: أن رسولك الكريم تنبأ بجور الحكام وظلمهم، وأمر بالصبر على ذلك، مع السعي لإزالة ذلك من غير حدوث مفسدة عظمى، ولكن لم يأمر قط بالفرار من الزحف ولا بالهجرة إلى ديار الكفر.
وهل تعلم أن كل الأسباب والعلل التي يرفعها المهاجرون ويبررون بها هجرتهم إلى ديار الكفر أسباب واهية وحجج وعلل عليلة؟
هل تعلم أن العلماء لقبوا المستكين الراضي بالعيش في بلاد الكفر والقابل أن يتحاكم بقوانينهم الكافرة (بالدواجن)؟ وذلك عندما استولى الصليبيون على الأندلس.
أيها المهاجر:
عليك أن تسارع بالرجوع من تلك الديار قبل فوات الأوان وتمرد البنين والأزواج، فإن أطاعك من تعول فاحمد لله على ذلك وإن عصوك فلا تلومن إلا نفسك، فخلهم، فما لا يدرك كله لا يترك جله، وليكن لك في المهاجرين الأول من مكة إلى المدينة القدوة الحسنة، فقد تركوا نساءهم وأولادهم وأموالهم وهاجروا لله ورسوله.
أخي المهاجر لا يستخفنك الشيطان ولا تغتر بفتاوى بعض المجيزين، واعلم أن هذا العلم دين فانظر ممن تأخذ دينك. عليك أن تأخذه من العلماء الراسخين الربانيين، وأن هذه الفتاوى لا تحل حراماً، ولا تحرم حلالاً، فكل يؤخذ من قوله ويترك إلا الرسول الكريم.
العاقل من اتعظ بغيره، واستفاد من مآسي المهاجرين السابقين، والجاهل من اتعظ بنفسه وأتبعها هواها.
وتذكر أخي الكريم ما حدث لمن أقام بالأندلس بعد تولي الكفار عليها من المسلمين.
أيها الآباء والأمهات تذكروا وصية الله لكم في أولادكم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ"7.
عليكم ألا تفتنكم هذه الدولات ولا تأشيرات الزيارات التي تأتيكم من أولادكم هناك للعلاج أوالترفيه وتمنعكم وتصدكم عن قبول الحق ونصح أبنائكم بالعودة والرجوع، قبل أن يكون لبعضهم زوجة وأبناء، عليكم أن تخشوا عليهم من النار ومن غضب الجبار، واعلموا أن تعاونكم معهم على الهجرة إلى ديار الكفر تعاون على الإثم والعدوان.
هل تعلم أيها اللاجئ والمهاجر أن حصولك على (green card)، وعلى الجواز من دولة كافرة، وعلى حق اللجوء السياسي حصولك على جمرة من نار الآخرة التي حرارتها سبعون ضعفاً من نار الدنيا؟
كيف يهاجر المسلم من دار الإسلام إلى دار يدعى فيها بالتثليث، وتضرب فيها النواميس، ويعبد فيها الشيطان، ويكفر بالرحمن؟
هل تعلم أخي المسلم أن جل الذين تدفع بهم قوى الاستكبار ـ أمريكا وأذيالها ـ في حربها على ديار الإسلام من المرتزقة المتجنسين من المسلمين وغيرهم؟
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً وصلى الله وسلم وبارك على الناصح الأمين وخاتم الرسل أجمعين وعلى آله وصحبه والظاهرين من أمته على أمر الدين إلى يوم البعث والنشور

No comments: