Friday, June 5, 2009

لص أمريكي: أريد أن أصبح مسلما مثلك!


"أريد أن أصبح مسلما مثلك".. بهذه الكلمات أجمل محمد سهيل، صاحب متجر "شيرلي إكسبريس" ما قاله لص عفا عنه، وأحسن إليه بعد أن حاول السطو على متجره في نيويورك. ويروي سهيل تفاصيل قصة اللص في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية أمس الأربعاء، قائلا: "كنت متجها نحو إغلاق متجري بعد منتصف الليل، وفوجئت برجل ملثم يقتحم متجري يطلب مني إعطاءه مالا".

وواصل سهيل: "لكن عندما حاولت الدفاع عن نفسي وسحب مسدسي، كشف اللص عن وجهه على الفور، وبدأت الدموع تنهمر من عينيه قائلا إنه يريد فحسب إطعام أسرته التي تتضور جوعا".

وبحسب سهيل فإن اللص "كان يبكي كالطفل، وقال لي: لا تستدعي الشرطة.. لا يوجد لدي مال.. لا يوجد طعام في بيتي".

وما كان من صاحب المتجر المسلم إلا أن أعطى الرجل 40 دولارا ورغيف خبز، لكن بعد أن وعده بألا يسطو على أي شخص مجددا.

وعندها -يصف سهيل- "امتلأ وجه الرجل ذهولا عندما أمسك بالدولارات.. وفاجأني عندما قال لي على الفور: أريد أن أصبح مسلما مثلك".

ولم تدم مفاجأة سهيل طويلا؛ حيث سارع إلى تعريف الرجل بالإسلام، وانتهى الموقف بهما بالتصافح!


وأشار سهيل، الذي انتقل من باكستان للعمل والإقامة في الولايات المتحدة منذ 20 عاما، إلى أنه يعرف جيدا كيف يكون حال المرء عندما يعاني من مشكلات مالية، متذكرا في هذا الصدد العثرات المالية التي تعرض لها من قبل، وجعلته يتعاطف مع هذا اللص.

وأوضح سهيل أن الشرطة لا تزال تجري البحث عن اللص، لكنه لا ينوي أن يوجه اتهامات إليه؛ لأن "الجميع حاليا يمر بضائقة مالية".

مبدأ الرأفة

وبالنسبة لأصدقاء ومعارف سهيل، فإن مبدأ الرأفة الذي تعامل به مع اللص في هذا الموقف الذي نقلته قنوات التلفزة والصحف في ربوع البلاد، لم يثر دهشتهم؛ بسبب اعتيادهم على نبله.

وفي هذا يقول فيرانت، الذي يعمل في ورشة نجارة بجوار متجر سهيل، لصحيفة "نيوزداي": "حتى عندما كنت أريد شيئا لا أملك ثمنه، كان يقول لي.. لا عليك.. اذهب وخذه".

وعلق فيرنت، الذي قام بتصوير هذا الموقف، قائلا: "بعضنا يتسم بالرأفة ويتسم البعض الآخر بالغلظة، وسهيل من النوع الأول".

وبالمثل قالت سان هنري، إحدى زبائن متجر سهيل، إنه يشتهر في المجتمع بأنه "رجل جدير بالاحترام ذو وجه بشوش.. أنا لا أرى خصلة سيئة واحدة تشوب سلوكه".
http://www.watan.com/arab-american/12361-2009-06-04-17-28-33.html

وألقت الأزمة المالية العالمية -التي انطلقت شرارتها الأولى من الولايات المتحدة في سبتمبر 2008 وعمت بعد ذلك العالم- بظلالها على حياة العديد من الأمريكيين، ورفعت معدلات الفقر مع انضمام الآلاف من وقت لآخر إلى صفوف العاطلين عن العمل بسبب خسائر الشركات.

No comments: