Thursday, July 2, 2009

الأزهر‮ ‬يفتي‮ ‬ودار الإفتاء ترد والأوقاف تعقب

حالة من الفوضي‮ ‬والتضارب في‮ ‬الفتاوي‮ ‬تعيشها مصر ليس علي‮ ‬المستوي‮ ‬الشعبي‮ ‬فقط وإنما انتقلت الحالة الي‮ ‬المؤسسات الدينية الرسمية في‮ ‬مصر وبين أبناء المؤسسة الواحدة،‮ ‬ورغم حرص الدولة علي‮ ‬حصر الفتاوي‮ ‬الرسمية تحت إشراف دار الفتوي‮ ‬والأزهر فإن التضارب‮ ‬يحدث كثيرا بين الجهات الرسمية‮.‬ فقد وصل التضارب بين الجهات الي‮ ‬حد الاختلاف حتي‮ ‬علي‮ ‬صدور قانون‮ ‬يلزم الدعاة‮ ‬غير الرسميين بعدم إصدار فتاوي،‮ ‬فقد رفض الدكتور سيد طنطاوي‮ ‬شيخ الأزهر إصدار القانون وأكد أن كل عالم من حقه الاجتهاد،‮ ‬بينما أعلن الدكتور حمدي‮ ‬زقزوق وزير الأوقاف موافقته علي‮ ‬القانون لغلق الأبواب علي‮ ‬علماء الفضائيات‮.‬ وبالنسبة للاختلاف في‮ ‬الفتاوي‮ ‬نفسها فقد ظهر في‮ ‬العديد من الفتاوي‮ ‬منها ما أفتي‮ ‬به الدكتور علي‮ ‬جمعة من جواز تولي‮ ‬المرأة لرئاسة الجمهورية معتبرا أن ما لا‮ ‬يجوز للمرأة هو فقط تولي‮ ‬خلافة المسلمين مؤكدا أن هذا المنصب من التراث الإسلامي‮ ‬القديم‮.‬ في‮ ‬حين رفض نصر فريد واصل المفتي‮ ‬الأسبق رئاسة المرأة للدولة مبررا ذلك بأنها مهمة تحتاج لعزيمة الرجال‮.‬ وتضاربت الفتاوي‮ ‬حول تأجيل الحج من عدمه كإجراء احترازي‮ ‬تجاه انفلونزا الخنازير فقد رفض الدكتور علي‮ ‬جمعة إصدار فتوي‮ ‬شرعية تبيح تأجيل السفر للأراضي‮ ‬المقدسة لأداء العمرة أو الحج،‮ ‬في‮ ‬المقابل أجاز عدد من علماء الأزهر تأجيل أداء فريضة الحج هذا العام استجابة لتحذيرات منظمة الصحة العالمية من تزايد أعداد المصابين بمرض إنفلونزا الخنازير والطيور مستندين الي‮ ‬القاعدة الفقهية التي‮ ‬تنص علي‮ »‬درء الضرر مقدم علي‮ ‬جلب المنفعة‮« ‬وأكد الشيخ عبدالله مجاور الأمين الاسبق للجنة الفتوي‮ ‬بالأزهر الشريف علي‮ ‬جواز تأجيل الحج هذا العام اتقاء لشر وباء انفلونزا الخنازير مستشهدا علي‮ ‬وجود حجاج‮ ‬يأتون من الدول الغربية التي‮ ‬انتشر داخلها الوباء محذرا من إمكانية نقله لسائر بلاد المسلمين من خلال الحجيج،‮ ‬كما أكد الدكتور أحمد عبدالرحمن علي‮ ‬شرعية تأجيل الفريضة للعام القادم مطالبا بترشيد أداء فريضة الحج بصفة عامة لأن البعض‮ ‬يؤدونها كل عام‮.‬ وبشأن المريض الميت دماغيا شهدت هذه القضية خلافا فقهيا واسعا بين علماء مصر بعضهم البعض‮.‬ فقد أفتي‮ ‬الدكتور‮ ‬يوسف القرضاوي‮ ‬بجواز ايقاف أجهزة الانعاش الصناعي‮ ‬عن المريض الميت دماغيا فيما‮ ‬يعرف بإجازة‮ »‬تيسير الموت‮« ‬مبينا أن قتل الرحمة هو تسهيل موت المريض من دون ألم لتخفيف معاناته خاصة في‮ ‬الأمراض التي‮ ‬لا‮ ‬يرجي‮ ‬شفاؤها مثل السرطان والإيدز‮.‬ هذا وقد عد شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي‮ ‬هذا الموت‮ ‬غير شرعي‮ ‬وأيدته في‮ ‬ذلك دار الافتاء المصرية،‮ ‬فمصلحة الطب الشرعي‮ ‬في‮ ‬مصر أكدت أن هذا المتوفي‮ ‬مازال حيا‮ ‬يرزق وصدرت فتوي‮ ‬لمجمع البحوث الإسلامية أجمع من خلالها علي‮ ‬عدم وجود أدلة شرعية‮ ‬يعتمد عليها في‮ ‬تحريم نقل الأعضاء من جسد الميت الي‮ ‬الإنسان الحي‮ ‬بعد تحقيق الموت الشرعي‮ ‬والنهائي‮ ‬وأن الموت بهذه الطريقة‮ ‬يعني‮ ‬توقف جميع أعضاء جسم الإنسان عن أداء وظائفها بصورة تامة وليس بموت المخ أو الموت الاكلينيكي‮ ‬باعتباره لا‮ ‬يعد موتا شرعيا،‮ ‬فيما أكد الدكتور نصر فريد واصل من أن تحقق الوفاة الكاملة لجميع أعضاء الجسد شرط لأخذ أحد أعضاء الميت‮.‬ وبسبب اعتبار علي‮ ‬جمعة الشباب الغارقين علي‮ ‬السواحل المصرية ليسوا شهداء وأنهم طامعون دخل المفتي‮ ‬في‮ ‬أزمة مع مجمع البحوث الإسلامية برئاسة الدكتور محمد سيد طنطاوي‮ ‬الذي‮ ‬أكد أن هؤلاء الشباب الغرقي‮ ‬شهداء في‮ ‬نفي‮ ‬واضح وصريح لفتوي‮ ‬جمعة مؤكدا رأيه بالحديث الشريف‮ »‬الغريق شهيد‮«.. ‬كذلك أفتي‮ ‬شيخ الأزهر من قبل بحرمة فوائد البنوك ثم عاد وأحلها وقال إن من‮ ‬يقول إنني‮ ‬حرمتها فهو كاذب في‮ ‬حين أن هذه الفتوي‮ ‬مسجلة برقم‮ ‬124‮/‬41‮ ‬وقال فيها‮: »‬لقد أجمع المسلمون علي‮ ‬تحريم الربا وهو في‮ ‬اصطلاح الفقهاء زيادة في‮ ‬معاوضة مال بمال دون مقابل،‮ ‬وأضاف طنطاوي‮ ‬في‮ ‬فتواه وقتها‮ »‬أن تحريم الربا بهذا المعني‮ ‬أمر مجمع عليه في‮ ‬كل الأديان السماوية‮«.‬ كما شن الدكتور محمود حمدي‮ ‬زقزوق وزير الأوقاف هجوما عنيفا علي‮ ‬فتوي‮ ‬الدكتور علي‮ ‬جمعة التي‮ ‬أكد فيها أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا‮ ‬يتبركون بشرب بول النبي،‮ ‬وتساءل زقزوق هل انتهت كل مشاكل العالم الإسلامي‮ ‬ولم‮ ‬يعد‮ ‬غير فتوي‮ ‬التبرك بشرب بول الرسول ووصفها بالتخاريف‮.‬ وجاءت فتوي‮ ‬ارضاع الكبير للدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر التي‮ ‬أباح فيها للمرأة العاملة بأن ترضع زميلها خمس رضعات مشبعات حتي‮ ‬يحرم عليها صادمة المجتمع المصري‮ ‬وعلماء المسلمين،‮ ‬فأكد زقزوق أن هذه الفتوي‮ ‬تسيء للإسلام إساءة بالغة وتمثل انحدارا شديدا تدفع الناس للتخلف والجهل كما انها لم تراع وتحترم قواعد الذوق العام‮.‬ أما عن آخر الفتاوي‮ ‬التي‮ ‬أثارت جدلا شرعيا بين علماء الدين الإسلامي‮ ‬هي‮ ‬جواز دار الافتاء المصرية زواج المسيار بشرط موافقة ولي‮ ‬الأمر الذي‮ ‬خلق جدلا واسعا بين علماء الأزهر الذين أصروا علي‮ ‬أن زواج المسيار باطل شرعا وأنه‮ ‬يفتح أبوابا للانحراف الخلقي‮ ‬في‮ ‬المجتمع ولن‮ ‬يحل مشكلة العنوسة بقدر ما سيخلف مشاكل ورفض جمعة التراجع عن فتواه أو عمل مناظرة مع المشايخ الرافضين لتلك الفتوي،‮ ‬واعتبر المراقبون أن مؤتمر الأزهر الذي‮ ‬عقد وقتها بداية معركة فقهية وجدلية بين الإصلاحيين برئاسة المفتي‮ ‬من جهة وبين الصقور من جهة أخري،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬ربما‮ ‬يتحول الي‮ ‬أكثر من سجال شديد ربما لا تحمد عقباه‮« ‬وأحد أشد المعارضين لفتوي‮ ‬د‮. ‬جمعة كانت الدكتورة آمنة نصر أستاذ الفقه في‮ ‬جامعة الأزهر وقالت انها لا تعترف بوجود ضوابط أو أدلة شرعية تبيح زواج المسيار‮.‬
http://www.alwafd.org

No comments: