Friday, June 5, 2009

كتب د. محمد مورو : بتاريخ 19 - 5 - 2007
يخطئ من يتصور أن الحروب الصليبية قد توقّفت في يومٍ من الأيام. ونقصد بالصليبية هنا: المسيحية الأوروبية، وهي مسيحية لا تمُت بصلة للمسيحية الشرقية بأيّ صورة من الصور.الحروب الصليبية ليست فقط هي تلكَ الحروب التي فجَّرها البابا إربان الثاني عام 1095م، عندما وقف، وقال: الآن بدأت الحروب الصليبية؛ لتحرير بيت المقدس من الكفار المسلمين، واستمرت تلك الحروب في حملات كثيرة قُدِّرت بحوالي 200 عام، إلى أن تمّ دحرُها نهائياً عن الشرق، وتحرير آخر المعاقل من أيديهم في عكّا عام 1291، بل هي حروبٌ كانت قبل ذلك، واستمرت في الأندلس والمغرب العربي، في الصّراع العثماني الأوروبي، ثم في القرون الاستعمارية والصهيونية، وأخيرًا في العراق وأفغانستان والصومال ....الخ.ولم يكن جورج بوش إلاّ مُعبِّرًا عن الوجدان الصليبي الغربي، حينما قال: إن الحرب على العراق حربٌ صليبية!!ولعلّ فرسان مالطة، هي إحدى تجليات هذه الحروب الصليبية.. وقد فجَّر الصحفي المخضرم محمد حسنين هيكل قنبلةً كبيرة، حين كشف عن استخدام الولايات المتحدة لهؤلاء الفرسان كمرتزقة، تُحرِّكُهم الروحُ الصليبية في معارك العراق وأفغانستان، بل تمّ الكشف أيضاً عن وجود هؤلاء في دارفور وجنوب السودان وغيرِها، وقد قاموا بالجهد الأكبر في مذابح الفلوجة عام 2004م ، الأمر الذي يعني أننا بالفعل إزاء حرب صليبية بكل معنى الكلمة.قد يختلط الأمر بالنسبة للبعض بين فرسان مالطة وجمهورية مالطة، ولكن الاسم يُعبِّر عن حالة تاريخية في مرحلة معيَّنة، الاسم الأكثر شهرةً لمجموعة من الصليبيين عمِلوا قُبيْل الحملات الصليبية على بيت المقدس، تحت ستار العمل الخيري، وهم من الكاثوليك، ويمكن اعتبارهم طليعةً كان قد أرسلها بابا الكاثوليك إلى بيت المقدس، قبل الحروب الصليبية، وكتمهيد لها، فقد بدأ ظهورُهم على مسرح الأحداث عام 1070، أي قبل الحرب الصليبية بحوالي (25) عاماً، بدأ ظهورهم في ذلك الوقت كهيئة خيرية، أسّسها عددٌ من الإيطاليين؛ لرعاية الحجاج الكاثوليك في مستشفى القديس يوحنا، قرب كنيسة القيامة ببيت المقدس. وكانوا يسمَّوْن "فرسان المستشفى"، وكان هناك جماعات مماثلة في بيت المقدس تقوم بنفس المَهمَّة، تمهيداً للغزو الصليبي، مثل فرسان المعبد، فلما جاءت الحملات الصليبية قام هؤلاء بدور خبير في المعارك والاستخبارات، بل في المذابح؛ لأنهم كانوا يحملون عنصرية وكراهية شديدة للمسلمين. وبعد هزيمة الصليبين في موقعة حطين عام 1187 تمّ إخراجُهم نهائياً من الشام عام 1291 بسقوط عكّا وطرْدِ الصليبين منها. وخرج هؤلاء الفرسان إلى بلاد أخرى مثل رودس ومالطة وإيطاليا وغيرها، وسيطروا على بعض جزر البحر المتوسط: ومنها مالطة، ثم طُردوا منها، بعد أن حمَلوا اسم "فرسان مالطة"، ودخلوا في معارك مع المسلمين..المهم أنه انتهى الأمر بهم إلى أن اتّخذوا من روما مقرًا لهم، ولكنهم استطاعوا أن يُقيموا تنظيماً دولياً يضمّ فرساناً ومتطوعين، يحملون الحُلْم الصليبي التقليدي في العودة إلى بيت المقدس وتحطيم العالم الإسلامي، ولهم رمز مميز، هو صليب أبيض معلَّق بحبل أسود.ويقدر بعض الخبراء عدد هؤلاء بحوالي عشرة آلاف فارس وحوالي نصف مليون متطوِّع، ولهم تواجدٌ في عددٍ من الدول الأوروبية، وفي الولايات المتحدة الأمريكية ذاتِها، ولفرسان مالطة علاقات وثيقة مع منظمة مدكو كلوكس كلان الأمريكية العبقرية، التي مارست التطهير العرقي ضد السود والآسيويين في الولايات المتحدة.وقد كشف الباحثان (الأيرلندي سيمون بيلز) والأمريكية (ماريا سانيكيران) أن أبرز أعضاء جماعة فرسان مالطة من السياسيين الأمريكيين هما: رونالد ريجان، وجورج بوش الأب، رئيسا أمريكا السابقان، وحسب موقع فرسان مالطة على الإنترنت، فإن بريكسوت بوش الجد الأكبر للرئيس الأمريكي جورج بوش كان من الأعضاء البارزين في تلك الجماعة، وبحسب الموقع الرسمي لفرسان مالطة أيضاً، فإن رئيس منظمة فرسان مالطة هو الأمير البريطاني (فرا أندرو بيريتي) الذي تقلَّد الرئاسة عام 1988 ويقيم في روما ويُعامَل كرئيس دولة بكل الصّلاحيات والحصانات الدبلوماسية. وينص القانون الدولي على سيادة دولة فرسان مالطة، ولها صفة مراقب في الأمم المتحدة، وللمنظمة علاقات دبلوماسية مع (96) دولة على مستوى العالم، والغريب أن منها دولاً عربية وإسلامية، مثل مصر والمغرب والسودان وموريتانيا!!ما كشف عنه الصحفي المخضرم محمد حسنين هيكل بشأن العلاقة بين تلك المنظمة العنصرية منذ أيام الحروب الصليبية وبين حكومة الولايات المتحدة، يجعل الحقيقة الوحيدة والكبيرة أننا في العراق وأفغانستان إزاء حرب صليبية، فهناك تعاقد أيديولوجي مشترك بين حكومة الولايات المتحدة وتلك المنظمة. وأحد كبار أعضاء تلك المنظمة وهو جوزيف سميتز، الذي عمل مفتشاً عاماً في وزارة الدفاع الأمريكية، ثم انتقل للعمل كمستشار في مجموعة شركات برينس المالكة لشركة (بلاك ووتر)، وهذه الشركة الأخيرة هي أكبر الشركات الأمنية المتعاقدة مع الولايات المتحدة للعمل في العراق، وأن هناك حوالي (200) ألف من المرتزقة يعملون لحساب الولايات المتحدة في العراق، معظمهم ينتمون للأيديولوجية الصليبية، وأن فرسان مالطة والمتطوِّعين من أمثال هذه الجماعات ومنهم نصارى لبنانيون خاصة من جيش أنطوان لحد، يقومون بالأعمال القذرة مثل: التعذيب في السجون والمذابح في المدن العراقية (الفلوجة نموذج عام 2004 ).و حجم أعمال شركة (بلاك ووتر) في العراق مثلاً حوالي (100) مليار دولار، وهي تمتلك أسلحة ثقيلة وطائرات مروحية، وتسعى هذه الشركة للعمل في دارفور!!المصدر : الإسلام اليوم

No comments: